نحن نشرب القهوة ليس من أجل طعمها الممتع ونكهتها الفريدة من نوعها ورائحتها العطرة وحسب، بل طمعاً في فوائدها الكثيرة، وأبرزها شحذ الطاقة البدنية والذهنية، وزيادة القدرة على التركيز، وتعزيز درجة اليقظة والانتباه، خاصة في المناسبات والمواقف التي تتطلب منا أن نكون "مصحصحين" كما يقول أهل مصر. لسبب ما من الأسباب قد ننشغل عن شرب القهوة، لنكتشف لاحقاً أنها أصبحت باردة، وقد يسأل البعض هل يجب التخلص منها؟ وهل إعادة تسخين القهوة مضر بالصحة؟
هل إعادة تسخين القهوة ضار بالصحة؟
تعتمد إعادة تسخين القهوة على التفضيلات الشخصية، ولكن هناك العديد من العوامل التي تدخل على الخط من بينها النكهة والصحة والراحة. إذا ألقينا نظرة على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن خبراء القهوة ينصحون بعدم تسخين القهوة خوفاً من تغير مذاقها وتركيبها.
إيجابيات إعادة تسخين القهوة
إعادة تسخين القهوة هو خيار مناسب، خاصة عند ضيق الوقت، فهو حل سريع ومناسب للاستمتاع بفنجان دافئ دون انتظار تحضير إبريق جديد، خاصة إذا كانت فسحة الوقت ضيقة بين الاجتماعات. علاوة على ذلك، يمكن أن يساهم إعادة تسخين القهوة في تقليل النفايات، فبدلاً من التخلص من القهوة الباردة، فإن إعادة تسخينها يعد خياراً أكثر استدامة، وأقل تكلفة من تحضير دفعة جديدة من القهوة.
سلبيات إعادة تسخين القهوة
بالطبع، هناك جوانب سلبية لإعادة تسخين القهوة، أحد أبرز هذه الجوانب هو التأثير السلبي على النكهة. تملك القهوة مركبات تعطيها النكهة الفريدة والقوية الخاصة بها عندما تكون طازجة، ولكن يمكن لإعادة تسخين القهوة أن يؤدي إلى تحلل تلك المركبات، ما يعطي القهوة مذاقاً مراً وغير مستحب. أيضاً، يمكن لحموضة القهوة أن تتغير عند إعادة تسخينها، ما يجعلها غير مستساغة من قبل الكثيرين من الناس، إن لم نقل كل الناس.
إذا لاحظت أن قهوتك المعاد تسخينها أصبح أكثر مرارة مما كانت عليه عندما تم تحضيرها حديثاً، فأنت لست مخطئاً، فالقهوة تحتوي على أحماض طبيعية هي التي تقف خلف نكهتها المرة، مثل حمض الكلوروجينيك وحمض الكينيك وحمض الكافيين، وكلما طال أمد تسخين القهوة أو أعيد تسخينها، كلما تم إطلاق المزيد من تلك الأحماض المرة.
الأسئلة الشائعة
فيما يلي أهم الأسئلة الأكثر شيوعًا حول إعادة تسخين القهوة:
هل لإعادة تسخين القهوة عواقب صحية؟
من الناحية الصحية، وعلى الرغم من أن إعادة تسخين القهوة لا تشكل مشكلة صحية كبيرة، فإنها قد تؤدي إلى فقدان طفيف في مستوى مضادات الأكسدة المفيدة للصحة. هناك مخاوف بشأن احتمال تسرب المواد الكيميائية إذا تم إعادة تسخين القهوة في الميكرويف في وعاء بلاستيكي مثلا بدلاً من الكوب الخزفي، خاصة عندما لا يكون البلاستيك مصنفاً على أنه آمن للاستخدام في الميكروويف.
هل إعادة تسخين القهوة تقلل من الكافيين؟
الكافيين ليس مادة تفاعلية، فهو عبارة عن مركب عضوي مستقر إلى حد ما، لهذا فإن مقدار الكافيين لا يتأثر بإعادة التسخين.
ما هو الخيار الأفضل لتسخين القهوة؟
هناك عدة خيارات لتسخين القهوة، ومع ذلك فإنه يُنصح باستخدام الميكرويف من أجل تقليل الوقت الذي تستغرقه المركبات الطيارة للهروب، وفي هذه الحالة، ما عليك سوى صب القهوة في كوب آمن للاستخدام في الميكروويف وتسخينها على طاقة خفيفة لفترات قصيرة، مع التقليب بين الحين والآخر حتى الوصول إلى درجة الحرارة المطلوبة.
أما الخيار الآخر، فهو استخدام الموقد عن طريق صب القهوة في وعاء وتسخينها على نار منخفضة مع التقليب من حين إلى آخر حتى تصبح القهوة ساخنة، ومن المهم عدم غليها لأن ذلك يساهم في تدهور نكهة القهوة وفي زيادة مرارتها.
كيف أحافظ على القهوة ساخنة لأطول فترة دون الاضطرار إلى إعادة تسخينها؟
يمكن الاستثمار في كوب عازل للحرارة عالي الجودة مزود بغطاء للحفاظ على القهوة دافئة لفترة طويلة، من دون الحاجة إلى إعادة تسخينها.
هل يوجد علاقة بين إعادة تسخين القهوة والسرطان؟
لا توجد بحوث موثقة حول هذا الأمر، وكل ما يقال حول هذا الموضوع هو مجرد افتراضات، إلا أن الخبراء يقولون إنه لا رابط ما بين إعادة تسخين القهوة والسرطان.
نهايةً، من الشائع أن ننسى شرب القهوة سهواً أو بسبب التركيز على القيام بمهام أخرى، لذلك فإن أول ما يخطر في البال هو إعادة تسخين القهوة بدل التخلص منها. إذا كنت تفضل شرب القهوة باردة فلا ضير في ذلك. أما إذا كنت تحبذ شربها دافئة، فلا مانع من إعادة تسخينها فهي آمنة، ولكن يجب التنبه إلى درجة الحرارة المناسبة بحيث تكون منخفضة إلى متوسطة لتفادي التفاعلات الكيمائية السلبية، مع الأخذ بعَين الاعتبار أن طعم القهوة المعاد تسخينها سيكون أسوأ، وأن قسماً من المركبات العطرية ستطير في الجو، أما الكافيين فهو باق ولن يتأثر.
