بعد مرور أكثر من 115 يومًا على الحصار والحرب التي يشهدها قطاع غزة، تُعَد مشكلة سوء التغذية والجوع مشكلة حقيقية يواجهها كثير من سكان القطاع، خاصة في ظل القصف المستمر والتهجير الذي يعانيه السكان.
يَنتج سوء التغذية عن عدم تناول ما يكفي من الغذاء الصحي، وهذا يمكن أن يكون نتيجة عدم تناول كميات كافية من الطعام (قلة التغذية)، أو عدم تناول الأطعمة الصحيحة التي توفر العناصر الغذائية اللازمة للجسم.
ما هو نقص التغذية؟
نقص التغذية Undernutrition عادة هو حدوث نقصٍ في السعرات الحراريَّة بشكل رئيسي، أي الاستهلاك الإجمالي للغذاء، أو في البروتينات. وتُعدُّ حالات نقص الفيتامينات ونقص المعادن اضطرابات منفصلة عادةً، ولكن عند وجود نقصٍ في السعرات الحرارية، فمن المرجَّح وجود نقص في الفيتامينات والمعادن أيضًا. مصطلح نقص التغذية، الذي يُستَخدمُ كثيرًا بالتبادل مع مصطلح سوء التغذية، هو أحد أنواع سوء التغذية.
ما هي أنواع سوء التغذية ؟
نقص الغذاء بالبروتينات والطاقة، المعروف أيضًا باسم نقص التغذية بالبروتينات والطاقة أو Protein-energy malnutrition، هو حالة تحدث عندما يكون هناك نقص شديد في تناول البروتينات والسعرات الحرارية لمدة طويلة، ويمكن أن يؤثر هذا النقص على الأشخاص من جميع الأعمار، وليس مقتصرًا على الأطفال، ولكنه يدل على مشكلة أكبر في البلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي، حيث يصبح الأطفال أكثر عرضة للإصابة به.
يمكن أن يؤدي نقص التغذية بالبروتينات والطاقة إلى مشكلات صحية خطيرة، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالأمراض المُعدية المهدِّدة للحياة نتيجة لضَعف جهاز المناعة، وقد يؤدي أيضًا إلى زيادة صعوبة علاج هذه الأمراض. يتميز نقص التغذية بالبروتينات والطاقة بشكل عام بنموذجين رئيسيين:
1. السَّغَل (Marasmus)
يعاني الأطفال الصغار غالبًا من هذا النقص الشديد في السعرات الحرارية والبروتينات، مما يؤدي إلى فقدان الوزن وجفاف الجسم، ويمكن الوقاية من السَّغَل عادةً من خلال الإرضاع الطبيعي.
2. الكواشيوركور (Kwashiorkor)
يحدث هذا المرض عندما يكون النقص الشديد في البروتينات أكبر من نقص السعرات الحرارية، ويكون أقل شيوعًا من السَّغَل. يحدث غالبًا لدى الأطفال بعد فطامهم، ويتميز بانتفاخ الجسم وحدوث احتباس للسوائل، كما يكتسب الطفل المصاب شكلًا مميزًا، وتقل الأصبغة في جسمه وشعره.
يمكن أن يحدث نقص التغذية بالبروتينات والطاقة لأي شخص إذا لم يتلقَ الغذاء الكافي، سواء بسبب نقص في توفّر الطعام، أو بسبب فقدان الشهية العصبي. يمكن أن يكون هذا مشكلة خطيرة تتطلب العناية الطبية والتغذية السليمة لمعالجتها والوقاية منها.
ما هي أعراض وعلامات سوء التغذية ؟
تتضمن أعراض سوء التغذية الآتي:
- فقدان الوزن غير الطبيعي.
- فقدان العضلات.
- فقر الدم.
- الإسهال المزمن.
- انكماش الأعضاء الحيوية، كالقلب والرئتين والمبيضين أو الخصيتين، وضَعف وظيفتها تدريجياً.
- فقدان القدرة على هضم الطعام جيدًا بسبب نقص إنتاج الأحماض والإنزيمات الهاضمة في المَعِدة.
- ضَعف المناعة.
- التهيج وسرعة الغضب.
- صعوبة التركيز.
- التورم والوذمة الناجمة عن انحباس السوائل تحت الجلد.
- انخفاض درجة حرارة الجسم وزيادة الحساسية للبرد.
- تناقص الكتلة العضلية والضَّعف العام.
- انخفاض مؤشر كتلة الجسم (BMI).
- نقص في الفيتامينات والمعادن.
- تغيرات في المزاج العام، مثل الكآبة.
يمكن أن يؤدي سوء التغذية إلى شعور الشخص بالتعب والضَّعف وتنخفض قدرته على الشفاء من الأمراض.
قد تكون أعراض نقص الغذاء صعبة التمييز، ويمكن أن تحدث بشكل تدريجي جدًا، مما يجعل من الصعب رؤيتها في مراحل نقص التغذية المبكرة.
في قطاع غزة، تزيد مشكلة سوء التغذية عندما تجتمع مع ظروف القصف والتهجير، إذ إن القصف والتهجير يمكن أن يؤدِّيا إلى نقص في المواد الغذائية، وصعوبة الوصول إلى الغذاء بسهولة، مما يزيد من مخاطر سوء التغذية بشكل كبير.
ما هي أسباب وعواقب سوء التغذية ؟
تُعتبر الظروف الطبية والأمراض أيضًا عوامل أخرى تزيد من احتمالية حدوث سوء التغذية، فهي تجعل الجسم بحاجة إلى مزيد من العناصر الغذائية، أو تقلل من قدرة الجسم على امتصاص أو استخدام العناصر الغذائية. وهذه الأمراض تشمل:
- السرطان.
- أمراض الكبد.
- أمراض الجهاز التنفسي المزمنة.
- اضطرابات الصحة النفسية، مثل الاكتئاب وفقدان الشهية.
- أمراض الهضم، مثل التهاب الأمعاء والتهاب القولون التقرحي.
- التليف الكيسي.
- الكسور، بعد العمليات الجراحية الكبرى، أو نتيجة قصف حربي كبير كما هو الحال في القطاع.
- الخرَف ومرض ألزهايمر.
- صعوبة البلع.
- القيء المستمر.
- الإسهال.
الأسئلة الأكثر شيوعًا
هل سوء التغذية يؤثر على النمو؟
ما هو الفرق بين سوء التغذية ونقص الغذاء؟
ما الفرق بين سوء التغذية والمجاعة؟
هل سوء التغذية يؤثر على النفسية؟
هل سوء التغذية يؤدي إلى فقر الدم؟
تجدر الإشارة هنا إلى أن بعض أنواع الأدوية والتركيبات تزيد من خطر سوء التغذية، وبالنسبة للأشخاص الذين يواجهون مشكلة سوء التغذية في قطاع غزة، فإن الوضع الاجتماعي والجسدي وعوامل التقدم في السنّ يمكن أن تزيد من هذا الخطر أيضًا.
من الضروري تقديم الدعم الطبي والغذائي لهؤلاء الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية بأسرع وقت.