صحــــتك

عدم التئام الجروح مشكلة شائعة تعرّف على أسبابها

الجروح

عدم التئام الجروح هي مشكلة شائعة جدًا تواجه كثيرين، فما السبب وراءها؟ يتمتع جسم الإنسان بقدرة مذهلة على شفاء نفسه، ولهذا السبب، يَفترض معظم الناس أن أي إصابة يتعرَّضون لها سوف تعالِج نفسها بنفسها في النهاية. لكن، هذا ليس هو الحال دائمًا، إذْ يمكن أن تتطور الجروح المزمنة، وغالبًا ما تتطلب عناية طبية للتقدم خلال جميع مراحل الشفاء. ساعِد نفسك على فهم الأسباب التي قد تجعل جرحك غير قابل للشفاء بقراءة هذا المقال.

كيف تشفى الجروح؟

عند حدوث إصابة، تُسارِع خلايا الدم في الجسم للتجلط بينما تقوم بجذب عوامل النمو مثل الإنزيمات والأجسام المضادة إلى الجرح، وينتج عن ذلك التهاب. من هنا، تساعد الخلايا الجديدة في تجديد الأنسجة وإعادة بناء الجلد، وبعد الالتهاب، تدخل خلايا الجرح في مرحلة التكاثر، حيث يقوم الجسم ببناء أوعية دموية وأنسجة جديدة، وتسهّل هذه العملية تدفقَ الأكسجين إلى المنطقة.

ثم يحدث إعادة التشكيل عندما يبدأ الجرح في الانغلاق، وتصبح الندبة أقل وضوحًا. يحدث هذا الجزء الأخير عادة في غضون ثلاثة أسابيع من الإصابة، ويمكن أن يستغرق سنة، إن لم يكن أطول، ليأخذ مساره. وتختلف أوقات الشفاء بين جميع الجروح، حيث تمر الخدوش والتمزقات الطفيفة بجميع المراحل في غضون أسبوعين تقريبًا. إذا لم تظهر على المنطقة علامات التحسن خلال أربعة أسابيع، فمن المحتمل أنك تعاني من جرح مزمن.

وأي عوامل تتداخل مع واحدة أو أكثر من هذه المراحل يمكن أن تمنع شفاء الجروح، تشمل بعض العوامل الأكثر شيوعًا ما يلي: ضَعف الدورة الدموية، ومرض السكري، والعدوى، ونقص التغذية، والصدمة المتكررة.

متى يكون الجرح مزمنًا؟

عدم التئام الجروح -كما أسلفنا- هي مشكلة شائعة جدًا، ويُعتبر الجرح مزمنًا إذا لم يلتئم بشكل ملحوظ خلال أربعة أسابيع، أو بشكل كامل خلال ثمانية أسابيع. إذا كنت تعاني من جرح أو قرحة لا تظهر عليها أي علامات للشفاء، تحدث مع طبيبك. إذا تُركت الجروح المزمنة دون علاج، يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة، وعادة ما يكون الجرح الجديد أحمر اللون، ومتهيجًا وربما منتفخًا، في حين أن الجرح المزمن له أعراض مميزة، بما في ذلك:

  • لا توجد علامات شفاء خلال فترة 30 يومًا، مثل الأنسجة الجديدة.
  • تنميل حول منطقة الجرح.
  • تغيير في اللون.
  • رائحة كريهة.
  • إفرازات من الجرح.
  • تورم ملحوظ.

أسباب عدم التئام الجروح

1. الإهمال وراء عدم التئام الجروح

يمكن أن تؤدي العناية السيئة أو غير الكافية بالجروح إلى السماح للجراثيم وغيرها بالدخول والتكاثر داخل الجرح، مما يسبب العدوى ويطيل أمد عملية الشفاء. تشمل علامات العدوى: التورمَ، والاحمرار، ونزيز الجلد، أو جفافه وضيقه. لتجنب ذلك، يجب عليك تطبيق العناية الأساسية بالجروح، والتي تتضمن تنظيف المنطقة بالماء والصابون، أو منظف الجروح، ووضع الضمادات المناسبة.

2. العدوى وراء عدم التئام الجروح

حتى مع العناية اليقظة بالجروح، قد تبقى إصابتك عرضة للعدوى، وهذا هو السبب الأكثر شيوعاً لتأخير عملية الشفاء. عند حدوث العدوى، يحوّل جسمك دفاعاته لطرد الكائنات الحية الدقيقة الغازية، بدلاً من إصلاح الأنسجة، ويمكن أن تكون العدوى مشكلة معزولة ناتجة عن وجود فيروسات أو بكتيريا، أو علامة على حالة ثانوية. تمثّل حالات العدوى التي تحدث بالقرب من العظام أو التي تمر عبر الجلد أكبر التحديات، وتتطلب المضادات الحيوية أو الجراحة في بعض الأحيان لمعالجتها.

3. ضَعف الدورة الدموية وراء عدم التئام الجروح

قد يكون تأخر الشفاء أيضًا علامة على وجود قصور وريدي أو شرياني، مما يمنع الدم من الوصول إلى قاعدة الجرح. يمكن أن تحدث هذه العلامة بالتزامن مع تورم أو تراكم السوائل داخل الجسم، ففي حالة قصور الشرايين، السبب الأكثر شيوعًا هو مرض تصلب الشرايين المحيطي (PASD). يحدث هذا عندما تتشكل اللويحة داخل الشرايين وتعيق تدفق الدم. قد يشمل العلاج رأب الأوعية الدموية لفتح الشريان المسدود.

أما في حالة القصور الوريدي، فإن الصمامات الموجودة داخل الأوردة، والتي تمنع التدفق العكسي للسوائل، لا تعمل بشكل صحيح، وبالتالي، يتسرب الدم والسوائل ويتجمعان في الأطراف السفلية.

4. قد يكون سوء التغذية وراء عدم التئام الجروح

يحتاج الجسم إلى البروتين والترطيب لبناء أنسجة جديدة، وقد يوصي طبيبك باستهلاك كمية أعلى من المتوسط للمساعدة في عملية الشفاء.

5. علاقة بعض الحالات الصحية بـ عدم التئام الجروح 

غالبًا ما يعاني المرضى الذين يعانون من مرض السكري ونقص المناعة وأمراض القلب والأوعية الدموية المزمنة من ضَعف الدورة الدموية، ومشكلات في الجهاز العصبي التي يمكن أن تبطئ عملية إصلاح الجرح. بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الأدوية، مثل مضادات الالتهاب والكورتيكوستيرويدات، تقلل من آثار مرحلة الالتهاب، والتي يمكن أن تؤخر أيضًا شفاء الجروح.

6. الوذمة وعدم التئام الجروح

يمكن أن يؤدي تجمع السوائل تحت الجلد أو الأنسجة الدهنية في النصف السفلي من الجسم -وهي حالة تعرف باسم الوذمة- إلى تقييد كمية الأكسجين التي تصل إلى الجرح.

7. الصدمة وعدم التئام الجروح

قد يتعرض الجرح لصدمة متكررة تؤدي إلى إبطاء عملية الشفاء أو إيقافها، وقد يتراوح ذلك بين الاصطدام بسطح ما، أو احتكاك القماش بالجرح، أو الضغط على جزء من الجسم بسبب قلة الحركة. وتتفاقم هذه المشكلة لدى المرضى المصابين بالشلل النصفي لأنهم لا يستطيعون الشعور بما إذا كانت إحدى أقدامهم أو كلتيهما تصطدم بشكل مستمر بالكرسي المتحرك، على سبيل المثال.

وبالمثل، في مرضى إصابات النخاع الشوكي، يمكن أن تتطور تقرحات الضغط بسبب قلة حركة الجسم، كما هو الحال عندما ينامون في نفس الوضع ليلة بعد ليلة دون القدرة على التحول، أو حتى عند مشاهدة فيلم مدته ساعتان دون تغيير موضعهم.

في هذه الحالات، يُعَد التفريغ وإعادة التموضع الدؤوب بمثابة مفاتيح لحل الصدمات المتكررة للجرح. بعد ذلك، يمكن استئناف الدورة الدموية الطبيعية، ويمكن أن يحدث شفاء الجروح. 

8. علاقة العمر ونمط الحياة وعدم التئام الجروح

بشكل عام، فإن شيخوخة الجلد تجعل الجرح يستغرق وقتًا أطول حتى يتماثل للشفاء. مع تقدمنا في السن، تبدأ بشرتنا في الترقيق، وتحتفظ برطوبة أقل، وتتطور استجابة التهابية متضائلة. يمكن لبعض عوامل نمط الحياة أن تسرِّع عملية الشيخوخة، مما يؤدي إلى تأخير التئام الجروح، وهي تشمل:

  • الجلد الجاف.
  • الجلد الرطب.
  • شرب الكحول والتدخين وتعاطي المخدرات.
  • البدانة.

عدم التئام الجروح .. مشكلة لا يجب تجاهلها

إذا كانت لديك قرحة أو جرح يستمر لأسابيع أو أشهر، فقد حان الوقت لرؤية طبيبك. يمكن أن يؤدي الجرح المزمن إلى مضاعفات خطيرة، ولكن هناك عدد من خيارات العلاج للمساعدة في تجنب المشكلات الأكثر خطورة. النهج الشامل هو في الواقع ما يُحدِث الفرق في الشفاء. لذلك، يجب أن يحصل الأشخاص على الرعاية الشاملة التي يحتاجونها من طبيب الرعاية الأولية، أو جرّاح التجميل، أو طبيب الأقدام، أو جرّاح الأوعية الدموية، أو مركز الجروح.

لماذا لا يتحسن جرحي؟

في حين أن السرطان يمكن أن يظهر في بعض الأحيان كجرح مزمن، فإن الجروح المزمنة تنقسم عادة إلى ثلاث فئات رئيسية: القرحة المرتبطة بالسكري، وقرح الساق الوريدية، وقرح الضغط.

1. القرح المرتبطة بالسكري (المعروفة سابقاً بالقرح السكرية)

الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري هم أكثر عرضة للإصابة بالجروح المزمنة، وتساهم عدة عوامل في ذلك، منها:

  • الاعتلال العصبي: فقدان الإحساس في القدمين يزيد من احتمالية عدم ملاحظة الجروح الصغيرة أو الصدمات، مما يجعل الجروح عرضة لخطر العدوى.
  • ضَعف تدفق الدم: عدم تدفق الدم بشكل كافٍ إلى الساقين يجعل من الصعب شفاء الجروح.
  • العدوى: ضَعف القدرة على مكافحة العدوى يعرِّض الأشخاص المصابين بداء السكري لخطر أكبر للإصابة بالجروح التي تتفاقم تدريجياً وقد تتطلب البتر.

للسيطرة على الجروح المزمنة، يجب على مرضى السكري التأكد من أنهم يتناولون ما يكفي من البروتين، ويرطّبون الجسم بشكل صحيح، ويحافظون على السيطرة على مستويات السكر في الدم. ومن المهم أيضًا ارتداء الأحذية التي لا تسبب تقرحات وتُبقي أظافر القدم قصيرة، ويجب على أي شخص مصاب بمرض السكري أن يطلب العناية الطبية لأي جرح في القدم في أسرع وقت ممكن. إن المخاطر كبيرة جدًا، وتحتاج إلى التأكد من معالجة أي إصابة.

2. تقرحات الساق الوريدية

تمثل قرح الساق الوريدية نسبة عالية من جروح الساق. في كثير من الأحيان، تنجم عن تورم غير منضبط في الساقين، وتميل إلى البكاء، لأن الساقين مملوءتان بالسوائل. ويمكن أن تكون أيضًا مؤلمة ومثيرة للحكة. لا يتدفق الدم إلى أعلى الساقين بشكل جيد مع هذه الجروح، لذلك غالبًا ما تشعر بالثقل في الساقين، ويمكن أن يتصلب الجلد المحيط بالجرح ويتغير لونه.

تميل قرحة الساق الوريدية إلى التكرار، وعادةً ما تتطلب الصيانةُ علاجًا ضاغطًا منتظمًا مثل الجوارب الضاغطة. يجب تقييم أي تورم في الساق من قِبَل الطبيب، لأن العديد من الحالات تسبب التورم. بعضها، مثل جلطات الدم، يتطلب تقييمًا أو علاجًا أكثر شمولاً.

3. تقرحات الضغط

تحدث هذه الجروح عندما يتم الضغط باستمرار على أنسجة الجسم على مدى فترة من الزمن، والضغط المستمر على الأوعية التي تحمل الدم لإبقاء الأنسجة حية، مما يفتح الباب أمام الإصابة.

الأشخاص المقيّدون في السرير أو الذين يستخدمون كرسيًا متحركًا هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بقرح الضغط، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من إصابات في النخاع الشوكي، أو الذين يعانون من شكل من أشكال الخرف. من المرجح أن تتطور القروح على العظم العجزي أو الكعب.

يمكن أن يؤدي الضغط غير المخفف إلى موت الأنسجة كاملة السُمك، مما يترك جروحًا كبيرة، وربما عظامًا مكشوفة.

العلاج رقم واحد لقرحة الضغط هو ببساطة إزالة الضغط. إن تحريك الجسم يمكن أن يمنع الإصابة، وقد يحتاج بعض المرضى أيضًا إلى مراتب خاصة أو وسائد إضافية لحماية العظام. يمكن أن تتطور القرحات غير المعالَجة إلى حالات عدوى شديدة لدرجة تتطلب العلاج في المستشفى والمضادات الحيوية عن طريق الوريد.

العلاج المتقدم لـ عدم التئام الجروح 

تُعتبر العناية بالجروح في الوقت المناسب أمرًا مهمًا لمنع المضاعفات وتقليل وقت الشفاء، والحفاظ على صحة عامة جيدة. يمكن لأي مريض يعاني من جرح لم يبدأ في الشفاء خلال أسبوعين أو لم يلتئم تمامًا خلال خمسة أسابيع أن يراجع الطبيب، ويطلب العناية بجرحه.

آخر تعديل بتاريخ
23 يناير 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.