يعتقد البعض بوجود العديد من الفوائد الصحية لاستخدام الزيوت النباتية في إعداد الطعام، ويرجع هذا الاعتقاد الشائع إلى القناعة المنتشرة بأن الأطعمة ذات الأصل النباتي هي أطعمة صحية وغير ضارة، ويعتقدون أن هذا ينطبق بدوره على الزيوت ذات الأصل النباتي، إلا أنه في حقيقة الأمر تشير العديد من الدراسات والأبحاث العلمية إلى أن استهلاك الزيوت النباتية يمكنه التسبب بالعديد من الأضرار الصحية، حيث إنها تؤدي إلى حدوث تغيرات فيزيولوجية بالجسم تساهم في حدوث العديد من الأمراض..
فما هي الأضرار الصحية لاستهلاك الزيوت النباتية؟
فما هي الأضرار الصحية لاستهلاك الزيوت النباتية؟
1. غالبية الزيوت النباتية هي زيوت غير طبيعية
غالبية الزيوت النباتية التي نستهلكها اليوم مثل زيت الصويا، وزيت دوار الشمس، وزيت الذرة، وزيت الكانولا، وزيت بذرة القطن هي زيوت مصنعة بالأساس؛ حيث تتضمن عملية تصنيعها التسخين لدرجات حرارة مرتفعة، وإضافة العديد من المواد الكيميائية، وبالتالي لا يمكن اعتبارها زيوتا طبيعية.
بجانب هذا، فقد بدأ تصنيع الزيوت النباتية تلك للمرة الأولى منذ قرابة مائة عام فقط، لذا فإنها تعد دخيلة على النظام الغذائي البشري، وتحتوي تلك الزيوت على كمية كبيرة من أحد أنواع الأحماض الدهنية الغير مشبعة يدعى "أوميجا-6"، والتي ثبت تأثيراتها الضارة على الصحة عند استهلاكها بكميات كبيرة.
2. تؤثر سلبا في خلايا الجسم
يعد كل من أوميغا-6، وأوميغا-3 من الأحماض الدهنية الأساسية التي يحتاج إليها جسم الإنسان، حيث تلعب دورا أساسيا في العديد من الوظائف الحيوية التي تؤثر في مختلف أجهزة الجسم، ونظرا لعدم قدرة الجسم على تصنيعها، فإنه من الضروري أن يحصل الجسم على حاجته من تلك الأحماض الدهنية من خلال الطعام، لكن الأمر الأكثر أهمية أن يحصل على هذين النوعين من الأحماض بشكل متوازن.
وتحتوي الزيوت النباتية على نسبة عالية من أوميغا-6 مقارنة بأوميغا-3، وبالتالي يتسبب استهلاكها في الإخلال بالتوازن المطلوب بين هذين الحمضين داخل الجسم، فتتسبب زيادة أوميغا-6 بالإضرار بأغشية الخلايا والعديد من الأجزاء الخلوية الأخرى كالحمض النووي.
3. تزيد مخاطر حدوث الالتهابات والأمراض المزمنة
كما أسلفنا، تحتوي الزيوت النباتية على نسبة عالية من أوميجا-6 مقارنة بأوميجا-3، وقد وجد أن استهلاك الأغذية الغنية بأوميجا-6، والفقيرة بأوميجا-3 يساهم في حدوث الالتهابات.
وللأسف، فإن حدوث الالتهابات بشكل مزمن قد يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة كداء السكري، والتهاب المفاصل، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والاكتئاب، وحتى بعض أنواع السرطان، إلا أنه يمكن تفادي حدوث الالتهابات – ومن ثم تلك العواقب الوخيمة – عبر تناول أطعمة تعيد التوازن بين أوميجا-3، وأوميجا-6 داخل الجسم.
4. غنية بالدهون المتحولة
من المعلومات الغير شائعة عن الزيوت النباتية أنها غنية بالدهون المتحولة، وتعد الدهون المتحولة مواد ذات سمية شديدة، ومرتبطة بزيادة خطر الإصابة بعدد من الأمراض كالسمنة، وأمراض القلب، وداء السكري، والسرطان، الأمر الذي دفع العديد من الجهات الحكومية المعنية بالصحة حول العالم إلى اتخاذ العديد من الإجراءات لإلزام مصنعي الأغذية بتقليل الدهون المتحولة بمنتجاتهم، والأمر الذي يوجب ضرورة تقليل استهلاك الزيوت النباتية المصنعة أو تجنبها.
5. الزيوت النباتية تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب
تعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأكثر شيوعا في حدوث الوفيات حول العالم. وتشير العديد من الدراسات والأبحاث إلى وجود علاقة بين استهلاك الزيوت النباتية، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويرجح السبب في حدوث ذلك إلى غنى الزيوت النباتية بأوميجا-6 مما يؤدي إلى حدوث الالتهابات كما أشرنا، والتي تتسبب بدورها في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
6. الزيوت النباتية قد تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض
كما أسلفنا، فإن استهلاك الزيوت النباتية يؤثر سلبا في صحة خلايا الجسم، بجانب الدور الذي يلعبه في حدوث الالتهابات، وبالتالي فإنه من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى الإصابة بعدد من الأمراض الأخرى خلاف ما ذكرناه آنفا.. حيث إن هناك العديد من الدراسات الأولية والدراسات التي أجريت على الحيوانات توضح وجود رابط بين استهلاك تلك الزيوت والإصابة بالأزمات الربوية والأكزيما لدى الأطفال، بجانب الإصابة بالاكتئاب وارتفاع معدلات الانتحار، والإصابة بالأورام السرطانية. إلا أن الدليل الدامغ على دور الزيوت النباتية في التسبب بتلك الأمراض لا يزال ناقصا بعد.
ختاما؛ يجب أن نقر بحقيقة أن الزيوت النباتية أصبحت جزءا أساسيا من طعامنا اليومي، إلا أن أضرارها المتزايدة، تفرض علينا ضرورة الحذر وترشيد استهلاكنا لها، ويمكن أن يساعدنا في ذلك:
- الاعتماد على السمن والزيوت الطبيعية ما أمكن.
- اختيار أنواع الزيوت الأقل تصنيعا والأكثر غنى بالمواد الطبيعية.. لا تبحث عن الأنقى من الزيوت ولكن اختر الخام.
- تقليل الكميات المستهلكة.
- تعريض هذه الزيوت لأقل درجات حرارة ممكنة.