في حالة السرطان الفصيصي الموضعي (Lobular carcinoma in situ) تنمو الخلايا التي تشبه الخلايا السرطانية في بطانة الغدد المنتجة للحليب في الثدي (تسمى الفصيصات)، لكنها لا تغزو جدار الفصيصات. ولا تعتبر الحالة سرطانًا، ولا تنتشر الخلايا عادةً إلى ما بعد الفصيصات إذا لم يتم علاجها. لكن وجودها يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي الباضع في أي من الثديين لاحقًا، لهذا فإن المتابعة ضرورية جدا لاكتشاف حدوث أي تغيرات سرطانية والقضاء عليها مبكرا.
ولا يظهر السرطان الفصيصي الموضعي عادة في تصوير الثدي بالأشعة، ففي أغلب الأحيان يتم اكتشاف هذه الحالة نتيجة لإجراء خزعة في الثدي لسبب آخر، مثل وجود تكتل في الثدي مثير للشك، أو نتيجة لظهور شيء غير طبيعي عند تصوير الثدي بالأشعة.
لهدا، توصى النساء دائما بضرورة استشارة الطبيب إذا لاحظن أي تغيرات في الثديين، كوجود كتلة أو منطقة فيها جلد مجعد أو غير طبيعي، أو منطقة سميكة تحت الجلد، أو إفرازات من حلمة الثدي.
* أسباب الإصابة بالسرطان الفصيصي الموضعي
لا يوجد سبب واضح وراء الإصابة، ويبدأ السرطان الفصيصي الموضعي عندما تحدث في الخلايا الموجودة في الغدة المنتجة للحليب (الفصيص) طفرات جينية تتسبب في نمو الخلايا بشكل غير طبيعي، وتبقى الخلايا غير الطبيعية في الفصيص ولا تمتد إلى نسيج الثدي المجاور أو تنتشر فيه.ويُعتقد أن نسبة خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء المصابات بالسرطان الفصيصي الموضعي تبلغ 20 في المئة تقريبًا. وبعبارة أخرى، فإنه من بين كل 100 امرأة مصابة بالسرطان الفصيصي الموضعي ستصاب 20 امرأة منهن بسرطان الثدي.
وقد تزيد خطورة الإصابة بالسرطان الفصيصي الموضعي في حالة:
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي.- تناول العلاج بالهرمونات البديلة لانقطاع الطمث.
- كنتِ امرأة في بداية الأربعينيات من عمرك.
* تشخيص الإصابة بالسرطان الفصيصي الموضعي
غالبًا ما يتم تشخيص الحالة كنتيجة عرضية عند إجراء خزعة لتقييم منطقة أخرى مثيرة للقلق في الثدي. وتشمل أنواع خزعة الثدي التي يمكن استخدامها ما يلي:- سحب خلايا العينة بالإبر الرفيعة.. يوجّه الطبيب إبرة رفيعة جدًا إلى داخل الثدي، ثم يستخدم الطبيب حقنة مثبتة بالإبرة لتجميع عينة من الخلايا أو السائل للفحص.- أخذ خزعة من الأنسجة بالإبرة.. يستخدم طبيب الأشعة أو الجراح إبرة رفيعة ومجوفة لاستئصال عدة عينات صغيرة من النسيج. وتُستخدم تقنيات التصوير، مثل تصوير الثدي بالأشعة أو التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، للمساعدة في توجيه الإبرة المستخدمة في أخذ خزعة من الأنسجة بالإبرة.
- الخزعة الجراحية.. قد يقوم الجراح بإجراء عملية لاستئصال جزء من الثدي لإجراء فحص.
* علاج السرطان الفصيصي الموضعي
1- الملاحظة الدقيقة
إذا تم تشخيص إصابتكِ بالسرطان الفصيصي الموضعي، فقد يوصي الطبيب بتكرار الاختبارات الذاتية للثدي من أجل تطوير التعود عليه واكتشاف أي تغيرات غير طبيعية فيه، فحص الثدي السريري مرتين في العام على الأقل، وإجراء تصوير الثدي بالأشعة كل عام. وقد يوصي بالتصوير بالرنين المغناطيسي، إذا كنتِ تعانين من عوامل خطورة أخرى ولديك تاريخ عائلي قوي من الإصابة بسرطان الثدي.2- العلاج الوقائي الكيميائي
- التاموكسيفين
يقلل التاموكسيفين من خطر الإصابة بسرطان الثدي الانتشاري. ويمكن استخدام التاموكسيفين لدى النساء قبل انقطاع الطمث وبعده، كما يُستخدم التاموكسيفين عادةً مدة خمسة أعوام. ويزيد التاموكسيفين قليلاً من خطر الإصابة بحالات خطيرة، منها سرطان الرحم والسكتة الدماغية والمياه البيضاء، وكذلك أعراض جانبية مثل الهبات الساخنة وجفاف المهبل. كذلك، يزيد التاموكسيفين من خطر الإصابة بجلطات الدم لدى النساء بعد مرحلة انقطاع الطمث.- رالوكسيفين (إيفستا)
تم اعتماد رالوكسيفين أيضًا لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي الانتشاري لدى النساء اللواتي تزيد نسبة الخطورة لديهن في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، بما في ذلك المصابات بالسرطان الفصيصي الموضعي. ويتميز رالوكسيفين بفعالية التاموكسيفين نفسها في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي الانتشاري لدى النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث فقط. هذا، ويرتبط رالوكسيفين بعدد قليل من حالات سرطان الرحم وجلطات الدم والسكتة الدماغية، لكنه يرتبط في ما عدا ذلك بأخطار صحية مشابهة للتاموكسيفين. وبوجه عام، يمكن لهذه الأدوية أن تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي إلى النصف.3- الجراحة
تعد جراحة استئصال منطقة السرطان الفصيصي الموضعي خيارًا آخر للنساء اللائي يعانين من تزايد خطر إصابتهن بسرطان الثدي نتيجة تاريخهن العائلي من الإصابة بالمرض. ويتم الاستئصال أحيانًا في وقت الخزعة، لكن قد تكون هناك حاجة في أحيان أخرى لاستئصال المزيد من النسيج. بعد استئصال السرطان الفصيصي الموضعي، ستستمرين في إجراء فحوصات متتابعة، لأنه لا تزال هناك خطورة كبيرة لإصابتكِ بسرطان الثدي.* أخيرا..
على الرغم من أن السرطان الفصيصي الموضعي ليس سرطانا، لكنه بالتأكييد سيتسبب بالقلق بشأن الخطر المتزايد للإصابة بسرطان الثدي في المستقبل. تعرفي على معلومات كافية حول المرض، والتزمي بسبل الوقاية وأساليب العيش الصحية. مثلا، اختاري نظامًا غذائيًا صحيًا يركّز على الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة. وحاولي أن تكوني نشيطة لمدة 30 دقيقة يوميًا في معظم أيام الأسبوع. واحصلي على قسط كافٍ من النوم كل ليلة حتى تستيقظي وأنت تشعرين بالراحة. والتزمي بمواعيد زيارات الكشف والمتابعة.* المصدر
Lobular Carcinoma in Situ (LCIS)