عندما يعاني الرضيع من المغص، تبدأ الاقتراحات من الأهل والأصدقاء حول الطرق المجربة لتهدئة الرضيع، ومن بين تلك الطرق الماء الغريب، فما هو الماء الغريب وهل له تأثيرات جانبية؟
ما الماء الغريب؟
هو سائل يتميز بخصائص مهدئة للأطفال الذين يعانون من اضطرابات الأمعاء. ويعطى بدون وصفة طبية في جميع أنحاء العالم لتهدئة الرضع الذين يعانون من المغص. واعتمادًا على العلامة التجارية، يحتوي الماء الغريب عادةً على الماء بالإضافة إلى بيكربونات الصوديوم ومزيج من الأعشاب مثل الشمر والشبت والزنجبيل والبابونج والليمون والنعناع. ويتوفر بسهولة في معظم محلات البقالة ويتم إعطاؤه على شكل قطرات من القطارة المرفقة.
وفي السابق، كان الماء الغريب يتألف من السكر والكحول وأعشاب نبتة الأغاف والمياه النقية ونكهة الزنجبيل. ومن المهم ملاحظة أنه تمامًا مثل المنتجات العشبية الأخرى، هناك نقص في المراقبة والتوحيد القياسي لمكونات الماء الغريب، مما يعني أن السلامة والفعالية لم يتم اختبارهما بدقة كما هو الحال مع الأدوية. لذلك، من المهم مناقشة استخدامه مع طبيب طفلك.
وقد يخلط بعض الناس بين الماء الغريب وقطرات الغازات التي تُصرف دون وصفة طبية أيضا، لكنهما في الواقع منتجان مختلفان تمامًا. وتحتوي قطرات الغازات على العامل المضاد للغازات، الـ سيميثيكون، والمصمم لطرد الغازات من الجهاز الهضمي، بينما الماء الغريب عبارة عن مزيج من المكونات المصممة لتهدئة اضطراب البطن.
وقد وجدت إحدى الدراسات أن غالبية الأطفال يحصلون على الماء الغريب في الأشهر الستة الأولى من الحياة من قبل الوالدين أو مقدمي الرعاية. لكن، وجدت الأبحاث أيضًا أن الأطفال الذين يتناولونه لم يشعروا بالراحة أو يتخلصوا من المغص.
استخدام الماء الغريب
غالبًا ما يتم إعطاء الماء الغريب للأطفال في السنة الأولى من العمر، وذلك عندما تكون أعراض المغص، أو البكاء المفرط، أو الانزعاج العام أكثر شيوعا. وفي معظم الحالات، يقرر مقدم الرعاية أو أحد الوالدين إعطاء الطفل الماء االغريب كحل تلطيفي مساعد لتخفيف المغص.
لكن، لم تكن هناك دراسات تبحث في تأثير الماء الغريب على المغص. وغالبا، يسمع الوالدان تجربة قصصية من شخص آخر تفيد بأن الماء الغريب يساعد في تخفيف آلام التسنين والاضطراب والغازات. حتى أن بعض الآباء قد أفادوا أن الرضيع نام طوال الليل بهدوء بعد تناوله للماء الغريب.
لكن، في الواقع، أظهرت جميع الدراسات التي تم إجراؤها أن الماء الغريب ليس فعالا على الإطلاق. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجريت في الهند أنه لا يوجد فرق في مقدار البكاء بين مجموعة الأطفال الذين حصلوا على الماء الغريب والأطفال الذين لم يتناولونه. ووجدت الدراسة أيضًا أن الأمهات ومقدمي الرعاية أبلغوا عن المزيد من القيء والإمساك عند الرضع الذين تلقوا الماء الغريب. على الرغم من أن هذه الدراسة لا تثبت بالضرورة أن الماء الغريب يسبب المزيد من القيء والإمساك، إلا أنه مؤشر على أنه لا يساعد الرضع بل قد يسبب لهم أعراضا أخرى. .
هل الماء الغريب آمن؟
عندما يتعلق الأمر بإعطاء طفلك أي مكمل أو دواء، تجب عليك دائمًا مراجعة طبيب الأطفال قبل ذلك. وهناك عدد من العوامل التي تجعل من شرب الماء الغريب خيارًا محفوفًا بالمخاطر إلى حد ما:
1. المكونات
نظرًا لأن المكونات الموجودة في الماء الغريب يمكن أن تختلف، فمن الصعب إصدار بيان شامل ضد جميع العلامات التجارية الموجودة حاليا. وعلى الرغم من أنه لم تثبت أي دراسة أن الماء الغريب ضار بشكل مباشر للأطفال. لكن، هناك مكونات فيه يمكن أن تكون مصدر قلق. على سبيل المثال، لا يتم تنظيم الماء الممزوج من قبل الإدارات الصحية الرسمية، لأنه مكمل وليس دواء. لذلك، قد يحتوي على مكونات غير آمنة للأطفال. فمثلا قامت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في عام 2019 بسحب علامة تجارية واحدة من مياه الشرب لأنها تحتوي على مكونات ضارة.
