الأزمة الصحية الإنسانية في غزة
في حوار تم إجراؤه ونشره على الموقع الإلكتروني لكلية بلومبرغ للصحة العامة مع الخبير بول شبيغل، مدير مركز الصحة الإنسانية في جامعة جونز هوبكنز وأستاذ الصحة الدولية وعلم الأوبئة، يقدم شبيغل بعض المعلومات الأساسية عن الأزمة الصحية الإنسانية في غزة:
- أدى الحصار الذي فُرض على غزة منذ عام 2007 إلى ترك البنية التحتية والخدمات الصحية هشّة ومحطّمة ومتفاوتة الجودة، مع عدد محدود من الخدمات والتكنولوجيا الصحية المتخصصة.
- أدى الحصار إلى تعقيد عملية استيراد الإمدادات والمعدات الطبية الأساسية، من هنا حصل النقص المتكرر بها، إلى جانب وجود فجوات في الموارد البشرية، خاصة في بعض التخصصات كعلاج السرطان والأورام، إذ يضطر الفلسطينيون إلى الخروج من غزة لتلقي بعض العلاجات.
- ان متوسط العمر المتوقع في قطاع غزة هو أقل من المعدل الإقليمي والعالمي، ومعدل وفيات الرضع والأمهات هو أعلى مقارنة بالمناطق الأخرى في المنطقة.
- هناك ارتفاع في معدل انتشار الأمراض غير السارية، خاصة الداء السكري وارتفاع ضغط الدم، والأمراض القلبية الوعائية، وأمراض الصحة النفسية بين الأطفال والبالغين، سببها الأعمال العدائية والتخريبية المتكررة.
- وصلت معدلات سوء التغذية الحاد والمزمن، خاصة بين الأطفال، إلى أرقام مرتفعة بسبب عدم الحصول على المياه النظيفة وخدمات الصّرف الصحي التي تشكّل تحدياً يومياً مستمراً لسكان غزة.
- لا يسمح الحصار المفروض على غزة باستيراد الخدمات الأساسية اللازمة للحياة، مثل الماء والكهرباء والغذاء والإمدادات الطبية، خاصة أن قطاع غزة يعتبر منطقة محدودة المساحة ومكتظة بالسكان.
- يخلق القصف المستمر والهجمات على مرافق الرعاية الصحية بيئة سامّة صالحة لانتشار الأوبئة وتفاقم الأمراض الموجودة، وإلى زيادة معدل الإصابة بالأمراض والوفيات.
- أدّت الزيادة في الصدمات والإصابات الناجمة عن الانفجارات إلى إرباك النظام الصحي الهشّ أصلاً، والذي يواجِه تحديات كبيرة ويتعرض للهجوم، وتشكّل الأوبئة، خاصة الأمراض المنقولة عن طريق المياه مثل الكوليرا، مصدر قلق كبير.
- بخصوص الخدمات الصحية التي تتعلق بالأمهات والأطفال الحديثي الولادة، تقول منظمة الصحة العالمية إن هناك أكثر من 50 ألف امرأة حامل في غزة، يكافِحن من أجل الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، لأسباب من بينها اكتظاظ المستشفيات، والقيود على الحركة، ونقص المساحة المتاحة في المستشفيات.
- أدى الحصار والحرب على غزة إلى عدم تمكّن المدنيين، خاصة كبار السنّ، الذي يشْكون من أمراض مزمنة غير معدية، من مواصلة رعايتهم وعلاجهم، ما يزيد من أعداد الوفيات بسبب نقص الأنسولين وأدوية القلب المنقذة للحياة، وعدم القدرة على الحصول على جلسات غسل الكلى، اضافة إلى مشكلات أخرى كثيرة تتعلق بعدم استمرارية العلاج.
- هناك مخاوف جدّية من اندلاع الأمراض المعدية مثل فيروس كورونا، وداء الإنفلونزا، والفيروس المخلوي التنفسي وغيرها.
- ستخلِّف الحرب على غزة آثاراً قصيرة وطويلة المدى على السكان، نظراً لما تتركه من ندوب جسدية ونفسية تلازم أصحابها لسنوات عديدة، وربما مدى الحياة.
- إن القصف على قطاع لا يوفّر أحداً حتى العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرافق الصحية والمدارس وفرق الإنقاذ.
كلمة أخيرة
أثَّرت الحرب على غزة بشكل فوري ومباشر على حياة الناس وصحتهم، وأماكن عيشهم وعملهم، بمن فيهم مقدِّمو الرعاية الصحية وفرق الإسعاف والإنقاذ ومقدِّمو المواد الغذائية والإغاثية. ويواجِه جميع سكان غزة نقصاً حاداً وملِحاً في كل الاحتياجات، خاصة المياه، ما يترك عواقب وخيمة على الأطفال الذين يشكّلون نحو 50 بالمئة من السكان.
يطالب الجميع بهدنة إنسانية والسماح للمساعدات بالمرور، وبانتظار ذلك، فإن المدنيين يُقتلون على مرأى ومسمع العالم كل يوم، والمدارس والمستشفيات ودور العبادة تُقصَف، والمنازل والبُنى التحتية تدمَّر، ويشعر المدنيون بالخوف والهلع، ويُجبرون على الرحيل قسرياً، والأمراض السارية تنتشر، ويفرّ الناس من منازلهم ليقيموا في ملاجئ مُزرية للغاية تديرها الأمم المتحدة. أما أولئك الذين ليس لديهم أمكِنة يذهبون إليها فقد تقطَّعت بهم السُّبل، ولم يبق أمامهم سوى الشوارع كمَلاذ أخير. وعلى الرغم من كل هذا، فإن التطورات الأخيرة تشير إلى أن الأسوأ ربما لم يأت بعد.
المصادر:
The humanitarian health effects of israel hamas war among civilians
10 things you should you know about the humanitarian situation in gaza