الثيوفيلين (Theophylline) هو دواء موسّع للشعب الهوائية من أدوية الميثيل زانثين التي تستخدم لأمراض انسداد مجرى التنفس.
عدد المرضى الذين يتناولون هذا الدواء منخفض جداً، ومن الطبيعي أن يكون التعرض للسمية قليلا، ولكن لا تزال حالات التسمم منه مرتفعة نسبياً والوفيات الناتجة منه أيضا، حيث سجلت عدد الحالات في عام 2009 332 حالة تسمم بالثيوفيلين من ضمنهم وفاتان طبقا للنظام الوطني لبيانات السموم (NPDC)، وكانت هناك ثمانية أضعاف هذا الرقم قبل عشر سنوات.
وكان سبب هذه الزيادة في عدد الحالات هو زيادة استخدام دواء الثيوفيلين كدواء رئيسي وانتشاره على نطاق واسع بالإضافة إلى إدخال كبسولات ممتدة المفعول والتي قد يستمر عمل الدواء لمدة تصل إلى 24 ساعة.
جرعة تسمم الثيوفيلين
- تم تحديد جرعة تسمم الثيوفيلين بجرعة سامة واحدة حادة من 8-10 ملليجرام/كجم يمكن أن ترفع مستوى الدواء بما يصل إلى 15-20 ملليجراما/لتر في الدم، تختلف طبقا لمعدل الامتصاص.
- ويمكن أن تؤدي الجرعة الزائدة الحادة التي تؤخذ عن طريق الفم التي تزيد عن 50 ملليجراما/كجم إلى مستوى أعلى من 100 ملليجرام/لتر في الدم وإلى سمية شديدة.
- بالإضافة أيضاً إلى أن الثيوفيلين له مؤشر علاجي ضيق، لذلك يمكن أن يحدث التسمم بسهولة جداً.
- الجرعة الزائدة المزمنة والحادة قد تسبب الوفاة لذلك تتطلب رعاية قوية وتحتاج لغسيل كلوي لضمان نتائج جيدة للمريض.
- ويستخدم أيضاً مركب الأمينوفيلين في الوريد، وهو مركب الثيوفيلين القابل للذوبان في الماء ويتفكك بسرعة في الجسم ويقوم بإطلاق الثيوفيلين في الدم.
أسباب تسمم الثيوفيلين
تشمل الأسباب المزمنة لسمية الثيوفيلين ما يلي:
- بعض التفاعلات الدوائية مثل التي تحدث مع (الإيثانول، وسائل منع الحمل الفموية، سيميتيدين، المضادات الحيوية الماكروليدية، دواء الوبيورينول، مضادات الكينولون الحيوية).
- الحمى الفيروسية.
- فشل القلب الاحتقاني.
- أمراض الكبد.
- أمراض الجهاز التنفسي العلوي.
وقد ثبت أن أمراض الكبد وفشل القلب الاحتقاني تقلل من إزالة الثيوفيلين من الجسم بنسبة 50٪، مما يؤدي إلى تقليل القضاء على الدواء، وزيادة تركيزه، مما يسبب آثارا سامة. بالإضافة إلى أنه مع تقدم العمر يقل التخلص من الثيوفيلين والأدوية المثبطة لإنزيم الكبد في الجسم.
بينما تحدث السمية الحادة للثيوفيلين عن طريق تناول جرعة زائدة متعمداً أو بدون قصد.
أعراض وعلامات تسمم الثيوفيلين
تختلف الأعراض السريرية في حالات التسمم المزمن عن حالات التسمم الحاد حيث قد تحدث متلازمتان مختلفتان من التسمم، ويعتمد ذلك على ما إذا كان التسمم حادًا أو مزمنًا.
أولاً أعراض التسمم الحاد
عادةً ما تحدث تلك الأعراض نتيجة لجرعة زائدة واحدة نتيجة لمحاولة انتحار أو تناول جرعة زائدة دون قصد في مرحلة الطفولة.
وتشمل تلك الأعراض ما يلي:
- القيء وقد يحتوي على دم.
- الارتعاش والقلق.
- تسارع دقات القلب.
- نقص البوتاسيوم والفوسفات في الدم.
- ارتفاع سكر الدم.
- الحماض الأيضي.
- انخفاض ضغط الدم.
- حدوث نوبات الصرع في حالات كثيرة ومن الممكن أن تكون مقاومة للأدوية المضادة للصرع.
ثانياً: أعراض التسمم المزمن
عادةً ما يحدث التسمم المزمن إذا تم تناول جرعات زائدة مرات متكررة خلال 24 ساعة أو أكثر أو عندما يحدث تفاعل دوائي مع الثيوفيلين، أو مرض القلب أو الكبد. وغالبا ما يكون ضحايا التسمم المزمن هم كبار السن الذين يعانون من مرض انسداد الرئة المزمن ويتناولون الثيوفيلين.
وتشمل تلك الأعراض ما يلي:
- قد يحدث قيء ولكنه غير شائع.
- تسرع ضربات القلب.
- انخفاض في ضغط الدم.
- قد تحدث نوبات الصرع ولكن مع انخفاض مستويات الثيوفيلين التي قد تصل إلى 20 ملليجراما/لتر.
تشخيص تسمم الثيوفيلين
يتم قياس مستوى الثيوفيلين في الدم مباشرةً عند وصول الحالة للمستشفى ثم يكرر كل ساعتين حتى ينخفض مستوى الثيوفيلين بشكل كبير، ويكون هذا ضرورياً بعد تناول كبسولات ممتدة المفعول. حيث قد يؤدي الامتصاص المستمر إلى استمرار السمية على الرغم من إزالة السم من الجهاز الهضمي.
تزداد خطورة التسمم بالثيوفيلين كلما زاد مستوى الدواء في الدم، ولكن في حالات المرضى كبار السن وأيضاً الذين يعانون من تسمم حاد، ستكون لديهم خطورة أكبر من السمية لنفس مستوى الثيوفيلين.
عادةً ما يطلب الطبيب فحوصات الإلكتروليت والجلوكوز لتقييم ما يلي:
- نقص البوتاسيوم في الدم.
- ارتفاع سكر الدم.
- الحماض الأيضي.
- نقص أو زيادة كالسيوم الدم.
- نقص الفوسفات.
- تكون أجسام الكيتون.
ومن الفحوصات الأخرى التي يمكن للطبيب أن يطلبها ما يلي:
- اختبار الحمل للنساء في سن الإنجاب.
- مستوى الأسيتامينوفين في حالات الابتلاع المتعمد.
- مستوى الأسبيرين، خاصة في حالات المرضى الذين كان لديهم تاريخ مرضي بتسمم الأسبرين.
- صورة الدم الكاملة، التي قد تظهر ارتفاعا في عدد خلايا الدم البيضاء، بسبب زيادة نشاط الكاتيكولامين.
ومن الفحوصات التصويرية التي يمكن أن تساعد في تشخيص حالات التسمم، التصوير المقطعي للدماغ في حال حدثت نوبات الصرع.
ويتم اللجوء إلى الرسم الكهربي للقلب (ECG) لمتابعة إيقاع ضربات القلب التي تنتج عن عدم توازن الإلكتروليت في الدم.
كما يمكن أن يساعد في تقييم علامات تسمم الأدوية الأخرى التي تحدث اضطرابا في نشاط القلب، ولا سيما في حالات الجرعة الزائدة المتعمدة.
وقد يكون البزل القطني مفيداً في تقييم حالات الاضطرابات العقلية ونوبات الصرع التي تظهر فجأة.
التعامل مع حالات تسمم الثيوفيلين
التعامل مع الحالات الطارئة
تشمل الرعاية الطارئة لتسمم الثيوفيلين ومحاولة تقليل الامتصاص، وتجنب انقطاع الدورة الدموية الكبدية المعوية وتجنب حدوث المضاعفات.
يتم استخدام الفحم النشط في الجهاز الهضمي حيث يرتبط بجزيئات الثيوفيلين، ويستخدم في بداية التسمم.
في خلال الساعة الأولى من التسمم الحاد أو بعد ابتلاع جرعة كبيرة من كبسولات ممتدة المفعول، أو قد يقوم الطبيب بعمل غسيل كامل للأمعاء.
ولكنه ليست له نفس الفعالية للفحم المنشط لذلك يجب عدم استخدامه لأنه سيتسبب في تأخير كبير في استخدام الفحم للتخلص من الثيوفيلين.
يمكن زيادة إزالة الثيوفيلين من الدورة الدموية الكبدية المعوية عن طريق استخدام الفحم المنشط متعدد الجرعات لأن الثيوفيلين يمر بها.
في حالات من يعانون من نوبات الصرع يتم استخدام البنزوديازيبين، ويمكن استخدام حاصرات البيتا لعلاج عدم انتظام ضربات القلب.
- الأدوية المضادة ومنها دواء البروبرانولول بجرعة منخفضة، يتم استخدام تلك الأدوية في علاج انخفاض ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب وتسارع دقاته، ويتم استخدامه بحذر مع المرضى الذين لديهم تاريخ سابق من مرض الربو والأزيز.
- إزالة الدواء من الدم، الثيوفيلين لديه قدرة كبيرة على التوزيع في الدم، لذلك يتم استخدام الغسيل الكلوي أو طريقة ضخ الدم في الفحم المنشط أو إضافة فحم منشط بجرعات متكررة، ويوجد جزء من الثيوفيلين مرتبط بالبروتين وجزء آخر حر إلا أن الجزء الحر يكون تركيزه أعلى بالدم.
- الغسيل الكلوي أو غسيل الدم يتم إجراؤه إذا كان المريض يعاني من الصرع أو كان تركيز الثيوفيلين أكبر من 100 ملليجرام/لتر.
- استخدام الفحم المنشط بجرعات متكررة ليس فعالا ولكن يمكن استخدامه في حالات المرضى الذين حالتهم مستقرة ومستوى الثيوفيلين أقل من 100 ملليجرام/لتر.
الوقاية من تسمم الثيوفيلين
للوقاية من تسمم الثيوفيلين يجب اتباع التعليمات التالية:
- إبقاء الأدوية بعيدا عن متناول الأطفال.
- عند تناول جرعات زائدة من دواء الثيوفيلين تجب محاولة حث القيء لإخراج الدواء.
- استشارة الطبيب دائما بكل الأدوية التي يتناولها المريض بانتظام أو حسب الحاجة.
- عدم زيادة أي جرعة من الأدوية التي يتم تناولها بدون استشارة من الطبيب الخاص بك أولاً.
- حث الوعي وإخبار المريض بتفاعلات الأدوية التي قد تسبب له الضرر.
المصادر:
Theophylline toxicity - Life in the fastlane
Pharmacology and Toxicology: Treatment of Poisons – Theophylline Intoxication