تم تقديم نتائج دراسة أولية للقاح جديد من نوع mRNA، الذي طبقت شركتا فايزر ومودرنا تقنياته في صنع لقاحاتهما ضد مرض كوفيد-19 بنجاح واضح، إنما هذه المرة، استخدمت تقنيات الهندسة الوراثية هذه في تحضير لقاح نوعي جديد ضد ورم الجلد الخبيث الذي يسمى: الميلانوما.
قدمت نتائج هذه الدراسة في مؤتمر الجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان هذا العام، وأظهرت هذه النتائج أن استخدام علاج مناعي يتألف من اللقاح الجديد، إضافة لإعطاء الدواء المناعي المعروف باسم بمبروليزوماب Pembrolizumab، قد نجح في منع انتشار مرض الميلانوما الخبيث.
ما هو سرطان الميلانوما؟
يعتبر سرطان الجلد الذي يصيب الخلايا الملونة في الجلد (الميلانوما) من أكثر أنواع السرطانات خبثاً، ويمكن أن ينشأ في أي مكان من الجلد، خاصة المناطق المعرضة للشمس كثيراً، وهو أكثر حدوثاً لدى الأشخاص:
- أصحاب الشعر الأشقر أو الأحمر.
- أصحاب العيون الزرق أو الخضر.
- الذين لديهم كثيراً من البقع الجلدية والشامات.
- المصابون بضعف المناعة.
- المتقدمون في العمر.
والميلانوما ورم خبيث يتميز بسرعة الانتشار وارتفاع نسبة الوفيات خلال فترة قصيرة بعد التشخيص، خاصة إذا تأخر العلاج. أفضل علاج معروف حتى الآن لهذا النوع الخبيث من السرطان هو الاستئصال الجراحي وإزالة الورم بكامله، وربما إزالة العقد البلغمية التي ترتبط بمنطقة ظهور الورم أيضاً. وقد يستخدم أيضاً العلاج الشعاعي والكيماوي إضافة إلى الاستئصال الجراحي. قد أظهر استخدام العلاج المناعي بأدوية مثل دواء بمبروليزوماب Pembrolizumab في دراسات سابقة نجاحاً باهراً في علاج الميلانوما، مثلما حدث بنجاح في علاج الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر سنة 2015.
كيف أجريت الدراسة الجديدة؟
شارك في الدراسة 107 من المصابين بسرطان الجلد من نوع الميلانوما الذي تم استئصاله، وتم إعطاء كل منهم اللقاح الجديد الذي صنعته شركة مودرنا/بيونتيك بتقنيات mRNA الوراثية، إضافة إلى الدواء المناعي بمبروليزوماب Pembrolizumab، بينما أعطي لمجموعة ثانية تتألف من 50 مشاركاً الدواء المناعي بمبروليزوماب Pembrolizumab وحده دون إعطاء اللقاح الجديد، وتمت متابعة جميع المشاركين فترة سنتَين للكشف عن عودة ظهور سرطان الميلانوما لديهم بأي شكل كان.
ما هي نتائج الدراسة؟
وجد الباحثون خلال فترة الدراسة أن سرطان الجلد من نوع الميلانوما قد عاد للظهور لدى 22.4 بالمئة من أفراد مجموعة المرضى الذين تلقوا اللقاح الجديد إضافة إلى دواء بمبروليزوماب، بينما عادت الميلانوما للظهور لدى 40 بالمئة من أفراد مجموعة المرضى الذين أخذوا الدواء المناعي بمبروليزوماب لوحده دون إضافة اللقاح الجديد.
يبدو أن اللقاح الجديد قد نجح في تعليم خلايا المناعة على اكتشاف بروتينات نوعية موجودة في خلايا الورم الخبيث، ومهاجمة هذه الخلايا السرطانية وقتلها، كما ساعد الدواء المناعي بمبروليزوماب على تنشيط الخلايا المناعية للقيام بعملها.
لم تسجل أعراض جانبية مزعجة لهذه الطريقة الجديدة في العلاج، فيما عدا بعض التعب والوهن العام، والحمى، وألم العضلات لفترة لم تستمر غالباً أكثر من يوم أو يومين.
ما هي التوقعات للمستقبل في هذا المجال؟
بعد أن أثبتت هذه الدراسة سلامة وفعالية هذا العلاج المناعي المشترك في المرحلة الثانية من الدراسات، يتوجه البحث الآن للتقدم إلى المرحلة الثالثة لدراسة هذه الطريقة في العلاج في عدد أكبر من المشاركين قبل أن توافق عليها الهيئات الطبية المختصة، وقد تحتاج دراسات المرحلة الثالثة إلى سنتَين أو ثلاث لإثبات فعالية وسلامة اللقاح الجديد ضد الميلانوما.
كما تفتح هذه الدراسة المشجعة المجال أمام مزيد من الأبحاث حول تحضير لقاحات جديدة ضد أنواع أخرى من السرطانات، خاصة وأن تقنيات تحضير اللقاحات بطريقة mRNA قد أصبحت مألوفة وسريعة بعد تجربتها الناجحة في السيطرة على جائحة كوفيد-19 الأخيرة.
المصادر:
Melanoma: Vaccine and pembrolizumab combo may lower recurrence risk (medicalnewstoday.com)
Skin Cancer: New Melanoma Vaccine Shows Promise (healthline.com)
