تلعب التغذية دورًا مهمًا في تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض ومعالجتها. وسنقدم في مقالنا هذا مراجعة سريعة لآخر الدراسات التي أثبتت فائدة بعض المغذيات في درء الأمراض ومحاربتها.
أولا: شرب الشاي والقهوة يقلل من السكتة الدماغية والخرف
حللت دراسة أجريت على 365682 مشاركًا في المملكة المتحدة تأثير استهلاك القهوة والشاي على مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية والخرف.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يشربون كوبين إلى ثلاثة أكواب من القهوة والشاي يوميا قلت لديهم خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 30٪ وخطر الإصابة بالخرف بنسبة 28٪ مقارنة بمن لم يفعلوا ذلك.
وراقب الفريق المشاركين لمتوسط فترة زمنية تقدر بـ 11.4 سنة. ووفقًا للباحثين، وبعد تعديل العوامل المربكة، أشاروا إلى الآتي:
- خطر الإصابة بالسكتة الدماغية قل بنسبة 10٪ لدى أولئك الذين شربوا نصف فنجان إلى فنجان قهوة يوميًا وبنسبة 8٪ لدى أولئك الذين تناول أكثر من كوبين في اليوم.
- أولئك الذين شربوا أكثر من كوبين من الشاي يوميًا قللوا من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 16٪.
- كانت فوائد شرب كلا المشروبين أكبر بكثير من تلك الناتجة عن شرب الشاي أو القهوة فقط.
- المشاركون الذين عانوا من سكتة دماغية خلال فترة المتابعة واستهلكوا كوبين إلى ثلاثة أكواب من القهوة قللوا من خطر الإصابة بالخرف بعد السكتة الدماغية بنسبة 20٪.
- أولئك الذين شربوا كوبين إلى ثلاثة أكواب من الشاي ونصف كوب من القهوة قللوا من خطر الإصابة بخرف ما بعد السكتة الدماغية بنسبة 50٪.
- ولم يجد الباحثون أي ارتباط مهم بين استهلاك القهوة والشاي وخطر الإصابة بمرض الزهايمر والسكتة الدماغية النزفية.
ثانيا: تأثير استهلاك زيت الزيتون على الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية
ارتبط استهلاك زيت الزيتون بخفض معدل الوفيات في دراسة قائمة على الملاحظة لأكثر من 90 ألف متخصص في الرعاية الصحية في الولايات المتحدة.
وبالمقارنة مع أولئك الذين استهلكوا أقل كمية من زيت الزيتون (نادرًا أو أبدًا)، فإن أولئك الذين تناولوا أعلى كمية من زيت الزيتون (> 0.5 ملعقة كبيرة، أو 7 غرامات يوميًا) كان:
- معدل الوفيات لديهم أقل بنسبة 19٪ من أمراض القلب والأوعية الدموية.
- خطر الوفاة بسبب أمراض الجهاز التنفسي أقل بنسبة 18٪.
- انخفاض خطر الإصابة بالسرطان أثناء المتابعة بنسبة 17٪.
ويقدر الباحثون أن استبدال 10 غرامات يوميًا من الدهون الأخرى، مثل الزبدة والدهون الحيوانية الأخرى، مثل المايونيز؛ أو الدهون الصلبة مثل المارغرين، مع نفس الكمية من زيت الزيتون يرتبط بتقليل خطر الوفاة لأسباب مختلفة بنسبة 8٪ إلى 34٪.
ويقترح الباحثون أيضًا أن نتائج دراستهم هذه تدعم زيادة تناول الزيوت النباتية غير المشبعة مثل زيت الزيتون بدلاً من الدهون الأخرى، وهي ممارسة تقترحها التوصيات الغذائية الحالية بالفعل لتحسين الصحة العامة.
ثالثا: تأثير حمية الصيام على مرضى السرطان
أفاد باحثون إيطاليون بأن حمية الصيام المتقطع جيدة التحمل من قبل مرضى السرطان، وهي آمنة وتؤدي إلى تغييرات إيجابية في جهاز المناعة والتمثيل الغذائي التي قد تكون حاسمة في العلاجات المضادة للسرطان.
وتكشف الدراسات التي أجريت على الفئران الحاملة للورم أن هذه الحمية تعزز نشاط العلاج بمضادات الأورام عن طريق تعزيز المناعة المضادة للأورام وتعديل التمثيل الغذائي الجهازي.
ولتقييم نظم غذائية مماثلة في البشر، درس الباحثون 101 مريض يخضعون للعلاج بسبب إصابتهم بأنواع مختلفة من السرطان. واتبع المرضى المصابون بالسرطان حمية الصيام المتقطع وفيه استهلكوا 1800 سعرة حرارية في 5 أيام (600 في اليوم الأول وما يصل إلى 300 في الأيام الأربعة اللاحقة).
وفي الفترة الفاصلة بين كل حمية والحمية التالية، اتبع المرضى نظامًا غذائيًا صحيًا وإرشادات لنمط الحياة الصحية. ولوحظ أن المرضى الذين يخضعون لحمية الصيام المتقطع قلت لديهم مستويات مصل الإنسولين وعامل النمو الشبيه بالإنسولين 1 وتراكيز الغلوكوز في البلازما بنسبة 50.7٪ و 30.3٪ و 18.6٪ على التوالي.
وعلى مدى عدة دورات، ظلت التعديلات مستقرة. وعلى عكس الدراسات السابقة، كان جميع المرضى تقريبًا قادرين على اتباع النظام الغذائي. وكانت البيانات المتعلقة بفقدان وزن الجسم، وهي نقطة يحتمل أن تكون مشكلة لهؤلاء المرضى، إيجابية أيضًا.
أيضا، كان لحمية الصيام المتقطع تأثير واسع في تعديل المناعة، حيث ثبط التقييد الشديد للسعرات الحرارية من نشاط الأورام عن طريق خلق نوع من الصدمة الأيضية وتنشيط العديد من مجموعات الخلايا المناعية.
لكن، حذر الباحثون من أنه ليس من الممكن بعد البدء في التحرك نحو الاستخدام السريري لهذه الاستراتيجية، لأن الدراسة لم تسمح للباحثين باستخلاص استنتاجات أخرى حول الأنواع المختلفة للسرطان والأنواع الكثيرة لعلاجات الأورام.
رابعا: استخدام الزيوت النباتية السائلة
تتضمن بعض التوصيات الصادرة من جمعية القلب الأميركية لسنة 2021 استخدام الزيوت النباتية السائلة بدلاً من الزيوت الاستوائية (مثل النخيل أو نواة النخيل أو جوز الهند)، والدهون الحيوانية (مثل شحم الخنزير أو الزبدة)، والدهون المهدرجة جزئيًا.
وعلى الرغم من أن جمعية القلب الأميركية تنص على أن من الجيد اختيار بدائل نباتية، إلا أن بدائل اللحوم غالبًا ما تكون فائقة المعالجة، كما أن الأدلة على آثارها الصحية قصيرة وطويلة المدى محدودة. ويفضل استخدام الدهون غير المشبعة وكذلك اللحوم الخالية من الدهون وغير المصنعة.
وتوصي جمعية القلب الأميركية باختيار الأطعمة وإعدادها بقليل من الملح أو بدون ملح. وتعتبر الأملاح المخصبة بالبوتاسيوم بديلاً واعدًا ولكن لا يوصى بها حاليًا كمكمل.
أيضا، توصي جمعية القلب الأميركية بدمج التغييرات الغذائية مع 150 دقيقة على الأقل من النشاط البدني المعتدل أسبوعيًا، مع تعديلها حسب عمر الفرد ومستوى نشاطه وجنسه وحجمه.
خامسا: المكسرات تزيد فترة بقاء مريضات سرطان الثدي على قيد الحياة
في دراسة فريدة من نوعها، تبين أن النساء اللائي تم تشخيصهن بسرطان الثدي وأكلن المكسرات على مدى فترة دراسة مدتها 10 سنوات يتمتعن ببقاء أطول على قيد الحياة وهن خاليات من الأمراض مقارنة بالنساء إلى اللائي لم يأكلن المكسرات.
يأتي هذا الاكتشاف من دراسة أجريت على 3449 مشاركة في دراسة شنغهاي لدراسة معدل بقاء مريضات سرطان الثدي على قيد الحياة في الصين.
وسُئلت المريضات عن تناول المكسرات (بما في ذلك الفول السوداني والجوز) بعد تشخيص سرطان الثدي، وتم إجراء تحليل بعد 10 سنوات من التشخيص.
وتم الربط بين أقل المخاطر وأكبر كميات من المكسرات المستهلكة. وبعد عشر سنوات من التشخيص، كانت هناك 252 حالة وفاة خاصة بسرطان الثدي و209 حالات تكرار أو انتشار للسرطان، من بين 3274 ناجية كانت خالية من النكس في وقت التقييم.
وكان لدى النساء اللائي تناولن المكسرات معدلات أعلى للبقاء على قيد الحياة عموما وهن خاليات من تكرار المرض أو انتشاره مقارنة بغير المستهلكات للمكسرات.
* المصدر: