والمرض غير مُعدٍ، ولا توجد خطورة لانتشار هذا المرض إلى الأفراد المحيطين بالمريض، وبالرغم من كونه مرضاً مزمناً، فإن الأعراض ليست ثابتة، بل قد تنخفض أو تختفي لفترات طويلة تصل إلى سنوات، ثم تعود فجأة للظهور، فليس هناك منوال مسار ثابت لهذا المرض.
وحتى الآن لم يتم اكتشاف علاج غذائي فعال لهذا المرض، ولكن لكون المرض من الأمراض المناعية الالتهابية فإن الغذاء المضاد للالتهابات قد يكون مفيدا لدرجة كبيرة في خفض الألم وحماية المعدة، ونصيحتي أن تجرب كل غذاء على حدة لعدة أيام، فإنّ ما ينفع لشخص قد لا ينفع لآخر.
الأطعمة الموصى بها في مرض بهجت
مرض بهجت هو مرض مناعي لا يمكن الشفاء منه بشكل نهائي، لكن يمكن اتباع بعض الإرشادات أو اتباع بعض النصائح الغذائية التي يمكن أن تخفف من الأعراض وتساعد في التعايش مع المرض، ويُنصح بالابتعاد عن ممنوعات مرض بهجت الغذائية، ومن هذه الإرشادات ما يلي:
-
اهتم بالأطعمة المضادة للالتهابات
تناول الأطعمة الملونة الزاهية الألوان المتوفرة في الخضار والفاكهة، مثل الرمان، اليقطين القرع، التوت، التين، العنب الأحمر، العجوة ... قم بطحن أو فرم الأطعمة ذات البذور حتى لا تؤذي المعدة.
-
تناول الزيوت والدهون الصحية
من أفضل الزيوت الصحية التي يمكن تناولها هو زيت الزيتون، ضعه يومياً على المأكولات بارداً بدون تسخين، واحرص على أن يكون من مصدر طبيعي غير مغشوش وغير مضاف إليه زيوت أخرى. كذلك الزبدة، لا بأس بقليل من الزبدة، ويفضل النوع الطبيعي (البلدي) بكميات متوسطة على أن يكون مستخرجاً من الماشية التي تتغذى على النباتات الخضراء.
-
الأوميغا 3
تعتبر دهون الأوميغا 3 من أفضل المواد المضادة للالتهابات، وهي متوفرة في زيت الأسماك من البحار الباردة، ويمكن تناوله على شكل أقراص تباع في الصيدليات كمكملات غذائية، ويمكن تناول قرص واحد يومياً بعد وجبة الإفطار مباشرة للحصول على أفضل فائدة.
-
تناول الحبوب الكاملة
مثل الشعير وحبوب القمح (البليلة) والبرغل والشوفان، وكذلك البقول مثل الحمص والبسلة، ويفضل نقعها في الماء مدة كافية، ثم طهوها جيدًا بعد التأكد من عدم وجود حساسية تجاه أي منها.
اللحوم والطيور
تطهى جيدًا، ويفضل أن تكون تغذيتها على مصادر طبيعية وليست بالأعلاف المصنعة، ولا بأس من تناول الأسماك والمنتجات البحرية، خاصة من المياه الباردة مثل السلمون والتونا (وليس من المزارع السمكية) إذا لم تسبب لك أي حساسية، ولكن يمنع تناول الأسماك والمأكولات البحرية النيئة وغير المطهوة جيدًا مثل السوشي وغيره.
ممنوعات مرض بهجت الغذائية
لا يوجد دليل على أن اتباع نظام غذائي محدد سيحسن بالضرورة أعراض مرض بهجت، ولكن تناول الطعام الصحي سيعزز ويساعد بشكل عام في التقليل من حدوث المزيد من المشكلات. من أهم النصائح الغذائية ومن أهم ممنوعات مرض بهجت تجنب المواد الغذائية المسببة للالتهاب أو التي يمكن أن تحفز الالتهاب، والتي قد تشمل ما يلي:
- الأطعمة المعلبة والمصنعة والأطعمة السريعة واللحوم المصنعة.
- الأطعمة أو العصائر التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون غير المشبعة والكافيين.
- امتنع تمامًا عن المياه الغازية بجميع أنواعها.
- قلل من الزيوت النباتية (عدا الزيتون) مثل زيت الذرة وعباد الشمس.
- الكربوهيدرات المكررة مثل الخبز الأبيض والمعكرونة والأرز.
ويبدو أن النظام الغذائي النباتي أو المايكروبيوتيك أو نظام البحر الأبيض المتوسط يناسب الإرشادات الغذائية بشكل أفضل، ويعزز تخفيف أعراض مرض بهجت، وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من تقرحات الفم المرتبطة بمرض بهجت؛ فمن المستحسن تجنب الأناناس والبرتقال ومنتجات الألبان، بما في ذلك الجبن واللبن والمكسرات وخاصة اللوز والفول السوداني والسكر والأطعمة السكرية.
كيف تتأقلم مع مرض بهجت؟
إن عدم القدرة على التنبؤ بتطور مرض بهجت يمكن أن يكون محبطاً، لكن الاعتناء بنفسك جيداً قد يساعدك على التأقلم بشكل عام، لذا حاول اتباع النصائح التالية حتى تستطيع التعايش مع المرض وممارسة حياتك بشكل أفضل:
- أخذ قسط من الراحة أثناء نوبات ارتفاع شدة المرض.
- عندما تظهر العلامات والأعراض خذ وقتاً لنفسك واهتم بنفسك جيداً.
- كن مرناً واضبط جدولك الزمني عندما يكون ذلك ممكناً حتى تتمكن من الراحة عندما تحتاج إلى ذلك، وحاول تقليل التوتر.
- كن نشيطاً عندما تكون لديك الطاقة، ومارس بعض التمارين المعتدلة مثل المشي أو السباحة، فالتمارين الرياضية يمكن أن تجعلك تشعر بالتحسن أثناء نوبات اشتداد مرض بهجت. تقوي التمارين جسمك وتساعدك في الحفاظ على مرونة مفاصلك، ويمكن أن تحسن حالتك المزاجية.
- تواصل مع الآخرين. ونظراً لأن داء بهجت هو اضطراب نادر فقد يكون من الصعب العثور على أشخاص آخرين مصابين بهذا المرض، لذا اسأل طبيبك عن مجموعات الدعم الجماعي في منطقتك إن توفرت.
- تجنب ممنوعات مرض بهجت الغذائية التي يمكن أن تكون مهيجة للأعراض ونوبات اشتداد المرض.
العلاج الفيزيائي
مرضى داء بهجت يتناولون عادة أدوية مثبطات المناعة، وأهمها الكورتيزون، وللوقاية من الاعتلال العضلي الناتج عن هذه الأدوية ينصح المرضى بممارسة الأنشطة البدنية المنتظمة مثل المشي لمدة 30 إلى 45 دقيقة كل يوم، وإذا تم تشخيص إصابتهم بالضمور العضلي فقد يحتاجون إلى الخضوع لعلاج فيزيائي (العلاج الطبيعي) لتقوية عضلاتهم. ويعد الانخراط في النشاط البدني أمراً بالغ الأهمية أيضاً في الوقاية من هشاشة العظام الناجمة عن أدوية الكورتيزون.
تجنب العوامل المهيجة للفم
تجنب المواد والعوامل التي تسبب تهيج الفم مثل الأحماض والمواد الصلبة أو الساخنة بشدة أو المشروبات الغازية والكحولية، وحافظ على نظافة الفم باستخدام فرشاة أسنان ناعمة أو سواك ناعم حتى لا تؤذي اللثة.
العلاج بالطب الصيني التقليدي
اكتشف الصينيون مرضًا يشبه في أعراضه مرض بهجت، ووصفوا له الأعشاب مدَّعين شفاءه بنسب كبيرة، وحديثًا اهتمت مراكز الأبحاث والجامعات بالعمل على اختبار تلك الأعشاب، خاصة لعدم وجود علاج ناجع لهذا المرض باستخدام الأدوية الطبية المعتادة، ويحتاج هذا الأمر إلى خبير بالأعشاب مؤهل نظرًا لكثرة الغش والتضليل في هذا المجال.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
هل تناول مكملات الزنك ضروري؟
لوحظ وجود مستويات الزنك في الدم أقل من المعتاد لدى مَن يعانون مِن هذا المرض، ويوجد الزنك طبيعياً في المأكولات البحرية واللحوم والمكسرات بكميات جيدة، ولكن للأسف قد يتسبب في زيادة الحساسية، ولذلك ينصح بتناول الزنك عن طريق المكملات بعد موافقة الطبيب.
ماذا يأكل المريض بداء بهجت؟
ننصح مريض داء بهجت بتناول المزيد من الأطعمة الطبيعية الكاملة، خاصة الخضراوات الغنية بالألياف مثل البصل والهليون والخرشوف، إذ تقوم هذه الأغذية بتزويد أمعائك بالنشويات الصحية والألياف التي ستبقيك تشعر بالامتلاء وتحسن صحة البكتيريا المفيدة التي تعيش في الأمعاء، مع توصيات بالابتعاد عن ممنوعات مرض بهجت الغذائية وتجنبها قدر الإمكان لتقليل عدد مرات اشتداد نوبات المرض.
هل يؤثر مرض بهجت على القلب؟
بما أن داء بهجت يسبب التهاب الأوعية الدموية مع زيادة الميل إلى تخثر الدم (تجلط الدم)، فمن المعقول افتراض أن القلب قد يتأثر في بعض الأحيان، وتشير الدراسات إلى أن 7-46% من الأشخاص المصابين بمرض بهجت سيكون لديهم خلل في عمل القلب والأوعية الدموية.
هل يمكن التعافي من مرض بهجت؟
لا يوجد علاج نهائي ولا يمكن الشفاء من داء بهجت، لكن العلاجات يمكن أن تبقي الأعراض تحت السيطرة، وتكون العلاجات أكثر فعالية عند البدء بها مبكراً ومراقبتها بانتظام.
ختاماً، مرض بهجت هو حالة تستمر مدى الحياة، فهو حالة مناعية لا يمكن الشفاء منها بشكل تام، ولكن معظم الأشخاص المصابين بهذا المرض يمكن أن يعيشوا حياة كاملة ومنتجة، ويمكن للأدوية أن تخفف الألم وتسيطر على الأعراض، وقد تساعد في تقليل تكرار النوبات وشدتها، وكذلك الحرص على اتباع الإرشادات الصحية وتجنب ممنوعات مرض بهجت الغذائية التي يمكن أن تكون محفزاً للعملية الالتهابية، ويمكن أن تقلل من حدة الأعراض وتساعد على التعايش معها.