صحــــتك

تأثير البرد على أهل غزة.. تداعيات خطيرة

تأثير البرد على أهل غزة.. مع بداية فصل الشتاء قامت حماس بشن هجمة مسبقة على الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر ردًا على التمادي في ظلم الشعب الفلسطيني وتهجيره وقتل النساء والأطفال، وانتهاك حرمة المسجد الأقصى. قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بالهجوم على قطاع غزة، وقام بارتكاب العديد من المجازر بحق سكان غزة، الأمر الذي وصفته المنظمات العالمية بالإبادة الجماعية، وتشرد أكثر من مليوني شخص.

في الوقت نفسه هدد طقس الشتاء والظروف المناخية الصعبة والأمراض والمجاعة وتكدس الملايين في الخيام حياة النازحين، إذ تؤدي الرياح الباردة والأمطار الغزيرة والفيضانات إلى تفاقم الكارثة وتدهور الحالة الإنسانية.

وتعد غزة واحدة من أكثر الأماكن ازدحامًا بالسكان في العالم، وتمثل غزة فقط شريطًا من الأرض مساحته 141 كيلومترًا مربعًا، وهي موطن سكَن لـ 2.1 مليون فلسطيني، 81 % منهم لاجئون. تابع معنا لتعرف تأثير البرد على أهل غزة..

تأثير البرد على أهل غزة.. مناخ غزة

غزة أصلًا شديدة التعرض للتغير في المناخ، ويكون ذلك التعرض لموجات من البرد المتكررة في أشهر الشتاء، وترتفع درجات الحرارة فيها بنسبة 20% أسرع من أي مكان آخر في العالم. وقد قامت لجنة الصليب الأحمر بدراسة البيئة والتغير في المناخ والنزاع المستمر دراسة مستفيضة، وقالت لجنة الصليب الأحمر الدولية، إن غزة هي "المنطقة التي يؤدي تغير المناخ فيها إلى آثار تجاوز الاحتياجات الإنسانية الناتجة عن النزاع المستمر".

ولأن غزة تقع داخل حوض البحر المتوسط، الذي يعتبره الفريق الحكومي الدولي المسؤول عن تغير المناخ بأنه منطقة معرَّضة بشدة للتقلبات المناخية القاسية، كما أشارت دائرة الأرصاد الجوية التابعة لحكومة الاحتلال الإسرائيلية عن قلقها جراء أوجه التغير المناخي في المنطقة. ففي حين أن درجات الحرارة العالمية ارتفعت بمقدار 1,1 درجة مئوية، وذلك منذ عصر ما قبل الصناعة، فإن درجات الحرارة في الأراضي المحتلة وفلسطين ارتفعت ما يعادل 1,5 درجة مئوية. ومع حلول نهاية القرن، فإنه من المتوقع لدرجات الحرارة أن ترتفع بمقدار 4 درجات مئوية.

تأثير البرد على أهل غزة.. الإسهال!

قَدِمت أكثر من مليون حالة مصابة بالإسهال الحاد إلى المرافق الصحية خلال الفترة 2009-2020 حسب البيانات الأسبوعية، وتم ربط ذلك بدرجة الحرارة ونزول الأمطار الغزيرة التي خضعت إلى التقييم باستخدام تحليل إحصائي متسلسل زمنياً، وباستخدام نماذج التأخّر غير الخطية الموزّعة.

وتم تطبيق هذه النماذج على الإسقاطات المناخية، وذلك لتقدير الأعباء المستقبلية بما فيها أمراض الإسهال الحاد التي تقل عن 2 درجة مئوية أو 1.5 درجة مئوية لسيناريوهات الاحترار العالمي. كما كان هناك ارتفاع في خطر الإصابة بأمراض الإسهال الحاد التي ترتبط بمتوسط درجة الحرارة الأسبوعي التي تتجاوز 19 درجة مئوية. وكان لدرجة الحرارة تأثير أيضًا على الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 3 سنوات، إذ بلغ عدد حالات الإسهال الحادة السنوية التي تعزى إلى ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض نزول الأمطار ما يقرب 2209، بالإضافة إلى 4070.3 في الفئة العمرية من صفر إلى 3 سنوات على التوالي.

وفي هاتين الفئتين العمريتين، يمكن أن تزداد الحالات المرتبطة بتغير درجة الحرارة بنسبة قد تزيد عن 10% تحت المستوى السائد للاحترار العالمي بدرجتين مئويتين بالمقارنة بخط الأساس، ولكن ستكون في مستوى محدود أقل من 2 % في حالة 1.5 درجة مئوية.

ومن المتوقع أن يحدث ارتفاع بمقدار 0.9% و2.7% في عدد حالات الإسهال الحادة المرتبطة بانخفاض نزول الأمطار في حالتي 1.5 درجة مئوية و2 درجة مئوية على التوالي، لدى الأطفال الذين تندرج أعمارهم بين صفر وثلاث سنوات. وستضاف آثار التغير في المناخ إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها حاليًا سكان غزة. ويمكن الاستفادة بمكاسب صحية كبيرة عند اقتصار الاحترار العالمي فقط على 1.5 درجة مئوية.

