صحــــتك

تكدس السكان في رفح وتأثيره على صحة الإنسان

الصورة
مصطفى سعيد

تكدس السكان في رفح.. يستمر عدد الوفيات والإصابات في غزة في الازدياد بسبب اشتداد الأعمال العدائية من الاحتلال، فقد ث أدت أعمال الاحتلال العدوانية إلى نزوح معظم سكان غزة إلى مدينة رفح، مما أدى إلى تكدس السكان الشديد في رفح، والذي أدى بدوره إلى اختلال نظم الصحة والصرف الصحي والمياه، وقد بدأت بعض الآثار المقلقة في الظهور بالفعل.

فقد أدى نقص الوقود إلى إغلاق محطات التحلية للمياه، مما أدى إلى زيادة أعداد الإصابة بالعدوى البكتيرية، وانتشار الإسهال بسبب استهلاك الناس للمياه الملوثة. وأدى النقص في الوقود أيضًا إلى وقف وتعطيل عمليات جمع النفايات الصلبة، مما أوجد بيئة تسهل عملية الانتشار السريع والواسع للحشرات، والقوارض والتي بإمكانها أن تنقل الأمراض.

ومن المثير للقلق أيضا هو تكدس قرابة 1.5 مليون من النازحين في جميع أنحاء قطاع غزة، وخاصة أولئك الذين يعيشون في الملاجئ الشديدة الاكتظاظ بالسكان، ولا يمكن لهم الوصول إلى المرافق الصحية للعلاج، ولا للمياه الآمنة للشرب، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض المُعْدية. وتعمل منظمة الأونروا التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة التابعة لغزة على توسيع نطاق عملية نظامية مرنة لمراقبة الأمراض، خاصةً المعدية منها، في العديد من هذه الأماكن والمرافق الصحية، حيث تعد الاتجاهات الحالية لانتشار الأمراض مقلقة للغاية.

تكدس السكان في رفح.. انتشار الأمراض المعدية

تشهد غزة ارتفاعًا في معدلات الأمراض المعدية، فقد تم الإبلاغ منذ منتصف أكتوبر عن حدوث أكثر من 100,000 حالة من حالات الإسهال، وأغلبهم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، ويعادل هذا العدد من الحالات 25 مرة ما قد أُبلغ عنه قبل الصراع.

كما بلغت أعداد الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي العلوي أكثر من 150000 حالة، وحالات عديدة من التهاب السحايا والجرب والطفح الجلدي والجدري والقمل. كما زادت نسبة الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي A، إذ يعاني العديد من الناس من علامات اليرقان.

وفي الوضع الطبيعي؛ يستطيع جسم الإنسان السليم أن يكافح بعض هذه الأمراض بسهولة أكبر، ولكن الجسم المريض والضعيف سوف يعاني أكثر، إذ يُضعِف الجوعُ مناعةَ الجسم ويفتح الطريق أمام المرض.

ويمكن أن يزيد سوء التغذية من احتمال وفاة الأطفال بأمراض مثل الإسهال والحصبة والالتهاب الرئوي، وخاصةً في بيئة يفتقر فيها السكان والنازحون إلى الحصول على الخدمات الصحية الطارئة والأساسية للحياة.

وحتى إذا نجا الطفل وبقي على قيد الحياة، يمكن للهزال أن تكون له آثار على مدى الحياة، لأنه يعوق النمو ويؤثر على النمو المعرفي.

كما تتعرض الأمهات المرضعات بشدة لسوء التغذية، إذ يعد حليب الأم من أفضل الأغذية التي يمكن أن يحصل عليه الطفل. ويحمي ذلك الطفل من نقص التغذية ومن خطر الإصابة بأمراض مميتة مثل الإسهال، وخاصةً عندما يكون من الصعب الحصول على مياه الشرب المأمونة. 

ويزداد هذا الوضع سوءًا بسبب عدم تغطية نظام المراقبة للأمراض، بما في ذلك الكشف المبكر عن الأمراض ومقاومتها. كما أن قلة الاتصال بالإنترنت والعمل بالهاتف تزيد من تقييد القدرات على الكشف المبكر عن الأمراض المنتشرة والتصدي لها بفعالية.

