كيف تُستهلك المكسرات؟
المكسرات هي طعام شائع يُستهلك على نطاق واسع في الطبخ، أو تؤكل بمفردها كوجبة خفيفة، فهي لذيذة وصحية وجاهزة للأكل في كل الظروف والمناسبات، وفي مختلف أنواع الحميات التي لا تخلو من وجودها.
ولعل السؤال العريض الذي يشغل بال كثيرين من الناس هو: هل التحميص يزيد من فوائد المكسرات أم يقللها؟ وهل يجب أكل المكسرات نيئة أم محمَّصة؟ سواء أكلتها نيئة أم محمصة، فإنك ستحصل على فوائد المكسرات الغذائية، ولكن هناك بعض القيل والقال حول المكسرات المحمَّصة التي تثير بعض علامات الاستفهام حول قيمتها الغذائية، ومدى تأثيرها على الصحة.
كيف يتم تحميص المكسرات؟
عادة ما يتم تحميص المكسرات من أجل تحسين مذاقها ورائحتها وقوامها المقرمش، ولكن هل التحميص يزيد من فوائد المكسرات أم يقللها؟ يتم التحميص بطريقتين:
- الطريقة الأولى، التحميص بالزيت في الفرن أو في المقلاة أو الميكرويف.
- الطريقة الثانية، التحميص الجاف من دون الزيت في الفرن أو في المقلاة.
هل التحميص يزيد من فوائد المكسرات أم يقللها؟
تحتوي المكسرات الخام النيئة والمحمصة الجافة أو المحمصة بالزيت على كميات متقاربة من البروتينات والدهون والكربوهيدرات والسعرات الحرارية، ولكن للإجابة على سؤال هل التحميص يزيد من فوائد المكسرات هناك عدد من الأمور التي يجب أخذها في عين الاعتبار:
-
عند تعرض المكسرات لدرجات حرارة عالية أثناء التحميص، قد يحدث ضرر في الدهون الصحية الموجودة بها، وخاصة الدهون غير المشبعة. هذه الدهون يمكن أن تتأكسد، مما يؤدي إلى تكوين الجذور الحرة، وهي مركبات قد تتسبب في ظهور أمراض مثل أمراض القلب والسرطانات. لذا، يجب مراعاة درجة الحرارة ومدة التحميص للتقليل من هذه التأثيرات السلبية.
-
هل التحميص يقلل من فوائد المكسرات؟ فقدان المكسرات لجزء من الفيتامينات ومضادات الأكسدة هو أحد التأثيرات الأخرى للتحميص. تعتمد هذه الخسارة على نوع المكسرات ودرجة حرارة التحميص. على سبيل المثال، المكسرات مثل اللوز قد تفقد بعضًا من الفيتامين E عند التحميص لفترة طويلة أو في درجات حرارة عالية، ما يؤدي إلى تقليل فوائدها الصحية. لذلك، من المهم التحميص في درجات حرارة معتدلة للحفاظ على أكبر قدر ممكن من العناصر الغذائية.
-
تحميص المكسرات بالزيت يزيد من السعرات الحرارية الموجودة فيها مقارنة بنظيراتها النيئة أو المكسرات المحمصة بدون زيت. ومع أن الفارق في السعرات الحرارية قد لا يكون كبيرًا، إلا أن إضافة زيت يحتوي على دهون مهدرجة جزئيًا، مثل السمن، قد يرفع من مستويات الدهون المتحولة في المكسرات. هذه الدهون المتحولة ترفع من مستويات الكوليسترول الضار، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
-
إذن، هل التحميص يزيد من فوائد المكسرات؟ الجواب يعتمد على طريقة التحميص ونوع الزيت المستخدم.
-
هناك تساؤل مهم هل التحميص يزيد من فوائد المكسرات خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار تكوين مادة الأكريلاميد، التي قد تظهر عند التحميص في درجات حرارة عالية؟ على الرغم من أن الكميات المتكونة من هذه المادة تكون عادة ضئيلة ولا تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة، إلا أن الأبحاث أشارت إلى ارتباط طفيف بين هذه المادة وحدوث أنواع معينة من السرطان، مثل سرطان الكلى والمبيض. لذلك، من المهم الحذر عند تحميص المكسرات في درجات حرارة مرتفعة.
ماذا عن المكسرات النيئة؟
إن المكسرات النيئة ليست مقرمشة، وطعمها باهت، وصعبة الهضم نوعًا ما. عدا هذا، فهناك خطر محتمل في المكسرات النيئة يتمثل في إمكانية حملها لجراثيم السالمونيلا المسببة للأمراض، وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى تلوثها عند سقوطها وتلامسها مع تربة الأرض أثناء جمعها. على الرغم من أن حالات العدوى بالسالمونيلا بعد أكل المكسرات النيئة هي ضئيلة وغير شائعة، فإنها بالغة الخطورة.
