عبر التاريخ تطورت العلوم وعلي رأسها الطب. نقاط الماء التي تجمعت حتى تشق لها طريقاً أو تصنع مجرى مائياً كبيراً يسير في اتجاه معين. حتى النقاط التي تتجمع في الاتجاه الخاطئ، النظريات الخاطئة أو المعلومات غير الصحيحة تثير التأمل: كيف أقنعت البشر في وقت من الأوقات؟ وكيف كان بعضها يمثل دليلاً دامغاً لا يقبل الشك في حينه.
كان أبوقراط (أبو الطب) مثلا يعتقد أن الجسم يحتوي على أربعة أنواع من الأخلاط (سوائل الجسم). إذا كانت هذه الأخلاط متوازنة، كان الإنسان سليما، أما إذا اضطربت النسب، أصيب الشخص بالمرض. لم يكتف أبوقراط بتطبيق نظريته على الأمراض العضوية، لكنه فسر الأمراض النفسية كذلك باضطراب الأخلاط. هذه النظرية ثبت خطؤها بالتأكيد، لكنها كانت النظرية الوحيدة المتاحة لسنوات طويلة قبل أن تتطور أدوات العلم التي سمحت بتطور المعرفة العلمية في هذا المجال. عبر هذه السلسة نعرض مجموعة من المعلومات الشائعة ونناقش صحتها. في هذا المقال نتناول بعض المعلومات عن أمراض القلب وضغط الدم.
* المعلومة: ما زلت صغير السن. ليس عليّ أن أقلق من الإصابة بأمراض القلب.
الحقيقة: الطريقة التي تعيش بها حياتك حاليا هي التي تحدد احتمالات إصابتك بأمراض القلب في المستقبل. تصلب الشرايين يمكن أن يبدأ في فترة الطفولة أو المراهقة، ويمكن أن يؤدي إلى إغلاق الشرايين بالكامل وحدوث الجلطات فيما بعد. مع زيادة معدلات السمنة ومرض السكري في المراهقين والشباب، صارت أمراض القلب أكثر شيوعاً في هذه الفئة في السنوات الأخيرة.
* المعلومة: إذا أصبت بضغط الدم فسأعرف من الأعراض التي ستصيبني.
الحقيقة: كثيرا ما يسمى ضغط الدم المرتفع بالقاتل الصامت؛ لأن المريض قد لا يعرف أنه مصاب به. الأعراض التي قد تظهر مثل الصداع أو الفشل الكلوي قد تعني أن السيطرة على الأمر لم تعد سهلة.
الطريقة الأساسية لمعرفة الإصابة بضغظ الدم من عدمه هي قياسه. إذا لم تعرف أنك مصاب بالضغط وتتلق العلاج اللازم فقد تصاب بالعديد من المضاعفات التي تشمل الإصابة بالأزمات القلبية، والسكتات الدماغية و أمراض الكلى.
* المعلومة: أقوم بقياس ضغط الدم عند الطبيب بشكل منتظم، لذا لست بحاجة لقياسه في البيت.
الحقيقة: ضغط الدم يتذبذب ويتغير من وقت لآخر. قياس الضغط ومتابعته بشكل منتظم سيمكنان الطبيب من تحديد إذا ما كنت فعلاً مريضاً بالضغط أو إذا كان العلاج ناجحاً في ضبط الضغط. عليك قياس الضغط يومياً في نفس الوقت كما يطلب منك الطبيب.
اقــرأ أيضاً
* المعلومة: إذا أصبت بأزمة قلبية، سأشعر بها عن طريق إحساسي بآلام في الصدر.
الحقيقة: رغم أنه من الشائع أن يشعر المصاب بالأزمات القلبية بألم أو ضيق أو إحساس بالعصر في منطقة الصدر، فإن هذا لا يحدث بالضرورة. قد تكون هناك أعراض أخرى للأزمة القلبية، وقد تشمل ضيق النفس، إحساسا بالدوار، ألما في أحد الذراعين أو كلاهما أو في الفك أو الرقبة أو الظهر. حتى لو لم تكن متأكدا أنها أزمة قلبية، عليك ألا تتساهل في الأمر واطلب الرعاية الطبية فورا.
* المعلومة: لدى عائلتي تاريخ مرضي للإصابة بضغط الدم وأمراض القلب، لذا فإنني سأصاب به كذلك لا محالة.
الحقيقة: على الرغم من أن احتمالات الإصابة بهذه الأمراض في هذه الحالة تكون أعلى بالتأكيد، فإنه يمكنك اتخاذ العديد من الخطوات التي يمكن أن تقلل هذا الخطر. هذه الخطوات تشمل ممارسة النشاط البدني، وضبط مستوى الكوليسترول، ونظام الأكل الصحي، وتقليل كمية الملح في الطعام، والحفاظ علي وزن وضغط دم مثاليين، والتوقف عن التدخين.
