من المعروف أن غالبية مرضى الخرف غير قادرين على الحفاظ على نظافة أفواههم بشكل جيد، مما يجعلهم معرضين بشكل متزايد لخطر الإصابة بالتهابات وأمراض اللثة، بالإضافة للمشكلات الأخرى المتعلقة بصحة الفم. الجديد في الموضوع الآن أن الدراسات الحديثة تبحث في إمكانية أن تكون أمراض اللثة عامل خطر للإصابة بالخرف.
الخرف وأمراض اللثة:
يتميز الخرف بانخفاض تدريجي في الوظائف المعرفية، بما في ذلك الذاكرة والتفكير والاستدلال، مما يضعف قدرة الفرد على أداء الأنشطة اليومية. وغالبًا ما يسبق الخرفَ أشكالٌ أقل شدة من التدهور المعرفي، مثل الاختلال المعرفي المعتدل.
وأظهرت دراسات سابقة أن عوامل مثل:
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- السكري.
- النظام الغذائي غير الصحي.
يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالخرف. لكن، علاقة صحة الفم بالإصابة بالخرف لم تحظ بهذا القدر من الاهتمام. واعتقد بعض الخبراء سابقًا أن سوء نظافة الفم لا يرتبط بضعف الأداء اليومي. لكن، تشير الأدلة الجديدة إلى أن سوء نظافة الفم وأمراض اللثة، يمكن أن تسهم في التدهور المعرفي والخرف.
دليل جديد..
قام تحليل شمولي حديث (Meta-analysis) بتجميع بيانات من دراسات سابقة لفحص الدور المحتمل لأمراض اللثة في حدوث التدهور المعرفي والخرف، وعلى وجه التحديد فحص التحليل الشمولي تأثير التهاب دواعم السن (Periodontitis المعروف أيضًا باسم أمراض اللثة ) على الصحة الإدراكية. وتشمل العلامات الشائعة لالتهاب دواعم السن ما يلي:
- نزيف اللثة.
- فقدان العظام السنخية التي تدعم الأسنان.
- فقدان الأسنان.
- زيادة عمق الجيوب اللثوية (Periodontal Pockets) وهي الفراغات بين اللثة والأسنان.
هل النتائج كانت قطعية بوجود علاقة بين أمراض اللثة والخرف؟
على الرغم من أن النتائج أظهرت تباينًا منهجيًا كبيرًا وكانت ذات جودة منخفضة، لكن هذا لا ينفي أن تكون أمراض اللثة هي عامل خطر للإصابة بالتدهور المعرفي والخرف، حيث إن هذا البحث جديد من نواحٍ عديدة:
- أخذ السببية العكسية في الاعتبار، بمعنى أنه وَضَعَ تساؤلا ما إن كانت اللثة غير الصحية قد تكون سببًا في الإصابة بالخرف، وليس فقط أن مرضى الخرف لا يمكنهم الحفاظ على صحة أفواههم.
- تغطية مراحل تدهور اللثة، بما في ذلك فقد الأسنان.
- قياس وفحص كل من التدهور المعرفي والخرف كنتائج لأمراض اللثة.
ويمكن أن تشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أهمية الوقاية والعلاج من التهاب دواعم الأسنان واللثة وفقد الأسنان عند كبار السن.
الربط بين صحة الفم والتدهور المعرفي:
أظهر هذا التحليل الشمولي أن التهاب دواعم السن كان مرتبطًا بزيادة خطر التدهور المعرفي والخرف. ومن بين المعايير المختلفة المستخدمة لتقييم التهاب دواعم السن، أظهر المزيد من التحليل أن فقدان الأسنان مرتبط أيضًا بشكل مستقل بالتدهور المعرفي والخرف. حيث ارتبط:
- فقدان الأسنان الجزئي، الذي ينطوي على فقدان عدد قليل من الأسنان وليس جميعها، بالتدهور المعرفي.
- فقدان الأسنان بالكامل، بزيادة خطر الإصابة بالخرف.
هل نحتاج لدراسات أكثر لفحص هذه العلاقة؟
الإجابة ستكون بنعم، حيث إن هذه العلاقة بحاجة لمزيد من البحث. وتتمثل أوجه النقص في هذا الفحص الشمولي:
- الأدلة كانت منخفضة الجودة، حذر المؤلفون من أن الأدلة التي تمت مراجعتها في التحليل الشمولي كانت منخفضة الجودة. فقد كان هناك تباين كبير بين الدراسات التي تم تحليلها في المعايير المستخدمة لتقييم صحة اللثة والاختبارات المستخدمة لتقييم الوظيفة المعرفية.
- شملت الدراسات والأدلة الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، مع فترة متابعة قصيرة، وذلك يمكن أن يؤدي إلى تحيز النتائج لصالح وجود ارتباط إيجابي بين صحة اللثة والتدهور المعرفي.
وبالتالي، هناك حاجة لمزيد من البحث الذي يتم إجراؤه باستخدام طرائق لتقييم الصلة بين اللثة والصحة المعرفية. ولكن، قد تساعد هذه النتائج في أن الوقاية والعلاج المبكر لمشكلات صحة الفم يمكن أن تساعد في تقليل أخطار التدهور المعرفي والخرف.
المصادر:
ttps://www.webmd.com/oral-health/news/20220912/unhealthy-gums-could-up-your-odds-for-dementia