غالبًا ما تنْبُع الرغبة بالخضوع للجراحة التجميلية في الظهور بمظهر أصغر سنًا وأكثر جاذبية، لكن قد لا يكون من الممكن الحصول على كليهما، حتى لو تمَّتْ هذه الجراحة على يد أمهر الجرّاحِين التجميليِّين، وهذا ما أظهرته دراسة جديدة بأن إجراء عملية شد الوجه قد يعيد لك مظهرك الشبابي الذي كنت عليه قبل سنوات عديدة، لكنه لن يجعلك أكثر جاذبية.
دراسة حديثة
وجدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة The Journal of the American Medical AssociationTrusted Source، أنه بينما تساهم جراحة تجميل الوجه في جعل مظهر الوجه يبدو أصغر سنًا بثلاث سنوات أو أكثر من وضعه الطبيعي، وتزيل ملامح الشيخوخة التي يمكن رؤيتها بالعين، فإنها لا تجعلك أجمل. وقال مؤلف الدراسة الدكتور جوشوا زيم، جرّاح التجميل في مستشفى لينوكس هيل في نيويورك: "كان الاكتشاف المفاجئ هو أننا لم نشهد تحسُّنًا مهمًا من الناحية الإحصائية في الجاذبية".
العمر مقابل الجمال والجاذبية
بين عامي 2006 و2010، تم تصوير 37 امرأة و12 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 42 و73 عامًا مِمّن خضعوا لعمليات تجميل الوجه، مثل شدّ الوجه وشدّ الرقبة ورفع الحاجب، وشاركوا في المتابعة.
تم عرض ما يقرب من 200 صورة فوتوغرافية للمرضى قبل الجراحة وبعدها على خمسين مقيمًا، تم تعيين كل منهم عشوائيًا لمجموعة تصنيف، وسجَّل المقيمون تقييماتهم لأعمار المرضى في كل صورة، وخصّصوا للمرضى درجة جاذبية من 1 إلى 10.
بعد الجراحة، تخلَّص المرضى من حوالي 3سنوات من الشيخوخة البصرية، لكن على حساب المظهر الجيّد والجاذبية، فلم يحصل أي من الذين خضعوا للجراحة التجميلية على تقييم عالٍ، إذْ لم يتجاوز تقييم أي مريض 7 درجات بما يخص الجاذبية والمظهر الجيد.
التحيّز العمري
في الثقافة المعاصرة، هناك رابط غير معلن بين العمر والجاذبية، فكلما تقدمْتَ في العمر كلما ظهرْتَ أقل جاذبية. يقول مؤلف الدراسة: إننا أحيانا وبصورة لا إرادية وبدون وعي نحكم ونضع معايير للجمال والجاذبية اعتمادًا على العمر، هذا يعني أنك قد ترى سيدة جذابة للغاية تبلغ من العمر 70 عامًا أقل جمالًا من فتاة متوسطة الجاذبية تبلغ من العمر 45 عامًا.
وأضاف: "كل من خضع لعملية تحسين مظاهر الشيخوخة كانت رغبته أن يبدو أفضل، على الرغم من أن معظمهم لا يقولون ذلك بالضرورة، وقد يعني المظهر بشكل أفضل ببساطة أن تبدو أقل تعبًا، أو أن تبدو أصغر سناً بالنسبة للبعض".
هل يمكننا تحديد الجمال؟
قال زيم: "أحد تعقيدات هذا النوع من الدراسة هو أننا نحاول تحديد موضوع ذاتي للغاية، وهناك كثير من المزالق مع هذا النوع من الأشياء، لأن الجمال أمر نسبي، يختلف من شخص لآخر، ولا يمكن تحديده بمعايير ثابتة". وقد ذكر آرون سبيلينج شيئًا بهذا المعنى عند محاولته وصف الجمال: "لا يمكنني وصفه، لكنني أعرفه عندما يمشي في الغرفة ".
لذا فإننا نستخلص من هذه الدراسة حقيقة يعرفها معظمنا بالفعل، وهي: أن الجاذبية ليست شيئًا يَسْهُل تحديده أو إنشاؤه، حتى بالنسبة للجرّاحين الأكثر مهارة.
*المصدر:
Facial Plastic Surgery Makes You Look Younger, But Not More Attractive