في لقاء مع موقع صحتك يتحدث الدكتور محمد حذيفة، طبيب الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى ميدكير الشارقة، عن أهمية تطعيم الأطفال قبل المدارس.
هل تطعيم الأطفال قبل المدارس ضروري؟
نعم، إذا لم يكن عمر الطفل أقل من 6 أشهر، أو كانت لديه أسباب طبية تمنعه من تلقي اللقاح، فمن المُستحسن أن يتم تطعيم الطفل قبل بدء المدرسة. إن طفلك عرضة لخطر الإصابة بعدوى حادة مثل السعال الديكي الذي يمكن أن يسبب له ألماً شديداً ومعاناة وانزعاجاً إذا لم يتلق اللقاحات الخاصة به.
وبشكل عام؛ يُفضل الوقاية من المرض بدلاً من علاجه بعد تطوره. وهناك العديد من الأمراض التي لم تعد تتطور أو تنتشر بنفس الوتيرة التي كانت عليها سابقاً نتيجة لتحسن النظام الغذائي وخيارات نمط الحياة، والأهم من ذلك تلقي التطعيمات. ومع ذلك، فإن البكتيريا والفيروسات التي تسبب الأمراض ما تزال موجودة في البيئة. ومن شأن التطعيمات أن تحمي الأطفال وتقيهم من تلك البكتيريا والفيروسات في حال انتشرت مجدداً في البيئة.
ما هي اللقاحات اللازمة قبل موسم العودة إلى المدرسة؟
جميع التطعيمات المطلوبة والخاصة بكل فئة عمرية مذكورة في دفتر التطعيم لكل طفل، لكن لا بد من استشارة طبيب الأطفال إذا كنت تعتقد بوجود فجوات في جدول التطعيمات التي أخذها طفلك. وهناك بعض التطعيمات التي لا تعتبر إلزامية ولكن لها فوائد إضافية لتقوية جهاز المناعة للطفل ضد بعض البكتيريا والفيروسات مثل لقاحات التيفوئيد، والتهابات الكبد والتهاب السحايا والإنفلونزا.
ما فائدة تطعيم الأطفال قبل المدارس؟
أحد أهم أسباب تطعيم الأطفال قبل المدارس هو المساعدة في تجنب انتشار الأمراض الخطيرة التي يمكن أن تنتقل بسهولة في البيئات المدرسية. إن الأطفال في سن المدرسة هم أكثر عرضة للإصابة ونشر الأمراض المُعدية التي يمكن الوقاية منها. وعندما يتلقى الأطفال اللقاحات، فإنهم لا يحمون أنفسهم فحسب، بل يحمون أيضاً زملاءهم في الفصل الدراسي، وكذلك المعلمين وأفراد الأسرة في المنزل، ويساعد تحصين طفلك على حماية صحة الأشخاص من حوله.
ويمكن أن يشكل تطعيم طفلك ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها طريقة ميسورة التكلفة لضمان صحته، إذ إن اللقاحات لا تقي من الأمراض المعدية فحسب، بل تقلل أيضاً من عدد الزيارات الطبية وتناول الأدوية والدخول إلى المستشفيات لتلقي العلاج. وعلى المدى الطويل، تكون تكلفة تطعيم طفلك أقل بكثير من تكلفة علاج أي مرض قد يصاب به من هذه الأمراض المُعدية.
ويمكن أن تسبب العديد من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات مشكلات صحية كبيرة، بما في ذلك الحاجة إلى إدخال الطفل للمستشفى للمعالجة، وفي بعض الحالات الشديدة قد تؤدي إلى الوفاة. وبالتالي، فإن تطعيم طفلك يحميه من الإصابة بهذه الأمراض الضارة. فالحصبة، على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي وتلف الدماغ والموت.
وبالمثل، قد يسبب السعال الديكي مضاعفات خطيرة، بما في ذلك الالتهاب الرئوي والنوبات وتلف الدماغ والموت. ولذلك، يمكن للقاحات أن تحافظ على سلامة طفلك من بعض الأمراض الخطيرة. وتتميز اللقاحات بأنها آمنة وفعالة للأطفال في أي عمر، فهي تخضع لدراسات معمقة وأبحاث سريرية قبل ترخيصها للاستخدام، وتقوم مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بمراقبتها ورصدها باستمرار للتأكد من سلامتها وفعاليتها.
