لهذه الأسباب قد يَعزِف بعضُنا عن تناوُل أي شيء عقب القيء، خوفًا من تكرار هذه التجربة المؤلمة، إلا أنه من الضروري إمداد الجسم بالسوائل بعد التقيؤ المتكرر لتجنب الإصابة ب الجفاف، وإمداده بالقليل من الطعام على فترات متباعدة، لتعويضه عما فقده من معادن وعناصر غذائية.
لكن ذلك لا يعني تناوُل أي أطعمة من دون تدقيق، فبعض الأطعمة الدسمة أو صعبة الهضم قد تُسبّب تفاقم الحالة، لذلك يجب تناول الأطعمة المناسبة التي تساعد الجسم على التعافي دون إجهاد الجهاز الهضمي –الحساس بالفعل– مرة أخرى.
نستعرض فيما يلي بعض الأطعمة التي يُنصح بتناولها بعد المعاناة من القيء.
ما هي الأطعمة التي يُسمح بتناولها بعد القيء؟
يكثر البحث في الإنترنت عن الأطعمة المسموح بها مع القيء بصيغ متعددة، منها: بعد الترجيع ماذا آكل، أو نصائح بعد الاستفراغ، أو أكل يوقف الاستفراغ، أو أكل بعد الاستفراغ، أو أكلات تمنع القيء، أو أكلات توقف الاستفراغ. فيما يلي بعض الأطعمة التي يُنصح بها ويُسمح بتناولها بعد الاستفراغ أو القيء:
1. الماء والسوائل الدافئة
2. الموز
يحتوي الموز على كميات كبيرة من البوتاسيوم، وهو أحد المعادن الأساسية التي يفقدها الجسم مع القيء المتكرر، إلى جانب ذلك، فالموز سهل الهضم ولطيف على المعدة، لذلك يُنصَح به بوصفه أحد الأطعمة التي يمكن تناولها بعد أن تستطيع المعدة تحمُّل الأطعمة الصلبة، وبعد توقف القيء تمامًا.
3. الأرز
يُنصح بتناول الأرز الأبيض لأنه من الأطعمة النشوية القليلة الألياف، تساعد كمية صغيرة منه على الشعور بالامتلاء، ويساعد الأرز أيضًا على تغليظ قوام البراز في حالة اقتران القيء مع الإصابة بالإسهال.
يفضل تناول الأرز مسلوقًا من دون إضافة أي بهارات أو دهون لتجنب تهييج المعدة مرة أخرى، ويجب أيضًا تناوُل الأرز الأبيض فقط، وعدم تناول الأنواع الأخرى بعد القيء، كالأرز البُنّي، فهي أقسى على المعدة وأصعب هضمًا.
4. البطاطس المسلوقة
تُعَدّ البطاطس من الأطعمة النشوية القليلة الألياف مثل الأرز، كما أنها غنية بالمعادن والألياف، وتُحسِّن من صحة وحركة الجهاز الهضمي. ينصح بتناوُل البطاطس المسلوقة أو المخبوزة لا المقلية، وإضافة القليل من الملح فقط حتى لا تتهيج المعدة من أي إضافات أخرى.
5. الخبز المُحمَّص
يندرج الخبز ضمن الأطعمة النشوية القليلة الألياف، كما أنه يحتوي على بعض العناصر الغذائية المفيدة، ويُنصَح بتناول الخبز المحمص، إذْ تختلف العناصر الغذائية الموجودة في الخبز بعد تحميصه، ويُنصح أيضًا بتناوُل الخبز الأبيض بعد القيء، فالخبز البُنّي الغني بالألياف أفضل في الأحوال العادية، لكنه أصعب في الهضم، وقد يسبب المغص والغثيان، ويمكن أيضًا تناول المقرمشات المخبوزة المملحة.
6. مَخفوق التفاح
لا يُنصح بتناوُل الخضراوات أو الفاكهة الطازجة بعد التقيؤ مباشرةً، ولا يُستثنى من ذلك التفاح. مع ذلك، يُنصح بتناول التفاح المخفوق (يتكون من تفاح مسلوق ومخفوق مع إمكانية إضافة القليل من العسل أو السكر أو عصير الليمون)، وذلك لسهولة هضمه، ولاحتوائه على العديد من العناصر الغذائية، وعلى الألياف القابلة للذوبان في الماء مثل البكتين، التي تساعد على الحد من تهيج المعدة.
من الجدير بالتنبيه أنه إذا استمرت الشكوى من القيء أكثر من يومين، فمن اللازم التوجه على الفور لاستشارة الطبيب.
ما هو أفضل مشروب بعد الاستفراغ؟
تعويض الجسم بالسوائل أهم خطوة بعد التقيؤ المتكرر، وذلك لتجنب الإصابة بالجفاف الذي يُعَدّ أكثر المضاعفات حدوثًا وخطورةً. من أبرز أعراض الجفاف: انخفاض عدد مرات التبول، ويصبح لون البول داكنًا أكثر، مع جفاف الفم.
يجب تناوُل كميات قليلة من السوائل على مدار اليوم، وتجنُّب تجرُّع الماء بكميات كبيرة فجأة، خاصةً بعد التقيؤ مباشرةً، لأن المعدة تكون حساسة عندئذٍ بشكل كبير.
يظل تناول الماء هو الخيار الأفضل، ولكن يمكن أيضًا تناوُل بعض المشروبات التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن لتعويض الجسم عما فقده، مثل:
- حساء الدجاج أو الخضراوات.
- عصير الفاكهة بعد تخفيفه.
- المشروبات العشبية غير المُحلَّاة، مثل الزنجبيل والنعناع.
- ماء جوز الهند.
- المشروبات الرياضية.
تجنَّب تناوُل العصائر المركّزة أو الحليب أو المشروبات المحلاة، لأن السكر الموجود فيها قد يُهيِّج المعدة، ويُسبِّب التقلصات والإسهال، وتجنَّب أيضًا المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل الشاي والقهوة ومشروبات الطاقة.
يُنصح بتناوُل محلول معالجة الجفاف إذا استمر القيء لإمداد الجسم بالتركيزات المُثلى من المعادن التي يفقدها، مثل الصوديوم والبوتاسيوم، وهو ما يساعد على التعافي.
المصادر:
What to Eat (or Not) When Your Stomach Hurts
The 14 Best Foods to Eat When You’re Nauseous
BRAT Diet: Recovering From an Upset Stomach
The Best Foods to Eat After Throwing Up