يحدث التسمم بالمعادن الثقيلة Heavy metal poisoning أو (السُّمِّية Toxicity) عندما تتراكم جزيئات مجهرية من هذه المعادن داخل جسمك بعد التعرض لها.
تلتصق المعادن الثقيلة بخلاياك، وتدخل فيها، وتمنعها من أداء وظائفها، مما يسبب أعراضًا قد تهدد الحياة إذا لم يتم علاجها.
ما هي المعادن التي تسبب التسمم بالمعادن الثقيلة؟
يمكن أن تكون العديد من المعادن سامة لجسمك، المعادن السامة الأكثر شيوعًا هي:
- الرصاص: قد يأتي من المياه الملوثة من أنابيب الرصاص، والبطاريات والطلاء والبنزين ومواد البناء، وبعض ألعاب الأطفال الملونة.
- الزئبق: من موازين الحرارة، والمصابيح الكهربائية، وحشوات الأسنان (الفضة)، والبطاريات، والمأكولات البحرية، والمطهرات الموضعية.
- الزرنيخ: من الكريمات الموضعية، ومبيدات الأعشاب، والمبيدات الحشرية، ومبيدات الفطريات، والدهانات، والمينا، والزجاج، والمياه الملوثة، والمأكولات البحرية، والطحالب.
- الكادميوم: من دخان السجائر، والطلاء المعدني، والبطاريات.
- الثاليوم: من مبيدات القوارض، والمبيدات الحشرية، والألعاب النارية.
كيف يصاب الشخص بالتسمم بالمعادن الثقيلة؟
من الممكن أن تصاب بالتسمم بالمعادن الثقيلة عن طريق تعريض نفسك للمعادن الثقيلة، إذ إننا نتعامل مع كميات صغيرة من المعادن الثقيلة كل يوم، كما هو الحال عندما تتحقق من درجة حرارة مقياس الحرارة، والذي يُستخدم فيه الزئبق. يَحدث التسمم بالمعادن الثقيلة عندما تَدخل المعادن إلى جسمك، ويمكن أن يَحدث هذا إذا تعرَّضْت لكمية كبيرة من المعادن، بما في ذلك:
- تناول الكثير من الأطعمة التي تحتوي على هذه المعادن (مثل الأسماك).
- تلوث مياه الشرب من أنظمة إمدادات المياه القديمة.
- التعامل مع المعادن في العمل دون استخدام معدات الحماية الشخصية.
- تناول أدوية أو مكملات غذائية تحتوي على كميات عالية من العناصر المعدنية.
معظم المعادن التي تسبب التسمم تكون في شكل مجهري (جزيئي) عندما تدخل جسمك، إنها صغيرة جدًا، ولن تتمكن من رؤيتها. يمكن للمعادن الثقيلة أن تدخل جسمك عن طريق:
- الامتصاص عبر بشرتك.
- الاستنشاق.
- تناول أو شرب (ابتلاع) المعدن مع الطعام أو الماء.
على مَن يؤثّر التسمم بالمعادن الثقيلة؟
يمكن أن يؤثّر التسمم بالمعادن الثقيلة على أي شخص يتعرض للمعادن الثقيلة، يؤثر هذا غالبًا على الأشخاص الذين:
- يشربون الماء الآتي من الأنابيب المصنوعة من معادن قديمة (الرصاص).
- يتعاملون مع المعادن.
- يتناولون أكثر من الجرعة الموصوفة من الأدوية أو المكملات الغذائية التي تحتوي على المعادن.
- يعيشون في بيئة بها نسبة عالية من تلوث الهواء أو الماء.
- يتناولون الكثير من الأطعمة التي تحتوي على المعادن.
يكون الأطفال أكثر عرضة لخطر التسمم بالمعادن الثقيلة، لأن أجسامهم ما تزال في طور النمو، ويكونون أكثر حساسية للآثار الضارة للمعادن الثقيلة.
ما مدى شيوع التسمم بالمعادن الثقيلة؟
المعدل الدقيق لحدوثه غير معروف، ولكن في الولايات المتحدة، يُعدّ التسمم بالمعادن الثقيلة نادرًا، لأنه يؤثّر فقط على الأشخاص الذين يتعرضون للمعادن الثقيلة.
انخفض عدد الأشخاص الذين تم تشخيصهم بحدوث التسمم بالمعادن الثقيلة بشكل ملحوظ خلال العشرين عامًا الماضية، بسبب الوعي والإجراءات الوقائية لإزالة المعادن الثقيلة من المنازل.
ماذا يفعل التسمم بالمعادن الثقيلة بجسمي؟
يمكن أن يشكّل التعرض للمعادن الثقيلة خطرًا على صحتك. بينما نَستخدم المعادن ونتعامل معها كل يوم، فإن بعض المعادن الثقيلة قد تكون سامة، لأن الجزيئات التي تشكّل المعدن تُتلِف أو تَتفاعَل سَلبًا مع خلايا الجسم وأعضائه.
يحتوي جسمك بالفعل على كميات صغيرة من المعادن، مثل الحديد والنحاس والزنك. هذه المعادن مهمة للحفاظ على عمل أعضائك. ولكن إذا كان لديك الكثير من المعادن المتراكمة داخل جسمك، فقد يؤدي ذلك إلى تضرر أعضائك الحيوية مثل الدماغ والكبد.
ما هي أعراض التسمم بالمعادن الثقيلة؟
تختلف العلامات والأعراض لكل نوع من المعادن، وتتراوح شدتها بناءً على تعرُّض جسمك لها. يمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:
- وجع البطن.
- قشعريرة أو انخفاض في درجة حرارة الجسم.
- جفاف.
- إسهال.
- الشعور بالضَّعف.
- الغثيان أو القيء.
- شعور بالخدش في حلقك.
- خدر أو إحساس بالوخز في يديك وقدميك.
وتشمل الأعراض الشديدة للتسمم بالمعادن الثقيلة التي يمكن أن تهدد الحياة ما يلي:
- عدم انتظام ضربات القلب.
- فقر دم.
- تلف الدماغ وفقدان الذاكرة.
- صعوبة في التنفس.
- تلف الكلى.
- تلف الكبد.
- خطر الإصابة بالسرطان.
إذا شعرت بأعراض حادة بعد التعرض لمعدن ثقيل، اذهب إلى الطوارئ على الفور.
الأطفال الذين يعانون من التسمم بالمعادن الثقيلة قد تكون لديهم عظام ضعيفة أو غير عادية، وقد تتعرض النساء الحوامل أيضًا للإجهاض أو الولادة المبكرة.
ما الذي يسبب التسمم بالمعادن الثقيلة؟
تَراكم المعادن الثقيلة داخل جسمك يُسبب التسمم بالمعادن الثقيلة. يَحدث التراكم بعد تعرضك للمعادن الثقيلة، فبمجرد دخول المعادن إلى جسمك، تستقر في دمك أو أنسجتك، وتنتشر من رأسك إلى أخمص قدميك.
تتفاعل المعادن الثقيلة مع بعض المكونات المهمة الموجودة في خلاياك، مثل الإنزيمات والبروتينات. هذه المكونات مهمة لمساعدة أعضائك على أداء وظائفها. إذا كانت أعضاؤك غير قادرة على القيام بعملها بسبب تعرُّضها للمعادن الثقيلة، فإنك تعاني من أعراض التسمم بالمعادن الثقيلة التي يمكن أن تهدد حياتك إذا لم يتم علاجها.
كيف يتم تشخيص التسمم بالمعادن الثقيلة؟
قد يكون من الصعب على مقدّمي الخدمات الصحية تشخيص التسمم بالمعادن الثقيلة، لأن الأعراض مشابِهة لحالات كثيرة أخرى. أخبِر مقدّم الخدمة إذا كنت تعلم أنك تعرَّضْت لمعدن سام. بعد الفحص البدني، سيقدّم لك مزود الخدمة عدة اختبارات للتحقق من التسمم بالمعادن الثقيلة بما في ذلك:
- فحص الدم للمعادن الثقيلة.
- تعداد الدم الكامل (CBC).
- تخطيط القلب الكهربي.
- اختبارات التصوير مثل الأشعة السينية.
- اختبارات وظائف الكلى.
- دراسات وظائف الكبد.
- اختبار كمية البروتينات البول.
ما الذي يبحث عنه اختبار الدم للمعادن الثقيلة؟
اختبار الدم للمعادن الثقيلة، المعروف أيضًا باسم لوحة المعادن الثقيلة، أو اختبار سُمِّيّة المعادن الثقيلة، يبحث في عينة صغيرة من دمك عن وجود المعادن. يبحث الاختبار عن معادن شائعة مثل:
- الرصاص.
- الزئبق.
- الزرنيخ.
- الكادميوم.
يمكن أن يبحث الاختبار أيضًا عن معادن أقل شيوعًا بما في ذلك:
- النحاس.
- الزنك.
- الألومنيوم.
- الثاليوم.
تُحدِّد نتائج هذا الاختبار ما إذا كنت قد تعرَّضْت للمعادن السامة، وكمية هذا المعدن الموجود في جسمك.
كيف يتم علاج التسمم بالمعادن الثقيلة؟
يختلف علاج التسمم بالمعادن الثقيلة بناءً على نوع المعدن المتراكم في جسمك، الهدف من العلاج هو إزالة المعدن من جسمك. يمكن أن يشمل العلاج ما يلي:
- تناول عوامل مساعدة لإزالة المعادن السامة من الجسم عن طريق البول.
- غسل المعدة.
- غسيل الكلى للفشل الكلوي.
- أدوية لعلاج الأعراض.
بعض المعادن، مثل الكادميوم، ليس لها علاج فعال لإزالتها من الجسم، والدراسات جارية لإيجاد علاج للتسمم بالكادميوم.
بالنسبة للحالات الخفيفة من التسمم بالمعادن الثقيلة، فإن مجرد التوقف عن التعرض للمعادن الثقيلة يمكن أن يكون كافيًا لعلاج الحالة. اعتمادًا على السبب الكامن وراء ذلك، قد يعني هذا أخذ بعض الوقت بعيدًا عن العمل أو تغيير نظامك الغذائي.
يمكن أن يقدّم لك طبيبك توصيات أكثر تحديدًا حول كيفية تقليل تعرُّضك.
بالنسبة للحالات الأكثر شدة، فإن العلاج القياسي هو العلاج بالاستخلاب (عملية إزالة معدن ثقيل) Chelation therapy، ويتضمن ذلك إعطاء الدواء، إما عن طريق الحبوب أو الحقن، الذي يرتبط بالمعادن الثقيلة في جسمك.
تُعرف هذه الأدوية باسم المخلبات. نظرًا لأنها ترتبط بالمعادن، تساعد المخلبات على إخراجها من الجسم كنفايات.
ما الذي لا يمكنني تناوله أو شربه عند التسمم بالمعادن الثقيلة؟
إذا كنت تعاني من التسمم بالمعادن الثقيلة، فيجب عليك تجنب تناول وشرب الأطعمة التي تحتوي على المعادن، وخاصة المأكولات البحرية مثل الأسماك. إذا كنت تعيش في بيئة قد تكون فيها المياه ملوثة بالمعادن الثقيلة، فلا تشرب الماء من الصنبور. بدلًا من ذلك، اشرب المياه المفلتَرة أو المعبّأة في زجاجات.
ما هي الأدوية التي تعالِج التسمم بالمعادن الثقيلة؟
هناك العديد من الأدوية المتاحة لإزالة المعادن الثقيلة من الجسم، وهذه الأدوية عبارة عن عوامل مخلبة تَجذب المعدن إلى مكونات الدواء، ثم تُخرِج المعدن من جسمك على شكل فضلات في البول. تشمل هذه الأدوية ما يلي:
- ديمركابرول.
- حمض ثنائي المركابتوسوسينيك (سوكسيمر).
- حمض الإيثيلين ثنائي أمين رباعي الأسيتيك (EDTA).
- البنسيلامين.
تُعطى هذه الأدوية عادة للأشخاص الذين يعانون من تسمم شديد بالمعادن الثقيلة، بوضع إبرة صغيرة في الوريد لتوزيع الدواء ببطء في جسمك في الدم عن طريق الوريد.
يمكن أيضًا أن ترتبط العوامل المخلبية بالمعادن الصحية في جسمك، لذلك سيراقب مقدّم الخدمة عن كثب كيفية استجابة جسمك للعلاج.
تُعتبر العوامل المخلبية غير آمنة للأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بأمراض القلب والفشل الكلوي.
متى سأشعر بالتحسن بعد العلاج؟
يعتمد مقدار الوقت بين العلاج والوقت الذي ستشعر فيه بالتحسن على كمية المعدن الموجود في جسمك، والذي يجب إزالته.
بعد بدء العلاج، يمكنك ملاحظة انخفاض الأعراض في غضون ساعات قليلة، وقد تستمر الحالات الأخرى لعدة أشهر مع العلاج المستمر.
قد يكون العلاج مستمرًا للأشخاص الذين يعانون من أعراض حادة تؤثّر على وظيفة أعضائهم.
هل يجب أن أقوم بالتخلص من سموم المعادن الثقيلة؟
الإنترنت مليء بمجموعات التخلص من السموم، وبروتوكولات التطهير التي تدَّعي أنها تزيل المعادن الثقيلة من جسمك.
في حين أنها قد تبدو بديلاً أكثر أمانًا وأقل تكلفة لزيارة الطبيب، فإنها لم تتم الموافقة عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ولم يتم تقييم معظمها للتأكد من سلامتها أو فعاليتها.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب بعض هذه المنتجات مجموعة من المشكلات الأخرى، مثل:
- ردود الفعل التحسسية.
- نقص المعادن.
- عيوب خَلْقية.
- إصابات الكلى.
إذا تُرك التسمم بالمعادن الثقيلة دون علاج، فقد تكون له آثار دائمة على صحتك. من المهم العمل بشكل وثيق مع الطبيب للتأكد من أنك تتَّبِع خطة العلاج الأكثر فعالية لاحتياجاتك.
كيف يمكنني تقليل خطر التسمم بالمعادن الثقيلة؟
يمكنك تقليل خطر التسمم بالمعادن الثقيلة عن طريق تقليل تعرّضك لها. يمكنك القيام بذلك عن طريق:
- ارتداء معدات الحماية الشخصية، مثل القناع والقفازات، عند العمل بالمعادن الثقيلة.
- اتصل بوكالة حماية البيئة المحلية لديك لتنظيف أي انسكابات معدنية ثقيلة.
- الحد من تناول الأسماك التي تحتوي على المعادن (الزئبق) في نظامك الغذائي.
- اغسل يديك قبل أن تأكل.
- إذا كنت تعيش في بيئة ذات مستويات عالية من التلوث، أو مياه الشرب غير الآمنة، فأنت معرَّض لخطر التسمم بالمعادن الثقيلة مرة أخرى إذا لم تتحسن بيئتك.
- إذا كنت تعيش في منزل تم بناؤه قبل عام 1978، فاستأجر خبيرًا لاختباره بحثًا عن طلاء الرصاص، وإذا وجِد، قم بإزالة الرصاص.
- تحقَّق من الملصقات الموجودة على المنتجات بحثًا عن المعادن الثقيلة.
ماذا يمكن أن أتوقع إذا كنت مصابًا بالتسمم بالمعادن الثقيلة؟
تؤدي إزالة المعادن الثقيلة من جسمك إلى تحسّن إيجابي. يمنع التشخيص المبكر والعلاج الأعراضَ التي تهدد الحياة من التأثير على جسمك. يمكن أن تؤدي حالات التسمم بالمعادن الثقيلة غير المعالَجة إلى أعراض لا رَجعة فيها، مثل تلف الدماغ والفشل الكلوي والكبد.
سيقوم مزوّدك الصحي بمراقبة الأعراض والعلاج من كثب، وسوف تحتاج إلى اختبارات دم وبول متعددة للتأكد من أن المعادن السامة تغادر جسمك.
متى يجب أن أرى مقدم الرعاية الصحية؟
قم باستشارة مقدم الرعاية الصحية، أو اتصل بمركز مكافحة السموم إذا كنت تعاني من أعراض التسمم بالمعادن الثقيلة، خاصة بعد التعرض للمعادن الثقيلة.
إذا شعرت بأي أعراض حادة للتسمم بالمعادن الثقيلة، اذهب إلى غرفة الطوارئ على الفور.
الخلاصة:
التسمم بالمعادن الثقيلة هو حالة خطيرة تَحدث عندما تتعرض للمعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق. بالتأكيد التسمم بالمعادن الثقيلة ليس نتيجة للاستماع إلى الكثير من موسيقى الروك أند رول.
إذا كنت تعلم أنك تعرَّضْت للمعادن الثقيلة وتعاني من الأعراض، استشِر مقدم الرعاية الصحية. يؤدي تحديد نوع وكمية المعادن الثقيلة الموجودة في جسمك، وإزالتها، إلى نتيجة إيجابية تمنع ظهور الأعراض التي قد تهدد الحياة.
