يعتبر الحمل من أشهر الموضوعات التي يمكنك أن تجد حولها الكثير من المعلومات ما بين حقائق وأساطير. وزيارة واحدة لطبيب النساء والتوليد كفيلة بأن تعرفك على الكثير من المعلومات والنصائح والتحذيرات، ناهيك عن كم المطويات التي سوف تخرجين بها من عيادته، والتي تتحدث عن كل ما يخص الحمل من أول يوم وحتى الولادة، ولعل بعضنا من كثرة قراءته وسماعه للكثير من المعلومات حول الحمل والولادة لم يعد لديه من الموضوعات أو المشاكل ما لم يسمع به من قبل، ولكن بالرغم من كل هذا سوف تفاجئين حين نخبرك بـ10 معلومات جديدة لعلك لم تسمعي بها من قبل.
اقــرأ أيضاً
1) غريزة بناء وتحضير العش
تشرع الكثير من السيدات الحوامل في تحضير غرفة الطفل وتزيينها، وشراء مستلزمات الطفل من ملابس وأدوات وألعاب حتى قبل وصوله، ويحدث هذا من دافع غريزي قوي لديها يسمى غريزة العش، ونجد أنه كلما اقتربت السيدة الحامل من اليوم الموعود والسعيد، تجد أنها تجتهد أكثر في أعمال التنظيف والتحضير وترتيب دولاب الطفل وتزيين غرفته، حتى أن بعض السيدات تنخرط في شهرها التاسع في أعمال منزلية قد لا يتخيلها البعض حتى يكون المنزل على أتم استعداد لاستقبال الضيف الجديد، ولا نستطيع أن نمنعك من فعل ذلك سيدتي، ولكن نصيحتنا لك بألا ترهقي نفسك في الأشهر الأخيرة فوق اللازم حفاظًا على صحتك وصحة الجنين.
2) مشاكل تخص التركيز
قد تعاني بعض السيدات من الإرهاق والغثيان الصباحي في شهورها الأولى من الحمل مما يجعلها مرهقة وغير قادرة على التركيز، ولكن المدهش أنه حتى السيدات الحوامل اللاتي لا يعانين من الغثيان الصباحي وحالتهم الصحية جيدة من الممكن أن يعانين أيضًا من ضعف التركيز وكثرة النسيان.
وتلعب الهرمونات والتغير في مستوياتها دورًا رئيسيًا في مثل هذه الأعراض، وكذلك كثرة التفكير في الطفل القادم، فتصبح أمور مثل العمل والأدوية ومواعيد الطبيب أقل أهمية بكثير من التفكير في الطفل، ولذا يحدث هذا النسيان وهذا الفقدان للتركيز، مثل نسيان تناول الأدوية أو مواعيد الطبيب.. إلخ، ونصيحتنا لك هي إعداد قائمة بالمهام مكتوبة أو حفظها على جهازك المحمول، ما يساعدك كثيرًا على تذكر الأمور والمواعيد الهامة.
اقــرأ أيضاً
3) تقلب المزاج
هناك تشابهات كثيرة بين متلازمة ما قبل الطمث وما بين الحمل، فثدي المرأة ينتفخ في كلا الفترتين، وتتأرجح هرموناتها أيضًا ارتفاعًا وانخفاضًا فتشعر معها بتقلب المزاج، فإذا كنت تعانين من متلازمة ما قبل الطمث فإنك غالبًا ستعانين من تقلبات مزاجية بصورة أكبر في الحمل لدرجة أن مشاعرك قد تراوح بين السعادة والبكاء في خلال دقيقة واحدة.
وتزيد تقلبات المزاج في فترة الحمل خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى، وحين يقترب الحمل من نهايته، وقد تزيد التقلبات لتصل إلى مرحلة الاكتئاب، فإذا صادفتك أعراض مثل اضطرابات النوم، وتغير عاداتك الغذائية، أو زيادة تقلبات المزاج لمدة تزيد عن أسبوعين، فعليك بالتواصل مع الأطباء من أجل أخذ النصيحة.
4) مقاس حمالة الصدر
يزيد حجم الثدي لدى السيدات الحوامل في شهورهم الأولى من الحمل، وسبب هذا هو ارتفاع معدلات بعض الهرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون، وقد يظل حجم الثدي في ازدياد طوال فترة الحمل.