تكدس السكان في رفح.. نقص الغذاء وانتشار الجوع في ظل نقص المساعدات

في ظل الحصار المفروض من قبل الاحتلال الظالم ومنع دخول المساعدات والإمدادات الغذائية، يتعرض يوميًا أكثر من مليون ونصف نازح إلى نقص الغذاء والجوع، مما قد يؤثر على صحة النازحين، لا سيما أصحاب الأمراض المزمنة كمرضى السكري والفشل الكلوي، إذ يلجأ البعض إلى استخدام الطحين والذرة بدلًا عن القمح لعدم توافره. تعيش معظم الأُسر الآن أياماً كاملة بدون أن تأكل أو تشرب شيئًا على الإطلاق، ويسير الأطفال في الشوارع الممتلئة بالنفايات بحثاً عن أي بقايا للطعام يمكنهم العثور عليها، ويموت الأطفال حديثو الولادة الرضع من الجوع والمرض. كما أن الآباء يَبقون بلا طعام ولا شراب، في محاولةٍ منهم لإعطاء أي شيء من الطعام والشراب يمكن أن يجدونه لأطفالهم، ولكن يظل سوء التغذية مرتفعًا للغاية، إذ يتعرض الأطفال والأمهات المرضعات والنساء الحوامل أكثر من غيرهن لسوء التغذية، ولكن يعاني جميع النازحين تقريبًا في غزة الآن من الجوع، ويواجهون أزمات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي.

تكدس السكان في رفح.. نقص الصرف الصحي والنظافة الصحية وانهيار النظام الصحي يزيد المعاناة

بعد أن شُرِّد أكثر من 1.9 مليون فلسطيني من منازلهم، يعيش 1.4 مليون منهم في ملاجئ مكتظة بالسكان. وتهيئ هذه الظروف زيادة مستمرة في الأمراض المعدية، إذ لا يوجد اليوم في غزة في المتوسط سوى حمام واحد فقط لكل 4500 فلسطيني، ومرحاض واحد فقط لكل 220 شخص. في حين ما تزال المياه النقية قليلة، وهناك أعداد متزايدة من التغوط في الهواء الطلق. هذه الظروف المتزامنة تجعل خطر انتشار الأمراض المعدية مؤكدًا.

ومن المثير للشفقة أن الوصول إلى الخدمات الصحية بات في جميع أنحاء غزة في انخفاض مع استمرار الحرب وتدهور النظام الصحي. ومع تدهور النظام الصحي وانكفائه على ركبتيه، فإن السكان الذين يواجهون المزيج المميت من الجوع والمرض لن يكون أمامهم هناك سوى خيارات قليلة.

فسكان غزة والنازحون الذين عانوا بما فيه من الكفاية بالفعل، يواجهون الآن في كل مكان الموت من الجوع أو الأمراض التي كان بالإمكان علاجها بسهولة من خلال النظام الصحي الفعال. فلذلك يجب أن تتوقف هذه الإبادة، ويتدفق الغذاء والدواء والمساعدات الأخرى بكميات أكبر بما يكفي احتياج النازحين. وتكرر منظمة الصحة العالمية نداءها إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

تكدس السكان في رفح.. الآثار الاجتماعية والنفسية

وتأتي الآثار الاجتماعية والنفسية نتيجة:

  • الكثافة السكانية العالية في المنازل والمدارس والمخيمات والعيادات.
  • كثافة مخيمات النزوح العالية، وخاصة المباني والطرق المزدحمة، وامتلاء الأماكن العامة، بما في ذلك ساحات لعب الأطفال وأماكن التجمع.
  • زيادة العبء على الهياكل الأساسية والمرافق العامة غير الكافية، بما فيها إمدادات المياه والكهرباء، والطرق والخدمات العامة، والصحة والتعليم. 

 ويؤثر تكدس السكان في رفح بطرق عديدة على جميع سكان مخيمات اللاجئين، وتترتب على هذا التكدس آثار اجتماعية ونفسية بسبب:

  • افتقار الناس إلى الخصوصية الشخصية.
  •  التعرض لسلوك الأسر الأخرى وأنشطتهم الشخصية بين الأسر وبعضها.
  •  ازدحام السكان.
  • ازدحام الخدمات الاجتماعية المثقلة.

1. الآثار الاجتماعية والنفسية لتكدس السكان في رفح:

الآثار الاجتماعية:

  •  يساهم تكدس السكان في حدوث مشكلات بعيدة المدى، مما يشكل تأثيرًا على العلاقات الاجتماعية في داخل المنزل والمجتمع أيضًا.
  •  يرتبط نزوح السكان في المدارس بوقف العملية التعليمية، مما أدى إلى تدني مستوى التعليم وانتشار الأمية.
  •  كما يزيد التكدس من افتقار حصول المرأة على المستلزمات الاجتماعية والاقتصادية؛ ويزيد ذلك من مسؤولياتهم والعبء عليهم في المنزل.

2. الآثار النفسية:

تترتب على تكدس السكان آثار نفسية مباشرة وغير مباشرة:

  • يرتبط انعدام الخصوصية بالاكتئاب وغيره من النتائج السلبية على الصحة النفسية.
  • يسهم التكدس في حالات الإحباط النفسي التي يمكن أن تؤثر بدورها على الاستجابات السلوكية والقدرة على التعامل مع الأوضاع الصعبة.
  • كما تتأثر نظرة النازحين إلى الخيارات والطموحات المستقبلية تأثرًا ضارًا جراء التكدس والازدحام.

آخر تعديل بتاريخ
11 مارس 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.