تقوس الساقين.. يعتبر تقوس الساقين هو جزءًا طبيعيًا في مراحل نمو الأطفال والرضع. فهو حالة تنحني فيها ساقا الطفل إلى الخارج عند منطقة الركبتين. ويلاحظ تقوس الساقين عندما يقف الطفل موجهًا أصابع قدميه إلى الأمام، فنجد أن كاحليه تلامسا إلا أن ركبتيه متباعدتان. وقد ينزعج الوالدان من تقوس ساقي طفلهم أو نمط المشي المحرج، إلا أن تقوس الساقين لا يعتبر أمرًا مزعجًأ أو مؤلمًا للطفل، ولا يتعارض مع قدرته على المشي واللعب. فعادةً ما يتخلص الأطفال من تقوس الساقين في عمر 18 إلى 24 شهرًا. إلا إنه قد يكون في بعض الحالات علامة من علامات اضطرابات النمو.
سنستعرض في هذا المقال المزيد من المعلومات عن تقوس الساقين في الأطفال.
ما هي أعراض تقوس الساقين في الأطفال؟
تتمثل أعراض تقوس الساقين في :
- انحناء الركبتين إلى الخارج بشكل متماثل في كلتا الساقين.
- توجه أصابع القدم إلى الداخل.
- تعثر في المشي أو الجري في بعض الأحيان.
ما هي أسباب تقوس الساقين لدى الأطفال؟
عندما تنظر إلى الطفل المولود وترى تقوسا في ساقيه، فيكون ذلك بسبب أن بعض العظام اضطرت إلى الالتواء قليلًا عند نموها في الرحم لتناسب مساحته الصغيرة. وهذا ما يطلق عليه (تقوس الساقين الفسيولوجي) والذي يعتبر جزءًا طبيعيًا من نمو الطفل وتطوره.
وهناك أيضًا أسباب أخرى أكثر خطورةً لتقوس الساقين في الأطفال مثل:
الكساح وعلاقته بتقوس الساقين عن الأطفال
يعد نقص الكالسيوم وفيتامين (د) السبب الأكثر شيوعًا لحدوث الكساح. فيعتبر فيتامين (د) من أهم الفيتامينات الضرورية لتكوين عظام قوية وصحية. فيأتي بشكل كبير من تعريض الجلد لأشعة الشمس، كما أنه موجود في بعض الأطعمة مثل: السمك والبيض. فكان الكساح من الأمراض المنتشرة بين الأطفال في الماضي خاصة في الدول النامية.
وهناك العديد من الخطوات التي يمكن من خلالها منع تطور الكساح مثل:
- مساعدة الطفلك بإمداده بنظام غذائي متوازن وصحي مع التركيز على الأطعمة التي تحتوى على تركيزات عالية من فيتامين (د).
- إعطائه المكملات الدوائية التي تحتوي على فيتامين (د). فيحتاج الطفل في أول عامين إلى 8.5 -10 ميكروغرامات من فيتامين (د) يوميًا.
- التعرض لأشعة الشمس المناسبة حيث يتشكل فيتامين (د) تحت الجلد بعد التعرض للشمس مما يساعد على امتصاص الكالسيوم وبناء العظام.
وتشمل علامات وأعراض الكساح ما يلي:
- آلاما في العظام وعند المشي.
- تشوهات الهيكل العظمي - بما في ذلك تقوس الساقين - ولين عظام الجمجمة.
- مشاكل الأسنان كتأخر خروجها وضعف طبقة المينا وزيادة خطر تسوس الأسنان.
- هشاشة العظام وضعف النمو بشكل عام.
ويمكن أن يعاني البالغون من أعراض مشابهة مثل آلام العظام وضعف العضلات وهشاشة العظام مما يجعلهم أكثر عرضة للكسور. وتعرف هذا الأعراض عند البالغين باسم "لين العظام".
ويجري الأطباء عدة فحوصات لتشخيص حالات الكساح عند الأطفال ولين العظام عند البالغين، تتمثل في:
- فحص دم لقياس نسبة الكالسيوم والفوسفور وفيتامين (د).
- اختبار الفوسفاتيز القلوي (Alkaline phosphatase) - وهي مادة تنتجها الخلايا المصنعة للعظم وتكون نسبتها عالية في حالات لين العظام.
- اختبار هرمون الغدة الجار درقية في الدم، فتكون نسبته مرتفعة في حالات نقص فيتامين (د) بالدم.
- فحوصات الأشعة السينية: حيث يظهر الكساح بصورة واضحة ومميزة مع ظهور الكسور العظمية إن وجد.
ويمكننا القول أن التشخيص المبكر لمرض الكساح عند الأطفال مع اتباع طرق الوقاية منه هما حجرا الأساس في علاجه ومنع تطور تقوس الساقين الناتج عنه.
