أشارت دراسة حديثة إلى أن النساء المصابات بالصداع النصفي قبل الحمل هن أكثر عرضة للولادة المبكرة بنسبة 17٪، ولخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم الحملي بنسبة 28٪، ولخطر الإصابة بمقدمات الانسمام الحملي بنسبة 40٪، مقارنة باللواتي لم يعانين من الصداع النصفي قبل الحمل.
واحتمال أن تصاب النساء بالصداع النصفي أعلى بنحو 2 إلى 3 مرات مقارنة بالرجال، وهذه الحالة أكثر شيوعاً بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و44 عاماً.
وقد تعاني بعض السيدات من حالة تعرف بـ“الهالة"، وهي الشعور بحدوث إنذار قبل حدوث نوبة الصداع النصفي، والتي غالباً ما تتضمن رؤية أضواء وامضة في مجال الرؤية.
وأظهر تحليل حديث أن الصداع النصفي، خاصةً الذي يرافقه الهالة، مرتبط بشكل مضاعف بخطر الإصابة بالسكتة الدماغية واحتشاء عضلة القلب، وافترض الباحثون أن الخصائص البيولوجية المسؤولة عن زيادة خطر حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص المصابين بالصداع النصفي قد تزيد أيضاً من خطر حدوث مضاعفات الحمل.
في هذه الدراسة، صمم الباحثون دراسة استباقية كبيرة لمعرفة مدى ارتباط الصداع النصفي قبل الحمل بخطر الإصابة بسكري الحمل، وارتفاع ضغط الدم الحملي، وانسمام الحمل، والولادة المبكرة، وانخفاض وزن الوليد عند الولادة، وسعى الباحثون أيضاً إلى تحديد ما إذا كانت هذه الارتباطات تختلف باختلاف النمط الظاهري للصداع النصفي، وفحصوا تعديل التأثير المحتمل عن طريق استخدام الأسبرين.
تفاصيل الدراسة
بدأت الدراسة عام 1989، وشاركت فيها 116,430 سيدة، تراوحت أعمارهن بين 25 و42 عاماً، وطُلب من المشاركات تعبئة استبيانات حول صحتهن وأسلوب حياتهن كل عامين.
وفي عام 2007، سُئلت المشاركات في الدراسة عما إذا كنّ قد عانين من الشعور بحدوث هالة قبيل نوبة الصداع النصفي، وفي عام 2009، سَجلت المشاركات تفاصيل حول كل تجربة حمل، بما في ذلك نتائج الحمل السلبية، وقد اقتصرت التحليلات الإحصائية على حالات الحمل التي استمرت 20 أسبوعاً على الأقل، لدى النساء اللواتي ليس لديهن تاريخ سابق لأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني والسرطان، وقد شملت تلك النتائج 30,555 حالة حمل لدى 19,694 سيدة.
نتائج الدراسة
من بين 19,694 سيدة، كان لدى 11٪ منهن تاريخ للإصابة بالصداع النصفي الذي تم تشخيصه من قبل الطبيب، وأظهرت نتائج التحليلات الإحصائية أن الصداع النصفي لم يكن مرتبطاً بسكري الحمل، أو انخفاض وزن الوليد عند الولادة، ولكنه كان مرتبطاً بشكل أكبر بخطر حدوث الولادة المبكرة بنسبة 17٪، وبمخاطر ارتفاع ضغط الدم الحملي بنسبة أعلى بمعدل 28٪، وبخطر الإصابة بمقدمات الانسمام الحملي بنسبة 40٪.
وكان خطر الولادة المبكرة وخطر ارتفاع ضغط الدم الحملي متشابهين بالنسبة للصداع النصفي المصحوب بالهالة أو بدونها. وكان خطر الإصابة بمقدمات الانسمام الحملي أعلى إلى حد ما بين النساء اللواتي عانين من الصداع النصفي المصحوب بالهالة، مقارنة بالنساء المصابات بالصداع النصفي غير المصحوب بها.
وأفاد الباحثون أيضاً أن النساء المصابات بالصداع النصفي، واللواتي تناولن الأسبرين بانتظام أكثر من مرتين في الأسبوع قبل الحمل، كانت فرصة تعرضهن للولادة المبكرة أقل بنسبة 45٪، ولاحظ الباحثون أيضاً انخفاضاً نوعياً في خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج (الانسمام الحملي) لدى النساء اللاتي كن يستخدمن الأسبرين بانتظام قبل الحمل، لكن هذا التحليل الخاص كان له قوة إحصائية منخفضة.
المصدر: