اليوجا هي شكل من أشكال التمارين موجودة منذ قرون عند شعوب شرق آسيا، تركِّز على تقنيات التنفّس والوضعيات والتأمّل، وتتراوح فوائدها من تحسين الوَعْي بالجسم، والمرونة، إلى تقليل التوتر، والوصول إلى الصفاء الذهني. لكن هل تعلم أن فوائد اليوجا يمكن أن تمتد لتشمل الأطفال أيضاً؟
فوائد اليوجا للأطفال
يقول الخبراء إن اليوجا تُعِدُّ الأطفالَ لمواجهة تحديات الحياة اليومية، وتُقدِّم لهم قيماً أساسية، مثل عدم التسبب بضرر لأحد، والصدق والاعتدال والنظافة والامتنان والانضباط الذاتي، كما ارتبطت اليوجا أيضاً باستكشاف الذات، وفضول البحث، وتحسين السلوك، وزيادة الأداء الأكاديمي.
لا عجب أن يتم دمج اليوجا في فصول الصالة الرياضية وبرامج ما بعد المدرسة في معظم البلدان عند سماع هذه الفوائد، على الرغم من أن إحدى المزايا الرئيسية هي أنه يمكن ممارسة اليوجا في أي مكان، فلا يلزم وجود مدرب شخصي أو معدات فاخرة.
فهل تتساءل عما إذا كان ينبغي لطفلك أن يبدأ في ممارسة اليوجا؟ استمِر في قراءة المقال للتعرُّف على فوائد اليوجا للأطفال.
إليكم أهم الفوائد التي تقدِّمها اليوجا للأطفال
-
اليوجا تَبني احترام الذات:
تُعتبر ممارسة اليوجا لدى الأطفال فرصة نادرة لممارسة اللعب والتركيز دون القلق بشأن الوقوع في الخطأ، فهي تساعد في توفير اللَّبِنات الأساسية النفسية والجسمية للمستقبل، وتُعلِّم الأطفالَ الصبرَ والمثابرة، والعمل على تحقيق أهدافهم.
يمكن للأطفال الاعتماد على معلِّم اليوجا للحصول على التعليمات، ولكن عندما يتْقِنون وضعاً أو أسلوباً جديداً فسيعرفون أنهم يبذلون جهداً كبيراً وشاقاً للتعلم، والنتيجة هي تعزيز الثقة وتحسين احترام الذات.
-
اليوجا تُعزِّز القوة والمرونة:
تُعزِّز اليوجا القوة البدنية والتنسيق الحركي، كما تُعلِّم الأطفالَ استخدام عضلاتهم بطرق مختلفة، ويصبح الأطفال أكثر وعياً بأجسادهم وكيف تعمل.
تابعت إحدى الدراسات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و8 سنوات، والذين مارسوا اليوجا بانتظام لمدة 12 أسبوعاً، مرتَين في الأسبوع، ولمدة 45 دقيقة في المرة الواحدة، ووجدوا أن هؤلاء الأطفال أظهروا تغيرات مهمة وإيجابية في درجات القدرات الحركية الكلية، والتوازن والقوة والمرونة.
-
يمكن للرياضيين تعزيز أدائهم من خلال اليوجا:
إذا كان طفلك مهتمًا بلعبة كرة القدم أو السباحة أو أي رياضة أخرى، فيمكن أن تساعد اليوجا الأطفال الرياضيين على التفوق في الأنشطة البدنية الأخرى.
فعلى سبيل المثال، عند ممارسة اليوجا يقوم العدّاء بتقوية وتمديد الوركَين والساقَين، وأوتار العرقوب (وَتَر مكوّن من نسيج ليفي ينشأ من عضلات الساق الخلفية، ويرتكز على عظم الكعب في القدم من الخلف).
بممارسة اليوغا، يقوِّي لاعبو البيسبول عضلات الذراعَين والجزء العلوي من الجسم، ويزيد لاعبو الجمباز المرونة والتوازن والتركيز.
-
تطوير القدرة على التركيز:
نتيجة التمرن على وضعيات مختلفة وتمارين التنفس بعمق، تُشجِّع اليوجا الأطفالَ على تصفية أذهانهم، ونتيجة لذلك يتعلم الأطفال التركيز على المهمة التي يقومون بها، وبالتالي تزيد القدرة على التركيز لدى الأطفال.
-
الطلاب الذين يمارسون اليوجا يحقِّقون أداءً مدرسياً أفضل:
نظراً لأن اليوجا تعمل على تحسين التركيز وصفاء الذهن، فليس من المستغرب أن يتم ربط ممارسة اليوجا بتحسين الأداء المدرسي لدى المراهقين.
قد تلعب اليوجا أيضاً دوراً في تقليل القلق والتوتر، وتعزيز مهارات حل المشكلات، كما تحسّن اليوجا من مهارات الإبداع، والمرونة وضبط النفس، والانضباط، وهي مهارات ضرورية للنجاح في المدرسة والوظائف والجوانب الأخرى للحياة.
-
اليوجا تقوِّي العلاقة بين العقل والجسد:
تشجِّع اليوجا الأطفالَ على الحصول على عقل وجسد سليمَيْن، فجميع الآباء يريدون لأطفالهم أن يتصرَّفوا بيقظة، وأن يكونوا شجعاناً، وأن يعرفوا الحب والسعادة، وأن يجدوا السلام الداخلي. وبما أن العالم حول الأطفال يتحرك بسرعة كبيرة جداً، فهم يشعرون بكل أنواع الضغوط (الشخصية، الأبوية، والاجتماعية) لمواكبة كل هذه التغييرات، تعمل اليوجا كصمام يخفِّف الضغط، وكأساس لتغذية وتطوير الجسم والعقل، وتحقيق روح مرنة وحيوية.
-
يمكن للأطفال المصابين بالتوحُّد الاستفادة من اليوجا:
نُشرت دراسة في المجلة الأمريكية للعلاج المهني عن تقييم آثار برنامج اليوجا في الفصول الدراسية لمدة 16 أسبوعاً على الأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحُّد (ASD)، وفقاً للباحثين، فإن استخدام اليوجا اليومية على مستوى الفصول الدراسية كان له تأثير كبير على السلوكيات الرئيسية في الفصول الدراسية بين الأطفال المصابين بالتوحّد، فقد أظهروا تحسّناً في الشعور بالقلق والانسحاب الاجتماعي، بالإضافة إلى تقليل مستويات العدوانية.
-
يمكن لليوغا تحسين الصحة العامة:
ترتبط وظائف الجسم ببعضها البعض، ويمكن أن يكون لليوجا بعض الفوائد الصحية غير المتوقعة للأطفال، مثل:
- تحفيز الجهاز الهضمي.
- تنظيم الهرمونات.
- تقليل أعراض متلازمة القولون العصبي (IBS).
- تنظيم سكّر الدم.
- المساعدة في علاج الإمساك.
- تنظيم مستويات الأنسولين.
المصدر: