بحثت دراسة بريطانية أجريت في كلية الطب وعلوم الحياة في كنغز كوليدج لندن، عن تأثير تناول التوت الأزرق البري على صحة القلب والدماغ، ونُشرت نتائج هذه الدراسة في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية.
يُعتقد أن فائدة التوت الأزرق للصحة تأتي من الصبغة الزرقاء فيها، والمعروفة بالأنتوسيانين، وهي من البوليفينولات، ولكن لا تُعرف إلى الآن الآلية التي تؤثر بها هذه المواد في الجسم، علماً أن صبغة الأنتوسيانين توجد في أنواع أخرى من الفواكه مثل: الفراولة، والعنب الأحمر، وتوت العليق، وغيرها من الفواكه البنفسجية اللون.
كيف أجريت الدراسة؟
شارك في الدراسة 68 شخصًا من الذكور والإناث من مدينة لندن، تراوحت أعمارهم بين 65 و80 عاماً، وطُلب من نصف المشاركين على مدى 12 أسبوعاً تناول شراب يحتوي على 26 غرامًا من مسحوق التوت الأزرق البري المجفف بالتجميد، بينما طُلب من النصف الآخر تناول شراب وهمي مماثل في الطعم والمظهر، ومطابقٍ في محتواه لنسبة المغذيات كبيرة المقدار والألياف وفيتامين ج.
يعادل مقدار ما تناوله المشاركون يومياً من مسحوق التوت الأزرق، وهو 26 غرامًا، ما مقداره 178 غرامًا من التوت الأزرق غير المسحوق، وهذا يعادل تقريباً 75 إلى 80 حبة توت أزرق؛ لأنها تتراوح في الحجم، ويجدر بالذكر هنا أنه ليس من الضروري أن يكون التوت الأزرق برياً، كما هو في الدراسة، وذلك لأن عديدًا من الدراسات الأخرى أثبتت فوائد التوت الأزرق بأنواعه للقلب والدماغ.
ما نتائج الدراسة؟
وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين تناولوا شراب التوت الأزرق لمدة 12 أسبوعاً انخفَضَ لديهم ضغط الدم الانقباضي بمقدار 3.59 ملمتر زئبق، وتحسّنت لديهم وظائف الأوعية الدموية مقارنة بمن تناولوا الشراب الوهمي.
أصبح الأشخاص الذين تناولوا شراب التوت الأزرق مباشرة قادرين على تذكر لوائح كلمات، وظهر عليهم تحسّنٌ في دقة تبديل المهمات، وهي القدرة على الانتقال بشكل غير واعٍ من مهمة إلى أخرى، ولكن لم يلحظ الباحثون تحسّناً في التذكر المتأخر.
تشير هذه النتائج بوضوح أن تناول التوت الأزرق يسهم بشكل فعال في تعزيز صحة الأوعية الدموية والقلب، وخفض ضغط الدم، وتحسين تدفق الدم، وتعزيز القدرات الذهنية، ويعتقد الباحثون أن التأثيرات الإيجابية التي تَظهر على الدماغ تنبثق من تحسن وظائف الأوعية الدموية، وتحسين تدفق الدم.
يعتقد الباحثون أيضًا أن هذا التأثير الإيجابي ينجم عن صبغة الأنتوسيانين، فقد احتوت كل جرعة يومية تناولها المشاركون على 302 ملغم من الأنتوسيانين، بينما لم يحتوِ المشروب الوهمي على أيٍّ منها.
المصدر: