لين العظام أو ما كان يعرف سابقا بالكساح هو مرض يصيب العظام التي ما زالت في طور النمو، ما يؤدي إلى ضعف العظام وتقوسها مع الشعور بالألم، وضعف النمو، وقد يؤدي في الحالات الشديدة إلى تشوه دائم بالعظام.
بالرغم من التكهنات بأن هذا المرض سيصبح من الماضي بسبب التقدم التكنولوجي وتدعيم الغذاء، إلا أنه ما زال موجودا على مستوى العالم ولكن بدرجات وأعداد متفاوتة.
وفي أحيان أخرى يتم تناول الكالسيوم بكميات جيدة ولكن لا تمتص بالشكل الكافي لكثرة الأوكسالات أو الفيتات بالغذاء، ما يعيق امتصاص الكالسيوم.
ولأن الكالسيوم يحتاج إلى فيتامين د لكي يمتص من الأمعاء، ومن ثم يترسب بالعظام فقد يوجد الكالسيوم بكميات جيدة، ولكن لا يستطيع القيام بعمله لنقص فيتامين د.
* السن التي يحدث فيها لين العظام
لا يحدث المرض إلا في العظام النامية حيث يبدأ بالظهور من عمر 6-12 شهراً، ويستمر حتى الطفولة المبكرة، وقد يظهر في المراهقة ولكن بصورة أقل.* الآثار الصحية على الطفل نتيجة الإصابة بلين العظام
يؤثر لين العظام على الأطفال بطرق مختلفة، فقد يعاني الطفل من عرض أو أكثر من الآتي:- اضطرابات النمو وقصر القامة.
- تقوس عظام الساقين وضعفها.
- آلام بالعظام وعدم استقامة طريقة المشي.
- مشاكل بالأسنان مثل بطء نموها وتسوسها.
- تأخرالجلوس أو الوقوف أو المشي.
- تشوهات في العظام، خاصة الكاحلين والمعصمين والقفص الصدرى والجمجمة.
- ضعف العضلات.
- الحالات الشديدة قد تصل إلى كسور بالعظام وتقوس العمود الفقري.
- عند وجود نقص شديد بالكالسيوم قد تحدث حالات من تشنج العضلات.
- بشكل عام فإن الأطفال المصابين بلين العظام أكثر عرضة للأمراض المعدية من غيرهم.
* الأسباب المختلفة لمرض لين العظام
- من أهم وأشهر أسباب حدوث لين العظام هو نقص فيتامين د أو نقص الكالسيوم أو كليهما معا، ويسمى لين العظام بسبب الغذاء، وبالرغم من إمكانية حدوثهما في أي مكان غير أن نقص الكالسيوم يكثر في أفريقيا وآسيا والوطن العربي، بينما يكثر نقص فيتامين د في أوروبا وأميركا ودول الشمال بشكل عام.
- قد يحدث المرض نتيجة لأسباب أقل شيوعا، مثل نقص الفوسفات والمغنيزيوم، أو لأسباب لا علاقة لها بالغذاء، ولكن نتيجة لمرض وراثي، أو كجزء من مرض عام بأجهزة الجسم.
* كيف يحدث نقص الكالسيوم؟
عند نقص الكالسيوم بالغذاء يقل ترسب الكالسيوم في العظام كأحد أشكال سوء التغذية ضمن المغذيات الأخرى المختلفة، كما يحدث النقص بشكل منفرد عند قلة تناول المنتجات الغنية بالكالسيوم، مثل الألبان ومنتجاتها، وذلك لعدم القدرة على شرائها، أو لتسببها في اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل مرض عدم تحمل اللاكتوز.وفي أحيان أخرى يتم تناول الكالسيوم بكميات جيدة ولكن لا تمتص بالشكل الكافي لكثرة الأوكسالات أو الفيتات بالغذاء، ما يعيق امتصاص الكالسيوم.
ولأن الكالسيوم يحتاج إلى فيتامين د لكي يمتص من الأمعاء، ومن ثم يترسب بالعظام فقد يوجد الكالسيوم بكميات جيدة، ولكن لا يستطيع القيام بعمله لنقص فيتامين د.
* كيف يحدث نقص فيتامين د؟
فيتامين د هو أحد الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، وهو ضروري للتكوين الطبيعي للعظام والأسنان، وضروري لامتصاص الكالسيوم والفوسفات من الأمعاء.- يحدث نقص الفيتامين د بالدرجة الأولى نتيجة لعدم تعرض الجسم للشمس المباشرة لفترات كافية؛ حيث تقوم أشعة الشمس من نوع (UBV) بتحويل الكوليسترول تحت الجلد إلى فيتامين د الذي ينشط بدوره في الكبد والكلى، ويتحول إلى الصورة النشطة المعدة للعمل بالجسم.
- أصحاب البشرة الداكنة أقل امتصاصا للفيتامين د من غيرهم لوجود صبغة الميلانين بالجلد، ولذا يحتاجون لكمية أكبر من آشعة الشمس لإنتاج فيتامين د.
- بقاء الأطفال داخل المنزل معظم الوقت أو المبالغة في تغطية الأطفال بصفة مستمرة لا تسمح بمرور الأشعة للجلد.
- تلوث الجو الشديد بحيث تحول المواد العالقة دون وصول الأشعة للجلد.
- في بعض الأحيان تكتفي الأم بتعريض الطفل لأشعة الشمس من خلف الزجاج، وهو ما لا يسمح بوصول الأشعة المباشرة للجلد.
- قلة المتناول من الفيتامين بالغذاء، وذلك لأن الأطعمة التي تحتوي على الفيتامين بكميات جيدة قليلة وغالية الثمن.
- دور المياه الغازية والكافيين في انتشار لين العظام؛ حيث قد يكون للإفراط في تناول الكولا تأثير ضار على كثافة المعادن بالعظام وذلك بعدة طرق:
- تأثير مباشر على العظام، وخاصة عند النساء؛ فكلما زاد شرب الكولا كلما انخفضت كثافة المعادن بالعظام.
- استبدال هذه المشروبات بالألبان خاصة عند الأطفال والمراهقين وأثناء الحمل والإرضاع.
- الفوسفور نفسه الموجود بهذه المشروبات معدن مهم للعظام، ولكن إذا زادت كميته مقارنة بالكالسيوم قد يؤدي إلى ضعف العظام.
- سبب آخر محتمل وهو الكافيين بهذه المشروبات، الذي يمكن أن يتداخل مع امتصاص الكالسيوم.
* كيف نصل إلى تشخيص لين العظام؟
يمكن للطبيب أن يشخص لين العظام بأكثر من طريقة منها:- التشخيص الإكلينيكي عادة ما يكون سهلاً نتيجة لوجود الآثار الواضحة على العظام وطريقة المشي.
- تحليل فيتامين د، الكالسيوم، الفوسفات، هرمون الغدة الجار درقية، والفوسفاتيز القلوي.
- عمل أشعة سينية على عظام الساقين.
- قد نحتاج إلى تقييم وظائف الكبد والكلى.
* التغذية العلاجية لمرض لين العظام
مرض لين العظام تسهل الوقاية منه، وهذا أول درجات العلاج، وتشمل الوقاية من لين العظام الحرص على النصائح الغذائية التالية:- الاهتمام بالتغذية المتوازنة للأم أثناء الحمل والإرضاع بحيث تحتوي على جميع العناصر الغذائية، وخاصة الكالسيوم وفيتامين د.
- تعرض الأم والطفل لأشعة الشمس المباشرة لمدة 5-10 دقائق من ثلاث إلى أربع مرات أسبوعياً، وذلك ما بين الساعة العاشرة حتى الساعة الثالثة مع عدم الإفراط في الأمر حتى لا يؤدي ذلك إلى مرض سرطان الجلد.
- يبدأ الطفل بتناول جرعات محدودة من فيتامين د (400IU) منذ الولادة، وحتى يتم عامه الأول.
- التأكيد على استمرار الرضاعة لمدة سنتين على أن تكون حصرية في أول 6 أشهر من عمر الطفل، حيث يبدأ بتناول الأطعمة المغذية إلى جانب الرضاعة.
- نجحت بعض الدول في محاربة لين العظام، وذلك بتدعيم الماكولات المختلفة بفيتامين د، مثل الزبادي والعصائر والزبد وحبوب الإفطار وألبان الأطفال.
- يجب أن يحصل الأطفال ذوو البشرة الداكنة على مكملات فيتامين د، خاصة خلال فصل الشتاء.
- التأكد من حصول الأطفال والمراهقين على ما يكفي من الكالسيوم والفوسفات في وجباتهم الغذائية (من 2 إلى 3 حصص من منتجات الألبان كل يوم)، والحصة الواحدة قد تكون أيا من:
- كوب واحد من الحليب.
- كوب زبادي.
- كوب رائب.
- قطعة متوسطة من الجبن.
-
الأطعمة الغنية بالكالسيوم
تعتبر الألبان ومنتجاتها من أعلى وأفضل مصادر الكالسيوم، ولكن يوجد الكالسيوم في كثير من الأغذية الأخرى، ويتميز الكالسيوم الموجود بمنتجات الألبان عن غيرة بالإتاحة الحيوية المرتفعة (bioavailability)، أي أن الجسم يمتصه بسهولة بعكس الكالسيوم الموجود بالأغذية الأخرى لوجود الأوكسالات والفيتات بها، وهو ما يعيق الامتصاص.
- المصادر من الألبان تشمل: اللبن - الزبادي - الرائب - اللبنة - القشدة - الزبد - الجبن بأنواعه.
- من المصادر الأخرى الغنية بالكالسيوم: البروكلي - السمسم - الكرنب - السبانخ - السردين بالعظم.
- لا تحتوي معظم الحبوب على كميات عالية من الكالسيوم ما لم يتم تدعيمها، ولكن تكمن أهميتها بأنها تستهلك بشكل متكرر.
- الأطعمة المدعمة بالكالسيوم: تشمل الأطعمة المدعمة بالكالسيوم العديد من عصائر الفاكهة والمشروبات ومنتجات الصويا والحبوب.
-
تختلف احتياجات الكالسيوم حسب العمر
- يحتاج الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 1 و8 سنوات إلى حوالي 700 - 1000 مجم يوميًا.
- ترتفع احتياجات من تراوح أعمارهم بين 9 و18 عامًا إلى ما يقرب من 1300 مجم يوميًا.
- ثم بعد 19 عاما تكون ما بين 1000 و1200 مجم يوميًا تقريبا.
* الأطعمة الغنية بفيتامين د
- فيتامين د هو العنصر الغذائي الوحيد الذي ينتجه الجسم عند التعرض لأشعة الشمس، ومع ذلك، فإن 50% تقريبا من سكان العالم لا يحصلون على ما يكفي من أشعة الشمس، وبالتالي يعانون من نقص في فيتامين د.
- يحتاج الأطفال والبالغون الذين تراوح أعمارهم بين 1 و70 عامًا إلى ما يقرب من 600 - 800 وحدة دولية من فيتامين د.
- إذا لم يحصل الفرد على ما يكفي من ضوء الشمس، فإن الاحتياجات قد تصل إلى 1000 وحدة دولية في اليوم تقريبا.
- يوجد فيتامين د بشكل طبيعي في الأسماك الدهنية، مثل السلمون والرنجة والماكريل والسردين وزيوت كبد السمك.
- كما يوجد بكميات أقل في الكبد وبعض أنواع الفطر وصفار البيض.
- توفر الأطعمة كمية صغيرة فقط من احتياجات فيتامين د اليومية، ويكون قضاء وقت كافٍ في الشمس هو أفضل طريقة لمنع انخفاض فيتامين د.
* علاجات لمرض لين العظام
مع التعرض للشمس وتناول الأغذية الغنية بالكالسيوم وفيتامين د قد يحتاج الطفل إلى:- مكملات الكالسيوم الدوائية.
- مكملات فيتامين د الدوائية، وله أكثر من نوع يحدده الطبيب بحسب الحالة.
- في بعض الحالات يلجأ الطبيب إلى الحقن بالفيتامين بجرعات محدودة.
- إذا كان الطفل يعاني من حساسية الألبان، فلا بد من زيارة أخصائي التغذية لتحديد البدائل.
- يعالج لين العظام الناجم عن أمراض وراثية أو مشاكل في الكلى من قبل أطباء متخصصين في أمراض الكلى والغدد الصماء.
* هل يكون للأم دور في إصابة طفلها بلين العظام؟
كما سبق يتضح دور الأم الكبير في إصابة أطفالهن بالمرض بأكثر من طريقة:- أثبتت الدراسات أن الرضع المولودين لأمهات يعانون من نقص فيتامين د كثيراً ما يصابون بلين العظام أكثر من غيرهم.
- يترسب الكالسيوم بالجسم من الصغر إلى 25-30 عاما حتى يصل العظم إلى كثافته العظمى (maximum bone denisty)، بعدها نعيش على هذه الكمية، فإذا قصرت الفتيات والشابات في تحضير أجسامهن للحمل والإرضاع في المستقبل أصبحن عرضة لضعف العظام وكذلك أبناءهن.
- عدم الاهتمام بتغذية الأطفال بعد الشهر السادس بالأطعمة المختلفة.
- حبس الأطفال داخل البيوت وعدم تعريضهم للشمس بطرق سليمة.
- شرب الكولا والصودا والكافيين المبالغ فيه بحيث يؤثر على الأم والطفل.
ويظل مرض لين العظام منتشراً في العالم، وخاصة في منطقتنا العربية بالرغم من سهولة الوقاية منه؛ وهو ما يلفتنا إلى ضرورة الاهتمام بالتثقيف الغذائي، خاصة للأطفال والأمهات.