5 نصائح لتحقيق أكبر قدر من فوائد المكسرات المحمصة
تبقى المكسرات المحمصة صحية على الرغم من الإتلاف الجزئي لبعض دهونها المفيدة، وتقليل محتواها من عدد من العناصر الغذائية، وتشكُّل مادة الأكريلاميد الضارة، ولكن تبقى هذه المخاطر نادرة. إذا كنت مصرًا على تضمين المكسرات المحمصة في نظامك الغذائي، فحبذا لو أخذت بالنصائح الآتية:
- حاوِل شراء المكسرات النيئة وقم بتحميصها بنفسك في الفرن، فبهذه الطريقة يمكنك التحكم بدرجة الحرارة وبمدة التحميص. أظهرت التحريات أن المكسرات المحمصة في درجات حرارة منخفضة إلى متوسطة ولمدة قليلة، تساعد كثيرًا في الحد من تكسير الدهون فيها، والحيلولة دون تشكل الجذور الكيميائية الحرة الضارة، والتقليل من ضياع الفيتامينات ومضادات الأكسَدة، ومنع تشكل مادة الأكريلاميد السامة.
- إذا كنت ترغب في تحميص المكسرات بالزيت، فكن حذرًا، فهناك بعض الزيوت غير مناسبة للتحميص. اختر زيتًا مستقرًا لا يتفكك عند تعريضه لدرجة حرارة عالية.
- إذا كنت مصرًا على شراء المكسرات المحمصة فاختر تلك التي لم يتم قليها بالزيت، وتأكد من حصولك عليها من مصادر موثوق بها، وابحث عن تلك التي جرى تخزينها في علب لا تسمح للضوء والهواء بالعبور، وحبذا لو كانت غير مملحة، أو أنها تحتوي على القليل من الملح.
- على الرغم من التحميص، فإنه يجب الحذر من تخزين المكسرات لفترة طويلة لأن عمرها قصير وفترة صلاحيتها محدودة، خاصة بعد تقطيعها أو طحنها.
- حذار ثم حذار من المبالغة في استهلاك المكسرات لأنها غنية بالدهون والسعرات الحرارية التي تضيف أرطالًا من الوزن، وقد توقعك في ورطة صحية أنت في غنى عنها.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
تشتمل الأسئلة الأكثر شيوعًا والتي تساعد في الإجابة عن سؤال هل التحميص يزيد من فوائد المكسرات أم يقللها على الآتي:
هل تختلف سعرات المكسرات بعد التحميص؟
يؤدي تحميص المكسرات إلى زيادة نسبة الدهون والسعرات الحرارية في معظم المكسرات، باستثناء الفستق. يزيد القلي من محتوى الأحماض الدهنية في اللوز، لكنه لا يغير شكل الأحماض الدهنية في الفستق أو الكاجو.
هل يمكن أكل المكسرات يوميًا؟
على الرغم من احتواء معظم المكسرات على دهون صحية، فإن أكلها يوميًا قد يزيد من السعرات الحرارية المستهلكة يوميًا، لهذا السبب عليك تناول المكسرات باعتدال. يجب على البالغين تناول حوالي 4 إلى 6 حصص من المكسرات غير المملحة أسبوعيًا كجزء من نظام غذائي صحي.
كم نسبة البروتينات في الفول السوداني المحمص؟
الفول السوداني المحمص الجاف هو نوع من أنواع الفول السوداني المحمص بدون إضافة ملح. كل حصة تزن 100 جرام وتحتوي على 587 سعرة حرارية. تتضمن تكويناتها 49.7 جرامًا من الدهون الكلية، كما تحتوي حصة تزن 100 جرام من الفول السوداني المحمص على 24.4 جرامًا من البروتينات.
من هذه الكمية تحتوي 7.7 جرامات على الدهون المشبعة التي تمثل 39% من القيمة اليومية، ولا تحتوي على كولسترول. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي كل حصة على 21.3 جرامًا من الكربوهيدرات، و8.4 جرامات من الألياف الغذائية، وتحتوي على 6 ملجم من الصوديوم.
ختاماً, أجمعت الدراسات التي أجريت في مختلف أصقاع الأرض على فوائد المكسرات الصحية بأنواعها، فهي تخفض الكوليسترول الضار والشحوم الثلاثية في الدم، وربما تحمي من مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والداء السكري النوع الثاني والأمراض القلبية الوعائية والسكتة الدماغية والالتهابات، وتحسن من صحة الأمعاء. لكن, هل التحميص يزيد من فوائد المكسرات أم يقللها؟ بالطبع لا. وجب التنبيه على أن التحميص قد يقلل من فوائد المكسرات ويكسر بعض محتوياتها من الدهون الثلاثية والفيتامينات.