مع بداية شهر رمضان الكريم يبدأ المسلمون بالصيام والامتناع عن تناول بعض الأدوية، ومن هنا تكثر الأسئلة عن بعض الإجراءات الطبية والأدوية التي قد تبطل صيام رمضان، خاصةً إذا كان على المريض تناولها من أجل صحته وسلامته. سنتناول في هذه المقالة أهم الأدوية التي تبطل الصيام سواء كان ذلك في رمضان أو في غيره، بالإضافة إلى الأدوية المسموح تناولها أثناء الصيام؟ لكن، دعونا أولاً نتحدث عن تأثير الصيام في رمضان على جسم الإنسان.
الصيام في رمضان وتأثيره على الجسم
على مدار شهر رمضان بين الفجر والغروب يمتنع المسلمون عن الأكل والشرب والجِماع وتناول الأدوية عن طريق الفم. خلال أول يومين من الصيام، ينخفض مستوى السكر في الدم وضغط الدم قليلًا. هنا يأتي دور الجسم، ليقوم بعملية التطهير والتي يصاحبها شعور بالجوع، وربما مع صداع ودوار بالإضافة إلى الغثيان، وهذا ما يجعل الأيام القليلة الأولى هي الأصعب. خلال المرحلة الثانية، يعتاد الجسم على برنامج الصيام، ويكون الجهاز الهضمي قادرًا على الراحة. حينها يركز الجسم طاقته على شفاء الخلايا وتطهير الجسم، إذ تصبح كريات الدم البيضاء أكثر نشاطًا في جسم الإنسان، كما تبدأ الأعضاء أيضًا في عملية الإصلاح. تصبح عملية الشفاء أكثر فاعلية أثناء الصيام، وبالتالي يُصلح الجسم أي خلايا تالفة، كما ترتفع مستويات الطاقة ويزداد تركيز الصائم ويشعر بالعافية.
مع حلول منتصف الشهر، تتم إزالة السموم من القولون والكلى والكبد والرئتين والجلد. خلال آخر أيام شهر رمضان، يكون الجسم قد اعتاد على الصيام، ويصبح أكثر نشاطًا، كما تتحسن الذاكرة والتركيز. تنتهي الأعضاء من عملية الشفاء، وبمجرد إزالة جميع السموم، يصبح الجسم قادرًا على العمل بأقصى طاقته.
فوائد الصيام في رمضان
يمكن أن يوفر الصيام العديد من الفوائد الصحية، والتي تشمل:
- المساعدة في إنقاص الوزن عن طريق تقليل الشهية والحد من تناول السعرات الحرارية، بالإضافة إلى زيادة نشاط التمثيل الغذائي.
- مفيد لصحة القلب، إذ يحسّن من ضغط الدم وينظّم الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار.
- يساعد في السيطرة على نسبة السكر في الدم بواسطة التقليل من مقاومة الإنسولين.
- يصلح من الجهاز الهضمي، وينظّف الجسم من السموم الضارة.
- يعزز وظائف المخ والتركيز والمزاج.
- زيادة إفراز هرمون النمو.
ما هي الحالات التي يُمنع فيها الصيام؟
بشكل عام، صيام رمضان فريضة على جميع المسلمين البالغين الأصحاء. ويمكن الصيام عن تناول الأدوية طالما أن الطبيب المتخصص موافق على ذلك، وإذا كان الشخص قادرًا جسديًا على المشاركة في صيام رمضان. لكن، هناك بعض الحالات الطبية التي لا يُنصح فيها الصيام تحسباً لأي أخطار محتملة، ويجب اتباع نصيحة الطبيب المتابع للحالة حينها. تشمل تلك الحالات:
- النساء الحوامل والمرضعات.
- كبار السن والضعفاء.
- الحائض.
- أصحاب الأمراض المزمنة المعرّضون للخطر أو لحدوث مضاعفات عند الصيام، أو سيؤثر الصيام على عملية الشفاء لديهم. يجب اتباع إرشادات الطبيب المعالج لكل حالة.
- المسافرون في رحلات تزيد عن خمسين ميلاً أو ما يعادل 83 كيلو مترًا.
