يطلق على الجزء الذي يتوسط شبكية العين اسم (البقعة العينية)، وتؤدي وظيفة مهمة حيث تتحكم في جودة ووضوح الصور التي نراها ضمن مجال الرؤية المركزية. وفي حالة التنكس البقعي الرطب (Wet macular degeneration) تنمو الأوعية الدموية تحت الشبكية بصورة غير طبيعية ويتسرب الدم والسوائل منها، ما يعيق وظيفة الشبكية، وتدريجياً قد يفقد المريض القدرة المركزية على الإبصار.
وتظهر أعراض التنكس البقعي الرطب عادةً وتتفاقم بسرعة. ويمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:
- التشوهات البصرية مثل رؤية الخطوط المستقيمة متموجة أو ملتوية، أو رؤية ممر الباب أو لافتة الشارع مائلة إلى أحد جانبيها، أو الأشياء التي تظهر أصغر أو أبعد من حجمها أو مكانها الطبيعي.
- انخفاض الرؤية المركزية.
- انخفاض شدة الألوان أو سطوعها.
- نقطة ضبابية أو نقطة عمياء واضحة المعالم في مجال الرؤية.
- ظهور مفاجئ للأعراض.
- تفاقم سريع للأعراض.
- هلاوس بأشكال هندسية أو حيوانات أو أشخاص في الحالات المتقدمة من التنكس البقعي.
* الأسباب التي تؤدي إلى التنكس البقعي الرطب
السبب غير معلوم. لكن، قد تصيب هذه الحالة المرضية غالبًا الأشخاص الذين أصيبوا بالتنكس البقعي الجاف. لكن لا يمكن للأطباء توقع الشخص الذي سيصاب بالتنكس البقعي الرطب الذي هو أكثر حدة ويتفاقم بشكل أسرع من التنكس البقعي الجاف. ويمكن أن يتفاقم التنكس البقعي الرطب بأشكال مختلفة:
- فقد البصر الناتج بسبب نمو الأوعية الدموية غير الطبيعية
قد يتفاقم التنكس البقعي الرطب عندما تنمو أوعية دموية غير طبيعية من مشيمية العين (Choroid، وهي طبقة الأوعية الدموية التي تقع بين الشبكية والصلبة)، وتُسمى هذه الحالة اتساع الأوعية الدموية المشيمية. وقد تُسرب تلك الأوعية غير الطبيعية السوائل أو الدم بين مشيمة العين والبقعة. ويتعارض هذا السائل مع وظيفة الشبكية ويتسبب في حدوث تشويش للرؤية المركزية. بالإضافة إلى ذلك، يصبح ما تراه عند النظر للأمام مباشرةً متموجًا أو ملتويًا وتحجب البقع الفارغة جزءًا من مجال الرؤية.
- وينتج فقد البصر من تراكم السوائل في الجزء الخلفي من العين
وقد تُصاب بالتنكس البقعي الرطب في بعض الأوقات عندما يتسرب سائل من مشيمة العين ويتجمع بينها وبين طبقة الخلية الرفيعة التي تُسمى الظهارة الصبغية الشبكية (RPE). وقد يؤدي ذلك إلى حدوث انفصال في الظهارة الصبغية الشبكية. ويتسبب السائل الموجود أسفل الظهارة الصبغية الشبكية في حدوث ما يبدو أنه بثور أو نتوء تحت البقعة.
وتتضمن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالتنكس البقعي ما يلي:
- العمر، كلما زاد عمرك خاصةً بعد تخطي سن 50 عامًا.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالتنكس البقعي.
- التدخين.
- السمنة.
- النظام الغذائي الذي يتضمن مقدارًا قليلاً من الفاكهة والخضراوات.
- ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكوليسترول.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
* تشخيص وعلاج التنكس البقعي الرطب
عندما يشك الطبيب في إصابة المريض بالتنكس البقعي الرطب، سيراجع تاريخه المرضي وتاريخ العائلة المرضي وسيقوم بإجراء فحص شامل للعين لتشخيص حالته المرضية. وقد يُجري الأطباء العديد من الفحوصات لتشخيص التنكس البقعي الرطب بما في ذلك:
- فحص الجزء الخلفي من العين، حيث يضع طبيب العيون قطرات للعين في عينك لتوسيعها ويستخدم جهازًا بصريًا خاصًا لفحص الجزء الخلفي من العين.
- التصوير الوعائي للعين، حيث يحقن طبيبك صبغة ملونة في وريد الذراع. تنتقل الصبغة إلى الأوعية الدموية في عينك وتوضح الأوعية الدموية، وتساعد على تحديد المواقع غير الطبيعية في جدران الأوعية الدموية التي قد يكون بها تسرب.
- التصوير البصري المقطعي التوافقي لعمل صور مفصلة ذات مقطع عرضي لعينك. ويحدد الاختبار التشوهات في الشبكية مثل تورم الشبكية أو وجود تسرب بالأوعية الدموية في العين. ويُستخدم في الغالب للمساعدة في مراقبة استجابة الشبكية لطرق علاج التنكس البقعي.
وبالنسبة للعلاج
لا يمكن الشفاء من التنكس البقعي الرطب. إلا أنه في حالة تشخيصه في وقت مبكر، فقد يساعد العلاج على إبطاء تفاقم التنكس البقعي الرطب وتقليل مقدار فقد البصر.1- الأدوية التي توقف نمو الأوعية الدموية غير الطبيعية
قد تساعد الأدوية على إيقاف نمو الأوعية الدموية الجديدة من خلال منع تأثير إشارات النمو التي يرسلها الجسم لتكوين أوعية دموية جديدة. وتعتبر هذه الأدوية خط العلاج الأول لجميع مراحل التنكس البقعي الرطب. وتتضمن الأدوية المستخدمة في علاج التنكس البقعي الرطب ما يلي:- بيفاسيزوماب (أفاستين).
- رانيبيزوماب (لوسينتس).
- بيغابتانيب (ماكوجين).
- أفليبرسبت (آيليا)
وسيحقنك طبيبك بتلك الأدوية داخل العين مباشرةً. وقد تخضع للحقن المتكرر كل أربعة أسابيع للحفاظ على التأثير النافع للدواء. وفي بعض الحالات، قد تستعيد الرؤية بشكل جزئي بسبب انكماش الأوعية الدموية، ويتم امتصاص السائل الموجودة أسفل الشبكية ما يسمح لخلايا الشبكية باستعادة بعض من وظائفها. وقد تزيد بعض تلك الأدوية من خطر السكتة الدماغية.
2- استخدام الضوء لتفعيل الدواء المحقون (العلاج الضوئي الحركي)
يُستخدم العلاج الضوئي الحركي لعلاج الأوعية الدموية غير الطبيعية في مركز البقعة. وخلال هذا الإجراء، يحقن طبيبك الدواء الذي يُسمى فيرتيبورفين (فيزوداين) في وريد الذراع، حيث ينتقل الدواء إلى الأوعية الدموية بالعين. ويقوم طبيبك بتسليط ضوء مركز من أشعة ليزر مخصصة إلى الأوعية الدموية غير الطبيعية في عينك.
ويعمل ذلك على تفعيل الأدوية داخل الأوعية الدموية غير الطبيعية. وقد تتسبب تلك الأدوية عندئذ في انغلاق الأوعية الدموية غير الطبيعية في عينك، وهو ما يؤدي إلى توقف التسرب. وقد يُحسّن العلاج الضوئي الحركي من الرؤية ويقلل من معدل فقد البصر. وقد تحتاج إلى طرق علاج متكررة بمرور الوقت، نظرًا لإمكانية إعادة فتح الأوعية الدموية التي جرت معالجتها من جديد. وبعد العلاج الضوئي الحركي، ستحتاج إلى تجنب التعرض لضوء الشمس المباشر والأضواء شديدة السطوع حتى يُطهر الدواء جسمك، وهو ما قد يستغرق أيامًا قليلة.
3- استخدام الليزر لإتلاف الأوعية الدموية غير الطبيعية (التخثر الضوئي)
أثناء العلاج بالليزر، يستخدم طبيبك شعاع ليزر عالي الطاقة لإتلاف الأوعية الدموية غير الطبيعية تحت البقعة. يُستخدم الإجراء لمنع مزيد من تلف البقعة وإبطاء فقد البصر المستمر. ولا يُستخدم العلاج بالليزر لمعالجة التنكس البقعي الرطب سوى في مواقف محددة. ولا يكون الأمر خيارًا بشكل عام إذا كانت لديك أوعية دموية غير طبيعية تقع أسفل مركز البقعة مباشرةً. كما أنه كلما ازداد مقدار تلف البقعة، قلت احتمالية النجاح الوظيفي. وبسبب تلك القيود، يكون القليل من الأشخاص المصابين بالتنكس البقعي الرطب مرشحين للعلاج بالليزر.
* المصدر
Wet Macular Degeneration: Treatments, Outlook, and More
Macular Degeneration