وأيضًا من الأمور الفسيولوجية التي تفسر زيادة حجم الثدي هو أن المرأة الحامل تحتاج لنسبة أكبر من الأكسجين من أجل تغطية احتياجاتها من الأكسجين لها وللجنين، فيزيد استيعاب الرئة للمزيد من الأكسجين عن طريق تمدد القفص الصدري لتأخذ الرئة أكبر نسبة من الهواء أثناء الشهيق، وهذا الكبر في محيط الصدر قد يضطر بعض السيدات لتغيير مقاسات حمالة الصدر لمقاسات أكبر أثناء الحمل أكثر من مرة.
اقــرأ أيضاً
5) تغييرات الجلد
يزيد لدى المرأة الحامل تدفق الدم إلى كل أنحاء الجسم كوسيلة لتغطية احتياجات الأم والطفل من الأكسجين والغذاء، فتزيد كميات الدم إلى الرحم، الكلى، الجلد، وأعضاء أخرى من الجسم. وكلما زاد الدم المتدفق إلى الجلد زادت معه إفرازات الغدد الدهنية تحته، وهذا قد يطلق عليه البعض: لمعان الحمل.
قد تلاحظ السيدة الحامل تغيرا في لون الجلد لديها، فقد تجد لديها بعض البقع الصفراء أو البنية وهي ما تعرف بكلف الحمل (Chloasma)، أو ما يسميه البعض بـ(قناع الوجه). وبعض السيدات قد تجد خطًا داكنًا ظهر على منتصف أسفل البطن، ويسمى الخط الأسود (Linea nigra)، وكذلك قد تزيد صبغة الجلد حول منطقة حلمات الثدي والبظر وفتحة الشرج فتصبح هذه المناطق داكنة بصورة أكبر من فترة ما قبل الحمل نتيجة تغير الهرمونات، ما يؤدي لإنتاج كمية أكبر من صبغة الميلانين، وبعد انتهاء الحمل والرضاعة تعود لسابق لونها في غالب الأحيان، وزيادة في إفراز الصبغة قد لا تحدث بشكل واضح في المناطق المحددة التي سبق ذكرها، ولكن قد تظهر في صورة بقع مختلفة الحجم ومتفرقة بشكل عشوائي في أنحاء الجسم، وكلف الحمل هو أمر لا نستطيع منع حدوثه، ولكن يمكننا تجنب زيادة درجة اللون الداكن عن طريق تجنب أشعة الشمس (فوق البنفسجية)، واستعمال الكريمات الواقية من هذه الأشعة الضارة.
بعض السيدات الحوامل قد يشتكين من ظهور حبوب الشباب، وذلك بسبب زيادة إفراز الغدد الدهنية، وأيضًا التهابات الجلد، والدمامل، والنمش، قد يزيد حجمها وتزيد درجة لونها الداكن، ولكنها في الغالب ستعود لسابق عهدها بعد انتهاء الحمل، فلا داعي للقلق.
ولا يمكننا أن نغفل مشكلة مثل الطفح الجلدي الناتج عن ارتفاع الحرارة في الصيف، وغالبًا ما يحدث هذا الطفح نتيجة زيادة التعرق ورطوبة الجلد، ويسبب هذا الطفح بعض الحكة المزعجة، وأيضًا تشتكي بعض الحوامل من علامات التمدد الجلدية التي تحدث نتيجة كبر حجم البطن مع تقدم الحمل مما يسبب علامات التمدد والتي قد تصاحبها بعض الحكة، وغالبًا ما يصف الأطباء بعض الكريمات المهدئة للحكة.
اقــرأ أيضاً
6) الشعر والأظافر
تعاني العديد من السيدات من تغيرات تطرأ على الشعر والأظافر أثناء فترة الحمل، فتغير الهرمونات يجعل الشعر ينمو بصورة أسرع ويتساقط بصورة أقل، ولكن هذه التغيرات لا تدوم وغالبًا ما يعود الشعر لطبيعته في النمو والتساقط بعد انتهاء الحمل والرضاعة.
ولكن المزعج أكثر هو نمو الشعر بصورة كبيرة في مناطق لا تود السيدات ظهور الشعر فيها بكثافة مثل الوجه، والبطن، وحول حلمات الثدي، وهذه التغيرات قد تجعل الشعر أكثر جفافاً أو أكثر دهنية حسب تغير الهرمونات وطبيعة الجسم، وحتى أن البعض قد يعاني من تغير في لون وصبغة الشعر.
وبالنسبة للأظافر فإن الأمر نفسه ينطبق عليها، فنتيجة التغيرات الهرمونية تنمو الأظافر بشكل أسرع وتصبح أكثر قوة وقسوة في تكوينها، وقد يجعل هذا كسر الأظافر أسهل أثناء الحمل. وكما الشعر فإن هذا التغير في طبيعة الأظافر لا يكون دائمًا، بل تتحسن حالته لتعود إلى سابق عهدها بعد انتهاء فترتي الحمل والرضاعة، ونصيحتنا للسيدات في هذه الفترة بقص الأظافر أولًا بأول، وعدم إطالتها فوق اللازم حتى لا تتعرض للكسر، وكذلك نفضل عدم استخدام طلاء الأظافر في هذه الفترة.
7) مقاس الحذاء
كما تتغير مقاسات الملابس أثناء الحمل فإن مقاسات الأحذية أيضًا تتغير في غالب الأحوال، ويعزى هذا إلى زيادة احتباس بعض الماء في الجسم مما ينتج عنه انتفاخ القدمين قليلًا، ولهذا تلجأ السيدات للبس حذاء أكبر في الحجم خاصة في المراحل الأخيرة من الحمل، وتفضل الكثير من السيدات الأحذية المطاطية سهلة اللبس (Slip-on shoes) خاصة في الصيف، حيث أنها أسهل في اللبس والخلع، وكذلك تكون أكثر مرونة مع تغير مقاس القدم أثناء الحمل.
اقــرأ أيضاً
8) مرونة المفاصل
عادة ما يفرز الجسم هرمونا يسمى (ريلاكسين) أثناء الحمل، والذي له دور مهم في إعداد حوض المرأة الحامل وعنق الرحم للولادة، ولكن هذا الهرمون مسؤول عن ارتخاء الأربطة في الجسم بشكل عام أثناء فترة الحمل، مما يجعل مفاصل السيدة الحامل غير مستقرة وعرضة لإصابة بصورة أكبر في هذه الفترة، ومن السهل أن تتعرض السيدات الحوامل للالتواء والتمزق خاصة في أربطة المفاصل حول الحوض، وأسفل الظهر، والركبة، ولذا عليك الحذر سيدتي حين تحملين أي شيء ثقيل، وتحركي بحرص لتتفادي الانزلاق، وتجنبي الحركات المفاجئة من وضع لآخر أو من اتجاه لآخر.
9) الدوالي، البواسير، والإمساك
الدوالي هي تمدد للأوردة في الجسم خاصة في منطقة الأرجل والأعضاء التناسلية؛ حيث يحدث ارتخاء لجدار الأوردة نتيجة هرمونات الحمل، فتستوعب هذه الأوردة كمية أكبر من الدم، وغالبًا ما تتحسن هذه الدوالي بعد الحمل، ويخفف منها تجنب الوقوف والجلوس لمدد طويلة، ولبس ملابس فضفاضة، ورفع القدمين إلى مستوى الجسم أثناء الجلوس بوضعها على مخدة أو مقعد صغير، أو قد تلجأ بعض السيدات للبس جوارب الدوالي الداعمة.
وقد تشتكي بعض السيدات الحوامل من البواسير أثناء الحمل، وهو التهاب يحدث في منطقة الشرج نتيجة لزيادة كمية الدم المتدفق للحوض وانتفاخ الأوردة بالدم حول فتحة الشرج، وكذلك زيادة وزن الرحم مما يجعله ضاغطًا على بعض الأعضاء والأوعية داخل الحوض، فيزيد حجم الأوردة في منطقة الشرج ويتعرض لالتهاب نتيجة تلوث هذه المناطق، والبواسير قد تؤدي إلى ألم شديد، نزيف، حكة، أو عدم ارتياح في هذه المنطقة كلما أرادت المريضة التبرز، ويزيد الأمر تعقيدًا وجود الأمساك، فهو عامل محفز على حدوثها وتفاقمها.
أما بالنسبة للإمساك فهو من أشهر الأمراض التي تتعرض لها السيدة الحامل، وهو أمر مزعج لذاته، أو لما يصاحبه أو يسببه من مرض البواسير، ويحدث الإمساك نتيجة تأثير الهرمونات على إبطاء الحركة الدودية للأمعاء، وهي المسؤولة عن حركة الطعام داخل جهازنا الهضمي. ويزيد الإمساك في الفترات المتأخرة من الحمل، لأن الرحم بما يحمله من جنين يصبح ضاغطًا على القولون، فيصعب هذا من مرور الطعام المهضوم عبر القولون، ويقلل من حركة القولون بشكل عام. ومع زيادة هذه المقاومة ضد حركة القولون يزيد الإمساك، ويزيد معها الإجهاد في الدفع بالبراز مما يسبب البواسير ويفاقمها.
