مع حلول بشائر فصل الربيع، يقوم البعض بترتيب وتلميع وتنظيف وتطهير منازلهم من الباب إلى المحراب كما يقول المثل الشعبي، ولكن هناك مَن تتجه أنظاره إلى أحشائه، وتحديداً إلى قولونه (القولون، أو الأمعاء الغليظة) من أجل تنظيفه هو الآخر.
يزعم مناصرو تنظيف القولون أنه يوفر العديد من الفوائد الصحية، ولكن يجب ألا يغيب عن البال بأن مخاطر محتملة قد تكون في انتظار من يلجأ إليه.
ملخص المقال:
- تنظيف القولون
- يشير المقال إلى طرق تنظيف القولون باستخدام السوائل لإزالة الفضلات من الجهاز الهضمي، ويتم ذلك في مراكز طبية متخصصة بإشراف طبيب.
- العملية تتضمن أربع مراحل، وتستغرق نحو 45 دقيقة داخل دائرة مغلقة. - فوائد ومخاطر تنظيف القولون
- يدّعي مناصرو تنظيف القولون أنه يزيل السموم، ويحسّن الهضم، ويعزز الصحة العامة، ويساعد في فقدان الوزن.
- ومع ذلك، تُظهِر دراسات قليلة دعمًا لبعض هذه الفوائد، مع وجود مخاطر محتملة مثل الوجع، الغثيان، والإصابة بالعدوى. - نصائح ومحاذير
- يُنصح بالتحدث مع الطبيب قبل إجراء عملية تنظيف القولون واختيار مختص مؤهل.
- تقديم بدائل صحية مثل الصوم، وشرب الكثير من الماء، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف. - الملاحظات الأخيرة
- يجب فصل تنظيف القولون عن تنظيره، ويُشدد على ضرورة استشارة الطبيب قبل اللجوء لأي إجراء.
- يُحذر من استخدام المستحضرات العشبية، ويُشير إلى أن فقدان الوزن بعد التنظيف قد يكون ناتجًا عن فقدان البراز وليس الدهون.
تنظيف القولون.. ماذا يعني؟
تنظيف القولون (ويسمى أيضا العلاج المائي للقولون، أو ري القولون)، هو غسل القولون بالسوائل لإزالة وطرد الفضلات التي تسرح وتمرح فيه. يجري تنظيف القولون من قبل معالِج مختص في أحد المراكز الطبية وتحت إشراف الطبيب. تتم عملية التنظيف، التي تستغرق عادة 45 دقيقة، على 4 مراحل:
- المرحلة الأولى: وفيها يتم إدخال أنبوب صغير بطول 1.5 بوصة في المستقيم، ويكون المريض في وضعية الاستلقاء.
- المرحلة الثانية: وفيها يتم ضخ الماء إلى جوف القولون.
- المرحلة الثالثة: تدليك البطن اللطيف للمساعدة على طرد النفايات والفضلات.
- المرحلة الرابعة: يتم طرد الفضلات من خلال أنبوب مختلف عن ذلك الذي جرى إدخال الماء عبره.
تجري عملية غسل القولون في دائرة مغلقة، وهي ليست مؤلمة، ويُستعمل فيها جهاز يقوم بضبط الحرارة والضغط وكمية الماء المنسابة إلى داخل القولون.
فوائد غسل القولون
عُرف غسل القولون منذ القدم من قبل المصريين واليونانيين، وقد ذاع صيته في السنوات الأخيرة وأصبح شائعًا لتحسين الحالة العامة وإنقاص الوزن.
يدّعي ممارسو غسل القولون أن الهدف الأساسي من الغسل هو طرد الفضلات والنفايات الراكدة التي يمكن أن تكون سامة للجسم، وأنه يمكن جني الفوائد الآتية منه:
- يزيل السموم والنفايات والطفيليات من الجهاز الهضمي.
- يحسّن من عملية الهضم.