تأثير البرد على أهل غزة.. خطر انتشار الأمراض

هطول الأمطار الغزيرة في رفح وجنوب غزة ومعها الوحل والفيضانات يزيد احتمال حدوث المرض لدى آلاف الفلسطينيين النازحين الذين يعيشون في الخيام المؤقتة في هذا القطاع الصغير المحاصر من الأرض.

وفي أماكن النزوح المكدَّسة بالسكان والخيام المؤقتة، يرتفع خطر الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق المياه والتربة والالتهابات البكتيرية، في ظل تجمّع الأُسر في مراكز الإيواء من أجل أن يحصل كل منهم على الدفء. فالتكدّس، وعدم وجود صرف صحي ملائم، بالإضافة إلى ندرة المياه النقية، يُنشئ بيئة خصبة لانتشار الأمراض.

وحذّرت منظمات المساعدات العالمية من أن استنفاد احتياطيات الوقود قد يؤدي إلى نهاية خدمات إزالة النفايات وخدمات الصرف الصحي، مما يؤدي إلى زيادة المخاطر الصحية، بما في ذلك انتشار الأمراض والعدوى المنقولة بالمياه، إذ تتراكم أكثر من 400 طن من النفايات الصلبة يوميًا في مخيمات اللاجئين ومراكز الإيواء ومدارس الأمم المتحدة(الأونروا).

تأثير القنابل على المناخ والبيئة خلال الستة أسابيع الأولى فقط من الحرب على غزة

ألقت إسرائيل أكثر من 00029 قنبلة على غزة، كانت غالبية هذه القنابل تزن 2000 رطل مع آثار مدمرة تصل إلى مساحات واسعة، وتصل شظاياها إلى 1000 قدم حول نقطة الارتطام. وقام أحد مراقبي حقوق الإنسان بتقدير المتفجرات التي سقطت على غزة بحوالي 25000 طن من المتفجرات منذ 7 أكتوبر.

كما وجَد تقييم الذي أجرته الاستخبارات الأميركية بأن أكثر من نصف هذه الذخائر التي أُلقيت كانت غير موجَّهة. فقد أدَّت آلاف المتفجرات الناتجة عن حرب غزة، وقبلها حرب العراق، إلى تلويث الجو والأرض، بالإضافة إلى الفوسفور الأبيض شديد الحَرق، والذي خلَّفَ طبقة سامة أخرى في هواء وتربة غزة من المواد الكيميائية.

وكان لذلك القصف العشوائي تأثير مدمّر على الحياة والنظم الإيكولوجية والهياكل الأساسية.

كما خلّف وراءه خسائر بشرية هائلة وخسائر في البنية الأساسية، وخسائر بيئية أيضاً، تشمل انهيار شبكات المياه النقية والصرف الصحي، بالإضافة إلى الجريمة التي فعلتها إسرائيل بإغراق الأنفاق بمياه البحر، والذي أثر بدوره على إمدادات المياه العذبة القليلة واحتياطيات غزة.

 

كما أدى تحلل عشرات الآلاف من الجثث في غزة التي لم يتم العثور عليها تحت الأنقاض إلى تلوث التربة. ولا يمكن معرفة تقدير المجال الكامل للأضرار البيئية الناتجة عن تلك المتفجرات التي تم إلقاؤها على غزة بسبب قلة التدابير الراسخة وغياب الإرادة السياسية.

وتشير إحدى الدراسات الحديثة بتقديرات مبدئية أن الانبعاثات الكربونية التي نتجت خلال 60 يوماً فقط من الحرب أعظم بكثير من الانبعاثات الكربونية السنوية لما يزيد عن عشرين دولة من أكثر الدول في العالم للتعرض للتغير في المناخ.

تأثير البرد على أهل غزة.. ما دور منظمات الرعاية الصحية والمنظمات الإنسانية؟

تواجه المنظمات الإنسانية نقصًا في الوقود وقيودًا في الوصول إلى المساعدات، لذلك تجد جهودها معوقة بشدة. ويمثل توفير أي من الخدمات الأساسية، بما في ذلك الأدوية والأغذية، تحدياً يومياً من خلال معبر رفح على الحدود مع مصر، والذي يعتبر الوصلة الوحيدة مع غزة بالسلع التي تأتي من الخارج. وفي 16 نوفمبر، تم إدخال أول شحنة من الوقود إلى غزة، وكانت تحتوي فقط على 23000 لتر من الوقود، وكان مخصصًا للاستخدام من قبل الأونروا فقط. وتحتاج الأونروا إلى ما يقرب من 160000 لتر من الوقود في اليوم الواحد لتسير عملياتها الإنسانية، لذلك يوجد عجز كبير في توفير الخدمات.

بالإضافة لتعرض المرافق الصحية والمستشفيات في غزة لاستنزاف في ظل الحرب لا يمكن تخيله، إذ يعمل نظام الرعاية الصحية في حالة شبه مدمرة دون توفير الوقود الكافي إلى المولدات والحاضنات، وغير ذلك من المعدات التي يمكن أن تنقذ الحياة، إذ يضطر الجراحون إلى العمل تحت إضاءة مصابيح الهاتف فقط.

آخر تعديل بتاريخ
11 مارس 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.