في عصرنا الحالي، أصبح كل من هب ودب يعطي نصائح للعناية بالبشرة، ويروّج لمنتجات معينة يصورها على أنها الحل النهائي للقضاء على مشكلات البشرة، لأن الأمر -بصراحة- لا يتطلب سوى وجود جهاز ذكي بكاميرا وشبكة انترنت، وقابلية للشخص على الترويج وإقناع الآخرين بمحتواه، للحصول على الشهرة والمال.
لهذا، نجد بين الحين والآخر كلامًا متناثرًا هنا وهناك، حول الأكثر فائدة من منتجات العناية بالبشرة والأسوأ منها، اعتمادا على تجارب شخصية لأناس ليس لديهم خبرة بمحتوى المواد، ولا طريقة عملها على أشخاص مختلفين، فالعناية بالبشرة ليست مقياسًا واحدًا يناسب الجميع، بل في الواقع، غالبًا ما يكون العكس تمامًا. ولمعرفة ما يناسبك، تحتاج لمعرفة نوع بشرتك، ومحتوى المواد التي ستضعها على بشرتك، وما إذا كان لديك تحسس من هذه المواد أم لا، إلى غيرها من الأمور المهمة.
في مقالنا هذا، سندرج أهم 8 أكاذيب أو خرافات انتشرت مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي حول العناية بالبشرة، وندحضها بالحقائق، تابع معنا.
الخرافة الأولى: استخدم كمية "بحجم عشرة سنتات" من المنتج
الحقيقة: بدأت هذه الأسطورة من منتجات العناية بالشعر، وشقّت طريقها بطريقة ما إلى منتجات العناية بالبشرة، لدرجة أصبحت فيها الشركات تكرس لهذه الخرافة عندما يضعون كمية صغيرة من المنتج على أطراف الأصابع في إعلاناتهم. لكنّ الكمية تختلف باختلاف قابلية امتصاص الجلد، فقد يكون حجم كمية أصغر من العشر سنتات كافٍ وزيادة، بينما تكون كمية أكبر من ذلك قليلةً بالنسبة لجلد شديد الجفاف.
مثلا، قد تكون قطرتان من زيت الوجه أكثر من اللازم بالنسبة للبشرة الدهنية، ولكن بعد وضع نفس القطرتين على البشرة الجافة ستكون بحاجة للمزيد. أيضا، عندما يكون يومك طويلًا وشاقًا، سترغب في معالجة وجهك بكمية زائدة من المنتج الذي تستخدمه، وينطبق الأمر نفسه على واقي الشمس، لأن معظم الناس يضعون من 25 إلى 50% فقط من الكمية المطلوبة.
الخرافة الثانية: أنت بالتأكيد بحاجة إلى التونر (معزز أو مقوي البشرة)
الحقيقة: يزيل التونر الأوساخ والزيوت الزائدة عن البشرة قبل وضع المرطب. اعتمادًا على العلامة التجارية، يعدِون بمساعدة بشرتك على أن تبدو أكثر إشراقًا وأكثر نعومة. وبينما يمكن أن يساعد التونر في روتين جمالك، فقد لا يحتاجه الجميع، ويمكن أن يتسبب وضع التونر في تراكم المنتجات على البشرة، أو سوء امتصاصها من قبل الجلد.
كما أنه يمكن الاستغناء عن منتجات التونر الباهظة بمنتجات طبيعية أخرى، كهلام الصبار، فهو أساس رائع، ويمنح التوهج اللامع، مع تقليل حجم المسام.
الخرافة الثالثة: مناديل المكياج هي أفضل طريقة لإزالة المكياج
الحقيقة: إذا كنت عرضة لفرط التصبغ، يمكن أن تسبب مناديل المكياج احتكاكًا وتمزقًا ببطء في الجلد إذا كنت تستخدمها يوميًا. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي الكثير من مناديل المكياج على الكحول، والذي يمكن أن يسبب الحرقة للبشرة الحساسة. كما أن بعض المناديل تحتوي على كميات زائدة من الكحول، وتتداخل مع الرقم الهيدروجيني والغلاف الحامي للبشرة، مسببة التهيج والاحمرار والالتهابات.