تنظيم الأدوية أثناء صيام رمضان
يجب على المرضى تعديل أدويتهم خلال شهر رمضان لضمان علاج آمن وفعال أثناء الصيام، ويمكن استشارة الطبيب أو الصيدلي للمساعدة في تنظيم الأدوية أثناء الصيام وتعديل الجرعات. غالباً ما تشمل تعديلات الأدوية ما يلي:
- تعديل توقيت الأدوية على مدار اليوم، على سبيل المثال:
- الأدوية التي تؤخذ مرة واحدة في اليوم، يتم تناولها في وجبة السحور أو وجبة الإفطار. يجب تناول الجرعات في نفس الوقت كل يوم، أي في السحور أو الإفطار.
- الأدوية التي تؤخذ مرتين في اليوم، يمكن تناول الجرعة الأولى في السحور والثانية بعد الإفطار. مع مراعاة أن ساعات الإفطار وعدم الصيام أقل بكثير من ساعات الصيام خلال أشهر الصيف، بالتالي يجب مراعاة حركية الدواء واستشارة الصيدلي أو الطبيب لتجنب الآثار الضارة. تعتبر هذه النقطة مهمة بشكل خاص للأدوية ذات المؤشر العلاجي الضيق، مثل دواء ثيوفيلين وفينيتوين، وذلك لأن الفرق بين الجرعة العلاجية والسامة لتلك الأدوية بسيط.
- الأدوية التي تؤخذ أكثر من مرتين في اليوم، يمكن استبدال تلك الأدوية بدواء آخر من نفس الفئة العلاجية التي لها جدول أكثر ملاءمة (أي جرعة واحدة أو مرتين يوميًا).
- تقليل عدد الجرعات اليومية عن طريق تغيير الأدوية القصيرة المفعول إلى تركيبة بطيئة الإطلاق من الدواء نفسه، أو مديدة المفعول بجرعات أطول مرة أو مرتين يوميًا.
- التفكير بإعطاء الدواء بطرق بديلة غير الفم لا تفسد الصيام، مثل الحقن، اللاصقات، والكريمات.
ما هي الأدوية المسموح تناولها في رمضان؟
هناك بعض الإجراءات الطبية والأدوية التي يسمح تناولها ولا تبطل الصيام، ولكن يُنصح المريض بتأجيل تناول الأدوية، إذا لم يكن هناك أي ضرر بتأجيلها، إلى الفترة بين الإفطار والسحور. وتشمل تلك الأدوية ما يلي:
- أجهزة الاستنشاق.
- قطرات الأذن والعين، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق.
- بخاخات أو قطرات الأنف، إذا لم تصل إلى المعدة عند الاستخدام.
- الأقراص التي توضع تحت اللسان، مثل أقراص نيترو جلسرين.
- الحقن، باستثناء التغذية الوريدية.
- اللبوس أو التحاميل المهبلية.
- غسول الفم أو بخاخ الفم أو الغرغرة، إذا لم يقم الشخص بابتلاعه.
- المواد التي يمتصها الجلد، على سبيل المثال: اللصقات الطبية، والمراهم، والكريمات.
- اللقاح الذي يتم حقنه في عضلة الذراع أو الفخذ وليس المعدة.
ما هي الأدوية التي تبطل الصيام؟
الأدوية التي يتناولها المريض عن طريق الفم مع قليل من الماء عادة، وتصل إلى المعدة، بما في ذلك الأدوية التي تم ذكرها سابقًا، تبطل الصيام، وتشمل تلك الأدوية:
- الكبسولات والأقراص الفموية.
- أدوية الشراب والنقط الفموية.
- قطرات الأنف التي تصل إلى المعدة.
- التغذية الوريدية.
- بخاخات الربو.
في النهاية، يجب استشارة الطبيب المتخصص أو الصيدلي عن حالة المريض، وما إذا كان قادراً على الصيام دون حدوث مضاعفات لحالته الصحية. كما يمكن مناقشة إمكانية تأجيل جرعة الأدوية التي تبطل الصيام، أو استخدام أدوية بديلة تعطي نفس الفعالية ولا تبطل الصيام.
المصادر:
Managing medications during Ramadan fasting