يعرّف الأخصائيون الأرق بأنه صعوبة الخلود إلى النوم، أو الاستيقاظ المتكرر خلال الليل، أو الاستيقاظ قبل الأوان، أو الشعور بعدم الحصول على الراحة المطلوبة من النوم.
وتفيد إحصاءات مؤسسات النوم، أن حوالي سدس مواطني الدول الصناعية لا يحصلون على حصتهم الكافية من النوم، وأن حوالى نصف البالغين يعانون من نوع من أنواع اضطرابات النوم ليلة أو أكثر من كل أسبوع.
* لماذا النوم المريح ضروري لصحتنا؟
يجيب الأخصائيون أن النوم العميق ضروري لإصلاح التخريب الذي يلحق بخلايانا من الشدة النفسية التي نعانيها، وآثار الأشعة فوق البنفسجية التي نتعرض لها خلال النهار، وضروري لحث الهرمونات التي تنظم مزاجنا ونشاطنا الذهني، ولترميم انتباهنا وذاكرتنا.
ثم إنه لازم لدعم جهازنا المناعي، وتنشيط عملية الاستقلاب (الأيض)، وتمكيننا من القيام بواجباتنا اليومية والمحافظة على أواصر علاقاتنا الاجتماعية.
ويقر الخبراء أن الإنسان بحاجة لما بين سبع وثماني ساعات من النوم المريح ليحصل على كل هذه الفوائد، ولا يعدم أحدنا الوقوع -لسبب أو آخر- في حالة من تعثر النوم وعدم بلوغ هذا الهدف بين فينة وأخرى، لكن إذا صار الأرق مزمنا، فلنتوقع أسوأ العواقب، من نشوء الاضطرابات النفسية كالتوتر والاكتئاب، إلى الوقوع فريسة البدانة، إلى تأزم حالات مرضية مثل ارتفاع الضغط ومرض القلب وداء السكري.
ما يعني أننا يجب ألا نعتبر النوم المريح كناية عن ترف نسعى إليه، بقدر ما هو حاجة ملحة لسلامة صحتنا ونفسيتنا.
* أنواع الأرق؟
يقسم الأخصائيون الأرق إلى: بدئي، عندما لا يكون هناك سبب واضح لحدوثه. وأرق ثانوي، عندما يحصل بسبب اضطراب صحي أو نفسي معروف.
كما يقسمونه إلى: حاد، إذا طرأ حديثا من فترة ليلة إلى بضعة أيام أو أسابيع متواصلة.
ومزمن، إذا كان يحدث بشكل متواتر أو متواصل (مثلا لثلاث ليالٍ على الأقل من كل أسبوع، ولمدة شهر أو أكثر).
* أسباب الأرق؟
يحدث الأرق الحاد عادة بعد أزمة نفسية تلم بالمصاب (مثلا بعد وفاة قريب أو خسارة وظيفة أو طلاق... إلخ) أو مرض يصيبه بالانزعاج والألم أو بعد تناول بعض الأدوية (خاصة العقاقير المضادة للحساسية أو الموصوفة لحالات ارتفاع الضغط أو الاكتئاب) أو نتيجة عوامل بيئية (كتبدلات الحرارة الشديدة أو الأصوات العالية أو الأضواء البراقة) أو من تغييرات مفاجئة في نظام النوم (كما يحدث في السفر).
ويحصل الأرق المزمن الثانوي من حالات نفسية مزمنة (كالقلق المستمر أو الاكتئاب)، أو من شكاوى عضوية ناتجة من أمراض صحية مستعصية (كالتهاب المفاصل أو السرطان)، أو من سوء استخدام الأدوية، أو من عادات صحية وحياتية سيئة.. ومن المعروف أن الأرق أكثر شيوعا في النساء والمتقدمين في العمر.
وسواء كان الأرق بدئيا أو ثانويا، حادا أو مزمنا، فما يدعو للحرمان من النوم هو اضطراب يحصل في الساعة البيولوجية الموجودة في كل المخلوقات (بما فيها الحيوانات والنباتات)، والتي يدعوها العلماء "النظم اليوماوي circadian rhythm"، والمسؤولة عن أنظمة النوم والطعام وحرارة الجسم، المتعلقة بأوقات الضوء (وجود أشعة الشمس) والظلام (غيابها).. هذه الساعة البيولوجية هي التي تدعونا (أو تذكرنا) بوقت النهوض (مع طلوع الشمس) ووقت اللجوء للنوم (بعد غروبها)، ولعل أكثر مثال على اختلال هذه الساعة شيوعا هو ما يحصل لنظام نومنا بعد سفر طويل بالطائرة، أو عند تغيير عملنا من دوام صباحي إلى دوام مسائي.
* تشخيص الأرق وعلاجه
إذا لم تستفد من النصائح الطبيعية لمقاومة الأرق، والتي عرضناها في مقالنا 8 طرق طبيعية للتغلب على الأرق، ووجدت أن القلق يؤثر سلبا على أدائك اليومي، عندها ستحتاج لاستشارة الطبيب، الذي سيقوم بفحصك، وسيطلب بعض الاختبارات للتوصل إلى سبب قلقك المستعصي، وربما حولك إلى اختصاصي في أمراض النوم لدراسة حالتك عن كثب في مختبر النوم.
وقد يستخدم الطبيب في حالات القلق البدئي والمزمن (إضافة لتطبيق النصائح التي ذكرناها) عقاقير منومة سريعة المفعول وقصيرة المدى، لتتجنب مضاعفات الشعور بالإعياء والنعاس أثناء النهار، ريثما تتمرس فيك عادات النوم الحميدة.
ولا ننصح أبدا باستخدام الأدوية المتوفرة في الصيدليات لمعالجة الأرق دون استشارة الطبيب.
وتفيد العلاجات السلوكية البديلة، كتمارين الاسترخاء والتنفس العميق ورياضة اليوغا وطرق التأمل الهندية، في معالجة حالات الأرق المستعصية، ولو أنها تحتاج لتدريب خاص على يد اختصاصي.
أما إذا تبين للطبيب أن أرقك المزمن ثانوي لمرض عضوي أو نفسي محدد، فالهدف الأول في العلاج يصبح التحكم بالمرض الأساسي، وقد يلجأ الطبيب للمعالجات السلوكية البديلة كدعم للعلاج الأساسي.
* المصادر:
An Overview of Insomnia
What Causes Insomnia?
وقد يستخدم الطبيب في حالات القلق البدئي والمزمن (إضافة لتطبيق النصائح التي ذكرناها) عقاقير منومة سريعة المفعول وقصيرة المدى، لتتجنب مضاعفات الشعور بالإعياء والنعاس أثناء النهار، ريثما تتمرس فيك عادات النوم الحميدة.
ولا ننصح أبدا باستخدام الأدوية المتوفرة في الصيدليات لمعالجة الأرق دون استشارة الطبيب.
وتفيد العلاجات السلوكية البديلة، كتمارين الاسترخاء والتنفس العميق ورياضة اليوغا وطرق التأمل الهندية، في معالجة حالات الأرق المستعصية، ولو أنها تحتاج لتدريب خاص على يد اختصاصي.
أما إذا تبين للطبيب أن أرقك المزمن ثانوي لمرض عضوي أو نفسي محدد، فالهدف الأول في العلاج يصبح التحكم بالمرض الأساسي، وقد يلجأ الطبيب للمعالجات السلوكية البديلة كدعم للعلاج الأساسي.
* المصادر:
An Overview of Insomnia
What Causes Insomnia?