الخرافة الرابعة: السعر مؤشر جيد لمدى جودة عمل المنتج
الحقيقة: في بعض الأحيان، يؤتي المنتج قليل التكلفة ثمارًا أكثر من المنتج باهظ الثمن. على سبيل المثال، يبلغ سعر غسول الوجه بزيت شجرة الشاي مبلغًا بسيطًا، بينما يصل سعر منتجات الغسول لشركات أخرى، وأيضا بزيت الشاي، ل100 دولار. فالأمر لا يتعدى أحيانا مجرد كون المنتج يحمل اسم علامة تجارية معروفة لا أكثر، ولا يتعلق بعمل المنتج أو محتواه، فليس كل ما هو باهظ الثمن سيكون الأفضل لبشرتك. أيضا قد يكون لديك تحسس من محتوياته، فلا تتعجل وتحكم على الكتاب من عنوانه.
الخرافة الخامسة: لا تلمس وجهك بيديك أبدًا
الحقيقة: ربما تكون قد سمعت بجملة "تجنب لمس وجهك لمنع ظهور حب الشباب"، ولكنّ اللمس وحده ليس هو الشيء الوحيد الذي يضرك. يحذّر طبيب الأمراض الجلدية من التحدث على الهاتف بدون سماعات مثلا، لأن هواتفنا تحمل بكتيريا أكثر من معظم مقاعد المراحيض. أيضا، يبدو أن الأظافر الطويلة يمكن أن تحمل الكثير والكثير من الجراثيم، التي يمكن أن تنقل إلى وجهك أو حتى تسبب التهابًا تحت أظافرك.
الخرافة السادسة: الروتين المتسق هو مفتاح منع ظهور الحبوب
الحقيقة: لن يقيك روتين العناية بالبشرة المتسق من حب الشباب، فقد تكون مشكلات البشرة ناتجة عن أمراض أخرى، مثل خلل الهرمونات أو الإجهاد، أو غيرها من الأمراض. وفي الواقع، قد يؤذيك الروتين المتسق والثابت على المدى الطويل، مثلا، يمكن أن يتغير الطقس ويصبح روتينك غير ملائم لتلك التغيرات، وقد تواجه ضغوطًا غير متوقعة، أو قد تتوقف بشرتك أيضًا عن الاستجابة للكريم المفضل لديك. عندما يحدث ذلك، يحتاج روتينك إلى تعديل.
الخرافة السابعة: المراجعات العالية هي مؤشر على منتج جيد
الحقيقة: بشرتك فريدة من نوعها، ومجرد وجود تعليقات كثيرة على فيديو لمؤثرة أو مؤثر، ليس من المفروض أن يدفعك ذلك للتوجه للمطبخ مباشرة، وعمل الخلطة التي وصفوها لك، فلا تعرِّض وجهك لمواد لا تعرفها، ولا تعرف طريقة عملها. لا تستعجل النتائج وتضع المواد يوميا على بشرتك، لأنه وفقًا للبحث، قد يستغرق الأمر من 6 إلى 20 أسبوعًا حتى ترى تغييرًا حقيقيًا في الجلد. بالطبع، يعتمد الوقت على المكونات وأنواع التغييرات التي تبحث عنها.
ونصيحة: إذا كنت تريد إلقاء نظرة على مراجعات حقيقة ليست كاذبة فابحث عن المواقع التي تبدو أقرب للواقع، وتعطي تقييمًا يتراوح بين أربع إلى ثلاث نجوم، للحصول على منظور أكثر توازناً. وأفضل المراجعات هي تلك التي تظهر النتائج قبل وبعد لشخص لديه نفس لون بشرتك، ومخاوف بشرتك، ونوع بشرتك
الخرافة الثامنة: لست بحاجة إلى طبيب أمراض جلدية
الحقيقة: أحد أكبر الأخطاء هو الاختبار الذاتي للمنتجات، لأنك ببساطة قد لا تعرف نوع بشرتك، أو حتى الحالة التي تعانيها، ومن أجلها اشتريت منتجات العناية. مثلا، هناك أنواع مختلفة من حب الشباب التي تستجيب للعلاجات المختلفة، لكنّ أطباء الجلد يمكنهم إخبارك بأشياء لا يستطيع الآخرون أن يخبروك بها، فلديهم الخبرة والمعرفة الطبية الكافية لذلك.
مثلا، كيف تعرف أن هذه المنتجات تعمل على بشرتك أم لا؟ ما الضرر الذي قد تسببه؟ هل مكوناتها مناسبة لنوع بشرتك؟، وغيرها من الأسئلة التي يمكن لأطباء الأمراض الجلدية مساعدتك في الإجابة عليها.
* المصدر: