الأنسولين
هو هرمون يفرزه البنكرياس ويتحكم في كمية الغلوكوز في مجرى الدم، كما أنه يساعد على تخزين الغلوكوز في الكبد والدهون والعضلات، ويلعب دورا في تنظيم عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والدهون والبروتينات في الجسم.
فعندما تأكل، ترتفع مستويات الغلوكوز في الدم، وهذا يؤدي إلى إفراز البنكرياس للأنسولين، بحيث يقوم جسمك بتخزين السكر كطاقة لاستخدامه لاحقا. وبدون هذه القدرة البنكرياسية، كما يحدث لدى الشخص المصاب بداء السكري من النوع الأول أو داء السكري من النوع الثاني المتقدم، قد ترتفع مستويات السكر في الدم بشكل خطير، أو تنخفض بشكل كبير.
أما الدوبامين
فهو نوع من النواقل العصبية، يصنعها الجسم، ويستخدمه جهازك العصبي لإرسال الرسائل بين الخلايا العصبية. ويلعب الدوبامين دوراً في شعورنا بالسعادة، فهو جزء كبير من قدرتنا البشرية الفريدة على التفكير والتخطيط. كما يساعدنا على السعي والتركيز والعثور على الأشياء الممتعة.
* دراسة: الأنسولين يؤثر على دماغك وليس فقط على سكر دمك
أجرى الدراسة باحثون من المركز الألماني لأبحاث السكري (DZD) في توبنغن، ونشرت في مجلة Clinical Endocrinology & Metabolism، ونقله موقع ساينس ديلي.
ووجد الباحثون أن الأنسولين يخفض مستوى الدوبامين في منطقة معينة من الدماغ، ويمكن أن يكون هذا التفاعل محركا مهما لتنظيم الدماغ لعملية التمثيل الغذائي للغلوكوز وسلوك الأكل.
وفي جميع أنحاء العالم، يتزايد عدد الأشخاص الذين يصابون بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني. وتشير الدراسات إلى أن الدماغ يلعب دوراً مهماً في التسبب في هذه الأمراض. الدوبامين هو أهم ناقل عصبي لنظام المكافأة. يفرز هرمون الأنسولين بعد الأكل وينظم عملية التمثيل الغذائي في جسم الإنسان.
تم ربط التغييرات في هذه الأنظمة بالسمنة ومرض السكري. في الدراسة الحالية، قام الباحثون من معهد أبحاث السكري والأمراض الأيضية (IDM) في هيلمهولتز زينتروم ميونخ في جامعة توبنغن، شريك المركز الألماني لأبحاث السكري (DZD)، ومستشفى توبنغن الجامعي، بفحص كيف يتفاعل النظامان على وجه التحديد في مركز المكافأة في الدماغ، واسم الجسم المخطط Striatum.
والجسم المخطط Striatum جزء من المخ، وهو نقطة اتصال مركزية لمختلف المسارات العصبية بالإضافة إلى دوائر التحكم وتشارك في تفاعل التحفيز والمكافأة والعاطفة وسلوك الحركة والعديد من الوظائف المعرفية.
وقالت المؤلفة الأولى في الدراسة ستيفاني كولمان "تشير الدراسات إلى أن الأنسولين يعمل أيضا في مراكز المكافأة التي يحركها الدوبامين في الدماغ. وقد ثبت أيضا أن السمنة تؤدي إلى تغييرات في إشارات الدماغ التي لها تأثير سلبي على استقلاب الغلوكوز في الجسم كله.. أردنا الآن فك رموز التفاعل بين النظامين في البشر ومعرفة كيف ينظم الأنسولين نظام الدوبامين."
لهذا الغرض، تلقى عشرة رجال يتمتعون بصحة جيدة وذوي وزن طبيعي الأنسولين أو الدواء الوهمي عن طريق رذاذ الأنف، وعندما يتم امتصاص الأنسولين عن طريق الأنف، فإنه يصل إلى الدماغ مباشرة.
لدراسة التفاعل بين الأنسولين والدوبامين، استخدم الباحثون تقنية قياس فريدة: قاموا بدمج التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم نشاط الدماغ الوظيفي والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني لتقييم مستويات الدوبامين.
أظهر تحليل الدراسة أن إعطاء الأنسولين عن طريق الأنف يخفض مستويات الدوبامين ويؤدي إلى تغييرات في بنية شبكة الدماغ. قال البروفيسور مارتن هيني، المؤلف المشارك في الدراسة، ملخصا النتائج: "تقدم الدراسة دليلا مباشرا على كيفية ومكان تفاعل الإشارات في الدماغ بعد تناول الطعام، مثل إفراز الأنسولين ونظام المكافأة".
وأضاف "لقد تمكنا من إظهار أن الأنسولين قادر على خفض مستويات الدوبامين في الجسم المخطط لدى الأفراد ذوي الوزن الطبيعي. وقد ارتبط التغيير المعتمد على الأنسولين في مستويات الدوبامين أيضا بتغيرات الاتصال الوظيفي في شبكات الدماغ. قد تكون التغييرات في هذا النظام محركا مهما للسمنة والأمراض ذات الصلة".
وفي مزيد من الدراسات، يريد الباحثون التحقيق في التغيرات في تفاعل الدوبامين والأنسولين لدى المشاركين المصابين بالسمنة أو السكري. غالباً ما يعاني هؤلاء الأشخاص من مقاومة الأنسولين في الدماغ. لذلك يفترض الباحثون أن هذه المقاومة تمنع التنظيم الطبيعي الذي يسببه الأنسولين لمستويات الدوبامين في مركز المكافأة. وهذا يعني أن علاج مقاومة الأنسولين في الدماغ قد يساعد في حل مشكلة البدانة.
في خطوات أخرى، سيعمل الباحثون على استعادة العمل الطبيعي للأنسولين في الدماغ عن طريق التدخلات السلوكية و/ أو الدوائية.