هل فكرت قبل ذلك أن الدواء الذي تتناوله لا توجد به المادة الفعالة؟ وأن الشركة المصنعة للدواء، قد نسيت (أو تناست عن عمد) أن تضيف المادة الفعالة للدواء، ولذلك فإن تناولك للدواء لم يؤدِّ إلى علاجك من المرض أو حتى إلى تخفيف الأعراض التي تعاني منها.
اقــرأ أيضاً
هل لك أن تتخيل أن هذا الافتراض ممكن أن يكون حقيقة نعيشها جميعا، ولكن ليس بسبب أن الدواء يخلو من المادة الفعالة، ولكن لأن العلاج الذي نتناوله لم يعد قادرا على العلاج!!!
يواجه العالم حاليا مشكلة كبيرة، وهي مقاومة مضادات الميكروبات، (وهي مقاومة كائن مجهري ما كالجراثيم والفيروسات والطفيليات) لدواء مضاد للميكروب، قد كان فعالاً في علاج العدوى التي يتسبب فيها، مما يؤدي إلى أن الميكروب يستمر ويتكاثر.
وتسجل الولايات المتحدة الأميركية حوالي مليوني إصابة بعدوي ميكروبية مقاومة للمضادات الحيوية، تؤدي إلى أكثر من 23 ألف وفاة سنويا. أما في الاتحاد الأوربي، فيسجل نحو 25 ألف حالة وفاة سنويا، نتيجه الإصابة بميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية، وتكلف دول الاتحاد أكثر من 1.5 مليار دولار سنويا (رعاية صحية وفاقد في الإنتاجية).
وقامت منظمة الصحة العالمية مؤخرا بإجراء بحث عن طريق استبيان موجه للأشخاص، لقياس مدى تفهم الناس لكارثة استخدام المضادات الحيوية، وشمل الاستبيان أكثر من 9700 شخص من 12 دولة من قارات العالم المختلفة.
على سبيل المثال، وجد أن اتجاهات المصريين الذين شملهم البحث حوالي 76 في المائة من العينة، كانو يتناولون مضادات حيوية آخر 6 أشهر. وأن 55 في المائة منهم كانوا مقتنعين بوجوب إيقاف المضاد الحيوي عند انتهاء أعراض المرض، بغض النظر عن الجرعة أو المدة الموصوفة من الطبيب. كما أن حوالي 76 في المائة من المشمولين بالاستبيان، كانوا مقتنعين أن المضاد الحيوي يعالج نزلات البرد العادية، وهذه نسبة كارثية في مفهوم الاستخدام الآمن للمضاد الحيوي.
ومنذ بداية استخدام المضادات الحيوية علي نطاق واسع (بعد اكتشاف فيلمنغ للبنسيلين عام 1928)، في أربعينيات القرن الماضي، فقد ساعدت المضادات الحيوية على علاج ملايين من البشر من أمراض فتاكة.
اقــرأ أيضاً
ولكن سريعا ما تحول سوء استخدام المضادات الحيوية إلى كابوس، بعد تكون سلالات من الميكروبات المقاومة، من الممكن أن تؤدي إلى أمراض لا يمكن علاجها، ومن العجب أن مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية بدأ مع بداية استخدامه بصورة تجارية خلال أربعينيات القرن الماضي.
* الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية
ببساطة، استخدام المضاد الحيوي يعتبر أهم سبب لتحور الميكروبات إلى ميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية.. كيف ذلك؟
- تحتوي الوصفات الطبية على مضادات حيوية، يشكل أكثر من 50 في المائة من هذه المضادات الحيوية سوء استخدام من حيث عدم الاحتياج لها أو مناسبتها للتشخيص الصحيح للحالة، أو وصف المضاد الحيوي بجرعة أو مدة خاطئة، وكل ذلك يؤدي إلى تحور الميكروبات بصورة مقاومة للمضاد الحيوي، وانتشارها من إنسان لآخر.
