قد تكون اضطرابات ومشاكل النوم عند الأطفال واحدة من الشكاوى الشائعة التي تواجه معرفة طبيب الأطفال وخبراته، واضعة إياه في مواجهة حالة تحتاج إلى مزيد من الوقت في أخذ قصة مرضية مفصلة وعميقة، وإلى مزيد المزيد من التدقيق في تفاصيل الفحص السريري، كل ذلك في محاولة ليس فقط لاكتشاف سبب المشكلة وإنما لنفي مشاركة أسباب أخرى قد تكون خفية في البداية عن ملاحظته المباشرة أو ملاحظة الأهل الدورية.
اقــرأ أيضاً
وقبل أن نعرف أكثر عن معنى اضطرابات النوم، تصنيفها، تأثيرها، وطرق التعامل مع أشيعها علينا في البداية معرفة كيف يبدو النوم والاستيقاظ الطبيعيان في الطفولة.
** في السنة الأولى من العمر يستيقظ الطفل عدة مرات في الليل وقد يبكي أحياناً، فحديث الولادة ينام بمعدل 16.5 ساعة يومياً دون وجود أي نظام ثابت للنوم والصحو لكن، ابتداء من عمر 4 شهور يبدأ الطفل بتأسيس نظام نومه مع ملاحظة أن غالب النوم يجب أن يكون خلال الليل.
* تصنيف اضطرابات النوم
هناك توصيفات كثيرة لمشاكل النوم تبعاً للشكل البادي للأهل ومنها عسرة النوم وعدم انتظامه أو مقداره واستمراره، لكننا من الناحية العلمية المنهجية نصنف اضطرابات النوم تحت عنوانين رئيسيين:
1- -اضطراب النوم البدئي: والذي يحتاج إلى تعاون طبيب الأطفال مع مختص في المشاكل السلوكية والنفسية أحياناً لأنه لا ينشأ عن سبب سريري واضح.
2- اضطراب النوم الثانوي: وهو ما يكون مصاحباً أو تالياً لحالة مرضية جسدية أو نفسية أحياناً.
اقــرأ أيضاً
* ما هي مهمة طبيب الأطفال بداية؟
تقع على عاتق طبيب الأطفال مسؤولية استقصاء مفردات القصة المرضية بشكل دقيق ومحاولة نفي الأسباب الثانوية المسببة لاضطراب النوم.
ففي حالات الشكوى طويلة الأمد يجب الانتباه إلى الشخير الليلي والتنفس الفموي ونوب توقف التنفس لنفي احتمال وجود ضخامة في اللوزتين والناميات (اللحمية) التي تؤثر بشكل سلبي على النوم.
كما يجب الانتباه جيداً إلى التطور العصبي والحركي للطفل لنفي احتمال وجود مرض التوحد الذي قد يتظاهر في البداية باضطراب في النوم.
وقد تكون زيادة الوزن فوق المعدل الطبيعي والبدانة عاملين مهمين من العوامل التي تؤدي إلى اضطراب النوم والسلوك معاً، كما يسبب كلا العاملين زيادة في نسبة حدوث نوب توقف التنفس.
وتلعب الأدوية دوراً مهماً أيضاً في اضطراب حلقة النوم، سواء المتناولة من قبل الأم في حال الإرضاع الوالدي كالأدوية المحتوية على الكافئين، أو المعطاة للطفل في حالات مرضية معينة كالكورتيزونات ومضادات الهستامين، ومضادات الاختلاج التي تعطى للأطفال المصابين بالصرع.
والأمراض العصبية أيضاً تضيف نفسها إلى قائمة أسباب اضطراب النوم ومنها تأخر الإدراك، وضعف البصر الشديد، وبعض الاضطرابات الصبغية ذات المظاهر العصبية كمتلازمة الصبغي إكس الهش.
اقــرأ أيضاً
كما يجب الانتباه في اضطرابات النوم الحاصلة حديثاً إلى احتمال وجود كسر خفي ما، أو أذية رضية في الجسم.
ومن الأمور التي يجب الانتباه لها أيضاً هي التهابات الأذن الوسطى والالتهابات البولية، الحساسية الغذائية، القلس (الارتجاع) المعدي المريئي، التهاب منطقة الحفاض، اضطرابات الغدة الدرقية والربو.
وبشكل عام أطفال الإرضاع الوالدي أكثر عرضة للاستيقاظ ليلاً لأخذ حاجتهم الغذائية لكن، بعد عمر ستة أشهر فالأمر يتبع لطريقة تعليم الأم طفلها نظام النوم والاستيقاظ، وفي حال فشلها في ذلك أو عدم مقدرتها على تدريب رضيعها فإن ذلك قد يسبب اضطراباً في النوم الليلي يمكن أن يستمر إلى عمر ثلاث سنوات.
كما أن نوم الطفل في سرير واحد مع الأهل أو في سرير منفصل لا يؤثر عادة في تأسيس نوم منتظم سواء كان بشكل سلبي أو إيجابي، مع الأخذ بالحسبان أن وضع الطفل حديث الولادة في سرير الأهل يترافق مع زيادة في نسبة حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع.
وتلعب الاضطرابات النفسية عند الطفل والأهل دوراً أيضاً في زعزعة استقرار النوم، ومنها القلق والاكتئاب عند أحد الطرفين أو حتى فرط النشاط عند الطفل.
اقــرأ أيضاً
وعند نفي الاضطرابات المذكورة أعلاه يجب التوجه بالتفكير إلى ما نسميه اضطرابات النوم البدئية، وهنا يجب أن نجيب عن بعض الأسئلة بدقة:
أولاً: هل يستيقظ الطفل ليلاً أثناء نومه؟
فقد تتظاهر المشكلة كنوب فزع ليلي، أحلام مزعجة (كوابيس)، مشي أثناء النوم، أو التكلم أثناء النوم.
وهناك أيضاً ما يسمى بمتلازمة الساقين المتهيجة والتي تتميز بإحساس الطفل بعدم راحة في ساقيه تضطره لتحريكهما للإحساس بالراحة ولكن، يجب تفريقها عما يسمى باضطراب الحركة الدوري في الساقين، والأخير يتميز بحركات نفضية متكررة بوتيرة معينة وبفواصل ثابتة.
آخذين بعين الاعتبار أن الطفل يحاول تمطيط القدمين إلى أقصى حد ممكن في كلتا المتلازمتين. والطفل عادة لا يدرك أو يحس أثناء النوم بما يحدث والتشخيص يتم فقط بمراقبة الطفل وتأكيد التشخيص من قبل الطبيب، وقد ذكر مؤخراً أن لنقص الحديد دورا في كلتا المتلازمتين.
ثانياً: هل تكمن المشكلة في بدء أو استهلال النوم؟
وهنا قد يكون الموضوع سلوكياً بحتاً بمحاولة الطفل - خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة- التمرد على عادات النوم أو على محاولة الأهل حرمانه من عادة يستهويها لبدء النوم كمص الإصبع أو ضم لعبة معينة (وفي الحالة الأخيرة يفضل التريث في مقاربة العادة حتى بلوغ الطفل عمر الوعي بحدود ست سنوات).
كما يجب أيضاً الانتباه لنفي خوف الطفل من شيء معين، أو كون سلوكه مجرد محاولة للفت النظر وجذب الانتباه كما يحدث عند قدوم طفل جديد للعائلة.
اقــرأ أيضاً
ثالثاً: هل يستيقظ الطفل مبكراً جداً؟
وعندها يجب التأكد من عدد مرات القيلولة أثناء النهار أو احتمال ذهاب الطفل المبكر جداً إلى الفراش.
رابعاً: هل هناك صعوبة في إيقاظ الطفل صباحاً؟
وهذا عادةً أشيع في فترة المراهقة من فترة الطفولة ويعود إلى نقص كمية النوم المطلوبة قياساً للجهد الجسدي المبذول خلال النهار، وقد يصل الأمر أحياناً إلى ما يسمى باضطراب حلقة النوم، وعندئذ يعجز الجسم عن التمييز الغريزي لغياب الشمس وشروقها فترى المراهق لا ينام، وعميقاً، إلا متأخراً، لذا يحس بالإرهاق وعدم القدرة على الاستيقاظ صباح اليوم التالي.
خامساً: هل يبدو الطفل مرهقاً أثناء النهار ويميل إلى النعاس؟
وهنا قد لا يكفي كشف السبب الثانوي كما سبق وأسلفنا بنفي الانسداد المتكرر والمزمن للمجرى التنفسي أثناء الليل، لكننا قد نضطر في بعض الحالات إلى ما يسمى بدراسة النوم للتأكد من أن الطفل يمر بمراحل النوم المتتالية، العميقة والسطحية أو ما يسمى مرحلة النوم الريمية واللاريمية، بشكل سليم.
أخيرا، لصحة النوم تأثير كبير على صحة الطفل، نموه البدني والعقلي، دراسته وإنجازاته. لذا ننصح الأهل عند مواجهتهم لمشاكل النوم عند أطفالهم، بمراقبة تفاصيل النوم سابقة الذكر ومراجعة طبيب الأطفال أولاً لطلب المشورة والمساعدة.
وقبل أن نعرف أكثر عن معنى اضطرابات النوم، تصنيفها، تأثيرها، وطرق التعامل مع أشيعها علينا في البداية معرفة كيف يبدو النوم والاستيقاظ الطبيعيان في الطفولة.
** في السنة الأولى من العمر يستيقظ الطفل عدة مرات في الليل وقد يبكي أحياناً، فحديث الولادة ينام بمعدل 16.5 ساعة يومياً دون وجود أي نظام ثابت للنوم والصحو لكن، ابتداء من عمر 4 شهور يبدأ الطفل بتأسيس نظام نومه مع ملاحظة أن غالب النوم يجب أن يكون خلال الليل.
* تصنيف اضطرابات النوم
هناك توصيفات كثيرة لمشاكل النوم تبعاً للشكل البادي للأهل ومنها عسرة النوم وعدم انتظامه أو مقداره واستمراره، لكننا من الناحية العلمية المنهجية نصنف اضطرابات النوم تحت عنوانين رئيسيين:
1- -اضطراب النوم البدئي: والذي يحتاج إلى تعاون طبيب الأطفال مع مختص في المشاكل السلوكية والنفسية أحياناً لأنه لا ينشأ عن سبب سريري واضح.
2- اضطراب النوم الثانوي: وهو ما يكون مصاحباً أو تالياً لحالة مرضية جسدية أو نفسية أحياناً.
* ما هي مهمة طبيب الأطفال بداية؟
تقع على عاتق طبيب الأطفال مسؤولية استقصاء مفردات القصة المرضية بشكل دقيق ومحاولة نفي الأسباب الثانوية المسببة لاضطراب النوم.
ففي حالات الشكوى طويلة الأمد يجب الانتباه إلى الشخير الليلي والتنفس الفموي ونوب توقف التنفس لنفي احتمال وجود ضخامة في اللوزتين والناميات (اللحمية) التي تؤثر بشكل سلبي على النوم.
كما يجب الانتباه جيداً إلى التطور العصبي والحركي للطفل لنفي احتمال وجود مرض التوحد الذي قد يتظاهر في البداية باضطراب في النوم.
وقد تكون زيادة الوزن فوق المعدل الطبيعي والبدانة عاملين مهمين من العوامل التي تؤدي إلى اضطراب النوم والسلوك معاً، كما يسبب كلا العاملين زيادة في نسبة حدوث نوب توقف التنفس.
وتلعب الأدوية دوراً مهماً أيضاً في اضطراب حلقة النوم، سواء المتناولة من قبل الأم في حال الإرضاع الوالدي كالأدوية المحتوية على الكافئين، أو المعطاة للطفل في حالات مرضية معينة كالكورتيزونات ومضادات الهستامين، ومضادات الاختلاج التي تعطى للأطفال المصابين بالصرع.
والأمراض العصبية أيضاً تضيف نفسها إلى قائمة أسباب اضطراب النوم ومنها تأخر الإدراك، وضعف البصر الشديد، وبعض الاضطرابات الصبغية ذات المظاهر العصبية كمتلازمة الصبغي إكس الهش.
كما يجب الانتباه في اضطرابات النوم الحاصلة حديثاً إلى احتمال وجود كسر خفي ما، أو أذية رضية في الجسم.
ومن الأمور التي يجب الانتباه لها أيضاً هي التهابات الأذن الوسطى والالتهابات البولية، الحساسية الغذائية، القلس (الارتجاع) المعدي المريئي، التهاب منطقة الحفاض، اضطرابات الغدة الدرقية والربو.
وبشكل عام أطفال الإرضاع الوالدي أكثر عرضة للاستيقاظ ليلاً لأخذ حاجتهم الغذائية لكن، بعد عمر ستة أشهر فالأمر يتبع لطريقة تعليم الأم طفلها نظام النوم والاستيقاظ، وفي حال فشلها في ذلك أو عدم مقدرتها على تدريب رضيعها فإن ذلك قد يسبب اضطراباً في النوم الليلي يمكن أن يستمر إلى عمر ثلاث سنوات.
كما أن نوم الطفل في سرير واحد مع الأهل أو في سرير منفصل لا يؤثر عادة في تأسيس نوم منتظم سواء كان بشكل سلبي أو إيجابي، مع الأخذ بالحسبان أن وضع الطفل حديث الولادة في سرير الأهل يترافق مع زيادة في نسبة حدوث متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع.
وتلعب الاضطرابات النفسية عند الطفل والأهل دوراً أيضاً في زعزعة استقرار النوم، ومنها القلق والاكتئاب عند أحد الطرفين أو حتى فرط النشاط عند الطفل.
وعند نفي الاضطرابات المذكورة أعلاه يجب التوجه بالتفكير إلى ما نسميه اضطرابات النوم البدئية، وهنا يجب أن نجيب عن بعض الأسئلة بدقة:
أولاً: هل يستيقظ الطفل ليلاً أثناء نومه؟
فقد تتظاهر المشكلة كنوب فزع ليلي، أحلام مزعجة (كوابيس)، مشي أثناء النوم، أو التكلم أثناء النوم.
وهناك أيضاً ما يسمى بمتلازمة الساقين المتهيجة والتي تتميز بإحساس الطفل بعدم راحة في ساقيه تضطره لتحريكهما للإحساس بالراحة ولكن، يجب تفريقها عما يسمى باضطراب الحركة الدوري في الساقين، والأخير يتميز بحركات نفضية متكررة بوتيرة معينة وبفواصل ثابتة.
آخذين بعين الاعتبار أن الطفل يحاول تمطيط القدمين إلى أقصى حد ممكن في كلتا المتلازمتين. والطفل عادة لا يدرك أو يحس أثناء النوم بما يحدث والتشخيص يتم فقط بمراقبة الطفل وتأكيد التشخيص من قبل الطبيب، وقد ذكر مؤخراً أن لنقص الحديد دورا في كلتا المتلازمتين.
ثانياً: هل تكمن المشكلة في بدء أو استهلال النوم؟
وهنا قد يكون الموضوع سلوكياً بحتاً بمحاولة الطفل - خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة- التمرد على عادات النوم أو على محاولة الأهل حرمانه من عادة يستهويها لبدء النوم كمص الإصبع أو ضم لعبة معينة (وفي الحالة الأخيرة يفضل التريث في مقاربة العادة حتى بلوغ الطفل عمر الوعي بحدود ست سنوات).
كما يجب أيضاً الانتباه لنفي خوف الطفل من شيء معين، أو كون سلوكه مجرد محاولة للفت النظر وجذب الانتباه كما يحدث عند قدوم طفل جديد للعائلة.
ثالثاً: هل يستيقظ الطفل مبكراً جداً؟
وعندها يجب التأكد من عدد مرات القيلولة أثناء النهار أو احتمال ذهاب الطفل المبكر جداً إلى الفراش.
رابعاً: هل هناك صعوبة في إيقاظ الطفل صباحاً؟
وهذا عادةً أشيع في فترة المراهقة من فترة الطفولة ويعود إلى نقص كمية النوم المطلوبة قياساً للجهد الجسدي المبذول خلال النهار، وقد يصل الأمر أحياناً إلى ما يسمى باضطراب حلقة النوم، وعندئذ يعجز الجسم عن التمييز الغريزي لغياب الشمس وشروقها فترى المراهق لا ينام، وعميقاً، إلا متأخراً، لذا يحس بالإرهاق وعدم القدرة على الاستيقاظ صباح اليوم التالي.
خامساً: هل يبدو الطفل مرهقاً أثناء النهار ويميل إلى النعاس؟
وهنا قد لا يكفي كشف السبب الثانوي كما سبق وأسلفنا بنفي الانسداد المتكرر والمزمن للمجرى التنفسي أثناء الليل، لكننا قد نضطر في بعض الحالات إلى ما يسمى بدراسة النوم للتأكد من أن الطفل يمر بمراحل النوم المتتالية، العميقة والسطحية أو ما يسمى مرحلة النوم الريمية واللاريمية، بشكل سليم.
أخيرا، لصحة النوم تأثير كبير على صحة الطفل، نموه البدني والعقلي، دراسته وإنجازاته. لذا ننصح الأهل عند مواجهتهم لمشاكل النوم عند أطفالهم، بمراقبة تفاصيل النوم سابقة الذكر ومراجعة طبيب الأطفال أولاً لطلب المشورة والمساعدة.