وعلاج كلا الأمرين: الإمساك والبواسير يكمن في علاج الإمساك نفسه، فننصح السيدة الحامل بزيادة تناول الألياف في طعامها، وشرب الكثير من السوائل بصورة يومية، وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم ليساعد هذا في تحسين حركة القولون والجهاز الهضمي بشكل عام، وقد يستخدم البعض الألياف الصناعية والأدوية الملطفة للبراز (وليس الملينات) لتخفيف الإمساك، مثل حبوب الردة (ألياف صناعية)، والجلسرين الموضعي (ملطفات البراز)، ويمنع استخدام الملينات (إلا باستشارة الطبيب) لما لها من تأثير على انقباضات الرحم، وكذلك لأنها قد تسبب الإسهال الشديد الذي يؤثر سلبًا على الأم والجنين، كما أن هناك كريمات ومراهم موضعية مخففة لآلام والتهابات البواسير، ويمكنك سيدتي استشارة طبيبك لوصف العلاج المناسب لك.
اقــرأ أيضاً
10) أشياء تخرج من جسمك أثناء الولادة
أعتقد أنك بعدما تغلبت على التقلبات المزاجية والإمساك والبواسير قد تخيلت أن كل الصعوبات قد انتهت، دعينا نفاجئك سيدتي ونقول لك إن يوم الولادة قد يحمل لك العديد من المفاجآت المدهشة، ومن المعروف أن الجنين يحيط به أثناء الحمل كيس مملوء بسائل يسمى سائل الجنين (Amniotic fluid)، ويبدأ هذ الكيس بالتمزق قبيل الولادة بوقت قصير، وتسميه بعض السيدات بـ"نزول الماء"، وهو علامة على بدء انقباض الرحم وبداية عملية الوضع، وتقدر كمية الماء داخل هذا الكيس للطفل المكتمل النمو بما يوازي كوبين إلى ثلاثة أكواب، وقد تشعر السيدات إما باندفاع شديد لهذا السائل بعد تمزق الكيس مع احتياج شديد للتبول، أو تشعر بعض السيدات بتقطر السائل شيئًا فشيئًا على الجزء الداخلي من أرجلها نزولًا إلى القدمين، وهذا لا لشيء إلا لأن رأس الطفل قد يكون سادّا لفتحة عنق الرحم فيمنع اندفاع السائل بشكل قوي خارج الرحم، فينزل السائل في صورة نقط تخرج شيئًا فشيئًا، ولا تتعجبي سيدتي من استمرار تدفق الماء إذا طالت فترة الولادة، فحتى بعد إفراغ كيس الحمل من السائل وتدفقه كله إلى الخارج يظل رحم الأم ينتجه بما يوازي كوبًا كل ساعة تقريبًا حتى تمام الولادة وخروج كيس الحمل والمشيمة.
وهذا السائل المحيط بالطفل له رائحة سكرية، ولونه باهت أو قد يكون عديم اللون، ويتغير هذا السائل داخل رحم الأم بصورة منتظمة كل ثلاث ساعات تقريبًا أثناء شهور الحمل، ووظيفة هذا السائل هي:
- حماية الجنين من الصدمات.
- ضبط حرارة جسمه بعيدًا عن تغيرات الجو خارج جسم الأم.
- حمايته من العدوى.
- نمو وتطور الجهاز الهضمي والتنفسي.
- يساعد في نمو العضلات والعظام.
- يمنع التصاق الأصابع أثناء نموها.
- ويمنع الضغط على الحبل السري، والذي هو مصدر الهواء والغذاء للجنين.
ولا يقتصر الأمر على خروج مثل هذا السائل، فهناك أشياء أخرى قد تخرج منك دون إرادتك أثناء الولادة؛ فبعض السيدات قد يصبن بالغثيان والقيء أثناء الوضع، وهناك البعض الآخر قد يفقدن السيطرة على مجرى البول أو فتحة الشرج، فتخرج منهن بعض الغازات أو يعانين من إسهال مفاجئ أو عدم قدرة على التحكم في البول، وهذه كلها أمور قد تحدث طبيعيًا للحوامل في هذا الظرف.
والآن وبعد سردنا لهذه المفاجآت العشرة، قد تكون هناك مفاجآت أخرى، ولكن معرفتك بهذه المعلومات سواء بالقراءة أو التواصل مع أخصائيي التثقيف الطبي والطاقم الطبي تجعلك أكثر تقبلًا لمثل هذه المشاكل والمفاجآت وأكثر تكيفًا معها، كما تساعدك على تجنب حدوث بعضها أو على الأقل عدم تفاقمها، ونصيحتنا لك بأن لا تجعلي مثل هذه الأحداث والأمور العرضية تمنعك من الحمل أو الاستمتاع بلحظة حمل مولودك الجديد بين يديك، فهي فرحة لا توازيها أي فرحة.
1) غريزة بناء وتحضير العش
تشرع الكثير من السيدات الحوامل في تحضير غرفة الطفل وتزيينها، وشراء مستلزمات الطفل من ملابس وأدوات وألعاب حتى قبل وصوله، ويحدث هذا من دافع غريزي قوي لديها يسمى غريزة العش، ونجد أنه كلما اقتربت السيدة الحامل من اليوم الموعود والسعيد، تجد أنها تجتهد أكثر في أعمال التنظيف والتحضير وترتيب دولاب الطفل وتزيين غرفته، حتى أن بعض السيدات تنخرط في شهرها التاسع في أعمال منزلية قد لا يتخيلها البعض حتى يكون المنزل على أتم استعداد لاستقبال الضيف الجديد، ولا نستطيع أن نمنعك من فعل ذلك سيدتي، ولكن نصيحتنا لك بألا ترهقي نفسك في الأشهر الأخيرة فوق اللازم حفاظًا على صحتك وصحة الجنين.
2) مشاكل تخص التركيز
قد تعاني بعض السيدات من الإرهاق والغثيان الصباحي في شهورها الأولى من الحمل مما يجعلها مرهقة وغير قادرة على التركيز، ولكن المدهش أنه حتى السيدات الحوامل اللاتي لا يعانين من الغثيان الصباحي وحالتهم الصحية جيدة من الممكن أن يعانين أيضًا من ضعف التركيز وكثرة النسيان.
وتلعب الهرمونات والتغير في مستوياتها دورًا رئيسيًا في مثل هذه الأعراض، وكذلك كثرة التفكير في الطفل القادم، فتصبح أمور مثل العمل والأدوية ومواعيد الطبيب أقل أهمية بكثير من التفكير في الطفل، ولذا يحدث هذا النسيان وهذا الفقدان للتركيز، مثل نسيان تناول الأدوية أو مواعيد الطبيب.. إلخ، ونصيحتنا لك هي إعداد قائمة بالمهام مكتوبة أو حفظها على جهازك المحمول، ما يساعدك كثيرًا على تذكر الأمور والمواعيد الهامة.
3) تقلب المزاج
هناك تشابهات كثيرة بين متلازمة ما قبل الطمث وما بين الحمل، فثدي المرأة ينتفخ في كلا الفترتين، وتتأرجح هرموناتها أيضًا ارتفاعًا وانخفاضًا فتشعر معها بتقلب المزاج، فإذا كنت تعانين من متلازمة ما قبل الطمث فإنك غالبًا ستعانين من تقلبات مزاجية بصورة أكبر في الحمل لدرجة أن مشاعرك قد تراوح بين السعادة والبكاء في خلال دقيقة واحدة.
وتزيد تقلبات المزاج في فترة الحمل خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى، وحين يقترب الحمل من نهايته، وقد تزيد التقلبات لتصل إلى مرحلة الاكتئاب، فإذا صادفتك أعراض مثل اضطرابات النوم، وتغير عاداتك الغذائية، أو زيادة تقلبات المزاج لمدة تزيد عن أسبوعين، فعليك بالتواصل مع الأطباء من أجل أخذ النصيحة.
4) مقاس حمالة الصدر
يزيد حجم الثدي لدى السيدات الحوامل في شهورهم الأولى من الحمل، وسبب هذا هو ارتفاع معدلات بعض الهرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون، وقد يظل حجم الثدي في ازدياد طوال فترة الحمل.
وأيضًا من الأمور الفسيولوجية التي تفسر زيادة حجم الثدي هو أن المرأة الحامل تحتاج لنسبة أكبر من الأكسجين من أجل تغطية احتياجاتها من الأكسجين لها وللجنين، فيزيد استيعاب الرئة للمزيد من الأكسجين عن طريق تمدد القفص الصدري لتأخذ الرئة أكبر نسبة من الهواء أثناء الشهيق، وهذا الكبر في محيط الصدر قد يضطر بعض السيدات لتغيير مقاسات حمالة الصدر لمقاسات أكبر أثناء الحمل أكثر من مرة.
5) تغييرات الجلد
يزيد لدى المرأة الحامل تدفق الدم إلى كل أنحاء الجسم كوسيلة لتغطية احتياجات الأم والطفل من الأكسجين والغذاء، فتزيد كميات الدم إلى الرحم، الكلى، الجلد، وأعضاء أخرى من الجسم. وكلما زاد الدم المتدفق إلى الجلد زادت معه إفرازات الغدد الدهنية تحته، وهذا قد يطلق عليه البعض: لمعان الحمل.
قد تلاحظ السيدة الحامل تغيرا في لون الجلد لديها، فقد تجد لديها بعض البقع الصفراء أو البنية وهي ما تعرف بكلف الحمل (Chloasma)، أو ما يسميه البعض بـ(قناع الوجه). وبعض السيدات قد تجد خطًا داكنًا ظهر على منتصف أسفل البطن، ويسمى الخط الأسود (Linea nigra)، وكذلك قد تزيد صبغة الجلد حول منطقة حلمات الثدي والبظر وفتحة الشرج فتصبح هذه المناطق داكنة بصورة أكبر من فترة ما قبل الحمل نتيجة تغير الهرمونات، ما يؤدي لإنتاج كمية أكبر من صبغة الميلانين، وبعد انتهاء الحمل والرضاعة تعود لسابق لونها في غالب الأحيان، وزيادة في إفراز الصبغة قد لا تحدث بشكل واضح في المناطق المحددة التي سبق ذكرها، ولكن قد تظهر في صورة بقع مختلفة الحجم ومتفرقة بشكل عشوائي في أنحاء الجسم، وكلف الحمل هو أمر لا نستطيع منع حدوثه، ولكن يمكننا تجنب زيادة درجة اللون الداكن عن طريق تجنب أشعة الشمس (فوق البنفسجية)، واستعمال الكريمات الواقية من هذه الأشعة الضارة.
بعض السيدات الحوامل قد يشتكين من ظهور حبوب الشباب، وذلك بسبب زيادة إفراز الغدد الدهنية، وأيضًا التهابات الجلد، والدمامل، والنمش، قد يزيد حجمها وتزيد درجة لونها الداكن، ولكنها في الغالب ستعود لسابق عهدها بعد انتهاء الحمل، فلا داعي للقلق.
ولا يمكننا أن نغفل مشكلة مثل الطفح الجلدي الناتج عن ارتفاع الحرارة في الصيف، وغالبًا ما يحدث هذا الطفح نتيجة زيادة التعرق ورطوبة الجلد، ويسبب هذا الطفح بعض الحكة المزعجة، وأيضًا تشتكي بعض الحوامل من علامات التمدد الجلدية التي تحدث نتيجة كبر حجم البطن مع تقدم الحمل مما يسبب علامات التمدد والتي قد تصاحبها بعض الحكة، وغالبًا ما يصف الأطباء بعض الكريمات المهدئة للحكة.
6) الشعر والأظافر
تعاني العديد من السيدات من تغيرات تطرأ على الشعر والأظافر أثناء فترة الحمل، فتغير الهرمونات يجعل الشعر ينمو بصورة أسرع ويتساقط بصورة أقل، ولكن هذه التغيرات لا تدوم وغالبًا ما يعود الشعر لطبيعته في النمو والتساقط بعد انتهاء الحمل والرضاعة.
ولكن المزعج أكثر هو نمو الشعر بصورة كبيرة في مناطق لا تود السيدات ظهور الشعر فيها بكثافة مثل الوجه، والبطن، وحول حلمات الثدي، وهذه التغيرات قد تجعل الشعر أكثر جفافاً أو أكثر دهنية حسب تغير الهرمونات وطبيعة الجسم، وحتى أن البعض قد يعاني من تغير في لون وصبغة الشعر.
وبالنسبة للأظافر فإن الأمر نفسه ينطبق عليها، فنتيجة التغيرات الهرمونية تنمو الأظافر بشكل أسرع وتصبح أكثر قوة وقسوة في تكوينها، وقد يجعل هذا كسر الأظافر أسهل أثناء الحمل. وكما الشعر فإن هذا التغير في طبيعة الأظافر لا يكون دائمًا، بل تتحسن حالته لتعود إلى سابق عهدها بعد انتهاء فترتي الحمل والرضاعة، ونصيحتنا للسيدات في هذه الفترة بقص الأظافر أولًا بأول، وعدم إطالتها فوق اللازم حتى لا تتعرض للكسر، وكذلك نفضل عدم استخدام طلاء الأظافر في هذه الفترة.
7) مقاس الحذاء
كما تتغير مقاسات الملابس أثناء الحمل فإن مقاسات الأحذية أيضًا تتغير في غالب الأحوال، ويعزى هذا إلى زيادة احتباس بعض الماء في الجسم مما ينتج عنه انتفاخ القدمين قليلًا، ولهذا تلجأ السيدات للبس حذاء أكبر في الحجم خاصة في المراحل الأخيرة من الحمل، وتفضل الكثير من السيدات الأحذية المطاطية سهلة اللبس (Slip-on shoes) خاصة في الصيف، حيث أنها أسهل في اللبس والخلع، وكذلك تكون أكثر مرونة مع تغير مقاس القدم أثناء الحمل.
8) مرونة المفاصل
عادة ما يفرز الجسم هرمونا يسمى (ريلاكسين) أثناء الحمل، والذي له دور مهم في إعداد حوض المرأة الحامل وعنق الرحم للولادة، ولكن هذا الهرمون مسؤول عن ارتخاء الأربطة في الجسم بشكل عام أثناء فترة الحمل، مما يجعل مفاصل السيدة الحامل غير مستقرة وعرضة لإصابة بصورة أكبر في هذه الفترة، ومن السهل أن تتعرض السيدات الحوامل للالتواء والتمزق خاصة في أربطة المفاصل حول الحوض، وأسفل الظهر، والركبة، ولذا عليك الحذر سيدتي حين تحملين أي شيء ثقيل، وتحركي بحرص لتتفادي الانزلاق، وتجنبي الحركات المفاجئة من وضع لآخر أو من اتجاه لآخر.
9) الدوالي، البواسير، والإمساك
الدوالي هي تمدد للأوردة في الجسم خاصة في منطقة الأرجل والأعضاء التناسلية؛ حيث يحدث ارتخاء لجدار الأوردة نتيجة هرمونات الحمل، فتستوعب هذه الأوردة كمية أكبر من الدم، وغالبًا ما تتحسن هذه الدوالي بعد الحمل، ويخفف منها تجنب الوقوف والجلوس لمدد طويلة، ولبس ملابس فضفاضة، ورفع القدمين إلى مستوى الجسم أثناء الجلوس بوضعها على مخدة أو مقعد صغير، أو قد تلجأ بعض السيدات للبس جوارب الدوالي الداعمة.
وقد تشتكي بعض السيدات الحوامل من البواسير أثناء الحمل، وهو التهاب يحدث في منطقة الشرج نتيجة لزيادة كمية الدم المتدفق للحوض وانتفاخ الأوردة بالدم حول فتحة الشرج، وكذلك زيادة وزن الرحم مما يجعله ضاغطًا على بعض الأعضاء والأوعية داخل الحوض، فيزيد حجم الأوردة في منطقة الشرج ويتعرض لالتهاب نتيجة تلوث هذه المناطق، والبواسير قد تؤدي إلى ألم شديد، نزيف، حكة، أو عدم ارتياح في هذه المنطقة كلما أرادت المريضة التبرز، ويزيد الأمر تعقيدًا وجود الأمساك، فهو عامل محفز على حدوثها وتفاقمها.
أما بالنسبة للإمساك فهو من أشهر الأمراض التي تتعرض لها السيدة الحامل، وهو أمر مزعج لذاته، أو لما يصاحبه أو يسببه من مرض البواسير، ويحدث الإمساك نتيجة تأثير الهرمونات على إبطاء الحركة الدودية للأمعاء، وهي المسؤولة عن حركة الطعام داخل جهازنا الهضمي. ويزيد الإمساك في الفترات المتأخرة من الحمل، لأن الرحم بما يحمله من جنين يصبح ضاغطًا على القولون، فيصعب هذا من مرور الطعام المهضوم عبر القولون، ويقلل من حركة القولون بشكل عام. ومع زيادة هذه المقاومة ضد حركة القولون يزيد الإمساك، ويزيد معها الإجهاد في الدفع بالبراز مما يسبب البواسير ويفاقمها.
وعلاج كلا الأمرين: الإمساك والبواسير يكمن في علاج الإمساك نفسه، فننصح السيدة الحامل بزيادة تناول الألياف في طعامها، وشرب الكثير من السوائل بصورة يومية، وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم ليساعد هذا في تحسين حركة القولون والجهاز الهضمي بشكل عام، وقد يستخدم البعض الألياف الصناعية والأدوية الملطفة للبراز (وليس الملينات) لتخفيف الإمساك، مثل حبوب الردة (ألياف صناعية)، والجلسرين الموضعي (ملطفات البراز)، ويمنع استخدام الملينات (إلا باستشارة الطبيب) لما لها من تأثير على انقباضات الرحم، وكذلك لأنها قد تسبب الإسهال الشديد الذي يؤثر سلبًا على الأم والجنين، كما أن هناك كريمات ومراهم موضعية مخففة لآلام والتهابات البواسير، ويمكنك سيدتي استشارة طبيبك لوصف العلاج المناسب لك.
10) أشياء تخرج من جسمك أثناء الولادة
أعتقد أنك بعدما تغلبت على التقلبات المزاجية والإمساك والبواسير قد تخيلت أن كل الصعوبات قد انتهت، دعينا نفاجئك سيدتي ونقول لك إن يوم الولادة قد يحمل لك العديد من المفاجآت المدهشة، ومن المعروف أن الجنين يحيط به أثناء الحمل كيس مملوء بسائل يسمى سائل الجنين (Amniotic fluid)، ويبدأ هذ الكيس بالتمزق قبيل الولادة بوقت قصير، وتسميه بعض السيدات بـ"نزول الماء"، وهو علامة على بدء انقباض الرحم وبداية عملية الوضع، وتقدر كمية الماء داخل هذا الكيس للطفل المكتمل النمو بما يوازي كوبين إلى ثلاثة أكواب، وقد تشعر السيدات إما باندفاع شديد لهذا السائل بعد تمزق الكيس مع احتياج شديد للتبول، أو تشعر بعض السيدات بتقطر السائل شيئًا فشيئًا على الجزء الداخلي من أرجلها نزولًا إلى القدمين، وهذا لا لشيء إلا لأن رأس الطفل قد يكون سادّا لفتحة عنق الرحم فيمنع اندفاع السائل بشكل قوي خارج الرحم، فينزل السائل في صورة نقط تخرج شيئًا فشيئًا، ولا تتعجبي سيدتي من استمرار تدفق الماء إذا طالت فترة الولادة، فحتى بعد إفراغ كيس الحمل من السائل وتدفقه كله إلى الخارج يظل رحم الأم ينتجه بما يوازي كوبًا كل ساعة تقريبًا حتى تمام الولادة وخروج كيس الحمل والمشيمة.
وهذا السائل المحيط بالطفل له رائحة سكرية، ولونه باهت أو قد يكون عديم اللون، ويتغير هذا السائل داخل رحم الأم بصورة منتظمة كل ثلاث ساعات تقريبًا أثناء شهور الحمل، ووظيفة هذا السائل هي:
- حماية الجنين من الصدمات.
- ضبط حرارة جسمه بعيدًا عن تغيرات الجو خارج جسم الأم.
- حمايته من العدوى.
- نمو وتطور الجهاز الهضمي والتنفسي.
- يساعد في نمو العضلات والعظام.
- يمنع التصاق الأصابع أثناء نموها.
- ويمنع الضغط على الحبل السري، والذي هو مصدر الهواء والغذاء للجنين.
ولا يقتصر الأمر على خروج مثل هذا السائل، فهناك أشياء أخرى قد تخرج منك دون إرادتك أثناء الولادة؛ فبعض السيدات قد يصبن بالغثيان والقيء أثناء الوضع، وهناك البعض الآخر قد يفقدن السيطرة على مجرى البول أو فتحة الشرج، فتخرج منهن بعض الغازات أو يعانين من إسهال مفاجئ أو عدم قدرة على التحكم في البول، وهذه كلها أمور قد تحدث طبيعيًا للحوامل في هذا الظرف.
والآن وبعد سردنا لهذه المفاجآت العشرة، قد تكون هناك مفاجآت أخرى، ولكن معرفتك بهذه المعلومات سواء بالقراءة أو التواصل مع أخصائيي التثقيف الطبي والطاقم الطبي تجعلك أكثر تقبلًا لمثل هذه المشاكل والمفاجآت وأكثر تكيفًا معها، كما تساعدك على تجنب حدوث بعضها أو على الأقل عدم تفاقمها، ونصيحتنا لك بأن لا تجعلي مثل هذه الأحداث والأمور العرضية تمنعك من الحمل أو الاستمتاع بلحظة حمل مولودك الجديد بين يديك، فهي فرحة لا توازيها أي فرحة.