- كما أن عدم ترشيد وسوء استخدام المضادات الحيوية (كالمضادات الحيوية التي تستخدم لمدد طويلة لزيادة الإنتاجية) بمزارع الثروة الحيوانية (كالماشية والطيور والأسماك) أدى إلى تكوّن مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، وتنتقل هذه النوعية من الميكروبات للإنسان بطرق مختلفة:
1- إما عن طريق تناول لحوم الحيوانات المصابة بالميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، بدون التأكد من طهوها جيدا.
2- أو عن طريق التعامل مع الحيوانات بصورة مباشرة، كعمال المزارع والمذابح (السلخانات) أو بصورة غير مباشرة في مصانع التصنيع الغذائي.
- هل تعلم أن العدوى الفيروسية لا تحتاج إلى مضاد حيوي لعلاجها، وهي تشمل نزلات البرد العادية والتهابات الحلق والتهاب الشعب الهوائية والكحة الناتجة عن الفيروسات أو الحساسية ومعظم التهابات الجيوب الأنفية، وقس على ذلك كمّ المضادات الحيوية التي تستخدم لعلاج مثل هذه الحالات، والتي تؤدي إلي تفاقم المشكلة.
- ومع تباطؤ اكتشاف مضادات حيوية جديدة في الفترة الأخيرة، وزيادة معدل مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، وجب تكاتف الجميع حتي لا يأتي يوم لا نجد فيه علاجا للأمراض المعدية (سجلت 100 دولة مقاومة شديدة للسل XDR-TB، كما سجلت 10 دول مقاومة لأدوية المحاولة الأخيرة third generation cephalosporin لعلاج السيلان).
* كيف يمكن علاج المشكلة؟
هناك توصيات هامة تتعلق بقطاعات مختلفة، يمكنها أن تساعد في تحجيم هذه المشكلة والمساهمة في معالجتها.
* ما يتعلق بالدول والحكومات
- يجب على الحكومات وضع مجموعة من التشريعات والقوانين، التي تضمن سياسة حكيمة لاستخدام المضادات الحيوية ومقاومة الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، وتشجيع الشركات والعلماء على العمل على إيجاد حلول للمشكلة واكتشاف علاجات جديدة.
- الرقابة الرشيدة على المنتجات الغذائية والتأكد من خلوها من الميكروبات.
- تجريم إعطاء مضادات حيوية للثروة الحيوانية من أجل الحصول على إنتاجية أكثر.
- تشجيع الرعاية البيطرية للمزارع ومصانع إنتاج الأغذيه.
- التعاون مع المنظمات الدولية العاملة في المجال، كمنظمة الأغذية ومنظمة الصحة العالمية.
اقــرأ أيضاً
* بالنسبة للأشخاص
هناك عدد من التوصيات الهامة التي يجب على الأشخاص الالتزام بها:
1- المحافظة على نمط الحياة الصحية السليمة، عن طريق:
- الالتزام بغسل الأيدي بصورة متكررة، لمنع انتقال الأمراض.
- الحرص على تناول الغذاء الصحى المتوازن.
- عدم الاختلاط بالأشخاص المصابين بأمراض معدية، لتجنب انتقال العدوى.
- الحرص على الالتزام بالتطعيمات، للوقاية من الأمراض، كتطعيم الانفلونزا الموسمية السنوي
2- يجب عدم تناول أي مضاد حيوي إلا بوصفة طبية من طبيب مختص، بعد توقيع الكشف الطبي.
3- يجب الالتزام بتناول جرعة المضاد الحيوي كاملة كما تم وصفها من قبل الطبيب. وعدم أخذ أية أدوية لم توصف للحالة المرضية، أو استخدام المضاد الحيوي المتبقي بالمنزل، أو الموصوف لشخص آخر أو مشاركة المضاد الحيوي مع أشخاص آخرين غير مصابين، أو بدون توقيع كشف طبي.
هل لك أن تتخيل أن هذا الافتراض ممكن أن يكون حقيقة نعيشها جميعا، ولكن ليس بسبب أن الدواء يخلو من المادة الفعالة، ولكن لأن العلاج الذي نتناوله لم يعد قادرا على العلاج!!!
يواجه العالم حاليا مشكلة كبيرة، وهي مقاومة مضادات الميكروبات، (وهي مقاومة كائن مجهري ما كالجراثيم والفيروسات والطفيليات) لدواء مضاد للميكروب، قد كان فعالاً في علاج العدوى التي يتسبب فيها، مما يؤدي إلى أن الميكروب يستمر ويتكاثر.
وتسجل الولايات المتحدة الأميركية حوالي مليوني إصابة بعدوي ميكروبية مقاومة للمضادات الحيوية، تؤدي إلى أكثر من 23 ألف وفاة سنويا. أما في الاتحاد الأوربي، فيسجل نحو 25 ألف حالة وفاة سنويا، نتيجه الإصابة بميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية، وتكلف دول الاتحاد أكثر من 1.5 مليار دولار سنويا (رعاية صحية وفاقد في الإنتاجية).
وقامت منظمة الصحة العالمية مؤخرا بإجراء بحث عن طريق استبيان موجه للأشخاص، لقياس مدى تفهم الناس لكارثة استخدام المضادات الحيوية، وشمل الاستبيان أكثر من 9700 شخص من 12 دولة من قارات العالم المختلفة.
على سبيل المثال، وجد أن اتجاهات المصريين الذين شملهم البحث حوالي 76 في المائة من العينة، كانو يتناولون مضادات حيوية آخر 6 أشهر. وأن 55 في المائة منهم كانوا مقتنعين بوجوب إيقاف المضاد الحيوي عند انتهاء أعراض المرض، بغض النظر عن الجرعة أو المدة الموصوفة من الطبيب. كما أن حوالي 76 في المائة من المشمولين بالاستبيان، كانوا مقتنعين أن المضاد الحيوي يعالج نزلات البرد العادية، وهذه نسبة كارثية في مفهوم الاستخدام الآمن للمضاد الحيوي.
ومنذ بداية استخدام المضادات الحيوية علي نطاق واسع (بعد اكتشاف فيلمنغ للبنسيلين عام 1928)، في أربعينيات القرن الماضي، فقد ساعدت المضادات الحيوية على علاج ملايين من البشر من أمراض فتاكة.
ولكن سريعا ما تحول سوء استخدام المضادات الحيوية إلى كابوس، بعد تكون سلالات من الميكروبات المقاومة، من الممكن أن تؤدي إلى أمراض لا يمكن علاجها، ومن العجب أن مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية بدأ مع بداية استخدامه بصورة تجارية خلال أربعينيات القرن الماضي.
* الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية
ببساطة، استخدام المضاد الحيوي يعتبر أهم سبب لتحور الميكروبات إلى ميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية.. كيف ذلك؟
- تحتوي الوصفات الطبية على مضادات حيوية، يشكل أكثر من 50 في المائة من هذه المضادات الحيوية سوء استخدام من حيث عدم الاحتياج لها أو مناسبتها للتشخيص الصحيح للحالة، أو وصف المضاد الحيوي بجرعة أو مدة خاطئة، وكل ذلك يؤدي إلى تحور الميكروبات بصورة مقاومة للمضاد الحيوي، وانتشارها من إنسان لآخر.
- كما أن عدم ترشيد وسوء استخدام المضادات الحيوية (كالمضادات الحيوية التي تستخدم لمدد طويلة لزيادة الإنتاجية) بمزارع الثروة الحيوانية (كالماشية والطيور والأسماك) أدى إلى تكوّن مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، وتنتقل هذه النوعية من الميكروبات للإنسان بطرق مختلفة:
1- إما عن طريق تناول لحوم الحيوانات المصابة بالميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، بدون التأكد من طهوها جيدا.
2- أو عن طريق التعامل مع الحيوانات بصورة مباشرة، كعمال المزارع والمذابح (السلخانات) أو بصورة غير مباشرة في مصانع التصنيع الغذائي.