بالإضافة إلى ذلك، تدعي معظم العلامات التجارية أنها خالية من الكحول، ولكن ليست كل أشكال الماء الغريب خالية من الكحول. وقد وجدت إحدى الدراسات أن الماء الغريب الذي يُباع في الهند، على سبيل المثال، يحتوي على الكحول .أيضًا، يمكن أن يؤدي الماء الذي يحتوي على بيكربونات الصوديوم إلى متلازمة الحليب القلوي، إذا تم إعطاؤه بكميات كبيرة باستمرار.
2. الآثار الجانبية المحتملة
تشمل المخاطر المحتملة الأخرى زيادة القيء والإمساك عند الأطفال. وتشير مجلة علم الأدوية والعلاج الدوائي أيضًا إلى أن الماء الغريب يمكن أن يعرض الطفل لخطر متزايد للتعرض لأشياء ضارة مثل البكتيريا والمواد المسببة للحساسية. على سبيل المثال، قد يعاني بعض الأطفال من رد فعل تحسسي تجاه الماء الغريب بما في ذلك الإصابة بالشرى أو الحكة أو القيء. وقد يؤدي أيضًا إلى ظهور مشاكل مبكرة في تطور الأسنان لأنه يحتوي على كميات عالية من السكر.
3. التَغذِيَة
إذا كنت تعطين طفلك الكثير من الماء أثناء النهار أو الليل، فقد يكون ممتلئًا فقط من الماء الغريب وليس من حليب الأم أو الحليب الاصطناعي. وإذا شرب الأطفال الكثير من الماء، فقد لا يحصلون على السعرات الحرارية والعناصر الغذائية التي يحتاجونها. ولا يحتوي الماء الغريب على أي قيمة غذائية، لذلك يفقد الأطفال التغذية والمكونات الأساسية التي يحتاجونها للنمو والتطور.
وإذا حدث هذا باستمرار، فقد يعاني طفلك من مشاكل مثل تأخر أو تباطؤ النمو أو زيادة الوزن غير الكافية. وقد يتداخل أيضًا مع الميكروبات في الجهاز الهضمي التي قد تلعب دورًا في الهضم والصحة العامة. والبكتيريا الجيدة مفيدة لأجسامنا، خاصة عند الأطفال، الذين ما زالت أجهزتهم المناعية في طور النمو.
وفي البلدان النامية أو الأسر ذات الدخل المحدود جدا، قد تلجأ الأم للماء الغريب لأنها لا تتغذى جيدا وبالتالي فإن مخزون الحليب قليل، أو قد لا تتمكن الأمهات من تحمل تكاليف الحليب الاصطناعي لأطفالهن. ويُستخدم الماء الغريب كمكمل غذائي غير مغذي للتغذية، لذلك في تلك الحالات، يمكن أن يكون الماء الغريب خطيرا لأنه يستخدم ليحل محل الرضعات الضرورية للأطفال.
هل توجد بدائل للماء الغريب؟
إذا كان رضيعك يعاني من مشاكل في الهضم أو المغص، فمن الأفضل العمل مع طبيب الأطفال لمحاولة إيجاد حل، فقد يكون رضيعك يعاني من حالة طبية أساسية، مثل ارتداد الحمض أو حساسية الطعام، ويمكن علاجها. وإذا استبعد طبيبك هذه المشكلات الطبية ولا يزال طفلك منزعجًا للغاية أو مصابًا بالمغص، فهناك بعض العلاجات الأخرى التي يمكنك تجربتها قبل اللجوء إلى استخدام الماء الغريب.
وفي ما يلي بعض الأشياء التي قد تساعد في تهدئة طفلك:
- ضعي ضغطًا خفيفًا جدًا على بطن طفلك أو زيدي من وقت اللعب على بطنه أثناء النهار.
- اسألي طبيب الطفل عن توصيات بشأن تركيبة ألطف أو خالية من مسببات الحساسية إذا كنت ترضعين حليبًا صناعيًا أو جربي زجاجة جديدة.
- اعملي حركات عجلات الدراجة بساقي طفلك لمعرفة ما إذا كانت الحركة تساعد في تحرير الغاز.
- تخلصي من المهيجات الشائعة في نظامك الغذائي إذا كنت ترضعين طبيعيا، بما في ذلك الكافيين والأطعمة الغنية بالتوابل ومنتجات الألبان.
- امنحي طفلك تدليكًا لطيفا.
- لفي الطفل بالقماط بلطف حتى يشعر بالراحة والأمان.
- افركي بطن طفلك بحركات دائرية لطيفة للمساعدة في تحرير الغازات.
- قومي بجولة بالسيارة، أو استخدمي أرجوحة أطفال، أو عربة الطفل، فهذا النوع من الحركات يساعد على تهدئة طفلك.
- حاولي استخدام الضوضاء أو الموسيقى أو الوقوف بجانب صنبور الماء وفتحه لسماع جريان الماء.
- امشي أو ارقصي مع طفلك لمعرفة ما إذا كان ذلك سيخفف من الضيق.
* المصدر: