وتتضمن علاماتها ما يلي:
- المعاناة من سلس البول الإلحاحي، وهو التبول غير الإرادي الذي يحدث بصورةٍ فوريةٍ بعد حاجةٍ ملحةٍ إلى التبول.
- تكرار التبول لثماني مراتٍ أو أكثر خلال 24 ساعة في العادة.
- الاستيقاظ مرتين أو أكثر ليلاً بغرض التبول (التبول الليلي).
* مضاعفات فرط نشاط المثانة
- الاضطراب العاطفي.- الاكتئاب.
- اضطرابات النوم ودورات النوم المتقطع.
وقد تعاني بعض النساء من اضطرابٍ يسمى سلس البول المختلط، حيث يترافق لديهن سلس البول الإلحاحي مع سلس الإجهاد، وسلس الإجهاد هو إخراج البول عند فرض إجهادٍ أو ضغطٍ بدنيٍّ على المثانة، كما يحدث أثناء النشاطات التي تضمّ الجري أو القفز، ومن غير المحتمل أن يساعد علاج سلس الإجهاد في أعراض فرط نشاط المثانة.
* أسباب فرط نشاط المثانة
ويمكن أن تسبب العوامل التالية أعراض فرط نشاط المثانة:
- شرب الكثير من السوائل.
- تناول الأدوية التي تزيد من إنتاج البول.
- التهابات المسالك البولية.
- استهلاك الكافيين والكحول أو مهيجات المثانة الأخرى.
- فشل في إفراغ المثانة تمامًا.
- حصوات المثانة.
- مع تقدمك في السن، تزداد خطورة إصابتك بفرط نشاط المثانة، كما أنك تصبح أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض والاضطرابات، مثل تضخم البروستات وداء السكري، وهو ما قد يساهم في حدوث مشكلاتٍ أخرى في وظيفة المثانة.
ويصاب الكثير من الأشخاص الذين يعانون من التراجع الإدراكي ـ مثلما يحدث بعد الإصابة بسكتةٍ دماغيةٍ أو بمرض الزهايمر ـ بفرط نشاط المثانة، ويمكن السيطرة على سلس البول الناتج عن مثل هذه الحالات من خلال تنظيم جداول زمنية لتناول السوائل والتبوّل العاجل في أوقات محددة، إضافةً إلى ارتداء ملابس ماصّة واتباع برامج لمعالجة الأمعاء.
* تشخيص فرط نشاط المثانة
سيبحث الطبيب عن أدلةٍ قد تشير إلى عوامل مساهمةٍ في المشكلة أيضًا، ومن المرجح أن يتضمن الفحص ما يلي:
- التاريخ الطبي.
- الفحص البدني، مع التركيز على البطن والأعضاء التناسلية.
- عينة بول لفحص وجود عدوى أو آثار دم أو غيرها من الاختلالات.
- فحص عصبي مُركّز قد يحدد مشكلاتٍ حسيةٍ أو منعكساتٍ غير طبيعية.
ويمكن أن يطلب طبيبك إجراء اختبارات مثل:
1. قياس البول المتبقي في المثانة
يعدّ هذا الاختبار مهمًا إذا كانت مثانتك لا تفرغ بصورةٍ كاملةٍ حين تتبول أو أثناء حدوث سلس البول لديك، ويمكن أن يسبب البول المتبقي (فضلة البول بعد الإفراغ) أعراضًا تتطابق مع أعراض فرط نشاط المثانة. ولقياس فضلة البول بعد قيامك بالإفراغ، قد يطلب طبيبك فحص تصويرٍ لمثانتك بالموجات فوق الصوتية أو يمرر أنبوبًا رفيعًا (قسطرة) من خلال الإحليل وصولاً إلى المثانة بغية تصريف كمية البول المتبقية وقياسها.
2. قياس معدل تدفق البول
ربما يُطلب منك التبوّل في مقياس جريان البول من أجل قياس حجم إفراغ البول وسرعته، حيث تحوّل هذه الأداة البيانات إلى مخططٍ بيانيٍّ للتغيرات في معدل التدفق لديك.
3. اختبار ضغط المثانة
وهو اختبار يتم فيه قياس الضغط داخل المثانة والمنطقة المحيطة بها أثناء امتلاء المثانة، وأثناء هذا الاختبار، يَستخدم طبيبك أنبوبًا رفيعًا (قسطرة) ليملأ مثانتك ببطءٍ بالماء الدافئ، كما توضع قسطرةٌ أخرى مزودةٌ بحساسٍ لقياس الضغط في المستقيم لدى الرجال، أو في المهبل لدى النساء.
ويمكن لهذا الإجراء تحديد ما إذا كنت تعاني من انقباضاتٍ عضليةٍ لاإراديةٍ، أو أن لديك مثانة يابسة لا تستطيع تخزين البول تحت الضغط المنخفض، وربما يطلب منك التبول أثناء الدراسة (دراسة التدفق تحت الضغط)، والتي تستطيع أيضًا أن تقيس الضغط المستخدم لإفراغ المثانة وتوضيح ما إذا كان لديك انسدادٌ فيها أم لا، وإذا وجد انسداد ـ نتيجةً لتضخم البروستات لدى الرجال أو تدلّي أعضاء الحوض لدى النساء ـ فقد يؤدي إلى أعراض فرط نشاط المثانة. ويُستخدم هذا الإجراء على وجه العموم مع الأشخاص الذين يعانون من أمراضٍ عصبيةٍ تؤثر في الحبل الشوكي.
* علاج فرط نشاط المثانة
أولاً: التدخلات السلوكية
- تمارين كيجل لتقوية عضلات قاع الحوض والعضلة العاصرة البولية، ويمكن أن تساعدك هذه العضلات المقوّاة على إيقاف انقباضات المثانة اللاإرادية، وقد يساعدك الطبيب أو اختصاصي العلاج الطبيعي في تعلم كيفية أداء تمارين كيجل بصورةٍ صحيحة، ويمكن أن يستغرق الأمر من ستّة إلى ثمانية أشهرٍ قبل أن تلاحظ فرقًا في الأعراض لديك.
- إذا كان وزنك زائدًا، فإنّ فقدان بعض الوزن قد يخفف من الأعراض لديك، فلربما يساعد فقدان الوزن إذا كنت تعاني من سلس الإجهاد. وقد ينصح طبيبك بتخصيص حدٍّ لمقدار السوائل التي تتناولها، وربما يقترح أوقاتًا ملائمةً لتناولها.
- تكرار إفراغ المثانة، تنتظر بضع دقائق بعد التبوّل، ثم تحاول أن تفرغ مثانتك مجددًا. كما أن تحديد جدول لدخول المرحاض ـ كل ساعتين إلى أربع ساعاتٍ مثلًا ـ يضعك على الطريق الصحيح للتبوّل في الأوقات نفسها كل يوم بدلاً من الانتظار حتى تشعر بالحاجة للتبول.
- استخدام قسطرةٍ بصورةٍ دوريةٍ لتفريغ مثانتك تماما يساعدها على القيام بما لا تستطيع القيام به ذاتيًا، واستشر طبيبك إذا كان هذا النهج مناسبًا لك. كما أن ارتداء ضماداتٍ أو ملابس داخليةٍ ماصةٍ يمكن أن يقي ملابسك، ويساعد في تجنب حالات الإحراج، وهو ما يعني أنّك لست مضطرًا للحدّ من نشاطاتك. وتتوفر الألبسة الماصة بتشكيلة متنوعة من المقاسات ومستويات الامتصاص.
- تمرين المثانة، أي تدريب نفسك على تأخير إفراغها حين تشعر بالحاجة للتبول، وتبدأ هذه العملية من خلال تأخيراتٍ صغيرة، 30 دقيقة على سبيل المثال، ليتمّ رفعها تدريجيًا بحيث يتم التبول كل ثلاث إلى أربع ساعات، ولا يمكن إجراء تدريب المثانة إلا إذا كنت قادرًا على شدّ (قبض) عضلات الحوض لديك بنجاح.
ثانيا: الأدوية
يمكن أن تفيد الأدوية التي ترخي المثانة في تسكين أعراض فرط نشاط المثانة والحدّ من نوبات سلس البول الإلحاحي، وتتضمن هذه الأدوية ما يلي:- تولتيرودين (ديترول).
- (ديتروبان إكس إل).
- أوكسي بوتينين على هيئة لاصقةٍ جلدية (أوكسيترول).
- أوكسي بوتينين على هيئة هلام (جيلنيك).
- تروسبيوم (سانكتورا).
- سوليفيناسين (فيسيكير).
- داريفيناسين (إينابليكس).
- ميرابيغرون (ميربيتريك).
- فيسوتيرودين (توفياز).
وتتضمن الآثار الجانبية الشائعة لمعظم هذه الأدوية كلاً من جفاف العينين وجفاف الفم، لكن شرب الماء لإرواء الظمأ قد يفاقم من أعراض فرط نشاط المثانة، ويمكن أن يفاقم الإمساك ـ وهو أثرٌ جانبيُّ آخر محتمل ـ من أعراض المثانة لديك، وربما تسبب الأدوية التي تطلق المادة الفعالة على مدى طويل، بما فيها اللاصقة الجلدية أو الهلام، آثارًا جانبيّةً أقلّ.
ويحظى علاج الآثار الجانبية للدواء النافع بأهميّةٍ أكبر من إيقافه، فعلى سبيل المثال، قد يوصي طبيبك بأن تمتصّ قطعةً من الحلوى الخالية من السكر، أو أن تمضغ علكةً خاليًة من السكر لتخفيف جفاف الفم، وبأن تستخدم قطرات العين للحفاظ على عينيك رطبتين.
وقد تنفع المستحضرات التي تعطى بدون وصفةٍ طبية، مثل منتجات البيوتين، في علاج جفاف الفم طويل الأمد، ولتجنب الإمساك، فإن طبيبك قد يوصي بنظامٍ غذائيٍّ غنيّ بالألياف أو باستخدام ملينات البراز.
ومن غير المحتمل أن تساعد أدوية المثانة في مشكلة الاستيقاظ أثناء الليل من أجل التبوّل، وهذه المشكلة في الغالب لا علاقة لها بالمثانة على الإطلاق، بل إنها ترتبط بالطريقة التي يتحكم بها القلب والكليتان بسوائل الجسم، والتي يمكن أن تتغير بمرور الوقت، فكلّما تقدم بك السّن، فإنك قد تنتج بالليل كمية بول تماثل كمية البول التي تنتجها في النهار أو تزيد عنها.
ثالثا: حقن المثانة بالبوتوكس
يُستخدم البوتوكس بجرعات صغيرةٍ يتم حقنها مباشرةً في أنسجة المثانة ويعمل على شلل العضلات بصورةٍ جزئيّة. وتوضح الأبحاث السريرية أنّه قد يفيد في حالة سلس البول الإلحاحي الحادّ، ولكنّ إدارة الغذاء والدواء لم تقرّ هذا الدواء لهذه الغاية لدى الأشخاص غير المصابين بمرض عصبي، وإن تأثيراته مؤقتة، فهي لا تدوم سوى لمدّة ما بين ستّة وتسعة أشهر، كما أن هذا الدواء ينطوي على خطر التسبب بتردّي إفراغ المثانة لدى كبار السن، ولدى المصابين بالضعف بفعل مشكلاتٍ صحيةٍ أخرى، وإذا كنت تفكر في الخضوع لعلاجات البوتوكس، فعليك أن تكون مستعدًا وقادرًا على استخدام القسطرة بنفسك في حال حدوث احتباس البول.
رابعا: تحفيز العصب
وغالبًا ما يتم هذا الإجراء الجراحي من خلال تجربة استخدام سلكٍ مؤقت، أو بمثابة إجراء متطور يتمّ فيه زرع القطبٍ الدائم وإجراء تجربة أطول، يليها التركيب الجراحي لمولّد النبض الذي يعمل ببطارية، وبعد ذلك، يَستخدم طبيبك جهازًا يوصَّل إلى السلك لنقل نبضاتٍ كهربائيةٍ إلى المثانة، وهو يماثل في عمله عمل منظم ضربات القلب، وإذا ما نجح ذلك في الحدّ من الأعراض لديك، يتم وصل السلك في النهاية ببطاريةٍ صغيرةٍ تثبَّت تحت الجلد.
خامسا: الجراحة
يتم تخصيص الجراحة لمعالجة فرط نشاط المثانة للأشخاص الذين يعانون من أعراضٍ حادّة، والذين لا يستجيبون إلى طرق العلاج الأخرى، ويكمن الهدف من ذلك في تحسين قدرة المثانة على التخزين والحدّ من الضغط فيها، ولكنّ هذه الإجراءات لن تساعد في تسكين ألم المثانة. وتتضمن عمليات التدخّل الجراحي ما يلي:- جراحة زيادة سعة المثانة، يتم استخدام قطع من الأمعاء لاستبدال جزءٍ من مثانتك، ولا يتم استخدام هذه الجراحة إلا في الحالات الحادة لسلس البول الإلحاحي، والذي لا يستجيب إلى أيٍّ من إجراءات العلاج الأخرى الأكثر تحفظًا، وإذا خضعت إلى هذه الجراحة، فقد يترتّب عليك استخدام قسطرةٍ بصورةٍ متقطّعةٍ لإفراغ مثانتك بصفة دائمة.
- استئصال المثانة، ويُستخدم هذا الإجراء بمثابة الملاذ الأخير، وهو ينطوي على استئصال المثانة، وإنشاء بديلٍ لها جراحيًا أو تشكيل فتحة (فغرة) في الجسم لتعليق كيس على الجلد من أجل جمع البول.
* هل يمكن الوقاية من فرط نشاط المثانة؟
لعلّ خيارات نمط الحياة الصحي التالية تحدّ من خطر إصابتك بفرط نشاط المثانة:1. مارس التدريبات والنشاط البدني يوميًا على نحو منتظم.
2. قلل من تناول المواد التي تحتوي على الكافيين وتجنب الكحوليات.
3. أقلع عن التدخين.
4. يجب ضبط الحالات المرضية المزمنة، مثل داء السكري، والتي قد تساهم في أعراض فرط نشاط المثانة.
5. تعرّف إلى موقع عضلات قاع الحوض لديك، ومن ثمّ قم بتقوية هذه العضلات بأداء تمارين كيجل، وذلك بأن تشدّ (تقبض) العضلات، وتحافظ على هذا الانقباض لمدة ثانيتين ثم ترخيها لمدة ثلاث ثوانٍ، واستمرّ بذلك إلى أن تتمكن من الحفاظ على الانقباض لمدّة 10 ثوانٍ في كلّ مرة، ومارس هذا الانقباض لثلاث مجموعاتٍ، كل منها عبارة عن 10 حركات يوميًا.
* المصدر
Everything You Need to Know About Overactive Bladder