- هل تعلم أن العدوى الفيروسية لا تحتاج إلى مضاد حيوي لعلاجها، وهي تشمل نزلات البرد العادية والتهابات الحلق والتهاب الشعب الهوائية والكحة الناتجة عن الفيروسات أو الحساسية ومعظم التهابات الجيوب الأنفية، وقس على ذلك كمّ المضادات الحيوية التي تستخدم لعلاج مثل هذه الحالات، والتي تؤدي إلي تفاقم المشكلة.
- ومع تباطؤ اكتشاف مضادات حيوية جديدة في الفترة الأخيرة، وزيادة معدل مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، وجب تكاتف الجميع حتي لا يأتي يوم لا نجد فيه علاجا للأمراض المعدية (سجلت 100 دولة مقاومة شديدة للسل XDR-TB، كما سجلت 10 دول مقاومة لأدوية المحاولة الأخيرة third generation cephalosporin لعلاج السيلان).
* كيف يمكن علاج المشكلة؟
هناك توصيات هامة تتعلق بقطاعات مختلفة، يمكنها أن تساعد في تحجيم هذه المشكلة والمساهمة في معالجتها.
* ما يتعلق بالدول والحكومات
- يجب على الحكومات وضع مجموعة من التشريعات والقوانين، التي تضمن سياسة حكيمة لاستخدام المضادات الحيوية ومقاومة الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، وتشجيع الشركات والعلماء على العمل على إيجاد حلول للمشكلة واكتشاف علاجات جديدة.
- الرقابة الرشيدة على المنتجات الغذائية والتأكد من خلوها من الميكروبات.
- تجريم إعطاء مضادات حيوية للثروة الحيوانية من أجل الحصول على إنتاجية أكثر.
- تشجيع الرعاية البيطرية للمزارع ومصانع إنتاج الأغذيه.
- التعاون مع المنظمات الدولية العاملة في المجال، كمنظمة الأغذية ومنظمة الصحة العالمية.
* بالنسبة للأشخاص
هناك عدد من التوصيات الهامة التي يجب على الأشخاص الالتزام بها:
1- المحافظة على نمط الحياة الصحية السليمة، عن طريق:
- الالتزام بغسل الأيدي بصورة متكررة، لمنع انتقال الأمراض.
- الحرص على تناول الغذاء الصحى المتوازن.
- عدم الاختلاط بالأشخاص المصابين بأمراض معدية، لتجنب انتقال العدوى.
- الحرص على الالتزام بالتطعيمات، للوقاية من الأمراض، كتطعيم الانفلونزا الموسمية السنوي
2- يجب عدم تناول أي مضاد حيوي إلا بوصفة طبية من طبيب مختص، بعد توقيع الكشف الطبي.
3- يجب الالتزام بتناول جرعة المضاد الحيوي كاملة كما تم وصفها من قبل الطبيب. وعدم أخذ أية أدوية لم توصف للحالة المرضية، أو استخدام المضاد الحيوي المتبقي بالمنزل، أو الموصوف لشخص آخر أو مشاركة المضاد الحيوي مع أشخاص آخرين غير مصابين، أو بدون توقيع كشف طبي.
* بالنسبة للأطباء والصيادلة وشركات الأدوية
- الالتزام بمعايير مكافحة العدوى، لمنع حدوث عدوى مكتسبة من المنشآت الصحية، كالالتزام بغسل الأيدي والعزل القياسي ونظافة الأدوات والمعدات المستخدمة.
- تشجيع المرضى على الالتزام بالتطعيمات الموصى بها من منظمة الصحة العالمية، وخصوصا تطعيم الإنفلونزا الموسمية السنوي، لمنع استخدام مضاد حيوي بلا داع.
- عمل مزارع بكتيرية وحساسية للمضاد الحيوي، عند الشك في وجود عدوى بكتيرية، حتى يمكن اختيار المضاد الحيوي بصورة علمية وتحديد الجرعة المناسبة.
- يجب عدم وصف أي مضاد حيوي إلا عند الاحتياج الفعلي، مع وصف الجرعة المناسبة والمدة اللازمة للعلاج.
- تشجيع البحث العلمي لاكتشاف أنواع جديدة من المضادات الحيوية والتطعيمات.