* المعلومة: ليس علي أن أقوم بفحص مستوى الكوليسترول في الدم حتى أصل إلى منتصف العمر.
الحقيقة: تنصح الجمعية الأميركية لأمراض القلب بفحص مستوى الكوليسترول في الدم كل خمس سنوات ابتداء من سن العشرين. إذا كان لديك تاريخ عائلي مرضي للإصابة بأمراض القلب فعليك بدء الفحص في سن أصغر. حتى الأطفال في هذه العائلات قد يكون لديهم مستوى أعلى من الكوليسترول، وهو ما يعرضهم للإصابة بأمراض القلب حين يكبرون. إذا كان مستوى الكوليسترول عاليا في دمك، فإن عليك مساعدة نفسك عن طريق تناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة بانتظام.
* المعلومة: لا توجد مشكلة في ارتفاع ضغط الدم مع تقدم العمر.
الحقيقة: عادة ما يرتفع ضغط الدم مع تقدم العمر. لكن كون هذا أمرا طبيعيا لا يعني أنه جيد بالنسبة لك. هناك بعض التغيرات التي تحدث في القلب والأوعية الدموية مع السن تتسبب في حدوث تصلب في الشرايين وهو ما قد يدفع القلب إلى الضخ بشكل أقوى. هذا الأمر قد يضعف عضلات القلب مع الوقت. هذه التغييرات قد تزيد من احتمالات الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية. لذا فعليك أن تحافظ على قياس ضغط الدم بشكل منتظم واتباع تعليمات الطبيب إذا كان ضغط دمك أعلى من 140/90.
* المعلومة: كبار السن لا يستجيبون لعلاج ضغط الدم ولا يصلون إلى المستويات الطبيعية للضغط حتى مع العلاج.
كان أبوقراط (أبو الطب) مثلا يعتقد أن الجسم يحتوي على أربعة أنواع من الأخلاط (سوائل الجسم). إذا كانت هذه الأخلاط متوازنة، كان الإنسان سليما، أما إذا اضطربت النسب، أصيب الشخص بالمرض. لم يكتف أبوقراط بتطبيق نظريته على الأمراض العضوية، لكنه فسر الأمراض النفسية كذلك باضطراب الأخلاط. هذه النظرية ثبت خطؤها بالتأكيد، لكنها كانت النظرية الوحيدة المتاحة لسنوات طويلة قبل أن تتطور أدوات العلم التي سمحت بتطور المعرفة العلمية في هذا المجال. عبر هذه السلسة نعرض مجموعة من المعلومات الشائعة ونناقش صحتها. في هذا المقال نتناول بعض المعلومات عن أمراض القلب وضغط الدم.
* المعلومة: ما زلت صغير السن. ليس عليّ أن أقلق من الإصابة بأمراض القلب.
الحقيقة: الطريقة التي تعيش بها حياتك حاليا هي التي تحدد احتمالات إصابتك بأمراض القلب في المستقبل. تصلب الشرايين يمكن أن يبدأ في فترة الطفولة أو المراهقة، ويمكن أن يؤدي إلى إغلاق الشرايين بالكامل وحدوث الجلطات فيما بعد. مع زيادة معدلات السمنة ومرض السكري في المراهقين والشباب، صارت أمراض القلب أكثر شيوعاً في هذه الفئة في السنوات الأخيرة.
* المعلومة: إذا أصبت بضغط الدم فسأعرف من الأعراض التي ستصيبني.
الحقيقة: كثيرا ما يسمى ضغط الدم المرتفع بالقاتل الصامت؛ لأن المريض قد لا يعرف أنه مصاب به. الأعراض التي قد تظهر مثل الصداع أو الفشل الكلوي قد تعني أن السيطرة على الأمر لم تعد سهلة.
الطريقة الأساسية لمعرفة الإصابة بضغظ الدم من عدمه هي قياسه. إذا لم تعرف أنك مصاب بالضغط وتتلق العلاج اللازم فقد تصاب بالعديد من المضاعفات التي تشمل الإصابة بالأزمات القلبية، والسكتات الدماغية و أمراض الكلى.
* المعلومة: أقوم بقياس ضغط الدم عند الطبيب بشكل منتظم، لذا لست بحاجة لقياسه في البيت.
الحقيقة: ضغط الدم يتذبذب ويتغير من وقت لآخر. قياس الضغط ومتابعته بشكل منتظم سيمكنان الطبيب من تحديد إذا ما كنت فعلاً مريضاً بالضغط أو إذا كان العلاج ناجحاً في ضبط الضغط. عليك قياس الضغط يومياً في نفس الوقت كما يطلب منك الطبيب.
