أطفال الأوزيمبك.. هل تُسبب حقن أزويمبك الحمل؟

بعد أن أحدثت حقن أوزيمبك وأدوية السكري الأخرى (ناهضات GLP-1) ضجة في عالم التخسيس وعلاج السمنة، ها هي الآن تجذب الانتباه من جديد بعد حدوث حالات حمل غير مقصودة تم تداول أخبارها على وسائل التواصل الاجتماعي، بالرغم من استخدام وسائل منع الحمل، أو حتى بين النساء اللواتي لديهن تاريخ سابق من العقم، وأطلقوا على الأطفال الذين تم إنجابهم لقب أطفال الأوزيمبك. قبل أن نستكشف العلاقة بين أوزيمبك وأدوية السكري الأخرى وحالات الحمل هذه (أطفال الأوزيمبك) أو الخصوبة، من الضروري معرفة كيفية عمل هذه الأدوية.

ما هو دواء أوزيمبك؟ 

أوزيمبك هو دواء لمرض السكري النوع الثاني، يحتوي على مادة سيماجلوتايد التي تنتمي إلى فئة من الأدوية تُسمى ناهضات مستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون -1. تساعد تلك الأدوية على التحكم في مستويات السكر في الدم عن طريق زيادة إطلاق الإنسولين، وخفض كمية الجلوكاجون الذي يتم إفرازه، كما تعمل على إبطاء خروج الطعام من المعدة وتقليل الشهية، وبالتالي تقليل الشعور بالجوع، وتعزيز فقدان الوزن.
 

يتوفر سيماجلوتايد بعدة أسماء تجارية، منها "أوزيمبيك" الاسم التجاري لعلاج مرض السكري النوع الثاني، ويجوفي الاسم التجاري المعتمد من قبل هيئة الغذاء والدواء (FDA) لفقدان الوزن. يرتبط مرض السكري والسمنة ارتباطًا وثيقًا بالاختلالات الهرمونية التي يمكن أن تؤثر على الخصوبة، بالتالي فإن معالجة هذه المشكلات أمر محوري لتعزيز الخصوبة.

أطفال الأوزيمبك.. لماذا قد يحدث حمل عند تناول دواء أوزيمبك؟ 

بدايةً، على الرغم من تسمية الأطفال الذين يتم إنجابهم أثناء استخدام الحقن باسم أطفال الأوزيمبك، فإن الأدوية الأخرى من ناهضات مستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون -1 (GLP-1) آتت أكلها مع بعض السيدات أيضًا وأصبحن حوامل، مثل حقن مونجارو (تيرزيباتايد). تظهر الدراسات أن أدوية ناهضات مستقبلات GLP-1، تؤثر على الخصوبة بسبب طريقة عملها، كما أنها تقلل من فعالية حبوب منع الحمل.

تأثير أوزيمبك وناهضات GLP-1 على الخصوبة

يلعب الوزن دورًا مهمًا في الخصوبة، فالسمنة تعتبر عامل خطر شائع لضعف الخصوبة، لذا من المتوقع أن يؤدي فقدان الوزن إلى زيادة الخصوبة. يمكن أن يؤدي الوزن الزائد إلى مقاومة الإنسولين، وهي حالة لا تستجيب فيها خلايا الجسم بشكل جيد للإنسولين، وبالتالي يقوم البنكرياس بإنتاج المزيد من الإنسولين لمساعدة الجلوكوز على دخول الخلايا.

يؤدي هذا السيناريو غالبًا إلى ارتفاع مستويات السكر والإنسولين في الدم، وفي النهاية يتطور إلى مرض السكري من النوع الثاني. مقاومة الإنسولين لدي النساء غالبًا ما تكون مصحوبة بخلل في الهرمونات الجنسية، وقد ترتبط بالإصابة بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS)، مما يؤدي إلى صعوبة الحمل.

ناهضات مستقبلات GLP-1، مثل أوزيميك وأخواته من الأدوية الأخرى، تؤثر بطريقة غير مباشرة على الخصوبة عن طريق إنقاص الوزن الذي قد يؤدي إلى تحسين فاعلية الإنسولين. من هنا؛ يخلق الأوزيمبك بيئة أكثر ملاءمة للحمل لدى مستخدميه، لأن هذا التحسن في الوزن وعمل الإنسولين قد يؤدي إلى إعادة توازن المستويات الهرمونية لدى معظم مستخدمي الدواء.

يؤثر أوزيمبك وناهضات مستقبلات GLP-1 الأخرى أيضًا على متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) التي تعتبر من الأسباب الشائعة للعقم بسبب الاختلالات الهرمونية فيها، والتي تؤثر على الإباضة. أوزيمبك –كما ذكرنا– يُستخدم لإنقاص الوزن، وبسبب نتائجه الإيجابية تلك يمكن أن يحسن حالات متلازمة تكيس المبايض، إذ يحسن انتظام الدورة الشهرية وانتظام تكرار الإباضة، وبالتالي زيادة فرص الخصوبة.

تأثير ناهضات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون GLP-1 على فعالية حبوب منع الحمل

ظهرت حالات أطفال الأوزيمبك بالرغم من استخدام حبوب منع الحمل، ويرجع ذلك الفشل لطريقة عمل ناهضات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون GLP-1، التي تعمل على إبطاء عملية الهضم، وبالتالي تؤثر على كيفية امتصاص الطعام ومعدل امتصاص الأدوية الأخرى من خلال إبطاء معدل انتقال الطعام عبر الجهاز الهضمي، فمن المحتمل أن تتداخل ناهضات GLP-1 مع حبوب منع الحمل، ويؤدي ذلك إلى تأخير امتصاص الهرمونات الموجودة فيها، مما قد يؤثر على الإباضة ويقلل فاعلية حبوب منع الحمل.

على الرغم من تحذير الشركة المنتجة لدواء مونجارو وزيباوند (تيرزيباتايد) حول التفاعل الدوائي مع وسائل منع الحمل الفموية في معلومات وصف الدواء الخاصة به، فإن الشركة المنتجة لأوزيمبك وويجوفي (سيماجلوتايد) لا تحذر من هذا التأثير الجانبي المحتمل.

كيفية تجنب الحمل عند تناول دواء أوزيمبك؟ 

للنساء في سن الإنجاب، يُنصح باستخدام طرق بديلة لتنظيم النسل عند استخدام أدوية ناهضات GLP-1، مثل أوزيمبك، لمدة 4 أسابيع بعد بدء العلاج، وأيضًا لمدة 4 أسابيع بعد كل زيادة في الجرعة. في حالة الرغبة في الحمل، يُنصح بالتوقف شهرًا أو شهرين عن تناول دواء أوزيمبك قبل محاولة الحمل، وذلك لأن الدراسات التي أجريت على الحيوانات تشير إلى احتمال أن تُلحق أدوية ناهضات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون  GLP-1 الضرر بالأجنة أثناء نموهم.

عند الحمل بطفل من أطفال الأوزيمبك

في حالة حدوث حمل أثناء تناول دواء أوزيمبك، يجب استشارة الطبيب لمناقشة الطريقة الآمنة للتوقف عن استخدامه، خاصةً لمرضى السكري النوع الثاني. يجب إيقاف تناول الدواء بمجرد معرفة الأم بالحمل، لأن هناك أخطار يُحتمل حدوثها على الحمل عند تناول هذه الأدوية.

أوضحت الشركة المصنعة لدواء أوزيمبيك وويجوفي أنه من غير المعروف حاليًا مدى سلامة هذه الأدوية للاستخدام لدى النساء الحوامل، إذ لا تتوفر بيانات بشرية كافية لتحديد ما إذا كانت هناك علاقة بين مادة سيماجلوتايد المتواجدة في حقن الأوزيمبك وحدوث عيوب خَلقية أو حدوث الإجهاض أو نتائج ضارة، سواء بالنسبة للأم أو للطفل.

 

في النهاية، تناول دواء أوزيمبك لإنقاص الوزن قد يحمل بعض المفاجآت، مثل زيادة احتمال حدوث الحمل؛ لذا يجب على النساء في سن الإنجاب اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ومناقشة الأمر مع الطبيب لضمان الحصول على العلاج المناسب دون التعرض لمخاطر غير متوقعة. الاستراتيجية الأكثر أمانًا هي إنقاص الوزن أولًا عن طريق أحد أدوية ناهضات GLP-1 ومواصلة استخدام وسائل منع الحمل حتى يخرج الدواء من الجسم تمامًا قبل محاولة بدء الحمل. الحمل بعد فقدان الوزن هي طريقة أكثر أمانًا لتحديد ما إذا كان سبب العقم يرجع إلى السمنة.

 

تجب معرفة أنه بالرغم من ارتفاع معدلات الحمل (أطفال الأوزيمبك) أثناء استخدام دواء أوزيمبك وناهضات GLP-1 الأخرى، فإنه لا يُنصح باستخدام هذه الأدوية لهذا الغرض، فهي ليست أدوية للخصوبة. كما أن معظم الأدلة والدراسات السريرية الحالية التي تربط بشكل مباشر بين سيماجلوتيد (أوزيمبك) وارتفاع معدلات الحمل غير مؤكدة أو مستمدة من تأثير الدواء على الظروف التي تؤثر على الخصوبة عن طريق المساعدة في خلق الظروف المادية المثالية للحمل.

 

المصادر:

What Are Ozempic Babies? What to Know About Weight Loss Drugs and Female Fertility

 

20 يوليو 2024
آخر تعديل بتاريخ