تؤدي بشرتنا العديد من الأدوار، منها المساعدة في تنظيم وإدارة درجة حرارة الجسم، وهو خطّ الدفاع الأول في الجسم ضد البكتيريا والحشرات، وهو مفتاح حاسّة اللمس لدينا، ويوحِّدنا الجلد جميعاً في هذه الوظائف المشتركة.
لكنّ بشرتنا تختلف من الناحية التجميلية، إذْ يمكن أن تؤثّر درجة لون بشرتك على سرعة ظهور التجاعيد والبقع الشمسية، ويمكن أن تؤثر أيضاً فيما إذا كان الجلد أكثر عرضة لفرط التصبغ وظهور المناطق الداكنة على بشرتك.
لون البشرة وعلاقته بنوع منتجات العناية بها
يشير أطباء الجلدية إلى درجات لون البشرة التي تتراوح من 1 إلى 6، فنوع الجلد 1 هو الأكثر شحوباً، والذي دائماً ما يحترق ولا يسمرّ أبداً، أما الدرجات اللونية المتوسطة مثل النوع 4 هي بُنِّيَة فاتحة، وتسمَرُّ بسهولة ونادراً ما تحترق، بينما أغمق أنواع البشرة هي 6، وهي ذات لون داكن ولا تحترق أبداً.
يعتمد تصنيف لون البشرة على كمية الصبغة الموجودة في بشرة الشخص، وكيفية تفاعل البشرة مع التعرض لأِشعة الشمس، وبناء على هذا التصنيف لألوان البشرة يختلف اختيار روتين العناية اليومية باختلاف اللون. يتحكم في لون البشرة درجة وتركيز تواجد صبغة الميلانين في البشرة، فالمنتجات التي تصْلُح للبشرة الداكنة ليس بالضرورة أن تكون مناسبة للبشرة الفاتحة ذات التركيز الصبغي القليل.
سنوضّح فيما يلي كيف يمكن أن يؤثّر لون البشرة على روتين العناية بالبشرة:
أضرار أشعة الشمس
يُطلِق الأطباء على أضرار أشعة الشمس اسم (الشيخوخة الضوئية)، والذي يتضمّن التجاعيد والبقع الشمسية التي يمكن أن تظهر مع التعرض لأشعة الشمس. يقول الأطباء إن هذا يميل للحدوث بسرعة أكبر قليلاً في الأشخاص الذين لديهم أنواع بشرة فاتحة، وهم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد.
وعلى النقيض من ذلك، فإن الأشخاص ذوي البشرة الداكنة غالباً ما تتأخّر لديهم علامات الشيخوخة الضوئية في الظهور، كما أن لديهم مخاطر أقل للإصابة بسرطان الجلد، فصبغة الميلانين العالية لديهم توفِّر لهم الحماية من أشعة الشمس.
لكنْ من المهم أن تضع في اعتبارك أن انخفاض خطر الإصابة بسرطان الجلد لا يعني انعدام المخاطر، إذ يمكن أن تُصاب جميع أنواع الجلد بسرطان الجلد، وتعتبر المفاهيم الخاطئة القائلة بأن الأشخاص ذوي البشرة الداكنة لا يصابون بسرطان الجلد أمراً خطيراً، لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تأخّر التشخيص أو التشخيص الخاطئ، فقد يُصاب الأشخاص ذوو البشرة الداكنة بالسرطانات أيضاً في أماكن لا يتعرّض فيها المرضى عادة لأشعة الشمس، مثل قاع اليدَين والقدمَين.
استخدام واقي الشمس مهمٌ للجميع
تتطلَّب جميع درجات لون البشرة استخدام واقٍ من الشمس، مع عامل حماية من الشمس لا يقل عن 30 كل يوم، سواءً كان الجو ماطراً أو مشمساً، للمساعدة في الوقاية من سرطان الجلد، وإبطاء الشيخوخة الضوئية. يوصِي الأطباء دائماً بالحماية من أشعة الشمس، لأنه حتى الأشخاص من ذوي البشرة الداكنة أو الذين لا يحترق جلدهم من أشعة الشمس يمكن أن يعانوا من تلف الجلد.
فإذا بَقِيتَ خارج المنزل لفترات طويلة فاستخدِم عامل حماية من الشمس لا يقل عن 60، وكرِّرْ تطبيقَه عدة مرات، خاصة إذا كنت تمارس نشاطاً وتتعرّق، أو تمارس السباحة، أو تتعرّض لِلبَلَل. وفقاً للخبراء فإن واقيات الشمس التي تحتوي على أكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم توفر حماية أفضل، لكن هذه المُنتجات لا تُضْفِي على البشرة الداكنة شكلاً جمالياً، ويمكن أن تتسبَّب في ظهور طبقة بيضاء على الجلد، لذلك يوصَى باستخدام واقيات شمس ملونة قد تتناسب بشكل أفضل مع لون البشرة.