- يشحذ من طاقة الجسم.
- يساعد على فقدان الوزن.
- يساعد في علاج الإمساك المزمن.
- يحسّن من صحة جهاز الهضم لدى المصابين بمتلازمة القولون العصبي.
- يقلل من مخاطر الإصابة بسرطان القولون.
- يعزز عمل الجهاز المناعي.
- يحسّن القدرة على التفكير.
- يعالِج بعض أنواع الصداع والحساسية والخمول والربو والتهاب المفاصل وإدمان الخمرة وبعض الأمراض الجلدية.
إن معظم الادعاءات حول الفوائد المشار إليها أعلاه غير مثبتة علميًا، وتفتقر إلى الدعم العلمي. هناك دراسات محدودة للغاية تقول إن غسل القولون يفيد في متلازمة القولون العصبي وفي الوقاية من سرطان القولون، ولكن هناك حاجة ملحة إلى إجراء المزيد من البحث لوضع النقاط على الحروف.
المخاطر المحتملة لتنظيف القولون
قد تكون عملية غسل القولون حبلى بالمخاطر التي يجب على كل من يفكر في اللجوء إليها أن يكون على بينة منها، وتضم هذه المخاطر ما يلي:
- وجع البطن.
- الغثيان.
- التقيؤ.
- النفخة البطنية.
- حس الامتلاء.
- الوجع حول الشرج.
- انثقاب الأمعاء.
- اختلال التوازن البكتيري في الجهاز الهضمي.
- العدوى.
- الجفاف.
- تعطيل عمل البكتيريا النافعة التي تقطن في الأمعاء.
- تجمع السوائل في الرئتين.
- زعزعة التوازن والاستقرار بين الكهارل.
- مشكلات في القلب.
- الغيبوبة.
نصائح لغسل آمن للقولون
إذا كنت مُصرًا على غسل القولون على الرغم مما ينطوي عليه الإجراء من مخاطر محتملة، فإننا نسوق إليك بعض النصائح الضرورية للتقليل من تلك المخاطر:
- ناقِش مع طبيبك لمعرفة إن كنت مؤهلًا لعملية الغسل تفاديًا للمضاعفات.
- اشرب الكثير من السوائل قبل وبعد عملية الغسل لمنع خطر التعرض للجفاف.
- اختر مختص الرعاية المؤهل للقيام بعملية غسل القولون.
- تأكد من سلامة وتطهير وتعقيم المعدات المستعملة في عملية الغسل لتفادي مخاطر العدوى.
محاذير غسل القولون
على الفئات الآتية تفادي غسل القولون، لأن العواقب قد تكون وخيمة للغاية، مثل الجفاف، والفشل الكلوي، والتهاب البنكرياس، وانثقاب الأمعاء، وفشل القلب، والعدوى، وتسمم الكبد، وتشمل هذه الفئات:
- المصابون بأمراض القلب.
- المصابون بأمراض الكلى.
- المصابون بداء الرتوج المعوية.
- المصابون بالبواسير الشديدة.
- المصابون بالتهاب القولون التقرحي.
- المصابون بداء كرون.
- المصابون بنقص التروية في القولون.
- أولئك الذين خضعوا لعمليات جراحية سابقة في القولون.
هل مِن بديل صحي لغسل القولون؟
إذا كان الهدف من غسل القولون هو تخليصه من السموم وتحسين صحته، فإن الوسائل الطبيعية الآتية يمكن أن تحقق بيت القصيد:
- الصوم.
- شرب الكثير من الماء.
- شرب الماء المالح على معدة فارغة.
- تناول نظام غذائي غني بالألياف.
- شرب عصير الليمون والعسل على معدة فارغة.
- شرب عصائر الفواكه والخضراوات.
- تناول شاي الأعشاب.
- شرب الزنجبيل.
- تناول مكملات زيت السمك.
- تناول الأطعمة المخمرة.
- تفادي اللحوم الحمراء.
- تجنب التدخين وشرب الكحوليات.
نظرية التسمم الذاتي
يدّعي مناصرو الطب البديل أنه كما تقوم بغسل شَعرك بالشامبو بشكل روتيني، فإنه يجب عليك أن تقوم بتنظيف القولون دوريًا معتمدين على نظرية التسمم الذاتي القديمة التي تقول إن الفضلات تتجمع في القولون مع مرور الوقت وتبقى راكدة فيه، ما يقود إلى تشكل السموم وانتشارها في كافة أنحاء الجسم، ولكن البحوث العلمية التي جرت في القرن الماضي فشلت في إثبات هذه النظرية، وتبين أنها غير صحيحة، ومع ذلك ما زال هناك دعاة يؤمنون بها على الرغم من مفهومها الخاطئ.
يقول الخبراء الضالعون في موضوع تنظيف القولون إنه لا يوجد شيء اسمه التسمم الذاتي، فجسم الإنسان يملك الترسانة اللازمة لتطهير نفسه جيدًا من السموم عن طريق البول والعَرَق والبراز والتنفس.
بعض الملاحظات عن تنظيف القولون:
- يخلط البعض بين غسيل القولون وتنظير القولون، فشتان ما بين الاثنين، فالأول، أي غسيل القولون، يعني شطف القولون بالماء. أما الثاني، أي تنظير القولون، فهو اختبار يسمح للطبيب برؤية جوف القولون الداخلي باستعمال أنبوب مرن مزود بكاميرا في نهايته تمكِّن من مشاهدة جوف القولون. يمكن اللجوء إلى غسيل القولون من أجل التمهيد لعملية تنظير القولون.
- إن تنظيف القولون ليس مناسبًا للجميع، من هنا تأتي أهمية أخذ رأي الطبيب.
- لا يستحسن استعمال المستحضرات العشبية في عملية تنظيف القولون، فقد ارتبط بعضُها بالإصابة بتسمم الكبد وفقر الدم اللاتنسجي aplastic animia.
- هناك العديد من المنتجات التي توجد في السوق على شكل كبسولات أو مساحيق أو شاي، تحتوي على ألياف نباتية وملينات طبيعية، تدّعي أنها تقدِّم فوائد مماثلة لعملية غسيل القولون. إذا اخترت أحد هذه المنتجات فإنه عليك أن تستشير طبيبك حول طبيعة مكوناتها ومدى فائدتها.
- قد تفقد الوزن بعد غسيل القولون، وهذا أمر طبيعي لأنك تفقد البراز الماء، ولكن يجب أخذ العلم أنه لا يمكن فقدان الدهون بهذه الطريقة.
نهايةً، تتضمن عملية تنظيف القولون تدوير كميات كبيرة من الماء في قلب القولون لتخليصه من فضلاته ونفاياته. يقوم معالِج مختص بصحة القولون بعملية التنظيف تحت إشراف الطبيب. قد يكون تنظيف القولون مفيدًا لأولئك الذين يعانون من مشكلات معيّنة محدودة للغاية، ولكن يجب الحذر من اللجوء إلى هذا الخيار لاعتبارات أخرى غير تلك التي يسمح بها الطبيب، خاصة وأن فكرة تنظيف القولون، التي تدعي أنها تخلّص الجسم من مخلفاته وتقدم فوائد صحية، هي فكرة لم ينجح العلم في إثباتها، ناهيكم بالمخاطر المحتملة التي قد تنجم عنها. هناك طرق طبيعية ألطف لتنظيف القولون، وهي آمنة تمامًا إذا ما تم إجراؤها بشكل صحيح.
المصادر:
Are Colon Cleanses Useful or Unnecessary? | Everyday Health
Is Colon Cleansing Necessary? | Everyday Health
4 Things You Should Know About Colon Cleansing
10 Natural Remedies for Colon Cleansing: Are They Safe?
Colon Cleanse: What You Need to Know - Healthline