قد تُصاب بالتفضض إذا كنت تتعرض بشكل متكرر مع مرور الوقت لمركّبات الفضة المجهرية التي يمتصها جسمك.
الفضة عنصر موجود في القشرة الأرضية، وله العديد من الوظائف، ويمكن استخدامه في المجوهرات وأدوات المائدة والمرايا والبطاريات. تحيط بنا جزيئات من الفضة كل يوم، فهي موجودة في الهواء، والطعام الذي نتناوله، والماء الذي نشربه، وفي حشوات الأسنان، وفي بعض الأدوية والمكملات الغذائية.
لذلك، فمن المؤكّد أنه لديك كميات صغيرة من الفضة في جسمك، إلا أنه عند ارتفاع مستويات الفضة في جسمك، فسوف تعاني من أعراض الإصابة بتسمم الفضة أو التفضّض.
ما هي أنواع التفضّض؟
هناك ثلاثة أنواع من التسمم بالفضة، وهي:
- العام أو الشامل: تؤثّر أعراض التصبغ على الجسم بالكامل، أو على مناطق كبيرة من الجلد.
- الموضعي: تؤثّر الأعراض فقط على جزء صغير من جسمك، أو على منطقة واحدة من جلدك.
- التعرُّض: تؤثّر أعراض التعرُّض على عينك فقط.
ما هي أسباب التفضض؟
يمكن للفضة أن تدخل جسمك عن طريق:
- الامتصاص: تمتص من خلال بشرتك.
- التنفس: الدخول إلى رئتيك عندما تتنفس من خلال أنفك وفمك.
- الابتلاع: دخول معدتك من خلال الأطعمة والمشروبات التي تتناولها، أو تشربها، أو من خلال الأدوية، أو المكملات الغذائية التي تتناولها.
وكما ذكرنا، يحدث التعرض للفضة عندما تتجمع رواسب الفضة الدقيقة في جسمك على مدى فترة طويلة من الزمن. لا يمكن حدوث تسمم الفضة عن طريق تناول الطعام بشوكة فضية أو ارتداء المجوهرات، ولكن يمكن حدوث التفضض عن طريق:
- التعرُّض لعنصر الفضة في العمل (التعرض المهني): يؤثّر هذا على الأشخاص الذين يقومون بتعدين الفضة، أو يعملون في منشآت تصنيع تُضيف الفضة إلى المنتجات.
- تناول الأدوية أو المكملات الغذائية التي تشمل أملاح الفضة أو خلات الفضة، فالاستخدام الطويل الأمد لبعض الأدوية أو المكملات الغذائية التي تحتوي على كميات صغيرة من الفضة يمكن أن يسبب هذه الحالة.
- تَلقِّي إجراء جراحي يستخدم الغرز الفضية لخياطة الجرح، أو تَلقِّي حشوات الأسنان المصنوعة من الملغم الذي يحتوي على الفضة.
ما هي أعراض التفضّض؟
تشمل أعراض التسمم بالفضة ما يلي:
- تحوّل بشرتك إلى اللون الأزرق الرمادي أو الرمادي.
- تصبح بشرتك أغمق في المناطق المعرَّضة للشمس (فرط التصبغ).
- أظافرك أغمق من المعتاد.
- ظهور نتوءات صغيرة (بقع) تتشكل على جلدك، يتراوح لونها بين الأزرق والرمادي.
- يمكن أن تبدأ العلامات المبكرة للحالة في فمك، إذ يمكن أن تظهر أجزاء من لثتك باللون الرمادي المائل إلى البني قبل أن تنتشر الحالة إلى جلدك.
يمكن أن تختلف أعراضك بناءً على:
- ما مقدار الفضة الموجودة في جسمك؟
- كيف دخلت الفضة جسمك؟
- طول المدة التي قضتها الفضة في جسمك.
كما يمكن أن تشمل بعض الأعراض الأخرى الناجمة عن تراكم الفضة في جسمك ما يلي:
- وجع بطن.
- الشعور المستمر بالتعب والإجهاد.
- الصداع.
- تلف الكلى.
- تهيج الجلد.
كيف يتم تشخيص التسمم بالفضة؟
يتمكن الطبيب من الوصول إلى التشخيص من خلال الحصول على تاريخ طبي كامل، وإجراء فحص بدني لمعرفة المزيد عن الأعراض، وقد يلجأ إلى طرح بعض الأسئلة لمعرفة ما إذا كنت قد تعرَّضت مؤخرًا للمعادن، أو إذا كنت تستخدم أي منتجات تحتوي على مركّبات الفضة. يمكن أن تؤكّد الاختبارات تشخيصك وتستبعد الحالات الأخرى.
