بكتيريا آكلة اللحوم هي بكتيريا نادرة ومميتة تصيب الأنسجة البشرية، وقد زاد انتشار هذه البكتيريا بشكل مثير للقلق في اليابان مؤخرًا في أعقاب تخفيف قيود كوفيد-19 في البلاد، ويمكن أن تسبب هذه البكتيريا متلازمة الصدمة السامة العقدية (STSS)، وهي مرض مميت ويسبب الوفاة في غضون يومين.
وأظهرت البيانات الأخيرة التي صدرت عن المعهد الياباني الوطني للأمراض المُعدية ما يقارب من 1000 حالة هذا العام، وهذا يتجاوز أرقام حدوثها في العام الماضي. وفي بداية عام 2024 سجلت طوكيو أيضاً 145 حالة من نفس العدوى، وقد حذر الخبراء من وصول اليابان لعدد حالات يصل إلى 2500 حالة بحلول نهاية هذا العام، ويبلغ معدل الوفيات بسبب هذا المرض 30%، وهذا يعني أن 3 أشخاص من بين كل 10 أشخاص معرَّضين للوفاة حتى مع الخضوع للعلاج. وأشار المركز الوطني الياباني للأمراض المُعدية أن حالات الإصابة بالبكتيريا آكلة اللحوم ارتفعت منذ يوليو 2023، خاصة بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً.
أعراض عدوى بكتيريا آكلة اللحوم
تسبب بكتيريا آكلة اللحوم متلازمة الصدمة السامة العقدية (STSS)، ويتم تحفيزها بواسطة بكتيريا المجموعة أ العقدية (GAS)، وتتميز بحدوث صدمة مفاجئة وفشل أعضاء متعددة، وبالتالي تشكل خطرًا يهدد الحياة إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح وسريع، ويعاني أيضاً المصاب بهذه البكتيريا من الحمى وفشل الأعضاء والتورم وانخفاض ضغط الدم وآلام الأطراف والتهاب الحلق عند الأطفال.
ويمكن لهذه البكتيريا أن تدخل عبر الجلد من خلال الجروح أو الخدوش والحروق، لذا ينصح الأطباء بمعالجة الجروح المفتوحة للوقاية من هذه العدوى، كما أكدوا على الأهمية الحاسمة للحفاظ على النظافة الشخصية الجيدة، ويجب التعامل بشكل جدي مع ظهور مفاجئ للحمى أو شعور بالألم، ومن المهم تجنب الإصابات مثل الجروح والحروق ولدغات الحشرات، وفي حال وجود أي جروح من الضروري تنظيفها جيداً، وكذلك اتباع بروتوكولات الوقاية مثل غسل اليدين باستخدام الماء والصابون، واستخدام معقم اليدين الذي يحتوي على الكحول.
مخاوف من انتشار هذه البكتيريا المميتة
لا يشكل الارتفاع الأخير في حالات متلازمة الصدمة السامة للمكورات العقدية (STSS) في اليابان تحدياً خطيراً على الصحة العامة فحسب، بل يسبب آثارا ومخاوف كبيرة تتعلق بالصحة النفسية بين السكان، وما يزال سبب ارتفاع حالات بكتيريا آكلة اللحوم غير واضح. ولأن هذه البكتيريا تسبب تدميرًا سريعًا للأنسجة، وقد تكون مميتة في غضون 48 ساعة؛ فقد تصاعد القلق والخوف منها بشكل حاد، وقد أدى ارتفاع الوفيات بنسبة 30% إلى غرس الخوف من المرض والموت، مما أدى إلى تفاقم التوتر في المجتمعات، وقد أدى ذلك إلى المطالبة بشكل عاجل لدعم الصحة العقلية والنفسية لمساعدة الأفراد على التغلب على مخاوفهم وقلقهم، والحصول على الدعم اللازم للتغلب على التوتر الزائد في هذه الفترة الصعبة بشكل فعال.