وللأسف، لا توجد أي علامات محددة تشير إلى أن الأم تحمل في أحشائها توأمين ملتصقين. فكما هو الحال مع بقية النساء اللاتي يحملن توأمين عاديين، تنمو الرحم بسرعة كبيرة أكثر من المتوقع، وقد تشعر أمهات التوائم بمزيد من التعب والغثيان والقيء في مرحلة مبكرة من الحمل.
* أنواع التوأمين الملتصقين
عادة ما يتم تصنيف التوائم الملتصقة حسب نقطة التصاق أجسادها. والأنواع الأكثر شيوعا من التوائم الملتصقة هي:1- متحدا الصدرين والسرتين.. جسدان ملتصقان من أعلى ٳلى أسفل الصدر، ويشترك التوأم في القلب عادة والكبد أو جزء من الجهاز الهضمي أحيانا.
2- متّحدا الصدرين.. جسدان ملتصقان من أعلى الصدر ٳلى أسفل البطن. يشترك التوأم في القلب في جميع الحالات.
3- متّحدا السرتين.. جسدان ملتصقان من أسفل البطن. وهنا، لا يشترك التوأم في القلب أبداً، ولكنهما يشتركان في الكبد والجهاز الهضمي والحجاب الحاجز وأعضاء أخرى.
4- توأم طُفيلي.. تَوأَمان مُلْتَصِقانِ غير مُتَنَاظِرَان، حيث يكون أحد التوأمين صغير الحجم وغير مكتمل ويعتمد على التوأم الأكبر للبقاء على قيد الحياة.
5- متّحدا القِحفين.. التصاق الجماجم لكن يكون لكل من التوأمين جسد منفصل. وقد تكون هذه التوائم ملتصقة من الجزء الخلفي أو الأمامي أو من جانب الرأس، لكن ليس من الوجه أو قاعدة الجمجمة.
* سبب التوائم الملتصقة
لا يعرف السبب بالتحديد. لكن، توجد نظرة تزعم بأن حالات التوائم المتطابقة تحدث عندما تنشطر بويضة مخصّبة واحدة إلى بويضتين منفصلتين. وبعد مرور مدة تتراوح بين 8 و12 يومًا من الحمل، تبدأ الطبقات الجنينية التي ستنفصل في تشكيل توأمين متماثلين يبدآن في التطور والنمو إلى أعضاء وهياكل محددة. ويُعتقد أن الجنين عندما ينفصل بعد هذه المدة (التي عادة ما تكون بين 13 يومًا و15 يومًا بعد الحمل) يتوقف الانفصال قبل إتمام عملية الانفصال نهائيا، ويلتصق التوأمان الناتجان. وتفيد نظرية بديلة أن الجنينين المنفصلين قد يلتحمان إلى حد ما في مرحلة مبكرة من النمو.* مضاعفات التوائم الملتصقة
تموت معظم حالات التوائم الملتصقة داخل الرحم (وليد ميت) أو تموت بعد الولادة بمدة وجيزة، ولا مفر من إجراء ولادة التوأمين الملتصقين قيصريًا. وهناك نسبة تتراوح بين 40 و60 بالمائة من حالات التوائم الملتصقة تولد ميتة. ومن بين التوائم الملتصقة التي تُكتب لها الحياة، هناك نسبة تقل عن النصف تعيش إلى فترة تكفي لأن تكون مؤهلة لإجراء جراحة فصل.
* طرق فصل التوائم الملتصقة
إذا تم تشخيص التوأمين الملتصقين باستخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية العادية في وقت مبكر جدًا، خلال الأشهر الثلاثة الأولى، يتم اللجوء لفحص ثان باستخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية ورسم القلب بالموجات فوق الصوتية الأكثر تفصيلاً في منتصف الحمل، لتحديد مدى التصاق التوأمين والأداء الوظيفي لأعضائهما بشكل أفضل.ويتوقف علاج التوأم الملتصق على حالتهما الصحية والموضع الذي التصقا فيه، وما إذا كانا يشتركان في بعض الأعضاء والبنى الحيوية الأخرى. وعندما يتم اكتشاف حملكِ، ستتم مراقبة حالتك عن كثب طوال فترة الحمل. وسيتم التخطيط للولادة عن طريق الجراحة (الولادة القيصرية) في وقت سابق، غالبًا سيكون قبل موعد الولادة بأسبوعين أو أربعة أسابيع. وبعد ولادة التوأمين الملتصقين، قد تكون هناك حاجة لإجراء جراحة عاجلة لفصل التوأمين إذا مات أحدهما أو صار مصدر تهديد لحياة التوأم الآخر أو في طريقه لهذا.
ومع ذلك، في أكثر الأحيان تكون جراحة فصل التوأمين اختيارية يتم إجراؤها بعد الولادة بشهرين أو أربعة أشهر، وقد ساعد التقدم الحديث في إمكانات التصوير قبل الولادة وفي رعاية الحالات الحرجة والرعاية التخديرية في تحسين نتائج جراحة فصل التوأمين.
ويوجد العديد من العوامل المهمة التي ينبغي وضعها في الحسبان عند اتخاذ قرار الشروع في جراحة فصل التوأمين، مثل:
- هل يشترك التوأمان في أعضاء حيوية؟
- هل يتمتع التوأمان بصحة جيدة تكفي لتحمل جراحة الفصل؟
- ما احتمالات نجاح عملية الفصل؟
- ما نوع الجراحة الترميمية التي قد يلزم إجراؤها لكل توأم بعد نجاح عملية الفصل؟
- ما المشكلات التي قد يواجهها التوأمان في حالة تركهما ملتصقين؟
وإذا كانت ظروف التوأمين خطيرة وتعذر إجراء جراحة الفصل أو قررتِ عدم خوض الجراحة، فسيتم توفير الرعاية والراحة لكِ؛ مثل التغذية والسوائل واللمسة الإنسانية وتخفيف الألم؛ حسب اللزوم. وفي حالة التوأمين الملتصقين، يزداد الأمر تعقيدًا؛ ليس فقط بسبب أنهما رضيعان وليسا شخصًا واحدًا ولكن أيضًا بسبب ما قد يواجهه الأطفال الناجون من عقبات هائلة، فيجب على الوالدين في هذه المواقف تبني قرارات في غاية الصعوبة.