منذ اخترع الطبيب البريطاني جينر لقاحه ضد الجدري عام 1796، واللقاحات تستخدم للوقاية من الأمراض السارية والخطرة التي تسببها الجراثيم أو الفيروسات.
يقوم مبدأ اللقاحات على إعطاء جرعة من العامل الممرض (الباكتيريا أو الفيروس) وهو ميت أو ضعيف (أي أنه لا يمكن له أن يسبب المرض)، لفئات الناس المعرضة للمرض، لكي تتشكل في جسم الشخص الملقح أجسام مضادة antibodies، بإمكانها أن تحارب العامل الممرض إذا وجد طريقه إلى ذلك الشخص.
إلا أن قبول الناس بمبدأ تطبيق اللقاحات على كل البشر بقي يتراوح بين أخذ ورد خلال القرنين الماضيين، وما زالت الأسئلة التالية تتردد على لسان الناس (وبعض الأطباء):
- من يجب أن يتلقى اللقاح، ومتى؟
- ما درجة الحماية التي يوفرها اللقاح بالفعل؟
- ما هي مضار اللقاح، وهل تفوق فائدته؟
كل ذلك حدا بموضوع التلقيح أن يبقى متأرجحا في ذهن الكثيرين.
ونعرض فيما يلي أهم المغالطات التي يصدقها الكثيرون حول اللقاحات وأسباب عدم صحتها:
1- لن يحميك اللقاح إلا إذا تلقّح كل الناس
هذا غير صحيح. فبعض الناس لن يتلقحوا، إما لعدم قناعتهم باللقاح أو لجهلهم بوجوده، أو لان حالتهم الصحية لا تسمح لهم بذلك، ومع ذلك فقد استفادت الأجيال السابقة استفادة كبرى من التلقيح، حتى أن أحد الأمراض (الجدري) اختفى من الوجود، وبذلك أنقذ حوالي 5 ملايين ممن كان يتوقع لهم الوفاة بسببه (وسيتبعه على الأغلب شلل الاطفال)، كما أن سبعة أمراض سارية أخرى تعتبر الهيئات الصحية العالمية أنها باتت مسيطرا عليها تماماً بسبب التلقيح.
ثم علينا ألا ننسى أن بعض الأمراض لا تنتقل عبر الناس، مثل الكزاز والتهاب الكبد A، ولا بد من التلقيح للوقاية منها.
2- التلقيح هو للأطفال فقط
هناك عدد كبير من اللقاحات المعدة للمراهقين والبالغين وحتى المسنين، لعل أشهرها لقاح الإنفلونزا الذي يعطى في أواخر كل عام.
ثم هناك لقاح التهاب السحايا الذي يطلب اليوم في البلاد الغربية لكل طلاب الجامعات الذين يتشاركون في غرف النوم، وهناك لقاح التهاب الرئة، الذي ينصح به المتقدمون في السن.
وعلينا ألا ننسى اللقاحات الداعمة (booster) الضرورية للحماية من مرضي الكزاز والسعال الديكي، فكل إنسان عرضة لمرض الكزاز إذا أوذي بآلة معدنية ملوثة، والأطفال عرضة لانتقال السعال الديكي إليهم من البالغين إذا لم يكونوا محصنين ضد المرض.
3- يهدف اللقاح للحماية من المرض بنسبة 100%
لا يضمن اللقاح الحماية الكاملة من المرض موضوع التلقيح، لكن إذا أصابك المرض وأنت ملقح، سيكون أخف وطأة بكثير، ويصرح مندوب الأكاديمية الأميركية لطب الاطفال الدكتور "اري براون" أن اللقاحات تضمن الحماية ضد الوقوع في المرض بنسبة 80%، وتضمن الحماية ضد الوفاة من المرض بنسبة 100%.
ويضيف الدكتور براون أن نسبة الحماية في أحد المجتمعات تزداد بازدياد عدد الأفراد الذين يتلقون التلقيح.
4- إذا تلقى المرء عددا كبيرا من اللقاحات فستضعف مناعته
العكس هو الصحيح.. فكل لقاح يحثّ الجسم على تحضير استجابة مناعية (أجسام مضادة)، ما يقوي الجهاز المناعي.
ولذلك تنصح جمعية التلقيح الأميركية أن يعطى الأطفال أكبر عدد من اللقاحات معا (ما لم يكن هناك داعٍ ضد ذلك)، وفي أصغر عمر ممكن.
5- اللقاحات تسبب مرض التوحد في الأطفال
تعود هذه المقولة الشائعة لدراسة صغيرة أجريت عام 1998، ادعت وجود ارتباط بين مرض التوحد (الذي يتكاثر ظهوره عالميا لأسباب لا تزال غير معروفة) واللقاح الثلاثي (MMR).
لكن دراسات أخرى تلت تلك الدراسة، دحضت نتائج الدراسة الأولى، ما جعل المؤسسات الصحية الرسمية الغربية تنفي وجود علاقة بين تلقيح الأطفال وظاهرة التوحد، وتصرح أن عدم تلقي اللقاحات المفروضة هو أكبر خطرا على الطفل.
6- للقاحات مضاعفات جانبية خطرة، كما أنها تحتوي مادة الزئبق السامة
اللقاحات، شأنها شأن كل علاج، لا تخلو من مضاعفات، لكن هذه إما خفيفة أو نادرة جدا.
وأكثر مضاعفة شيوعا هو الألم والاحمرار ناحية حقن اللقاح، وأحيانا ارتفاع درجة الحرارة، الذي يمكن السيطرة عليه بسهولة عن طريق خافضات الحرارة من قبيل اسيتامينوفين acetaminophen أو أيبو بروفين Ibuprofen (لا ينصح بإعطاء الاسبيرين للأطفال).
كما يمكن أن يصيب الطفل اختلاجات عضلية في حالة من أصل 3000 إلى 14000 حالة، بحسب نوع اللقاح.
أما بالنسبة للزئبق الذي يستخدم لمنع تلوث اللقاح بالباكتيريا، فهو لم يعد متواجدا في لقاحات الأطفال منذ عام 2001، ويمكن لمن شاء من البالغين طلب لقاح خال من آثاره.
7- يروج الأطباء والصيادلة للقاحات لأنهم يستفيدون منها ماديا
العكس قد يكون هو الصحيح، لأن إعطاء اللقاح والترتيبات التي يجب إعدادها له، تكلف ما يفوق المردود الذي يتلقاه الطبيب. أما بالنسبة للصيدليات، فتشير الإحصائيات إلى أن ما يناله الصيدلي من الريع العائد للقاحات لا يتجاوز 1.5% من دخله من بقية الأدوية، وقد يكون هذا هو سبب تدني عدد الشركات التي تصنع اللقاحات من 30 شركة قبل ثلاثة عقود، إلى أقل من عشر شركات اليوم.
8- لم يعد هناك ضرورة للقاحات، لأن الأمراض التي صنعت من أجلها لم تعد موجودة
المرض الوحيد الذي انقرض بفضل اللقاحات هو الجدري، ولكن هناك -إلى اليوم- جائحات من الحصبة، والنكاف، والسعال الديكي وغيرها، واللقاح يحميك من المرض عندما تكون بين أشخاص لم يتلقوا اللقاح.
9- من الأفضل للإنسان أن يتلقى المناعة من الإصابة بالمرض نفسه
لا شك أن المناعة التي تحصل من المرض هي أقوى من تلك التي يوفرها اللقاح، وتبقى مع الشخص طوال العمر، لكن أخطار ومضاعفات المرض الفعلي يجب ألا يستهان بها، فقد يؤدي جدري الماء chickenpox على سبيل المثال إلى التهاب الدماغ أو التهاب الرئة، كما قد يؤدي مرض شلل الأطفال لشلل الطرفين السفليين الدائم، ومرض النكاف للصمم وأذية الدماغ.
10- لا يمكن للنساء الحوامل أخذ اللقاحات
هذا صحيح بالنسبة لعدد قليل من اللقاحات، مثل جدري الماء واللقاح الثلاثي MMR، ولكنه غير صحيح بالنسبة لمعظم اللقاحات، مثل لقاح الإنفلونزا، الذي لا يحمي الحامل وحدها من عواقب المرض، بل وجنينها كذلك.
وعلينا ألا ننسى أن الجهاز المناعي لدى الحامل ضعيف نسبيا، ما يجعلها بحاجة أكبر للحماية من المرض.
إلا أن قبول الناس بمبدأ تطبيق اللقاحات على كل البشر بقي يتراوح بين أخذ ورد خلال القرنين الماضيين، وما زالت الأسئلة التالية تتردد على لسان الناس (وبعض الأطباء):
- من يجب أن يتلقى اللقاح، ومتى؟
- ما درجة الحماية التي يوفرها اللقاح بالفعل؟
- ما هي مضار اللقاح، وهل تفوق فائدته؟
كل ذلك حدا بموضوع التلقيح أن يبقى متأرجحا في ذهن الكثيرين.
ونعرض فيما يلي أهم المغالطات التي يصدقها الكثيرون حول اللقاحات وأسباب عدم صحتها:
1- لن يحميك اللقاح إلا إذا تلقّح كل الناس
هذا غير صحيح. فبعض الناس لن يتلقحوا، إما لعدم قناعتهم باللقاح أو لجهلهم بوجوده، أو لان حالتهم الصحية لا تسمح لهم بذلك، ومع ذلك فقد استفادت الأجيال السابقة استفادة كبرى من التلقيح، حتى أن أحد الأمراض (الجدري) اختفى من الوجود، وبذلك أنقذ حوالي 5 ملايين ممن كان يتوقع لهم الوفاة بسببه (وسيتبعه على الأغلب شلل الاطفال)، كما أن سبعة أمراض سارية أخرى تعتبر الهيئات الصحية العالمية أنها باتت مسيطرا عليها تماماً بسبب التلقيح.
ثم علينا ألا ننسى أن بعض الأمراض لا تنتقل عبر الناس، مثل الكزاز والتهاب الكبد A، ولا بد من التلقيح للوقاية منها.
2- التلقيح هو للأطفال فقط
هناك عدد كبير من اللقاحات المعدة للمراهقين والبالغين وحتى المسنين، لعل أشهرها لقاح الإنفلونزا الذي يعطى في أواخر كل عام.
ثم هناك لقاح التهاب السحايا الذي يطلب اليوم في البلاد الغربية لكل طلاب الجامعات الذين يتشاركون في غرف النوم، وهناك لقاح التهاب الرئة، الذي ينصح به المتقدمون في السن.
وعلينا ألا ننسى اللقاحات الداعمة (booster) الضرورية للحماية من مرضي الكزاز والسعال الديكي، فكل إنسان عرضة لمرض الكزاز إذا أوذي بآلة معدنية ملوثة، والأطفال عرضة لانتقال السعال الديكي إليهم من البالغين إذا لم يكونوا محصنين ضد المرض.
3- يهدف اللقاح للحماية من المرض بنسبة 100%
لا يضمن اللقاح الحماية الكاملة من المرض موضوع التلقيح، لكن إذا أصابك المرض وأنت ملقح، سيكون أخف وطأة بكثير، ويصرح مندوب الأكاديمية الأميركية لطب الاطفال الدكتور "اري براون" أن اللقاحات تضمن الحماية ضد الوقوع في المرض بنسبة 80%، وتضمن الحماية ضد الوفاة من المرض بنسبة 100%.
ويضيف الدكتور براون أن نسبة الحماية في أحد المجتمعات تزداد بازدياد عدد الأفراد الذين يتلقون التلقيح.
4- إذا تلقى المرء عددا كبيرا من اللقاحات فستضعف مناعته
العكس هو الصحيح.. فكل لقاح يحثّ الجسم على تحضير استجابة مناعية (أجسام مضادة)، ما يقوي الجهاز المناعي.
ولذلك تنصح جمعية التلقيح الأميركية أن يعطى الأطفال أكبر عدد من اللقاحات معا (ما لم يكن هناك داعٍ ضد ذلك)، وفي أصغر عمر ممكن.
5- اللقاحات تسبب مرض التوحد في الأطفال
تعود هذه المقولة الشائعة لدراسة صغيرة أجريت عام 1998، ادعت وجود ارتباط بين مرض التوحد (الذي يتكاثر ظهوره عالميا لأسباب لا تزال غير معروفة) واللقاح الثلاثي (MMR).
لكن دراسات أخرى تلت تلك الدراسة، دحضت نتائج الدراسة الأولى، ما جعل المؤسسات الصحية الرسمية الغربية تنفي وجود علاقة بين تلقيح الأطفال وظاهرة التوحد، وتصرح أن عدم تلقي اللقاحات المفروضة هو أكبر خطرا على الطفل.
6- للقاحات مضاعفات جانبية خطرة، كما أنها تحتوي مادة الزئبق السامة
اللقاحات، شأنها شأن كل علاج، لا تخلو من مضاعفات، لكن هذه إما خفيفة أو نادرة جدا.
وأكثر مضاعفة شيوعا هو الألم والاحمرار ناحية حقن اللقاح، وأحيانا ارتفاع درجة الحرارة، الذي يمكن السيطرة عليه بسهولة عن طريق خافضات الحرارة من قبيل اسيتامينوفين acetaminophen أو أيبو بروفين Ibuprofen (لا ينصح بإعطاء الاسبيرين للأطفال).
كما يمكن أن يصيب الطفل اختلاجات عضلية في حالة من أصل 3000 إلى 14000 حالة، بحسب نوع اللقاح.
أما بالنسبة للزئبق الذي يستخدم لمنع تلوث اللقاح بالباكتيريا، فهو لم يعد متواجدا في لقاحات الأطفال منذ عام 2001، ويمكن لمن شاء من البالغين طلب لقاح خال من آثاره.
7- يروج الأطباء والصيادلة للقاحات لأنهم يستفيدون منها ماديا
العكس قد يكون هو الصحيح، لأن إعطاء اللقاح والترتيبات التي يجب إعدادها له، تكلف ما يفوق المردود الذي يتلقاه الطبيب. أما بالنسبة للصيدليات، فتشير الإحصائيات إلى أن ما يناله الصيدلي من الريع العائد للقاحات لا يتجاوز 1.5% من دخله من بقية الأدوية، وقد يكون هذا هو سبب تدني عدد الشركات التي تصنع اللقاحات من 30 شركة قبل ثلاثة عقود، إلى أقل من عشر شركات اليوم.
8- لم يعد هناك ضرورة للقاحات، لأن الأمراض التي صنعت من أجلها لم تعد موجودة
المرض الوحيد الذي انقرض بفضل اللقاحات هو الجدري، ولكن هناك -إلى اليوم- جائحات من الحصبة، والنكاف، والسعال الديكي وغيرها، واللقاح يحميك من المرض عندما تكون بين أشخاص لم يتلقوا اللقاح.
9- من الأفضل للإنسان أن يتلقى المناعة من الإصابة بالمرض نفسه
لا شك أن المناعة التي تحصل من المرض هي أقوى من تلك التي يوفرها اللقاح، وتبقى مع الشخص طوال العمر، لكن أخطار ومضاعفات المرض الفعلي يجب ألا يستهان بها، فقد يؤدي جدري الماء chickenpox على سبيل المثال إلى التهاب الدماغ أو التهاب الرئة، كما قد يؤدي مرض شلل الأطفال لشلل الطرفين السفليين الدائم، ومرض النكاف للصمم وأذية الدماغ.
10- لا يمكن للنساء الحوامل أخذ اللقاحات
هذا صحيح بالنسبة لعدد قليل من اللقاحات، مثل جدري الماء واللقاح الثلاثي MMR، ولكنه غير صحيح بالنسبة لمعظم اللقاحات، مثل لقاح الإنفلونزا، الذي لا يحمي الحامل وحدها من عواقب المرض، بل وجنينها كذلك.
وعلينا ألا ننسى أن الجهاز المناعي لدى الحامل ضعيف نسبيا، ما يجعلها بحاجة أكبر للحماية من المرض.