النوم جزء مهم من صحة الشخص وعافيته بشكل عام، لكن لسوء الحظ، يعاني 40% من الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون العصبي من مشكلات في النوم، إذ يمكن لأعراض القولون العصبي، مثل آلام البطن والإسهال، أن تؤثر على جودة النوم.
العلاقة بين النوم ومتلازمة القولون العصبي
هناك القليل من الأبحاث حول العلاقة بين اضطرابات النوم والجهاز الهضمي، ومع ذلك، تم ربط القولون العصبي بانخفاض جودة النوم، واضطراب النوم بشكل كبير.
تشير إحدى الدراسات إلى أن متلازمة القولون العصبي لم تُظهِر أي اختلافات في بعض الأمور، مثل إجمالي وقت النوم، أو الوقت الذي يستغرقه النوم، أو مقدار النوم في كل مرحلة، ومع ذلك، كانت مشكلات النوم التي تم الإبلاغ عنها أكثر شيوعاً في مجموعة القولون العصبي.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة قارنت مرضى القولون العصبي مع أولئك الذين لا يعانون منه أن مشكلة النوم يمكن أن تكون مؤشرًا على آلام البطن والقلق والتعب في اليوم التالي.
حالات أخرى تؤثر على جودة النوم وقد تسبب القولون العصبي
هناك بعض الحالات التي تُعكَس فيها المعادلة، إذ من الممكن الإصابة بمتلازمة القولون العصبي بسبب قلة النوم وليس العكس، ونذكر منها:
-
انقطاع التنفس أثناء النوم
هو اضطراب في النوم يصيب نحو 20% من الأشخاص، ويمكن أن يؤدي انقطاع التنفس أثناء النوم إلى تقليل جودة النوم. تشمل الأعراض الشائعة: الشخير، ونوبات مؤقتة من عدم التنفس أثناء الليل، والاستيقاظ مع شعور بجفاف الفم.
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي من المرضى الذين لا يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم.
ومع ذلك، لم يتم ربط زيادة شدة انقطاع التنفس أثناء النوم بالإصابة بمتلازمة القولون العصبي، وتُظهِر هذه النتائج أهمية اتباع خطة علاجية لتشخيص انقطاع التنفس أثناء النوم، ومناقشة الأعراض مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك لتحديد ما إذا كان اختبار انقطاع التنفس أثناء النوم ضرورياً.
-
اضطرابات المزاج
ترتبط عادةً بمرض القولون العصبي، وتُعَد مشكلة النوم سِمَة كلاسيكية للاضطرابات النفسية والمزاجية، ومن المحتمل أن تلعب دوراً مهماً في العلاقة بين اضطرابات النوم ومتلازمة القولون العصبي. من المهم التعرف على الأعراض النفسية غير المنضبطة، مثل العصبية، وعدم القدرة على التركيز، والتغيرات في المزاج، والشهية، والنوم، ومناقشتها مع طبيبك.
-
الميلاتونين
هو هرمون يفرزه الدماغ، ويساعد على النوم السريع. نظرت إحدى الدراسات في تأثيره على مرضى القولون العصبي الذين يتناولون مكملات الميلاتونين، وأظهرت هذه الدراسة أن تناول 3 ملغ من الميلاتونين قبل النوم يقلل من آلام البطن، ولكن لا يبدو أنه يحسّن مشكلات النوم.
وجدت دراسة أخرى مستويات أعلى من الميلاتونين لدى المرضى الذين يتناولون أو يشربون البروبيوتيك، ويشير هذا البحث إلى أن البروبيوتيك يمكن أن يغير إنتاج الميلاتونين من خلال التغيرات في بكتيريا الأمعاء، وهذا يمكن أن يؤثر على النوم وأعراض القولون العصبي. لكن تم التأكيد على أن هناك حاجة لدراسات إضافية؛ لأن هذا عمل مبكر جدًا. ومع ذلك، نأمل أن يشجع هذا على إجراء المزيد من الأبحاث حول العلاقة بين القولون العصبي وميكروبيوم الأمعاء والنوم.
نصائح لتحسين النوم في ظل الإصابة بمتلازمة القولون العصبي:
- قلل من مدة قيلولة النهار إلى 30 دقيقة.
- تجنب المنشطات مثل الكافيين والنيكوتين في وقت ما قبل النوم.
- مارِس التمارين الرياضية لمدة 20 دقيقة على الأقل يومياً، وتجنب النشاط في الساعات القليلة التي تسبق موعد النوم.
- تعرَّض للضوء الطبيعي أثناء النهار والظلام أثناء الليل.
- قم بتحسين بيئة نومك من خلال تضمين أسرة مريحة، والضوضاء البيضاء، والستائر المعتمة، وتجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية.
- في حالة حدوث شخير أو انقطاع التنفس أثناء النوم، اطلب المشورة الطبية لإجراء مزيد من التقييم.
- ناقِش مخاوف النوم مع الطبيب بما في ذلك صعوبة النوم أو البقاء نائماً.
- ناقِش أعراض المزاج غير المنضبط مع طبيبك.
المصدر:
https://aboutibs.org/signs-and-symptoms/sleep-and-irritable-bowel-syndrome/