المرض العضال وصيام رمضان.. من منا لم يسمع بهذا الاسم الذي يتردد كثيرًا على مسامعنا؟ المرض العضال ليس مرضًا بحد ذاته، بل هو مصطلح يشير إلى أن المرض غير قابل للشفاء، ومن المحتمل أن يؤدي إلى وفاة أي شخص في أي عمر في غضون أيام أو أسابيع أو أشهر أو سنوات.
لا بد من التفريق بين المرض العضال الذي لا يمكن علاجه، أو بالأحرى، المرض الذي لم يعد علاجه ممكنًا، مثل السرطان في مراحله النهائية، وبين المرض العضال الذي يمكن علاجه بالأدوية التي تخفف من أعراضه، وتبطئ من تقدمه، وتسمح لصاحبه العيش بشكل طبيعي في حال كان المرض تحت السيطرة.
المرض العضال وصيام رمضان.. أسباب المرض العضال
قد يصيب المرض العضال أي شخص، صغيرًا كان أم كبيرًا، ذكرًا كان أم أنثى. ويحدث المرض العضال لأسباب عديدة أبرزها:
- الأسباب الوراثية، مثل الشيخوخة المبكرة ومرض داون ومرض هونتينغتون.
- الأسباب المُعْدية، مثل الإيبولا ومرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، وداء الكلب وشلل الأطفال.
- الأسباب الاستقلابية، مثل مرض تخزين الدهون ومرض تخزين الغليكوجين.
- أسباب ورمية، مثل السرطانات.
- أسباب مناعية ذاتية، مثل التصلب المتعدد والذئبة الحمامية وأمراض الأمعاء الالتهابية.
- أسباب نمط الحياة، مثل ارتفاع ضغط الدم والداء السكري.
المرض العضال وصيام رمضان.. عوامل خطر المرض العضال
هناك عوامل خطر تقف خلف المرض العضال، وهذه قد تكون إما عوامل قابلة للتعديل ويمكن السيطرة عليها، أو عوامل خطر غير قابلة للتعديل ولا يمكن السيطرة عليها:
- عوامل الخطر التي يمكن تعديلها، مثل نمط الحياة، والسلوكيات غير الصحية، وسوء التغذية، والملوثات، والأخطار البيئية.
- عوامل الخطر غير القابلة للتعديل، مثل العوامل الوراثية.
المرض العضال وصيام رمضان.. بعض الأمثلة على أمراض العضال غير القابلة للشفاء
إن المرض العضال يمكن أن يكون خطيرًا على الصحة البدنية والعقلية، وقد يؤثر على جودة الحياة والسلامة الشخصية. نضرب في السطور الآتية بعض الأمثلة على مرض العضال:
- أمراض القلب غير القابلة للشفاء، مثل ارتفاع ضغط الدم، وقصور القلب.
- أمراض الرئة، مثل التليف الرئوي، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، والربو.
- أمراض الدماغ، مثل داء باركنسون، ومرض ألزهايمر، والتصلب المتعدد، ومرض كروتسفيلد ـ جاكوب، والصرع.
- أمراض المفاصل والعضلات، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، ومرض شاركو، ومرض ضمور العضلات، ومرض الوهن العضلي الوخيم.
- أمراض العظام، مثل داء الهشاشة العظمية.
- أمراض الأمعاء الالتهابية، مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي، ومتلازمة القولون العصبي.
- أمراض العين، مثل داء اللطاخة الصفراء المرتبط بالشيخوخة، وقرحة القرنية، والغلوكوما.
- أمراض جلدية، مثل الصدفية، والحزاز المنبسط.
- أمراض الجهاز البولي، والفشل الكلوي، والتهاب المثانة الخلالي.
- الأورام السرطانية، وهي تضم أنواعًا كثيرة تفوق المئة.
- أمراض مُعْدية، مثل إيبولا، والإيدز، وحمّى الضنك، وداء الكلب، وشلل الأطفال، ومرض ماربورغ.
المرض العضال وصيام رمضان.. هل المرض العضال غير القابل للشفاء مميت؟
إن المرض العضال غير القابل للشفاء لا يعني أنه قاتل، فهناك أمراض غير قابلة للشفاء تستفيد من العلاجات المتاحة التي تسمح للمصابين العيش لفترة طويلة، كما الحال مع مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
المرض العضال وصيام رمضان.. هل يمكنني الصيام؟
إن رمضان هو شهر مقدس في التقويم الإسلامي، ففي هذا الشهر يتم الصيام من شروق الشمس حتى غروبها، وذلك بالامتناع عن الطعام والشراب والتدخين وممارسة الجنس، إلا أن القرآن الكريم قال بأن بعض الناس لا يجب عليهم الصيام، منهم المصابون بمرض عضال، نظرًا لما قد يشكّله من خطورة عليهم وعلى حالتهم الصحية.
المرض العضال وصيام رمضان
إن اتخاذ الشخص المصاب بمرض عضال قرار الصيام ليس بالأمر السهل، خاصة أن الكثير من المشاعر يمكن أن تدور في المخيلة في حال عدم الصيام، مثل:
- الشعور بالذنب لأنه لا يستطيع المشاركة في الطقوس الدينية.
- الإحساس بالقلق لأنه سيشعر بأنه سيكون أقل إيمانًا وقربًا من الله عزّ وجل.
- الشعور بالقلق لأنه سيخيب آمال أصدقائه وأفراد عائلته.
- الشعور بالانزعاج لأن الناس من حوله صائمون، بينما هو لا يستطيع المشاركة.
الصيام الآمن..
حسنًا، إذا كنت ترغب في الصيام، ولكنك لست متأكدًا من أن صيامك سيكون آمنًا بالنسبة لك أو لا، فإنه عليك أن تعرف بأنك لست وحدك، فهناك طبيبك الذي يمكنه أن يساعدك على اتخاذ القرار المناسب فيما إذا كان الصيام آمنًا لك. إذا حصلت على الضوء الأخضر بالشروع في الصيام، فقد تكون بحاجة إلى تغيير الأدوية أو تغيير مواعيد تناول الأدوية وجرعاتها، ولا تنسَ أن تسأله عن الخيارات الممكنة قبل أن تبدأ في الصيام، من أجل ضمان صيام آمن بعيدًا عن المضاعفات.
المرض العضال وصيام رمضان.. الخلاصة
إذا كنت مصابًا بمرض عضال، وترغب في صيام شهر رمضان، فإننا ننصحك بشدة أن تحصل على المشورة الطبية لتعرف إن كان صيامك سيكون آمنًا أم لا، كي لا تقع في مشكلات أنت في غنى عنها. اسأل طبيبك عن تأثير الصيام على مرضك وعلى علاجاتك، وعن الخيارات المتاحة في هذا الخصوص. وإذا كان لديك مشاعر صعبة، فحبذا لو طلبت مشورة روحية أو دينية، بالتحدث مع أحد الأئمة أو الشيوخ. ومَن يدري، فقد تسمع في القريب العاجل عن علاج يشفي مرضك العضال، وعندها ستصوم رمضان وأنت في أحسن حالاتك.