يجب ألا تعتمد على واقيات الشمس وحدها، فهي ليست مثالية، فيجب دمجها مع تدابير أخرى، مثل ارتداء النظارات الشمسية، والقمصان ذات الأكمام الطويلة، وتجنّب التعرض للشمس وقت ذروتها، والبحث عن أماكن الظلّ، وارتداء قبعات واسعة الحوافّ للحماية من أشعة الشمس.
ماذا تعرف عن الرتينول والرتينويد؟
يمكن أن يساعد الاستخدام المنتظم لواقي الشمس والمرطّب في إبطاء علامات الشيخوخة، وكذلك الأمر بالنسبة للرتينول والرتينويد. تعتبر هذه المنتجات من مشتقات فيتامين أ، التي يمكن شراؤها بوصفة طبية من قبل طبيب أمراض جلدية، أو بدون بوصفة طبية.
لهذه المنتجات فوائد عديدة، أهمها أنها تُستخدم لعلاج حبّ الشباب، أو المساعدة في التقليل من تصبّغ الجلد، يمكن لتلك الأدوية أيضاً المساعدة في تنعيم الخطوط الدقيقة ومنع تكوين التجاعيد، فالأشخاص ذوو البشرة الداكنة يمكنهم استخدام الرتنويدات عالية القوة، ولكن يجب أن يبدؤوا في استخدامه ببطء لتجنّب تهيّج بشرتهم، فإذا أصيبوا بالتهيّج يمكن أن يسبِّب ذلك فرط تصبّغ لديهم بسهولة أكثر من ذوي البشرة البيضاء.
ننصحك عند البدء في استخدام الرتينول أو الرتينويد أن تضع كمية قليلة فقط على الوجه، وافعل ذلك كل بضعة أيام في البداية، مع استخدام مرطّب للمساعدة في الحدّ من أي تهيّج للجلد.
فرط التصبّغ
يقول أطباء للجلدية إن وضع واقٍ من الشمس على الوجه لا يُبطِّئ فقط شيخوخة البشرة، بل يمكن أن يساعد أيضاً في منع تفاقم فرط التصبّغ. يمكن أن يحدث فرط التصبغ في جميع أنواع البشرة، لكنه أكثر شيوعاً في الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، ويمكن أن يحدث نتيجة لندبات حب الشباب أو الأكزيما، أو بسبب كدمة، بالإضافة إلى الحالات الجلدية الأخرى التي تسبِّب فرط التصبغ، مثل الكَلَف، ويظهر على شكل بقع تصبغ أغمق، خاصة على الوجه. يمكن أن يؤدي التعرّض لأشعة الشمس إلى تفاقم التصبّغ، وهو سبب آخر لكون واقي الشمس هو الحل الأول.
تشمل المنتَجات التي يمكن أن تعالِج فرط التصبغ مصل فيتامين سي، أو المنتجات المُحتَوية على فيتامين سي، وحمض الجليكوليك، وحمض الأزيليك، والنياسيناميد. أما بالنسبة للكَلَف فيمكن لأطباء الأمراض الجلدية أن يضيفوا أيضاً مركبات تحتوي على مواد ذات تأثير أقوى على التصبّغات، بالإضافة لأدوية تؤخذ عن طريق الفم.
البشرة الجافّة
يمكن أن تؤثّر البشرة الجافة على جميع ألوان البشرة، لكن إذا كانت بشرتك أغمق فإن جفاف البشرة يظهر على شكل قشور بيضاء، فيكون التباين واضحًا. يقول الأطباء إن البشرة الداكنة تستفيد بشكل جيد من المرطّبات ذات القوام السميك، وهو ما يساعد في إعادة بناء حاجز البشرة. لا يمكنك أن تَحْكُم على مدى كثافة قوَام المنتج وهو داخل العبوة، فالأهم هو كثافة وسماكة المنتج على البشرة، بالإضافة إلى أنه عليك البحث عن مكونات مثل السيراميد والجلسرين وزيت الخروع والفازلين. ننصح بوضع المرطّب بعد الاستحمام أو على بشرة رطبة.
البشرة الحسّاسة
يمكن أن يعاني الأشخاص، من جميع درجات ألوان البشرة، من مشكلة الحساسية، لذا عليك استخدام المنتجات غير المعطّرة، والابتعاد عن المنتجات المُسمّاة بمضادّات الجراثيم.
على الرغم من ذلك، قد يكون الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة أكثر عرضة للحصول على بشرة حساسة، فإذا كنت تعاني من احمرار الجلد فقد تكون الحساسية هي السبب.
في هذه الحالة، نوصِي بتركيبات مهدِّئة للبشرة تضيفها إلى روتينك اليومي، تساعد على تقليل الاحمرار بشكل واضح مع الاستخدام المستمر، مثل كريم مائي معزز بسيروم الكاليندولا بخلاصة زهرة الآذريون، وبتلات الآذريون المجهرية.
المصادر:
https://www.webmd.com/skin-problems-and-treatments/features/skin-tones-skin-types
https://www.kiehls.com/skincare-advice/how-to-determine-skin-tone.html