* المعلومة: إذا أصبت بأزمة قلبية، سأشعر بها عن طريق إحساسي بآلام في الصدر.
الحقيقة: رغم أنه من الشائع أن يشعر المصاب بالأزمات القلبية بألم أو ضيق أو إحساس بالعصر في منطقة الصدر، فإن هذا لا يحدث بالضرورة. قد تكون هناك أعراض أخرى للأزمة القلبية، وقد تشمل ضيق النفس، إحساسا بالدوار، ألما في أحد الذراعين أو كلاهما أو في الفك أو الرقبة أو الظهر. حتى لو لم تكن متأكدا أنها أزمة قلبية، عليك ألا تتساهل في الأمر واطلب الرعاية الطبية فورا.
* المعلومة: لدى عائلتي تاريخ مرضي للإصابة بضغط الدم وأمراض القلب، لذا فإنني سأصاب به كذلك لا محالة.
الحقيقة: على الرغم من أن احتمالات الإصابة بهذه الأمراض في هذه الحالة تكون أعلى بالتأكيد، فإنه يمكنك اتخاذ العديد من الخطوات التي يمكن أن تقلل هذا الخطر. هذه الخطوات تشمل ممارسة النشاط البدني، وضبط مستوى الكوليسترول، ونظام الأكل الصحي، وتقليل كمية الملح في الطعام، والحفاظ علي وزن وضغط دم مثاليين، والتوقف عن التدخين.
* المعلومة: ليس علي أن أقوم بفحص مستوى الكوليسترول في الدم حتى أصل إلى منتصف العمر.
الحقيقة: تنصح الجمعية الأميركية لأمراض القلب بفحص مستوى الكوليسترول في الدم كل خمس سنوات ابتداء من سن العشرين. إذا كان لديك تاريخ عائلي مرضي للإصابة بأمراض القلب فعليك بدء الفحص في سن أصغر. حتى الأطفال في هذه العائلات قد يكون لديهم مستوى أعلى من الكوليسترول، وهو ما يعرضهم للإصابة بأمراض القلب حين يكبرون. إذا كان مستوى الكوليسترول عاليا في دمك، فإن عليك مساعدة نفسك عن طريق تناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة بانتظام.
* المعلومة: لا توجد مشكلة في ارتفاع ضغط الدم مع تقدم العمر.
الحقيقة: عادة ما يرتفع ضغط الدم مع تقدم العمر. لكن كون هذا أمرا طبيعيا لا يعني أنه جيد بالنسبة لك. هناك بعض التغيرات التي تحدث في القلب والأوعية الدموية مع السن تتسبب في حدوث تصلب في الشرايين وهو ما قد يدفع القلب إلى الضخ بشكل أقوى. هذا الأمر قد يضعف عضلات القلب مع الوقت. هذه التغييرات قد تزيد من احتمالات الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية. لذا فعليك أن تحافظ على قياس ضغط الدم بشكل منتظم واتباع تعليمات الطبيب إذا كان ضغط دمك أعلى من 140/90.
* المعلومة: كبار السن لا يستجيبون لعلاج ضغط الدم ولا يصلون إلى المستويات الطبيعية للضغط حتى مع العلاج.
الحقيقة: ليس هذا صحيحا. التجارب السريرية الحديثة أثبتت أن كبار السن يستجيبون للعلاج ويصلون إلى مستويات طبيعية من ضغط الدم ربما بنسبة أعلى من الأشخاص الأصغر سنا.
* المعلومة: إحدى قراءتي ضغط الدم أهم من الأخرى.
الحقيقة: هناك قراءتان لضغط الدم، الأولى تسمى ضغط الدم الانقباضي وهي التي تظهر بأعلى الكسر، والأخرى تسمى قراءة ضغط الدم الانبساطي، وهي التي تظهر بأسفل كسر القراءة. القراءة الطبيعية لضغط الدم هي أقل من أو ما تساوي 120/80. بعض الناس يولي اهتماما أكبر للرقم الأعلى (الضغط الانقباضي) أكثر من الرقم الأسفل (الانبساطي)، لكن الحقيقة أن القلب يستطيع أن يتعامل مع الرقم الانقباضي بشكل أفضل من الرقم الانبساطي. في المقابل هناك من يعتقد أن رقم الضغط الانقباضي ليس مهما طالما كانت قراءة الضغط الانبساطي أقل من 90. وهذا أيضا ليس صحيحا. فمع زيادة العمر تزداد أهمية الرقم الانقباضي الذي يمكن استخدامه بشكل أفضل لتوقع احتمالات الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
* المعلومة: أنا مدخن منذ سنوات عدة. حتى لو أقلعت الآن عن التدخين.. فلن يفيدني هذا بشيء.
الحقيقة: فوائد الإقلاع عن التدخين تبدأ من اللحظة التي تتوقف فيها، بغض النظر عن سنك أو المدة التي قمت فيها بالتدخين أو حتى عدد السجائر التي كنت تدخنها. بعد عام واحد من الإقلاع عن التدخين، تقل احتمالات الإصابة بالأزمات القلبية بنسبة 50%، وخلال عشر سنوات تصبح الاحتمالات كما لو كنت لم تدخن قط.
* المعلومة: أنا مريض بالقلب أو أصبت بأزمة قلبية؛ علي أن أتوقف عن ممارسة الرياضة إذاً.
الحقيقة: على العكس. البقاء دون حركة فكرة سيئة للغاية. حتى إذا أصبت بأزمة قلبية عليك أن تتحرك في أقرب وقت ممكن حسب الخطة التي قررها الطبيب. فالبقاء من دون حركة قد يؤدي إلى تكون جلطات في القدم ومشاكل صحية أخرى. تؤكد الدراسات أن مرضى الأزمات القلبية الذين يمارسون نشاطا جسديا ويقومون بإحداث تغييرات أخرى صحية في حياتهم يعيشون لمدة أطول من هؤلاء الذين لا يقومون بهذه التغييرات. عادة ما يكون النشاط البدني المعتدل (في حدود ساعتين ونصف الساعة أسبوعياً) مفيداً لصحة القلب. هذا النشاط يساعد في تقوية عضلات القلب وزيادة تدفق الدم إلى المخ والأعضاء الداخلية وتحسين الصحة العامة.
اقرأ أيضاً:
* المعلومة: إحدى قراءتي ضغط الدم أهم من الأخرى.
الحقيقة: هناك قراءتان لضغط الدم، الأولى تسمى ضغط الدم الانقباضي وهي التي تظهر بأعلى الكسر، والأخرى تسمى قراءة ضغط الدم الانبساطي، وهي التي تظهر بأسفل كسر القراءة. القراءة الطبيعية لضغط الدم هي أقل من أو ما تساوي 120/80. بعض الناس يولي اهتماما أكبر للرقم الأعلى (الضغط الانقباضي) أكثر من الرقم الأسفل (الانبساطي)، لكن الحقيقة أن القلب يستطيع أن يتعامل مع الرقم الانقباضي بشكل أفضل من الرقم الانبساطي. في المقابل هناك من يعتقد أن رقم الضغط الانقباضي ليس مهما طالما كانت قراءة الضغط الانبساطي أقل من 90. وهذا أيضا ليس صحيحا. فمع زيادة العمر تزداد أهمية الرقم الانقباضي الذي يمكن استخدامه بشكل أفضل لتوقع احتمالات الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
* المعلومة: أنا مدخن منذ سنوات عدة. حتى لو أقلعت الآن عن التدخين.. فلن يفيدني هذا بشيء.
الحقيقة: فوائد الإقلاع عن التدخين تبدأ من اللحظة التي تتوقف فيها، بغض النظر عن سنك أو المدة التي قمت فيها بالتدخين أو حتى عدد السجائر التي كنت تدخنها. بعد عام واحد من الإقلاع عن التدخين، تقل احتمالات الإصابة بالأزمات القلبية بنسبة 50%، وخلال عشر سنوات تصبح الاحتمالات كما لو كنت لم تدخن قط.
* المعلومة: أنا مريض بالقلب أو أصبت بأزمة قلبية؛ علي أن أتوقف عن ممارسة الرياضة إذاً.
الحقيقة: على العكس. البقاء دون حركة فكرة سيئة للغاية. حتى إذا أصبت بأزمة قلبية عليك أن تتحرك في أقرب وقت ممكن حسب الخطة التي قررها الطبيب. فالبقاء من دون حركة قد يؤدي إلى تكون جلطات في القدم ومشاكل صحية أخرى. تؤكد الدراسات أن مرضى الأزمات القلبية الذين يمارسون نشاطا جسديا ويقومون بإحداث تغييرات أخرى صحية في حياتهم يعيشون لمدة أطول من هؤلاء الذين لا يقومون بهذه التغييرات. عادة ما يكون النشاط البدني المعتدل (في حدود ساعتين ونصف الساعة أسبوعياً) مفيداً لصحة القلب. هذا النشاط يساعد في تقوية عضلات القلب وزيادة تدفق الدم إلى المخ والأعضاء الداخلية وتحسين الصحة العامة.
اقرأ أيضاً:
المصادر:
Top 10 Myths about Cardiovascular Disease
10 myths about heart disease
Common High Blood Pressure Myths
5 Misconceptions About High Blood Pressure
Myths About Hypertension