صحــــتك

5 طرق تؤثر بها الحرب على صحة أهلنا في غزة

الصورة
أنور نعمة

يتعرّض أهلنا في قطاع غزة لتهديدات وجرائم حرب قاسية جراء القصف العنيف الذي يقوم به جيش الاحتلال، وحتى المستشفيات والمراكز والمرافق الصحية وطواقم الإسعاف والعاملين في مجال الصحة لم تسلم من شرور قصفهم الوحشي العنيف والمتعمَّد الذي يهدف إلى تدمير البشر والحجر. 

هناك عواقب صحية فظيعة للحرب على غزة، فإلى جانب الإصابات الناجمة عن الهجمات والقصف المستمر، هناك جوانب أخرى تساهم، بشكل أو بآخر، في تأزيم الوضع الصحي المتردي أصلاً، وبالتالي إلى انهياره بسبب الحصار الظالم الذي دام أكثر من 17 سنة، وتضم هذه الجوانب ما يلي: 

  1. لا وقود ولا كهرباء

لا يمكن للمستشفيات أن تعمل بدون وقود أو كهرباء، فمنذ أن قطَع الاحتلال الإسرائيلي الكهرباء عن غزة بسبب الحصار الشامل، تعتمد مستشفيات غزة على المولدات الكهربائية الاحتياطية التي تعمل على الوقود من أجل تأمين احتياجاتها من الكهرباء، ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة، فإن احتياطي المستشفيات من الوقود قد استُنفدت تقريباً، وإذا ما تم إيقاف المولدات الاحتياطية، فإن حياة الآلاف من المرضى ستكون في خطر وسيموتون، خاصة الأطفال الحديثي الولادة، وأولئك الذين هم في أمس الحاجة إلى أجهزة الإنعاش للبقاء على قيد الحياة في العناية المشددة، فبدون كهرباء سيموت العديد من المرضى.

  1. لا ماء نظيفاً

أصبح الحصول على مياه نظيفة في غزة نادراً للغاية إن لم نقل شبه معدوم، وهذا ما يُجبِر الكثير من أهل غزة على شرب مياه ملوثة ومن مصادر غير آمنة، الأمر الذي يزيد من احتمال التعرض للجفاف، ومن مخاطر ذلك التعرض للأمراض التي تنتقل عن طريق الماء مثل الكوليرا، وما يزيد الوضع الصحي تعقيداً هي الظروف الصحية السيئة في الملاجئ، والتي تعتبر بيئة صالحة لانتشار وانتقال الأمراض المعدية.

  1. لا مضادات حيوية

يؤدي شحّ المضادات الحيوية إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالعدوى، وإلى استفحال المقاومة الجرثومية. يكون الأشخاص المصابون بالجروح والكسور المفتوحة والمحطّمة الناجمة عن الغارات وإطلاق النيران، أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، ومع انخفاض مخزون المضادات الحيوية، ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة، فإن معدل مقاومة المضادات الحيوية في غزة أمر مثير للقلق. ويحتاج بعض المرضى إلى حَجْر فوري لتجنب انتشار البكتيريا دون توفر علاج بالمضادات الحيوية، وفي بعض الأحيان يبقى الخيار الوحيد أمام المرضى هو إجراء عملية البتر، لمنع انتشار العدوى وإنقاذ حياتهم. 

  1. لا مكان آمناً 

في وقت متأخر من ليل 12 أكتوبر بدأ جيش الاحتلال بتحذير أهالي شمال غزة البالغ عددهم أكثر من مليون نسمة، بإخلاء منازلهم، والذهاب جنوباً خلال مدة 24 ساعة، وفي 13 أكتوبر أعطت السلطات الإسرائيلية ساعتَين فقط لإخلاء مستشفى العودة الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود. إن إصدار مثل هذه الأوامر يعتبر بمثابة تهديد حقيقي لحياة المرضى الأكثر ضَعفاً، الذين يواجهون أمران أحلاهما مرّ، إما المخاطرة بحياتهم والذهاب إلى جنوب غزة، أو البقاء في المستشفى ليواجهوا المزيد من العنف. أما عن العاملين في المجال الطبي، فهم يجدون أنفسهم أمام أحد خيارين لا ثالث لهما، إما ترك مرضاهم لمصيرهم والانتقال جنوباً للبحث عن مأوى لهم ولعائلاتهم، أو المخاطرة بحياتهم والبقاء في المستشفى لتقديم الرعاية المنقِذة للحياة. 

في غزة؛ يشعر الناس بالرعب لأن الوضع الحالي يثير الكثير من القلق والخوف، ما يجعلهم في حال رهيبة تعجز الكلمات عن وصف ما يتعرضون له ويمرون به. فالقصف المكثَّف المدمر، وتلقي رسائل نصّية في منتصف الليل تطلب منهم إخلاء منازلهم، يجعلهم لا يعرفون إلى أين يذهبون تحت وابل القنابل التي تنهمر عليهم كالمطر.

  1. لا إمكانية للحصول على الأدوية الأساسية

قبل وقوع الحرب، كانت غزة تعاني من شحّ مزمن في الأدوية الأساسية، وكانت المستشفيات تعاني أيضاً من قلة الإمدادات والمعدات والقدرات لعلاج مرضاهم، وجاءت الحرب الأخيرة لتجعل الأوضاع تسير من سيء إلى أسوأ، فلا المرضى يستطيعون تأمين أدويتهم الأساسية، ولا المستشفيات قادرة على تأمين مستلزماتها  لعلاج الأشخاص واستقبال المرضى الجدد والمصابين جراء القصف الكثيف بشكل صحيح. كما أن المصابين بأمراض مزمنة، مثل الداء السكري والسرطان والنساء الحوامل، معرَّضون للخطر بسبب النقص العام في الأدوية. 

في الختام 

كان الناس في غزة يعانون من أزمة مزمنة من نواح عديدة منذ أن بدأ الحصار قبل 16 عاماً، والآن جاءت الحرب الأخيرة لتزيد الطين بلة بعد أن أعلن جيش الاحتلال فرض حصار كامل يمنع فيه إيصال الغذاء والدواء والماء والكهرباء والوقود إلى جميع السكان، بما فيها الرعاية الصحية والمستشفيات، وهذا أمر غير مقبول، لأنه يعرِّض حياة الناس وصحتهم للخطر والموت، خاصة أولئك الذين يحتاجون إلى رعاية طبية منقذة للحياة. تشهد غزة حالياً انهياراً هائلاً في نظام الرعاية الطبية لعلاج المرضى والمصابين، ولم يعد الطاقم قادراً على القيام بواجباته الأساسية في ظل النقص الحاد الحاصل في الموظفين والأدوية والمعدات الطبية، وسط تعرضهم لنفس المصير الذي يعاني منه بقية السكان في غزة.

 

المصادر

  • 5 ways the war in gaza is impacting palastinian health
  • Doctorswithoutborder
  •  http://www.doctorswithoutborders.org
آخر تعديل بتاريخ
29 أكتوبر 2023
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.