مرض بلاونت عند الأطفالوعلاقته بتقوس الساقين عند الأطفال
مرض بلاونت هو حالة توجد في الأطفال وتؤثر على صفائح النمو الموجودة في داخل الركبة، مما يبطء نموها ويؤدي إلى التوقف عن تكوين عظام جديدة. بينما تستمر لوحة النمو بالقرب من الجزء الخارجي من الركبة في النمو بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى ظهور التقوس في إحدى أو كلتا الساقين.
أنواع مرض بلاونت:
- مرض بلاونت الطفولي: يحدث هذا النوع لدى الأطفال حتى عمر 3 سنوات. ويظهر كتقوس في كلتا الساقين في عظمة الظنبوب (tibia) فقط، وهو النوع الأكثر شيوعًا.
- مرض بلاونت عند اليافعين: يحدث هذا النوع للأطفال أكبر من 10 أعوام. ويحدث غالبًأ في جانب ساق واحدة مؤثرًا على عظمتي الفخذ (femur) والظنبوب (tibia).
لم يتوصل العلماء إلى السبب الدقيق لمرض بلاونت. فعادةً ما يكون الأطفال مرضى بلاونت الطفولي بدأوا المشي مبكرًأ (قبل 12 شهرًا) مع زيادة في وزنهم. أما مرض بلاونت عند اليافعين فمتعلق أيضًا بزيادة الوزن السريعة. كما يميل مرض بلاونت للانتشار في العائلات.
مشاية الأطفال وعلاقتها بتقوس الساقين عند الأطفال
يعد استخدام مشاية الأطفال لفترات طويلة قبل أن يستعد الطفل للمشي أو للوقوف مؤثرًا كبيرًأ على عظام الساقين مؤديًا إلى تقوسها وخاصة إذا كان الطفل يعاني من الوزن الزائد.
كيفية تشخيص تقوس الساقين عند الأطفال
لا تحتاج معظم الحالات إلى إجراء أي فحوصات طبية. ولكن، قد يطلب طبيب العظام إجراء الأشعة السينية في حالة وجود علامات أو أعراض تشير إلى الأسباب والاضطربات الأخرى المصاحبة لتقوس الساقين خاصةً عندما يستمر التقوس في التفاقم بعد سن الثانية.
كيف يُعالج تقوس الساقين عند الأطفال؟
لا تحتاج معظم الحالات إلى علاج طبي، سيراقب الطبيب طفلك فقط للتأكد من سلامة استقامة ساقيه من تلقاء نفسها.
ولكن إذا وجد الطبيب أيا من الاضطرابات المصاحبة لتقوس الساقين مثل الكساح أو مرض بلاونت فسيخضعه لبرنامج علاجي خاص بكل حالة.
وسيتخذ الطبيب في أثناء مراقبته للحالة عدة عوامل في عين الاعتبار لتحديد أفضل علاج لساق طفلك مثل:
- عمر الطفل وصحته العامة وتاريخه المرضي.
- مدى شدة الحالة.
- مدى تحمل طفلك للأدوية والإجراءات العلاجية.
فقد يوصي الطبيب باستخدام دعامة تصحيحية أو اللجوء إلى الجراحة في حالة استمرار ساق طفلك في التقوس بعد سن الثانية أو عدم حدوث تحسن ملحوظ في وضع الساقين.
وعادةً ما يتضمن علاج مرض بلاونت الطفولي ارتداء دعامة خاصة "تقويم الركبة والكاحل والقدم المعدل (KAFO) ليلًا ونهارًا (23 ساعة يوميًأ). فيؤدي ذلك إلى تحرير الضغط من منطقة الركبة للسماح لساقي طفلك بالنمو بشكل طبيعي.
وقد يلجأ الطبيب للجراحة في حالة فشل الدعامات في تصحيح نمو الساقين.
- جراحة قطع العظم: (Osteotomies): يُقص العظم ويعاد وضعه لتكون العظام أكثر استقامة.
- جراحة تثبيبت المشاشة (Hemiepiphysiodeses): فتُثبت أدوات معينة على أحد طرفي عظام الظنبوب لإيقاف نمو هذا الجانب مما يسمح للطرف الحر من العظمة بالنمو فتصبح الساق أكثر استقامة.
- وبمجرد تصحيح التشوه، يستطيع معظم الأطفال استئناف أنشطتهم بشكل طبيعي دون قيود. كما يساعد الحفاظ على الوزن الصحي ومنع حدوث السمنة في الحد من تلف المفاصل بمرور الوقت.
وختامًأ...
عليك العلم أن تقوس الساقين أمرٌ شائعٌ عند الأطفال. وتختفي معظم حالات تقوس الساقين بعد بلوغ طفلك عامه الثاني، فلا داعي للقلق! ولكن عليك استشارة طبيب العظام ومراقبة نمو طفلك للتأكد من عدم وجود اضطرابات مصاحبة مع المحافظة على وجوده في بيئة صحية، وتعريضه لأشعة الشمس النافعة، وإمداده بالغذاء الصحي والمكملات الضرورية.