من المعروف ان الحمل يقسم لثلاثة أثلاث.. الثلث الأول والثاني والثالث، وكل ثلث مكون من 3 شهور، وفي كل ثلث تحدث تغيرات في فسيولوجية الأم والجنين تميز هذا الثلث، وينتهي الثلث الثالث بولادة الطفل، ولكن ما لا نعرفه أن هناك ثلثا رابعا من الحمل، وهو الأسابيع والأشهر التي تلي الولادة مباشرة عند الانتقال من الحمل إلى أم جديدة، والتي نادرا يتم الحديث عنها قبل الولادة.
تستعد الأم لكل شيء حول الولادة، تعد حقائب المستشفى، وتستعد نفسيا للحظات المخاض، كما تستعد لرعاية وليدها، ولكنها تهمل الاستعداد لما هو أهم، وهو كيفية فهم احتياجاتها بعد الولادة، في منطقة المنسية الملقبة بالثلث الرابع من الحمل، وهي الفترة الزمنية التي تنقلب فيها أحوال الأم رأساً على عقب مباشرة بعد الولادة، الفترة التي يتعافى فيها جسمها ويصلح نفسه بعد 9 أشهر من صدمة الولادة.
الثلث الرابع من الحمل هو عندما تكون المرأة في أكثر حالاتها ضعفًا، ومع ذلك فهي أيضًا اللحظة التي تتوقع ويتوقع جميع من حولها أنها أصبحت لا تحتاج لرعاية مخصوصة، فقد وضعت حملها وحان دورها لتهتم بوليدها.
الآثار الجانبية الشائعة خلال الثلث الرابع من الحمل
تختلف هذه الفترة من امرأة لأخرى، حيث لا تعاني اثنتان منهن من النطاق نفسه من الآثار الجانبية. بعضها واضح، مثل:
- النزيف.
- تعافي الجرح (سواء كانت عملية قيصرية أو غرز من تمزق و/ أو بضع الفرج)، والإرهاق الشديد الذي يمكن أن يصاحب الوليد.
لكن البعض الآخر ليس واضحًا جدًا، ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية الأخرى التي تعاني منها النساء بعد الولادة ما يلي:
- التدلي الناجم عن ضعف قاع الحوض
- آلام الثدي، تراوح بين تشقق الحلمات والتهاب الضرع
- انفراق المستقيم: انفصال عضلات المعدة، ما يؤدي إلى ما يسمى بـ"فجوة البطن".
- تساقط الشعر الناجم عن التغيرات الهرمونية
- الكآبة النفاسية
- اكتئاب ما بعد الولادة، والذي يمكن أن يصيب ما بين 10-15% من الأمهات الجديدات
والأم الوالدة حديثاً ليست لديها أدنى فكرة عما سيحدث خلال الثلث الرابع من الحمل، فلا أحد يناقش ما يحدث لجسم الأم في الثلث الرابع. لقد سلمت مولودها الجديد بشكل فعال، وتتوقع أن تنتهي كل آثار الحمل في غضون أيام قليلة.. لكن الواقع غير ذلك.
هذا له تأثير غير مباشر، بالطبع. يمكن للإجهاد الجسدي لأعراض ما بعد الولادة أن يؤثر بسهولة على الحالة المزاجية للمرأة، حيث يمتزج التوتر والقلق بالحرمان من النوم، وارتفاع الهرمونات يؤدي إلى الاكتئاب.
في حين أن الكآبة النفاسية الخفيفة شائعة، فإن اكتئاب ما بعد الولادة أيضًا أمر شائع، والذي يؤثر على ما يصل إلى 1 من كل 10 نساء خلال السنة الأولى من الولادة، وفقًا لخدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة (NHS). يمكن أن يؤثر على الآباء أيضًا.
كيف تعثرين على المساعدة التي تحتاجيها؟
إذا كنت قد أنجبت أخيرًا، ولست متأكدًة تمامًا مما إذا كان كل شيء على ما يرام أم لا، فلديك خيارات. وتشمل هذه:
التحدث إلى أخصائي طبي: على سبيل المثال، ستكون للأم الجديدة عدة مواعيد مع الزائرين الصحيين والقابلات في الأسابيع التي تلي ولادتها مباشرة. ورغم أن هذه الزيارات تركز في الغالب على الطفل، ولكن يمكن أن تكون فرصة لطرح أي أسئلة حول تعافيك. يمكن للمرأة أيضًا حجز فحص لمدة 6 أسابيع مع الطبيب العام.
يمكن أن تكون قضايا ما بعد الولادة محرجة للمناقشة - لا أحد يريد حقًا التحدث عن الإمساك أو سلس البول - أليس كذلك؟ - والكثيرات منهن يعانين في صمت، ويتحملن القلق بشأن قاع حوضهن المنهك أو عقولهن المرهقة. إذن، ما هو الجواب؟
لسبب واحد، نحن بحاجة إلى تجاوز ضباب حياة الأطفال حديثي الولادة، والبقاء صافي الأذهان عندما يتعلق الأمر بالاستماع إلى أجسادنا. إذا شعرت بشيء غريب أو غير مريح، فأنت بحاجة إلى التحدث مع طبيبك. المعاناة في صمت لا تساعدك أنت ولا طفلك.
قد تجعلك مناقشة مشكلتك ترغبين في الالتفاف حول الأمر ، ولكن يجدر بك أن تتذكري ما يلي:
- لست أول شخص يعاني من هذه المشكلة
- لقد شاهدها المتخصصون مرات عديدة من قبل
- طلب المساعدة هو الخطوة الأولى نحو التعافي
فلماذا تجدينها محرجة للغاية؟ لأنها ليست جزءًا معترفًا به على نطاق واسع. تخيلي كيف سيكون شعور الحامل المختلف إذا لم نتحدث عن غثيان الصباح؟ وبالمثل، إذا تمت مناقشة الثلث الرابع بشكل علني - سواء كان ذلك في فصول ما قبل الولادة، أو مواعيد الرعاية الصحية، أو في الثقافة الشعبية - فلن نكون أكثر وعياً بما ينطوي عليه الأمر فحسب، بل أيضاً لن نشعر أيضًا بالوحدة عند مواجهة هذه الأمور.
يجب أن تنفتح المحادثات حول حقائق الحياة بعد الولادة. بقدر ما نتحدث عن أطفالنا ونحن مرتاحون، يجب أن نشعر بالراحة عند مناقشة تعافينا، ويمكن للحديث عن ذلك مع الأصدقاء أو أحد الأخصائيين أن يصنع العجائب، ما يفتح لك إدراك أنك لست أول شخص يختبر ما تشعرين به، وبغض النظر عن مدى العزلة والوحدة التي قد تشعرين بها.
الخلاصة حول الثلث الرابع من الحمل
بعد ولادة الطفل الصغير، تحتاج المرأة لشهور لتتعافى جسدياً ونفسياً، وقد تعاني خلال هذه الفترة من العديد من المشكلات، وبعضها قد يكون محرجاً، والحرج من مناقشة هذه المشكلاات، بالإضافة لتوقع الجميع أن معاناة المرأة قد انتهت بولادتها.. ولكنها قضية توحد الأمهات حول العالم.. ودعوة لهن ليتحدثن عن معاناتهن ومشاكلهن خلال هذه الفترة.
المصادر:
We need to talk more about the realities of the fourth trimester