تُعدّ خزعة الجلد هي الاختبار الأكثر فعالية، إذ يقوم الطبيب بإزالة عينة صغيرة من أنسجة الجلد ذات اللون الرمادي أو الأزرق وفحصها بحثًا عن رواسب الفضة تحت المجهر.
كيف يُعالَج التسمم بالفضة؟
يمثّل علاج التفضض تحديًا للأطباء، لأنه من الصعب معالجة التغييرات التي تطرأ على بشرتك بعد ظهورها.
عندما يصل الطبيب إلى تشخيص هذه الحالة؛ فسوف يوصيك بالتوقف عن استخدام أي منتجات تحتوي على الفضة، بما في ذلك الأدوية أو قطرات العين أو المكملات الغذائية.
إذا كنت تعمل في بيئة توجَد بها الفضة، فسيوصيك أيضًا بارتداء معدات الحماية الشخصية أثناء العمل، والتي يمكن أن تشمل القفازات وحاميات العين.
وُجد أن العلاج بالعوامل المخلبية -وهي الأدوية التي تزيل المعادن من الجسم- لا يعمل بشكل جيد مع حالات التفضّض، كما لوحِظ تحسّن بعض حالات تغيّر لون الجلد التصبغي عند استخدام العلاج بالليزر، فيساعد جسمك على إنتاج أنسجة جلدية جديدة وصحية.
هل هناك آثار جانبية للعلاج؟
تختلف جميع خيارات علاج التفضّض بناءً على كمية الفضة الموجودة في جسمك، فقد تتراوح نتائج العلاج من فعّالة إلى حدّ ما، إلى غير فعالة على الإطلاق، لأن أعراض تغيّر لون الجلد يمكن أن تكون غير قابلة للعلاج.
كيف أتحكّم في الأعراض؟
يمكن أن تزداد أعراض تغيّر لون الجلد مع التعرّض للأشعة فوق البنفسجية من الشمس، ولتجنّب المزيد من تغيّر لون الجلد عليك ارتداء واقيات عندما تكون بالخارج مع استخدم واقي الشمس يوميًا.
كيف يمكنني الوقاية من التسمم بالفضة؟
يمكنك تقليل خطر إصابتك عن طريق ما يلي:
- الحد من استخدام المنتجات التي تحتوي على الفضة.
- ارتداء معدات الحماية الشخصية إذا كنت تعمل بالفضة.
- وضع واقي الشمس لمنع بشرتك من أن تصبح داكنة بسبب التعرض لأشعة الشمس (فرط التصبغ).
- استشارة الطبيب إذا كنت تتناول دواء يحتوي على الفضة.
- استبدال حشوات الأسنان الملغمية التي تحتوي على الفضة.
ماذا يمكن أن أتوقَّع إذا كنت أعاني من التسمم بالفضة؟
قد يكون من الصعب علاج التفضّض، وقد تكون الأعراض غير قابلة للعلاج، ولكن يمكنك وضع المكياج لتغطية اللون الأزرق الرمادي لبشرتك بشكل مؤقت إذا كان العلاج غير فعال.
استشر الطبيب قبل استخدام أي منتجات أو مكملات تحتوي على كميات ضئيلة من الفضة، وخاصة الفضة الغَروية. إذا كنت تشتغل بالفضة في عملك، فتحدَّث مع صاحب العمل حول الخطوات التي يمكنك اتخاذها لحماية نفسك من مركّبات الفضة في مكان عملك، من خلال ارتداء معدات الحماية الشخصية.
الخلاصة
يعتبر التسمم بالفضة أو التفضّض حالة نادرة يمكن أن تسبب تغيرًا لا رجعة فيه في لون البشرة. ومن حسن الحظ أن هذه الحالة ليست شائعة، لأن استخدام الفضة في التصنيع والطب قد انخفض بشكل كبير في القرن الحادي والعشرين.
يُعتبر الأشخاص الذين يعملون بالفضة، أو يستخدمون الفضة الغَروية كمكمّل غذائي، هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذه الحالة. فإذا كنت تعمل بمنتجات تحتوي على الفضة، فتحدَّث إلى صاحب العمل حول كيفية حماية نفسك أثناء العمل، وعليك استشارة الطبيب المختص ليسمح لك باستخدام المنتجات التي تحتوي على الفضة بأمان.
المصادر:
1- Argyria
2-Argyria
