النظارات الطبية.. الرؤية ضرورية في كل جانب من جوانب الحياة، وأي ضعف طارئ على هذه الحاسة الجوهرية سيخلق مشكلات ومصاعب شتى تطال جميع الأنشطة اليومية، مثل القراءة، والقيادة، والرياضة، واستخدام الحاسوب، والدراسة، والعمل وما شابه ذلك.
ويعتبر ضعف الرؤية الناجم عن العيوب الانكسارية، مثل قصر النظر، أو طول النظر، أو انحراف الرؤية (الإستجماتيزم)، أو طول النظر الشيخوخي، من أكثر مشكلات الرؤية شيوعًا، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 2 مليار شخص حول العالم يعانون من هذه المشكلة التي يمكن تصحيحها بواسطة النظارات الطبية.
علامات تحذيرية تشير إلى حاجتك إلى النظارات الطبية
هل تحتاج إلى النظارات الطبية؟ سؤال قد تطرحه على نفسك في مرحلة ما من مراحل حياتك. قد تعاني من ضعف أو من تشوش في الرؤية بشكل تدريجي، ولكنك كثيرًا ما تؤجل تحديد موعد مع طبيب مختص، ولكن هذا الأمر يصبح ضروريًا إذا لاحظت أحد العلامات التحذيرية الآتية:
1. إجهاد العين
عندما تريد النظر إلى شيء ما فإن ضبط العينين يتم تلقائيًا، أما إذا وجدت مشكلة في الرؤية، فإنه يتوجب على العينين بذل جهد أكبر للتركيز، ما يؤدي إلى الإصابة بإجهاد عضلات العين أو عدم الراحة أو التعب بعد القراءة أو العمل على الأجهزة الإلكترونية والرقمية واللوحية لفترة طويلة. إن إجهاد العين يمكن أن يحدث أثناء النظر لفترة طويلة إلى مسافة قريبة أو بعيدة، وفي كثير من الأحيان فإن إجهاد العين يستدعي الحاجة إلى النظارات الطبية للتغلب عليه.
2. الرؤية الضبابية
تُعتبر الرؤية الضبابية أو المشوشة أو الباهتة، واحدة من أكثر العلامات التحذيرية التي تشير إلى أنك في حاجة إلى النظارات الطبية. إذا وجَدت صعوبة في رؤية الأشياء بوضوح، فهذا يعني أنه حان الوقت لتحديد موعد من أجل فحص العين، لأن الرؤية الضبابية غالبًا ما ترتبط بوجود أخطاء انكسارية، مثل قصر النظر ومد النظر وانحراف الرؤية (الإستجماتيزم) وقصر النظر الشيخوخي.
3. العشَى الليلي
إذا وجدت صعوبات في رؤية الأشياء في الليل، خاصة في الإضاءة المنخفضة أو أثناء القيادة، فهذا يشير إلى أنك بأمس الحاجة إلى تصحيح الرؤية لديك حفاظًا على سلامتك وسلامة الآخرين، وعلى نوعية حياتك.
4. الصداع المتكرر
الصداع المتكرر الذي يحدث في مقدمة الرأس أو في الصدغين، يشير عادة إلى أن العين تكافح من أجل التركيز، وهذا قد يعني وجود مشكلة غير مصححة في الرؤية يمكن علاجها بالنظارات الطبية.
5. التحديق المستمر
إن التحديق المستمر من أجل رؤية الأشياء بشكل أوضح هو علامة شائعة تدل على الحاجة إلى النظارات الطبية، فالتحديق يحسّن التركيز بشكل مؤقت، لأنه يقلل من كمية الضوء التي تدخل إلى العين. إذا وجَدت نفسك أنك بحاجة إلى التحديق مرارًا وتكرارًا لترى الأشياء بشكل أوضح، فهذا يعني أنه قد آن الأوان لإجراء فحص النظر.
6. تغيرات الرؤية المرتبطة بالعمر
بعد سن الأربعين تصبح تغيرات الرؤية المرتبطة بالعمر أكثر شيوعًا، من هنا أهمية إجراء فحص شامل للعينين من أجل تقييم الوضع لرصد أي تغييرات طارئة في الرؤية، وبالتالي إيجاد الحل المناسب لها.
7. صعوبة التكيف مع تغيرات الإضاءة
تستطيع العين السليمة التكيف مع تغيرات الإضاءة الطارئة، إذا واجهتَ صعوبات على هذا الصعيد، فمن الحكمة استشارة طبيب مختص بأمراض العيون للكشف عن الحالات الطبية المحتملة لتصحيح الرؤية من أجل تعزيز الراحة البصرية في بيئات مختلفة من الإضاءة.
8. الرؤية المزدوجة
قد تكون الرؤية المزدوجة التي تبدو فيها الأشياء مكررة أو متداخلة، علامة على وجود خطأ انكساري يمكن تصحيحه بالنظارات الطبية. كما يمكن أن تكون الرؤية المزدوجة عارضًا يدل على وجود حالة طبية كامنة، لا بد من استشارة طبيب العيون من أجل كشف أسبابها.
9. الفرك المستمر للعينين
الفرك المستمر والمتكرر للعينين هو استجابة غير واعية لوجود مشكلة في الرؤية تحتاج إلى التصحيح. يؤدي الفرك المستمر للعين إلى تهيجها وإلى جفافها، لذا فإن فحص العين ضروري لعلاج السبب الذي يقف خلف الفرك المستمر للعينين.
10. صعوبات في رؤية الأشياء القريبة والبعيدة
إذا كنت تواجه صعوبات في إنجاز المهمات التي تتطلب رؤية قريبة، مثل القراءة والخياطة، أو كنت تجد صعوبات في رؤية الأشياء البعيدة، مثل التعرف على الوجوه أو قراءة اليافطات والإشارات في الشوارع، فقد تكون في حاجة إلى عدسات تصحيحية لاستعادة الرؤية الجيدة التي تمكّنك من رؤية الأشياء القريبة والبعيدة دون عناء.
11. كثرة الارتطام بالأشياء
الارتطام بالأشياء والتعثر بها يشير إلى وجود صعوبات في تقدير المسافات، وقد تكون هذه ناتجة عن وجود مشكلات تتعلق بالرؤية غير المصحَّحة، وفي هذه الحالة فإن تقييم الرؤية ضروري لحل المشكلة وتحسين الوعي المكاني.
12. حدوث تغيرات في تمييز الألوان
إذا كنت تجد صعوبات في التمييز بين الظلال أو الألوان الباهتة، فإنه يجب فحص النظر عند طبيب العيون لرصد وجود أي مشكلة تتعلق بالرؤية من أجل التعامل معها بالشكل المناسب.
13. الشعور بعدم الراحة في بيئات معينة
إذا كنت تعاني باستمرار من عدم الراحة في العينين عندما تكون في المناطق الترابية أو الدخانية، فقد يشير ذلك إلى وجود حساسية في العين، أو إلى وجود مشكلة في الرؤية بحاجة إلى تصحيح.
14. رؤية ومضات ساطعة
إذا لاحظت وجود هالات ساطعة حول أشياء مختلفة، خاصة أضواء مصابيح السيارة الأمامية أو مصابيح الشارع أو مصادر إضاءة أخرى، فمن المحتمل وجود مشكلة أساسية في الرؤية، مثل اعتام عدسة العين أو قصر النظر أو طول النظر، أو طول النظر الشيخوخي. حدد موعدًا مع طبيب العيون لإجراء فحص شامل يسمح بوضع التشخيص والعلاج المناسبين.
15. الشعور بعدم الراحة في العينين في البيئات الثلاثية الأبعاد
إذا كنت تعاني بشكل مستمر من عدم الراحة في العينين أثناء مشاهدة الأفلام الثلاثية الأبعاد، أو بعد استخدام نظارات الواقع الافتراضي، فإن هذا قد يشير إلى وجود مشكلات في الرؤية الأساسية، أو إلى وجود صعوبات في الرؤية المجسمة. استشر طبيب العيون لكشف الملابسات وعلاجها بالتي هي أحسن.
ماذا عن العلامات التحذيرية عند الأطفال؟
هناك عدد من العلامات التحذيرية التي تشير إلى أن الطفل قد يكون بحاجة إلى النظارات الطبية، هي:
- القراءة والكتابة أو الأجهزة المحمولة قريبة جدًا من عينيه.
- الفرك المتكرر للعينين.
- الشكوى من الصداع أو من الألم في العينين.
- الجلوس باستمرار على مقربة من التلفاز.
- استخدام الإصبع لتوجيه العينين عند القراءة.
- التحديق أو إمالة الرأس للرؤية بشكل أفضل.
- الحساسية للضوء.
- الحوَل في العينين.
- إغلاق إحدى العينين للقراءة أو لمشاهدة التلفاز.
- تجنب الأنشطة التي تتطلب الرؤية عن قرب.
- تجنب الأنشطة التي تحتاج إلى الرؤية عن بعد.
- ظهور بوادر القلق وصعوبات في التركيز أثناء الفصل الدراسي.
أهمية فحص العين بشكل روتيني
فحص العين بشكل دوري وروتيني، يعتبر أمرًا في غاية الأهمية للصغار والكبار من أجل المحافظة على صحة العين المثالية، ومنع المضاعفات المرتبطة بالرؤية. إن الوعي بالعلامات التحذيرية التي أشرنا إليها أعلاه، يجب أن يكون حافزًا لاستشارة طبيب العيون أو مركز مختص بالعيون من أجل فحص النظر وإبعاد الخطر.
خلاصة القول
يعاني كثير من الناس من ضعف الرؤية من مسافة قريبة أو بعيدة، ولكنهم يماطلون في استشارة الطبيب المختص، ولا يكترثون للأمر إلا عندما يواجهون مشكلات وصعوبات على صعيد الأنشطة الحياتية اليومية، مثل صعوبة القراءة، أو المعاناة من الصداع المتكرر، أو من الرؤية الضبابية، أو من التعب في العينين، أو من العلامات التحذيرية الأخرى التي سردناها في مقالنا هذا، فإذا عانيت من واحد أو أكثر من تلك العلامات، فإنه عليك أن تأخذ موعدًا مع طبيب مختص بأمراض العيون من أجل إجراء فحص شامل للعينين، ووصف النظارات الطبية المناسبة التي تمكّنك من الحصول على رؤية أكثر وضوحًا وراحة.