صحــــتك

حوادث أخطاء تناول الأدوية.. أسبابها وطرق منعها

الدواء
تمتلئ الكتب الطبية والمجلات العلمية، بل أحيانا صفحات الجرائد وبرامج الحوار التلفزيونية بحوادث لأخطاء طبية، يتعلق كثير منها بإعطاء أدوية بدلا من أدوية أخرى عن طريق الخطأ أو بجرعات خاطئة. ويكون لذلك مضاعفاته الضارة والتي قد تصل أحيانا إلى الوفاة أو إلى إصابات وإعاقات دائمة.


وهذا المقال يهدف لإلقاء الضوء على أسباب هذه الأخطاء وتداعياتها وسبل التعامل معها والتقليل من حدوثها، وذلك بشكل علمي دون مبالغة أو تفريط.

* هل يمكن منع الأخطاء الطبية؟
أغلب هذه الأخطاء هي أخطاء بشرية، والثابت أنه رغم كل التدابير فهذه الأخطاء تستمر في الحدوث، ربما يرجع ذلك إلى أن الخطأ من الطباع البشرية. وبحسب إدارة الغذاء والدواء الأميركية، فقد تلقت 30 ألف تقرير منذ عام 1992، وحتى أكتوبر/تشرين الأول من عام 2015 بحالات لإعطاء أدوية بشكل خاطئ، مع العلم أن هذه البلاغات كانت طوعية مما يعني أن هناك الكثير من الحالات الأخرى التي لم يتم الإبلاغ عنها.

وفي دولة شبيهة إلى حد ما بدولنا، أشارت دراسة إيرانية نشرت عام 2013 إلى أنه خلال مدة الدراسة (3 شهور) فقد كانت نسبة أفراد التمريض الذين ارتكبوا أخطاء من هذا النوع تصل إلى 65 ٪ تقريبا من مجموع عدد العينة المدروسة، وأكثر من 30 ٪ كانوا على وشك ارتكاب أخطاء وتم تلافيها في اللحظات الأخيرة، كان متوسط عدد الأخطاء خلال مدة الدراسة للممرضة الواحدة 7.4.

أما في الأردن، فبحسب دراسة، قد كانت نسبة المخطئين خلال ثلاثة أشهر أيضا 42.1 ٪، بينما كان متوسط عدد الأخطاء للفرد الواحد في هذه المدة 2.2. وأجريت دراسة أخرى في الدنمارك وقد كانت الأعداد أقل كثيرا.



* لماذا هذا التفاوت في نسب الخطأ بين الدراسات المختلفة؟
قد يعود ذلك إلى اختلاف ردود الفعل نحو هذه الأخطاء، وهو ما يفتح سؤالا مهما عن العقوبة التي يجب تطبيقها على من يرتكبون هذه الأخطاء والهدف من العقاب، إذا ما قوبلت هذه الأخطاء بردود فعل شديدة العنف ولوم شديد فذلك لن يؤدي إلى منع هذه الأخطاء، فكما ذكرنا الأخطاء البشرية لا يمكن منعها بشكل كامل، فقط سيؤدي العقاب شديد العنف إلى إخفاء هذه الأخطاء وعدم الإبلاغ عنها حال وقوعها، بل قد يؤدي إلى ارتكاب أخطاء طبية وأخلاقية أكبر.

وإخفاء الأخطاء والتلكؤ في الإخبار عنها سيؤدي فيما بعد لغياب المعلومات وبالتالي عدم قدرة النظام على تصحيح نفسه وتلافي مسببات هذه الأخطاء، فهي لم تعد مرصودة بالنسبة له.

وعلينا أن ندرك أن الفلسفة الأساسية تكمن في منع وقوع الأخطاء قدر الإمكان، ليس الهدف أن تكون العقوبة تعسفية أو انتقامية، خاصة وأن أغلب المخطئين كانوا يتفانون في تقديم الخدمة سواء قبل وقوع الخطأ وربما في أثنائه وبعده.

* ما هي ملابسات أغلب هذه الأخطاء؟
1- أغلب الأخطاء كانت إعطاء جرعات مخالفة لتلك المطلوبة أو بمعدلات أكبر خلال التقطير أو الضخ الوريدي، على سبيل المثال أحد تلك الأخطاء المسجلة كان نتيجة أمر بإعطاء الإنسولين وكتبت الجرعة 20 U أي عشرون وحدة، إلا أن U قرئت كصفر وأعطي المريض 200 وحدة.

2- هناك أخطاء قد نتجت عن استخدام اختصارات بدلا من الأسماء الكاملة للعقاقير.
3- أحيانا كانت الأخطاء نتيجة لغياب بعض المعلومات الدوائية.
4- بعض الأخطاء كانت لغياب التدريب الكافي، وهو ما لا ينفي أن الأعلى تدريبا والأكثر خبرة معرضون كذلك للخطأ، بل أن هناك دراسات أشارت إلى أنه لا يوجد فارق إحصائي مؤثر في نسب الأخطاء مع تفاوت الخبرة أو العمر أو فترات المناوبة.
5- لوحظ أن هناك علاقة بين نسب الأخطاء المرتكبة وبين عدد المرضى لكل فرد من أفراد التمريض (كان ذلك في دراسة سعودية ودراسات أخرى).

* كيف نقلل من هذه الأخطاء؟
1. قد تمر أغلب هذه الأخطاء بشكل لا يسبب أي ضرر للمريض، لكن الإبلاغ عنها هو واجب أخلاقي وطبي، لذلك يجب تحفيز أفراد الفريق الطبي على الإبلاغ عن هذه الأخطاء واعتبار ذلك فرصة هامة لدراسة الممارسة الطبية وتحديد أي مشاكل تخصها وبالتالي وضع السياسات المناسبة التي تكفل تلافي مثل هذه الأخطاء.
2. عقد دورات تدريبية عن سبل الأمان الدوائي.
3. زيادة الثقافة الدوائية بشكل عام وبين أفراد الجمهور.
4. وضع علامات مميزة على الأدوية الأخطر.
5. على شركات الأدوية تصنيع عبوات دوائية، ذات أشكال وألوان غير متشابهة.
6. هناك تجربة أميركية أدت لخفض هذه الأخطاء بنسبة 84 ٪ تعتمد على البار كود، حيث إن عربة الأدوية التي تجرها الممرضة تحتوي على كمبيوتر وسكانر، يستخدم السكانر لقراءة سوار ملتف حول معصم المريض يحوي البار كود الذي يخصه، وهو ما يعرض قائمة بالأدوية التي يتعاطاها ذلك المريض، ثم تقوم الممرضة بقراءة البار كود على كل دواء من أدوية ذلك المريض، إذا اكتشف الجهاز أي عدم تطابق يعطي تنبيها بذلك.
7. الأدوية التي تتشابه أسماؤها التجارية، يجب أن تشكل لجنة لدراسة هذه التشابهات وتغييرها.
8. يجب أن يكتب على كل دواء، وتحت اسمه، بشكل مختصر وواضح معلومات أساسية عن الدواء، ويجب ألا تكون تلك المعلومات مطولة، كذلك يجب أن تكون موجهة، بحيث تجذب العين وتذكر بالدواء واستخدامه وطريقة تعاطيه الأساسية.
9. كما يتم تتبع الأخطاء في المستشفيات فيجب كذلك تتبعها في المجتمع بشكل عام، في الصيدليات والبيوت لدراسة تلك الحالات ووضع الاستراتيجيات المناسبة لمنعها.



* ما هو دور المريض؟
1. عليك مراجعة الصيدلي والتأكد من حصولك على الدواء الصحيح.
2. عليك معرفة الدواء الذي تتناوله جيدا ولأي سبب.
3. عليك أن تتأكد من معرفتك بأي وسيلة عليك أن تتناول الدواء (شراب، الحقن عن طريق الوريد أو العضل أو تحت الجلد....).
4. عليك أن تلم بالتعليمات جيدا.. فتناول الدواء ثلاث مرات يوميا يختلف عن تناوله كل ثماني ساعات بشكل منتظم..
5. يجب أن تقرأ ما دوّن على الدواء بشكل دقيق في كل مرة تتناوله فيها، في المساء قد تخطئ نقط العين مع نقط الأذن أو تخلط بين دواء ابنك الأكبر والرضيع.
6. استخدم المقياس الموجود مع الدواء وليس ملعقة.
7. إذا شككت اسأل ثم اسأل ثم اسأل..

وأي تغير في شكل الدواء المعتاد أو طريقة تعاطيه أو في اسمه أو أي شيء يثير شكك وحفيظتك، عليك أن تسأل وتتوخى الحذر.. وإذا ما نسيت لا تتردد في سؤال طبيبك أو الصيدلي، وكما يقال (الأسئلة لا تؤذي لكن الدواء الخاطئ يفعل).
آخر تعديل بتاريخ
21 فبراير 2020
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.