بعد الحصار القائم حاليًا على قطاع غزة، تم قطع إمدادات المياه في هذه المنطقة المنكوبة، مما ضاعف من تفاقم الأزمة الإنسانية الراهنة في هذه المنطقة الحساسة. غزة تعاني من تحديات مائية وصرف صحي منذ فترة طويلة، ولكن في الوقت الحالي، وبفعل الحصار والتقييدات الصارمة على حركة البضائع والمواد الإنشائية ومضخات المياه، وتزايد التدهور السريع للبنية التحتية وتقلص وتقطع إمداد الطاقة، أصبحت الأزمة المائية تهديدًا حقيقيًا للصحة العامة.
يعد الجفاف حالة تحدث عندما يتم استهلاك أو فقدان كمية أكبر من السوائل مما تُستهلك، وبذلك يفقد الجسم القدرة على أداء وظائفه الطبيعية بسبب نقص في المياه والسوائل الأخرى. إذا لم تقم بتعويض السوائل المفقودة، ستنخفض مستويات السوائل في جسمك مما يؤدي إلى الجفاف.
أزمة المياه في غزة وخطر الجفاف
يعيش سكان قطاع غزة حالياً تحديات مائية خطيرة نتيجة الحصار القائم على هذه المنطقة، الذي أدى إلى قطع إمدادات المياه وتقييد الوصول إلى الموارد المائية. يمتد تأثير هذا الحصار إلى حياة الأطفال والبالغين على حد سواء، إذ يتعرضون لخطر الجفاف ومشكلات الصحة المترتبة عن عدم توفر المياه النقية للشرب والاستخدام اليومي.
الجفاف هو حالة خطيرة يمكن أن تتسبب في تفاقم الأمراض وحدوث مضاعفات خطيرة على الصحة. بالنظر إلى الظروف القائمة في غزة، يصبح خطر الجفاف متزايدًا بشكل كبير.
مع قطع إمدادات المياه عن غزة، يصبح من الضروري أن يلتزم الأفراد بتوجيهات الوقاية من الجفاف، والتعويض عن فقدان السوائل بشرب كميات كافية من المياه واستهلاك الأطعمة الغنية بالماء. ولكن بسبب قلة وصول المياه في ظل الحصار، يصبح من الضروري أيضًا توفير الإمدادات المائية الضرورية من مصادر خارجية وضمان استقرار الأزمة الحالية.
بشكل عام، يجب أن تكون إنسانية أزمة المياه في غزة تحت رصد دائم للمنظمات الدولية والجهات المختصة، للتأكد من توفير حق السكان في الوصول إلى المياه النظيفة والآمنة، وللوقاية من تفاقم مشكلة الجفاف والمضاعفات الصحية المحتملة.
من المهم أن يتعاون المجتمع الدولي والأطراف المعنية للعمل جنبًا إلى جنب للتغلب على تحديات أزمة المياه في غزة، والعمل على رفع الحصار وتوفير الإمدادات المائية اللازمة للسكان. ويجب أن يكون حق الإنسان في الوصول إلى المياه النظيفة والآمنة في قلب الأولويات للمجتمع الدولي، بهدف الحفاظ على صحة ورفاهية السكان في غزة.
إن أزمة المياه في غزة وخطر الجفاف هي مشكلة إنسانية تستدعي التدخل الفوري للحفاظ على صحة وحياة السكان، ويجب أن يتم توجيه الجهود لإيجاد حلول دائمة لهذه الأزمة المائية، وضمان توفير المياه النظيفة والآمنة للسكان في غزة.
الجفاف ومخاطره على الصحة:
إن الإحساس بالعطش ليس دائمًا مؤشرًا موثوقًا مبكرًا على حاجة الجسم للماء، فالعديد من الأشخاص، بشكل خاص كبار السن، لا يشعرون بالعطش حتى يصابوا بالجفاف بالفعل. لهذا السبب، من المهم زيادة تناول المياه خلال الأحوال الجوية الحارة أو عندما تكون مريضًا.
يمكن أن تختلف علامات وأعراض الجفاف أيضًا بحسب العمر.
عند الرضع والأطفال الصغار:
- جفاف الفم واللسان.
- عدم وجود دموع أثناء البكاء.
- انتفاخ العيون والخدود.
- انتفاخ البقعة الناعمة في الجزء العلوي من الجمجمة.
- الكسل أو الاضطراب.
عند البالغين:
- عطش شديد.
- تقليل التبول بشكل أقل مع التبول بلون داكن.
- الإرهاق.
- الدوار.
- الارتباك.
متى يجب رؤية الطبيب؟
- إذا كنت قد تعرضت للإسهال لمدة 24 ساعة أو أكثر.
- إذا كنت غاضبًا أو مشوشًا وأكثر نعاسًا أو نشاطًا أقل من المعتاد.
- إذا لم يمكنك الاحتفاظ بالسوائل.
- إذا كان لديك براز دموي أو أسود.
أسباب الجفاف
يحدث الجفاف أحيانًا لأسباب بسيطة، مثل عدم شرب ما يكفي من الماء بسبب المرض أو الانشغال، أو بسبب عدم الوصول إلى مياه شرب آمنة أثناء السفر، أو الرحلات أو التخييم.
أسباب الجفاف الأخرى تشمل:
- الإسهال والقيء، يمكن أن يؤدي الإسهال الحاد إلى فقدان كبير للماء والمعادن الكهربائية في وقت قصير. إذا كان هناك قيء إلى جانب الإسهال، ستفقد مزيدًا من السوائل والمعادن.
- الحمى، كلما زادت درجة حرارتك، زاد احتمال أن تصاب بالجفاف. يزداد الوضع سوءًا إذا كنت تعاني من حمى بالإضافة إلى الإسهال والقيء.
- التعرق الزائد، تفقد الماء عندما تتعرق. إذا قمت بنشاط مكثف ولم تستبدل السوائل أثناء النشاط، يمكن أن تصبح جافًا. الطقس الحار والرطب يزيد من كمية التعرق وكمية السوائل التي تخسرها.
- التبول المتزايد، قد يكون ذلك ناتجًا عن مشكلات غير مشخصة أو غير متحكم فيها في مرض السكري. يمكن أن تؤدي بعض الأدوية مثل مدرات البول وبعض أدوية ضغط الدم إلى الجفاف بشكل عام، لأنها تجعلك تتبول بشكل أكبر.
عوامل الخطر
يمكن أن يصاب أي شخص بالجفاف، ولكن بعض الأشخاص معرَّضين لمخاطر أكبر:
-
الأطفال والرضع
هم الأكثر عرضة للإصابة بالإسهال الشديد والقيء، وهم عرضة بشكل خاص للجفاف. بالإضافة إلى ذلك، تحدث خسارة مرتفعة نسبيًا من السوائل عند الأطفال الصغار نتيجة للحمى العالية أو الحروق. غالبًا لا يستطيع الأطفال الصغار أن يخبروك بأنهم عطشى، ولا يمكنهم الحصول على شرب بأنفسهم.
-
كبار السن
مع التقدم في العمر، تصبح احتياطيات السوائل في جسمك أقل، وتقل قدرتك على الاحتفاظ بالماء، وتقل حاسة العطش لديك. تزيد هذه المشكلات بسبب الأمراض المزمنة مثل السكري والخرف، وباستخدام بعض الأدوية. كما يمكن أن يكون لكبار السن أيضًا مشكلات في التنقل تقيدهم عن الحصول على المياه بأنفسهم.
-
الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
إذا كنت تعاني من السكري غير المسيطر أو غير المعالج، فإن ذلك يضعك في خطر عالٍ من الجفاف. يزيد أيضًا مرض الكلى من خطر الجفاف، وكذلك الأدوية التي تزيد من التبول. حتى إذا كنت تعاني من نزلة برد أو التهاب حلق فهذا يجعلك أكثر عرضة للجفاف، لأنك ستشعر بأنك أقل عرضة لتناول الطعام أو الشراب عندما تكون مريضًا.
-
الأشخاص الذين يعملون أو يمارسون النشاط البدني في الهواء الطلق.
عندما يكون الجو حارًا ورطبًا، يزداد خطر الجفاف ومشكلات الحرارة. هذا يحدث لأنه عندما يكون الهواء رطبًا، لا يمكن للعرق أن يتبخر ويبردك بسرعة كما يفعل عادة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم، والحاجة لمزيد من السوائل.
مضاعفات الجفاف
يمكن أن يؤدي الجفاف إلى مضاعفات خطيرة، تشمل:
- إصابات الحرارة
إذا لم تشرب ما يكفي من السوائل عند ممارسة النشاط الرياضي بشكل كبير وعند التعرق بشدة، فقد ينتهي بك الأمر بإصابتك بإصابة حرارية، تتراوح شدتها بين الألم البسيط والإجهاد الحراري أو حتى الإصابة بالإغماء.
- مشاكل الجهاز البولي والكلوي
يمكن أن يتسبب الجفاف الدائم أو المتكرر في الإصابة بالتهابات الجهاز البولي وحصى الكلى وحتى الفشل الكلوي.
الكهرليتات مثل البوتاسيوم والصوديوم، تساعد في نقل الإشارات الكهربائية من خلية إلى أخرى. إذا كانت الكهرليتات الخاصة بك غير متوازنة، فإن الرسائل الكهربائية الطبيعية يمكن أن تصبح مختلطة، مما يمكن أن يؤدي إلى انقباضات العضلات التلقائية وأحيانًا فقدان الوعي.
- صدمة قلة حجم الدم
وهي واحدة من أكثر المضاعفات خطورةً، وأحيانًا قد تكون مهددة للحياة، وتحدث عندما يؤدي انخفاض حجم الدم إلى انخفاض في ضغط الدم ونقص في كمية الأوكسجين في جسمك.
الوقاية
للوقاية من الجفاف، قم بشرب كمية كافية من السوائل وتناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الماء مثل الفواكه والخضراوات. يعتبر السماح للعطش بأن يكون دليلك إشارة يومية كافية لمعظم الأشخاص الأصحاء.
قد يكون هناك حاجة للأشخاص إلى تناول كميات إضافية من السوائل إذا كانوا يعانون من حالات مثل:
- الإسهال أو القيء: إذا كان طفلك يعاني من القيء أو الإسهال، يجب بدء إعطائه مياهًا إضافية أو محلولَ ترطيب الفم عند ظهور أول علامات المرض. لا تنتظر حتى يحدث الجفاف.
- ممارسة التمارين البدنية المكثفة: بشكل عام، من الأفضل أن تبدأ في ترطيب الجسم قبل يوم من ممارسة التمارين البدنية المكثفة. إن إنتاج البول الكبير والشفاف هو إشارة جيدة على أنك مُرطّب بشكل جيد. أثناء النشاط، استبدل السوائل بانتظام، واستمر في شرب الماء أو السوائل الأخرى بعد الانتهاء من ممارسة الرياضة.
- الأحوال الجوية الحارة أو الباردة: تحتاج إلى شرب ماء إضافي في الطقس الحار أو الرطب للمساعدة في خفض درجة حرارة الجسم، واستبدال ما تفقده من السوائل عبر التعرق. قد تحتاج أيضًا إلى مزيد من الماء في الأحوال الباردة لمكافحة فقدان الرطوبة بسبب الهواء الجاف، خاصة في الارتفاعات العالية.
- المرض: يصبح كبار السن عادةً عرضة للجفاف أثناء الأمراض البسيطة، مثل الإنفلونزا والتهاب القصبة الهوائية أو التهاب المثانة. تأكد من شرب السوائل الإضافية عندما لا تشعر بالتحسن.
المصدر:
- https://www.rand.org/pubs/research_reports/RR2515.html