كثيراً ما تنصح الأم بعدم حمل الرضيع أو الاستجابة له والاهتمام أكثر من اللازم، بحجة أن هذا قد ينعكس سلباً عليه ويصبح رضيعاً مدللاً ويجعل الأم ملازمة لرضيعها ولا يمكنها عمل أي شيء.
لكن في الحقيقة، الرضع ليسوا كالأطفال الأكبر سناً الذين إذا تمت تلبية جميع متطلباتهم يصبحون أطفالاً مدللين، ويجري إفسادهم، فالرضع يحتاجون إلى اهتمام مستمر لمنحهم الأساس للنمو عاطفياً وجسدياً وفكرياً. يقول كيفين نوجنت، مدير معهد برازيلتون في مستشفى الأطفال في بوسطن واختصاصي نفس الأطفال: "يتمثل التحدي الذي يواجه المولود الجديد بمعرفة أن العالم يمكن الاعتماد عليه بطريقة ما وجديرة بالثقة، وأن احتياجاته الأساسية ستُلبى، وأن الاستجابة لإشارات الطفل ليست إفساداً له، بل إنها مسألة تلبية احتياجاته المهمة".
الخطأ رقم 1.. دعه يبكي قليلاً
عندما يبكي رضيعك، وخصوصاً في الأشهر الثلاثة الأولى، فهو لا يحاول اللعب، بل بالتأكيد هناك سبب ما كالمغص، الجوع، التعب والحاجة للنوم، أو كونه غير مرتاح. ويكون البكاء هو الطريقة الوحيدة التي يعرفها للتعبير عما يضايقه. لذلك، يجب عدم إهماله وأخذ بكائه على محمل الجد ومحاولة البحث عن السبب وعلاجه. وبعد التأكد من أن طفلك ليس جائعاً، أو يحتاج إلى حفاض جديد أو مريضاً... جرب استراتيجيات التهدئة الآتية:
- هزه على كرسي هزاز أو أمسكه وتمايل به من جانب إلى آخر.
- امسح على رأسه بلطف أو ربّت ظهره أو صدره بلطف شديد.
- لفه في وشاح وحاول أن تجعله ينام.
- قم بالغناء أو التحدث معه بصوت هادئ.
- قم بتشغيل الموسيقى الهادئة.
- ضعه في عربته وحاول السير به داخل البيت أو الحديقة، أو اصطحبه في رحلة ممتعة وسهلة بالسيارة.
- حاول أن تجعله يتجشأ للتخلص من الغازات.
- امنحه حماماً دافئاً.
ومن خلال الانتباه لبكاء الطفل، فإن الآباء لا يستجيبون فقط لاحتياجات الطفل الجسدية، بل سيتعلم الأطفال الشعور بالأمان والراحة والرعاية والدفء، وهذا بدوره يمنحهم الثقة للاستكشاف والتعلم. وفي الواقع، تظهر الدراسات أن الأطفال الذين يطورون هذا الشعور بالأمان من مقدمي الرعاية في السنة الأولى سيكونون أكثر استقلالية وثقة بالنفس وسعادة فيما بعد. يقول نوجينت: "يمكن الرضع أن يشعروا بعدم اهتمام وقرب والديهم منهم حتى في الأشهر القليلة الأولى". لكن، هذا لا يعني أن البكاء لفترة قليلة سيكون له ذات التأثير، بل نحن نتكلم عن الإهمال بصورة متكررة. ويحتاج الوالدان إلى معرفة أنّ من الطبيعي أن يبكي أطفالهم، وعندما يتجاوز الطفل الـ 9 أشهر ويبدأ بتعلم فن الإقناع، يمكن الوالدين أن يصبحوا أكثر انتقائية في الاستجابة للبكاء.
الخطأ رقم 2: أنت تحمل طفلك كثيراً
باستخدام تقنية تسمى رعاية الكنغر، وجد أطباء حديثي الولادة أن حمل الطفل المولود قبل الأوان يوفر العديد من الفوائد، مثلاً:
- المحافظة على درجة حرارة جسم الطفل.
- الحد من البكاء.
- تنظيم التنفس ومعدل ضربات القلب.
- تحسين زيادة الوزن ويؤدي إلى معدل نمو أفضل.
فعندما تحملين طفلكِ، يشعر الطفل بدفء جسد الوالدين، ويسمع دقات قلبهم، وإذا كانت الأم ترضع، فمن السهل جداً إرضاع الطفل كلما احتاج إلى ذلك، ويشجع القرب أيضاً على المزيد من التفاعل والترابط بين الوالدين والطفل. إنه ببساطة أكثر ملاءمة للتعارف فيما بينهما. وغالباً ما يقترح الخبراء على الآباء أن يحملوا أطفالهم في حمالة على الصدر لتكوين علاقة أوثق، خاصة أنهم لم يحملوا أطفالهم أجنّة مثل الأمهات. تقول الدكتورة باربرا هوارد، الأستاذة المساعدة لطب الأطفال في جامعة جونز هوبكنز وعضو الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال: "يحب الأطفال الحمل طوال الوقت، خاصة قبل أن يتمكنوا من المشي بمفردهم، وخلال حملهم يمكنهم أن ينظروا حولهم، ويروا ما يفعله الوالدان، وهو ما يجده الرضيع رائعاً تماماً، وهذا مفيد للنمو العقلي". ومن خلال التحدث إلى طفلك في أثناء حمله من غرفة إلى أخرى، فأنت أيضاً تضع الأساس لتطوير اللغة. وأيضاً، كلما كان الترابط بينك وبين طفلك قوياً وشعر بالأمان، ساعده ذلك على الحركة.
الخطأ رقم 3: الجداول الزمنية، كلما كان ذلك مبكراً كان أفضل
يقول أطباء الأطفال إن الآباء يجب أن يتجاهلوا توقعاتهم بشأن الجداول الزمنية أو الروتين على الأقل للأشهر الثلاثة الأولى من حياة الرضيع. وسيكون الطفل هو المرشد الوحيد والمتحكم، وسيكون كل ما عليك مراقبة علامات الرضا مثل البكاء، والضحك، واللعب، والنمو العاطفي والحركي.. إلخ. بمعنى، لا يوجد وقت محدد للنوم أو الطعام، وعادةً ما يأكل الرضع، وحتى المبتسرون منهم، عندما يكونون جائعين ويتوقفون عندما يكتفون. ويمر الأطفال عادة بطفرات نمو في عمر 2 إلى 3 أسابيع، و2 إلى 3 أشهر، و6 أشهر. وأحد المجالات التي يكون من المنطقي فيها مساعدة الطفل على تطوير نمط هو أنماط النوم ليلاً وأوقات القيلولة، ولكن فقط بعدما يكبر الرضع قليلاً بعد الستة أشهر يكون عندها من الممكن البدء بجداول محددة للقيلولة والرضاعة.
المصادر
