وقد أظهرت الأبحاث أن الصحة النفسية للآباء والأمهات يمكن أن تؤثر وتتأثر كذلك بطريقة تفاعلهم مع أطفالهم، مثل نمو الطفل اجتماعيًا وعاطفيًا ولغويًا ومعرفيًا. احتفى العالم لأول مرة باليوم العالمي للتوعية بالتوحد في 2 إبريل 2008.
دراسة خاصة ونماذج
قام معهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، بإجراء دراسة حول صحة الأُسَر التي تعيش مع اضطراب طيف التوحد. وقد جمعت هذه الدراسة، التي أجريت باستخدام منهجيات متعددة، البيانات النوعية والكمية من خلال استطلاعات رأي ومقابلات معمّقة مع أولياء أمور الأطفال ذوي التوحد.
ووجدت الدراسة أن:
- العائلات التي تضم أطفالًا من ذوي التوحد تواجه صعوبات في الحصول على خدمات جيدة في الوقت المناسب.
- آباء وأمهات الأطفال المصابين بالتوحد يواجهون تحديات تتعلق بالدعم الاجتماعي والعاطفي والرعاية قصيرة الأمد.
- العلاقات بين الزوجين والأشقاء تتأثر سلبًا.
- الآباء والأمهات يتحملون ضغوطًا مالية إضافية في محاولة تأمين صحة أطفالهم.
- كثراً من هؤلاء الآباء والأمهات أظهروا قلقًا شديدًا بشأن مستقبل أطفالهم.
هذه التحديات التي تواجهها الأُسَر تسلط الضوء على أهمية نشر الوعي حول اضطراب طيف التوحد، وقد عبّر الآباء والأمهات صراحة عن بعض التحديات سابقة الذكر، وقالت إحدى الأمهات: "تعاني ابنتي كلما خرجنا من البيت، فلا أحد يحترم حقوقها. وحين تصرخ أحيانًا يُحدّق الناس مستغربين، فيتعيّن عليّ التوضيح أن لديها احتياجات خاصة". وقال والد آخر: "ينظر الناس أحيانًا إلى ابنتي ويبتعدون عنها، وهو أمر مؤلم بالنسبة لي كأب وكإنسان أيضًا".
كما سلَّط بعض الآباء الضوء على سلوك الأغراب المتطرّف في التعبير عن مخاوفهم، حيث قال أحدهم إن ابنته كانت جالسة وصرخت مرتين أو ثلاث مرات، فقام رجل في الخمسينيات أو الستينيات من عمره وقال: "أنتم غير قادرين على تربية ابنتكم بشكل جيد ".
وأوصت الدراسة بجعل الإجراءات التشخيصية بسيطة وواضحة، وضمان تقديم الخدمات والدعم بشكل فوري وجودة عالية، وكذلك توفير الدعم النفسي الاجتماعي، وبناء مهارات التعامل مع التوحد لدى آباء وأمهات وأشقاء الأطفال المصابين، وتقليل الأعباء المالية على الأُسَر، وزيادة وعي المجتمع بالتوحد وتحدياته المختلفة.
نصائح للأسرة والمجتمع في التعامل مع التوحد
أشارت الدراسة إلى بعض النصائح الهامة، منها:
- أن تتضافر الجهود في المجتمع لتأمين خدمات التشخيص والعلاج.
- توفير الرعاية الصحية والتعليم للمصابين بالتوحد.
- التركيز على أهمية التقييم والتشخيص والتدخل المبكر للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تتراوح أعمارهم بين 3-6 سنوات.
- تأمين خدمات التعليم المتخصص وخدمات التقييم والاستشارات والدعم للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
- من المفيد إنشاء مجموعات من أمهات الأطفال والأشخاص ذوي التوحد، بشكل روابط لأُسَر الأطفال المصابين بالتوحد، لتبادل الخبرات والتجارب والدعمَين النفسي والمعنوي.