ما الهدف من تطعيم الأطفال قبل المدارس.. وهل هذا كافٍ؟
الهدف من اللقاح هو السيطرة على المرض، إذ تعمل اللقاحات عن طريق تنبيه الجهاز المناعي للشخص بالاستجابة وحماية الجسم من فيروس أو بكتيريا معينة. وفي حال الإصابة بمرض ما، يعمل اللقاح على حماية الجسم من التعرّض لمضاعفات خطيرة نتيجة المرض. تساهم اللقاحات في تعليم جهازنا المناعي كيفية إنتاج الأجسام المضادة التي تحمي الجسم من الأمراض.
ومن الأسلم لجهازك المناعي أن يتعلم ذلك من خلال التطعيم بدلاً من الإصابة بالعدوى والمرض. بمجرد أن يدرك جهازك المناعي كيفية مكافحة المرض، يمكنه أن يوفر لك في الغالب حماية مدى الحياة. لكن على الرغم من أن اللقاحات ضرورية، فإنها لا تعتبر كافية إذا لم تترافق مع النظافة الشخصية والرعاية الصحية الجيدة والتهوية المناسبة.
قبل دخول المدارس هل يحتاج الأطفال إلى تطعيم الإنفلونزا؟
نعم، ينصح بتطعيم الأطفال ضد الإنفلونزا قبل بدء المدرسة، إذ سيقي التطعيم طفلك من الإصابة بارتفاع في درجة الحرارة أو احتقان في الأنف أو السعال، مما قد يؤثر على أدائه في المدرسة وعلى تحصيله العلمي.
حدثنا عن أهمية التطعيمات للأطفال ضد الأمراض المعدية
تقلل اللقاحات من خطر الإصابة ببعض الأمراض المُعدية من خلال تعزيز دفاعات الجسم الطبيعية. يستجيب جهازك المناعي للقاحات، ومن شأن تحصين طفلك أن يحميه ويحمي الآخرين. ويُعرف هذا النوع من الحماية باسم مناعة المجتمع (أو مناعة القطيع)، وتعمل مناعة المجتمع على إبقاء معدلات المرض منخفضة في المجتمع بشكل عام، وعلى حماية الفئات الأكثر ضعفاً مثل الرضع، والمرضى الذين يتلقون علاجات طبية محددة، وأولئك الذين لديهم أجهزة مناعية ضعيفة من الإصابة بالمرض.
في حال عدم تطعيم الأطفال قبل المدارس.. ما هي الأعراض التي يجب توقعها وكيفية التعامل معها؟
الأطفال الذين لا يحصلون على جميع التطعيمات في الموعد المحدد هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها باستخدام اللقاحات مثل التهابات الكبد، والسل والسعال الديكي والدفتيريا. وبدون تطعيمات، يكون طفلك معرَّضاً للإصابة بمضاعفات خطيرة أو ربما الاستسلام لأمراض الطفولة. الأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة هم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والمرض من أولئك الذين لديهم استجابة مناعية قوية.
ما هي الحالات التي يُمنع فيها تطعيم الطفل؟
يتم إعفاء الأطفال الذين يعانون من حالات صحية حادة أو كامنة أو لديهم ضعف في جهاز المناعة من أخذ اللقاحات.
هل لك أن تشاركنا بعض النصائح الصحية الضرورية في موسم العودة إلى المدرسة؟
- الحرص على توعية الأطفال حول أهمية الحفاظ على نظافة جيدة عن طريق غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل.
- التأكد من أخذ الأطفال لقاحات الإنفلونزا الإلزامية.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- التأكد من حصول الأطفال على قسط وافر من النوم.
- الحرص على بقاء الطفل في المنزل إذا ظهرت عليه علامات الإصابة بأي مرض أو أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا لمنع انتقال العدوى إلى زملائه.
- توعية الأطفال حول أهمية شرب كميات كافية من الماء لأن قلة ترطيب الجسم تسبب الخمول وضعف المناعة.